اغتنم الرئيس التركي عبد الله جول الفضيحة السياسية والمالية التي تهز الحكومة ليبرز ما يميزه عن رئيس الوزراء رجب طيب أردوغان إلى حد بات يظهر في موقع المنافس له قبل ثمانية أشهر من الانتخابات الرئاسية. وفي ظرف ستة أشهر أصبح هذا الأمر من الثوابت على الساحة السياسية التركية، إذ أنه في حين يحمل أردوغان بإسهاب في خطب طويلة على جميع اعدائه ويتهمهم بمحاولة الإطاحة به وبزعزعة استقرار البلاد، يلزم جول الصمت ولا يخرج عنه إلا للدعوة إلى التهدئة والجمع بين الاتراك. والعاصفة التي اندلعت في 17 ديسمبر باعتقال عشرات أرباب العمل ورجال الأعمال القريبين من السلطة، لم تخرج عن هذا السيناريو. وندد رئيس الوزراء في مختلف انحاء البلاد "بالمؤامرة" التي قال إنها تحاك ضده مهددا بشدة ما يسميه "الدولة داخل الدولة" والتي يشكلها على حد قوله الشرطيون والقضاة الذين يقفون وراء التحقيق الذي يهدده.