· هذه الكبد لحيوانات ميتة بمعني أنها لا تكون مذبوحة علي الطريقة الإسلامية في أوائل الثمانينيات اهتز الرأي العام في مصر علي جريمة استيراد الفراخ الفاسدة، اعتبر المصريون توفيق عبدالحي المتورط في الجريمة شيطاناً.. لم يغفروا له خطيئته، رغم مرور ما يقرب من ثلاثة عقود، يعيش في صقيع أوروبا غارقاً في ملايينه الحرام، ولا يجرؤ علي العودة، بينما سلم المصريون أمرهم لله واعتبروه شيطاناً. لكن يبدو أن عبدالحي قبيل هروبه قد ترك براعم شياطين أخري، نمت وترعرعت وتكاثرت، ثم اتحدت لتكون مافيا السموم في مصر.. وهي مافيا قادرة علي إزاحة كل من يقف في طريقها.. تقدم سمومها للبسطاء وتجني المليارات بلا حساب انتهي زمن الفراخ الفاسدة.. وجاء عصر الكبدة، حيث تستورد المافيا الطن من الكبدة الأمريكية ب400 دولار فقط، ثم يباع الكيلو للمستهلك المصري بسعر 14 جنيهاً للكيلو الواحد وبينما تجرم هيئة الأغذية والزراعة الأمريكية بيع الكبدة للمواطنين الأمريكيين تقوم هيئة الخدمات البيطرية ومراكز وزارة الصحة بالموافقة علي دخول آلاف الأطنان من الكبدة الأمريكية لمصر دون ذهاب أي لجان من هيئة الخدمات البيطرية لمعرفة مصدر هذه الكبدة، لأن الولاياتالمتحدة ترفض دخول أي لجان إلي مجازرها. كانت بداية توحش مافيا استيراد الكبدة واللحوم المجمدة عام 2006 عندما استخدمت كل أسلحتها في اقصاء المعمل المركزي لتحليل متبقيات المبيدات والمواد الثقيلة برئاسة الدكتورة سهير جاد، تمكنت من استبعادها من تحليل رسائل الكبدة واللحوم المستوردة من الخارج عقاباً علي رفض جاد أكثر من رسالة كبدة كانت تحتوي علي مادة الديوكسين المسرطنة فكتب مستوردو المجمدات شكوي إلي لجنة التظلمات بهيئة الرقابة علي الصادرات والواردات مطالبين بفحص رسائل الكبدة واللحوم المجمدة عن طريق جهة واحدة فقط تحت دعوي تأخير الافراج عن الرسائل في الموانئ المصرية، وتحت ضغط مافيا الاستيراد صدر قرار من لجنة التظلمات بتاريخ 12/7/2006 بتحليل عينات الكبدة واللحوم في معامل وزارة الصحة فقط، وذلك علي الرغم من عدم وجود معامل في وزارة الصحة تحلل متبقيات المبيدات والمواد المسرطنة، وهي المواد التي كان يقوم بتحليلها المعمل المركزي لمتبقيات المبيدات والمواد الثقيلة التابع لوزارة الزرعة والذي تم اقصاؤه من تحليل رسائل الكبدة واللحوم المجمدة، ومنذ ذلك التاريخ فتحت الموانئ المصرية علي مصراعيها لدخول الكبدة الأمريكية التي تستورد بأبخس الأسعار ثم تباع بعشرة أضعاف سعرها الحقيقي وهذا ما أشار إليه تقرير السفارة الأمريكية السنوي بالقاهرة حول حجم استيراد مصر من الكبدة والكلاوي الأمريكية، والذي وصل لأكثر من 50 ألف طن سنوياً، كما أن تقرير الشئون الزراعية بالخارجية بأمريكا والصادر عام 2009 أشار إلي أن مصر منعت استيراد الكبدة الأمريكية لوجود أمراض وأوبئة ثم سمحت به بعد ذلك. وفي السياق ذاته قال الدكتور محمد طه باحث بالمركز القومي للسموم بجامعة عين شمس إنه بالفعل قرأ هذا التقرير الخطير، الذي يتضمن دخول آلاف الأطنان من الكبدة والكلاوي الفاسدة للأسواق المصرية، والدليل علي ذلك أن كيلو اللحم البلدي يباع ب 45 جنيها وتجد من يبيع «ساندوتش» الكبدة بجنيه واحد، مشيرا إلي أن هذه الكبد لحيوانات ميتة بمعني أنها لا تكون مذبوحة علي الطريقة الإسلامية، لأن جمعيات الرفق بالحيوان في أوروبا وأمريكا ترفض عملية نحر الأبقار أو الأغنام من الرقبة لهذا نجد دماء كثيفة علي اللحوم المستوردة أثناء غسلها بالماء، وقال إن وزارة الصحة الأمريكية حذرت المواطنين الأمريكيين من تناولها خوفا علي حياتهم في حين إن هناك من يستوردونها ويطعمونها للمصريين الفقراء، أما الدكتور عبدالجواد محمد أستاذ علم الفيروسات تحدث عن خطورة تناول المواطنين لهذه الكبد، مؤكدا أن هذه الأطعمة الفاسدة تحتوي علي الطفيليات وأخطرها الدودة الكبدية التي تؤثر علي عضلات الجسم، لذلك يمنعون أكلها في أوروبا والولاياتالمتحدة، وعن خطورة عدم ذبح هذه الحيوانات علي الطريقة الإسلامية قال: في حالة الذبح بطريقتنا الإسلامية يصفي دم الحيوان ويخرج الدم الفاسد وجميع الفيروسات، لكن الطريقة الأوروبية تكون بتخدير الحيوان وهذا ينتج عنه وجود تجمعات دموية بالكبد كما أنه يسبب بعض الأمراض لمن يتناولون هذه الكبد والكلاوي كما تصيب بالتسمم والارتخاء في العضلات. أما الدكتور عبدالعزيز خلف عضو لجنة الصحة بمجلس الشعب قال إن المشكلة تتمثل في تعدد أجهزة الرقابة علي الصادرات الغذائية فلدينا أكثر من 32 جهة رقابية وعند حدوث أي مشكلة مثل موضوع القمح غير المطابق للمواصفات لا يمكن تحديد من المسئول عن الكارثة من بين كل هذه الأجهزة الرقابية. وأضاف خلف: المواطن المصري صحته في خطر بسبب الممارسات التي يقوم بها كبار المستثمرين ومافيا استيراد المجمدات والذين يحصلون علي 2 مليار جنيه سنويا من صندوق دعم الصادرات والواردات وهم من يقومون باستيراد هذه الأغذية الفاسدة ولا يوجد من يحاسبهم. ومن جانبه قال الدكتور عصام رمضان خبير الصحة العامة ومدير قطاع التفتيش بهيئة الخدمات البيطرية: في حالة استيراد أي لحوم أو كبد وكلاوي من الخارج يتم إرسال فاكس لمكتب الأوبئة بباريس للتأكد أن الدولة الموردة لا يوجد بها وباء أو أمراض معدية في الحيوانات ثم ترسل لجنة للكشف علي الحيوانات والإشراف علي إتمام عملية الذبح علي الطريقة الإسلامية، مشيرا إلي أن مصر تستورد أكثر من 50 ألف طن كبد وكلاوي سنويا من الولاياتالمتحدة وهذا يعني أن اللجان البيطرية قد قامت بفحص أكثر من مليوني حيوان.