· موسكو تناطح الآن أجمل العواصم العالمية ومباني الكرملين آية من آيات الروعة والجمال · كان الجناح المصري رائعا بفضل الجنود المجهولون من مهندسي هيئة تنشيط السياحة موسكو - حمدي أربع ساعات هي المسافة الزمنية بين القاهرةوموسكو بالطيران.. وعندما تطأ قدمك أرض المطار تجد الاستقبال الدافيء رغم درجة الحرارة التي تقل عن الصفر ب7درجات يتساقط الجليد وكأنه القطن «المنتوف» والأشجار تغطيها الثلوج وكأنها ترتدي الملابس البيضاء وعلي جانبي الطريق من المطار إلي موسكو العاصمة لا تشاهد الأرض السمراء لانها مغطاة بالجليد فتظهر لك بيضاء بلون الشمع.. وآه من الهواء البارد وكأن وجهك يلامس لوح الثلج المتجمد.. مشاهد غاية في الروعة والجمال ونظام مروري حازم رغم الزحام.. سائق التاكسي لا يرغي بالكلام.. تجده صامتا كأبي الهول .. وياللهول التي كانت لزمة الراحل الفنان يوسف وهبي صاحب مسرح «رمسيس».. في موسكو الآن لا تجد الخداع والكذب والتدليس.. «موسكو» الشيوعية منذ ما يقرب من 15عاما.. بين عشية وضحاها تحتل المرتبة الأولي بين مدن العالم في عدد أصحاب المليارات، حيث يتواجد بها 74مليارديرا.. هي عاصمة جميلة ومذهلة وجذابة.. مدينة رائعة بالفعل.. وتاريخها غني وفريد ولا يتجزأ عن تاريخ العالم.. بها سبعة من المبان شاهدة علي عظمة الانسان الروسي.. مبان أمر «ستالين» ببنائها وأمر بتسخير الالمان كعمال بناء.. مبان أصبحت تاريخية وتوجد في أماكن متفرقة بالعاصمة .. قد أسرد طويلا عما رأيته وشاهدته ولكن لابد أن أشير إلي سبب تواجدي في «موسكو» ولمدة سبعة أيام هو حضور فعاليات مؤتمر ومهرجان السياحة الروسية الدولية .. مصر كانت الشريك الرئيسي في هذا المعرض وتم تكريم «زهير جرانة» وزير السياحة في احتفالية تليق بمكانة وعظمة «مصر» السياحية وبالطبع كان هناك الدور الرائع لهيئة تنشيط السياحة التي يقودها الآن باقتدار «عمرو العزبي».. هو لا يتكلم كثيرا ويعمل في صمت وليس من عاشقي الدعاية الإعلامية لنفسه .. هو يؤدي الواجب وفقا لسياسة تتمشي مع ما تبتغيه الدولة واتساقا مع خطط وزير السياحة الحالية والمستقبلية.. ولا أنسي فاعلية السفير المحترم علاء الحديدي سفيرنا في موسكو.. كان الجناح المصري رائعا بديكوراته ورونقه وجماله .. كان هناك الجنود المجهولون من مهندسي هيئة التنشيط.. كانت المهندسة «نازان» كفاءات لا يسلط الضوء عليها والحمد لله أنه لم تتم الاستعانة بمهندس ديكور من الخارج كان سيتقاضي الآلاف من الدولارات واليورات.. فعلا جهود مشكورة حتي من ناهد نظمي مستشارنا السياحي في موسكو وكازاخستان ومساعدها إسماعيل عبد الحميد.. الجميل أن منظومة العمل متداخلة ومتفاهمة.. فعلا كان معرض «الانتر ماركت» هذا العام مشرقا لأن مصر بلاد الشمس المشرقة والدافئة كانت الشريك الرئيسي والفاعل.. ولم يكن غريبا أن يؤكد «زهير جرانة» أمام الحشد السياحي العالمي أن التواجد المصري في «موسكو» يعكس العلاقات الوطيدة مع الحكومة الروسية وشعبها حتي لو كانت علاقات تجارية أو صناعية أو زراعية فامتدت وازدهرت، بل وتزداد عمقا سياحيا.. ومن حسن الطالع أن مصر استقبلت بالفعل 2مليون سائح روسي في نهاية عام 2009.. هذا الرقم يعد أكبر رقم استقبلته مصر من أي سوق خارجي.. وعليه الرجاء من الوزير «جرانة» ومن عمرو العزبي بأن يعاد النظر فيمن يتواجدون من المستشارين السياحيين في العواصم العالمية ليكون التواجد وفقا للانجاز ولإعداد السائحين المتوافدين للبلاد.. فلا محاباة أو مجاملة ولا وساطات لأن من يتغاضي عن أعمال «الكسالي» وكأنه يريد موت السياحة الدولية المستجلبة وهذه ليست سياسة أو خطة زهير جرانة أو عمرو العزبي.. لا نريد أن يكون أي مسئول في مكتب سياحي بالخارج كضيف الشرف.. نريد من يكون عمله فاعلا لا أن يكون «غافلا» مطلوب غربلة مسئولي المكاتب تمشيا مع خطة الانجاز السياحي لان السياحة هي قاطرة التنمية .. ولذلك كان «زهير جرانة» موفقا عندما أعلن في موسكو أيضا باعتزام وزارة السياحة مواصلة جهودها ودعمها لشركائها من شركات الطيران ومنظمي الرحلات وممثلي الإعلام أيضا ومنوها للحملة الإعلانية والدعائية التي تقوم بها «مصر» الآن وقوامها الحضارة المصرية العريقة ومناطق الجذب السياحي الرائعة لمقاصدنا السياحية التي وصلت للعالمية كما بالنسبة لشرم الشيخ الآن ومرسي علم وبالطبع الغردقة.. ثم العظمة في الأقصر الآن التي تغيرت 180درجة عن أيام زمان فأصبحت مفخرة بعد أن كانت في السنوات الماضية «مسخرة» بفضل جهود رائعة من عاشق لتراب مصر وتاريخها وأصالتها وآثارها وأعني به المقاتل الجسور الدكتور سمير فرج الذي أتي علي يديه «الفرج» بعد أن كانت مدينة الأقصر أسوأ من مدينة «القلج»!! بالمناسبة وزير السياحة «زهير» جلاب الخير انتهز فرصة تواجده في موسكو ولمدة ثلاثة أيام والتقي العديد من مسئولي السياحة الدولية، بل وبعض الوزراء من دول حوض البحر المتوسط وشاهدت بنفسي حرارة اللقاء مثلا مع وزير السياحة القبرصي ووزير السياحة التونسي وحتي وزيرة السياحة الفلسطينية ووزراء غالبية دول الاتحاد السوفيتي القديم.. بل إن زيارته كانت مثار اهتمام وسائل الإعلام الروسية وأحاديث صحفية لا تنتهي ولقاءات في القنوات التليفزيونية من داخل الجناح المصري الذي كان مفخرة.. ولم لا والدعاية المكثفة في شوارع موسكو عن مصر وواجهة المعرض يتصدرها إعلان كبير ورائع.. من يشاهده وكأنه يستمتع بلوحة فنية جميلة أو كمن يسمع لحنا أوبراليا خالدا.. كل ذلك بفضل عقل مستنير لا يلتفت للمعارضين الذين يفضلون الجلوس والاستمتاع بما يقدم في المواخير!! ثم هل تعلمون أن السائح الروسي عندما يحضر إلي مصر لأول مرة يكرر الزيارات ما بين أربع وخمس مرات.. ولذلك تتصارع شركات السياحة الروسية في تنويع برامجها وتقديم أجمل الخدمات بفضل النباهة المصرية التي ترفض البلادة السياحية.. في العدد القادم نسرد التفاصيل لنتحدث عن «موسكو» البلد الجميل الذي يناطح الآن أجمل العواصم العالمية ويكفي مبان «الكرملين» التي قمت بزيارتها رغم عواصف الثلج الأبيض الذي جمد أطرافي وأحسست بأن جسدي تحول إلي كتلة من الثلج المتجمد.