ما المشكلة إذن ، لعل الإجابة عند وزير الإعلام المصري أنس الفقي، أو عند رئيس ديوان رئيس الجمهورية د. زكريا عزمي، وهذا التحديد للاسمين اضطراراً ألزمني به الإعلامي الكبير الشهير حمدي قنديل عندما كتب مقاله المنشور في جريدة «المصري اليوم» يوم الاثنين الماضي بعنوان «الرصاص لا يزال في جيبي». وفي المقال استعرض قنديل مسيرته التي أعرفها في برنامجه «قلم رصاص» الذي كلما حط به في بلد عربي بعد إيقافه في مصر حيث كان الترحيب «العربي» في بداية الامر ببرنامج قنديل كي يتفضل ويقدمه عبر هذاه الشاشة العربية أو تلك ، وقد تراوحت المدد في طولها وقصرها، حتي إذا أريد للبرنامج أن يتوقف ويرحل صاحبه به كانت حجة الذين رحبوا في البداية بالرجل وبرنامجه ثم طلبوا التوقف و«كفاية كدة» أن هذا لا حيلة لهم فيه حيث قد اتي طلب الايقاف من «الناس اللي في العلالي» بعد أن جاءتهم الملاحظة العاتبة أو الغاضبة أو الشاخطة.. نوعها ليس مهما !،ولكنها في مضمونها ومجملها لا تحمل سوي عبارة الجماعة زعلانين ولا يطيب خاطر الجماعة «اللي زعلانين» بأقل من إيقاف البرنامج ليس لمدة مؤقتة، ولكن لأجل غير مسمي! فهذا ما اقتضاه اللطف في توصيل رغبة «الجماعة الزعلانين» إلي منزل صاحب البرنامج أينما سكن هو وبرنامجه ! . وراح حمدي قنديل ينتقل بما يعلق ويقول علي الشاشة لعله يصادف أرضا عربية لا تقيم وزنا لزعل أي حماعة دون جدوي! خاصة أنه لم تعلن أي «جماعة» في مصر وغير مصر عن مسئوليتها عن جريمة الزعل من البرنامج!، وقد ظلت هذه أشهر فزورة منذ توقفت فوازير رمضان في التليفزيون المصري الذي يصدرها إلي شاشات العالم العربي، ولكن حمدي قنديل أوقف برنامجه ولم يغلق عقله ولسانه، فهو يكتب ما يريد أن يقول، ويقول إذا دعي للكلام علي الشاشات ما ترغب الناس في معرفته، ولتزعل الجماعة.. أي جماعة ما شاءت الزعل! ولكن الذي فاجأني في حكاية حمدي قنديل مع الجماعات الزعلانين ما باح به في مقاله الذي اشرت إليه، فقد أفاد بأن وزير الإعلام المصري أنس الفقي قد اتصل به عبر وسيط يبلغه رسالة عن الوزير نصها:« إن الدولة علي مختلف مستوياتها ليست في خصومة معه، وانها لم تكن وراء إيقاف برنامجه سواء في دبي او في ليبيا» والرسالة إلي هذا الحد عظيمة تفيد بأن «الجماعة في مصر مش زعلانين»!، وبعد هذه الرسالة المنقولة إلي حمدي جاءته مكالمة من د.زكريا عزمي رئيس ديوان رئيس الجمهورية، والمكالمة دارت حول ذات المعني، وقد سأل رئيس الديوان حمدي عن إذا كان الوزير أنس الفقي قد طلب إليه تقديم برنامج في التليفزيون المصري، فنفي حمدي لرئيس الديوان ذلك، وكان أن اقترح رئيس الديوان أن ينعقد اجتماع لمناقشة الأمر، ويتذكر حمدي قنديل أن رسالة أنس الفقي ومكالمة د. عزمي كانتا خلال رمضان الماضي! وقد تأكد حمدي قنديل أنه لن يكون هناك هذا الاجتماع المنتظر، حيث هو لا ينتظره! كما أن وزير الإعلام لا يملك عرض تقديم برنامج جديد للتليفزيون المصري بمعرفة حمدي قنديل!، وهو الذي أعلن علي شاشة التليفزيون في أكثر من مناسبة أنه لا يتفق مع الخط السياسي للدولة ..! وهو الامر الذي يثق حمدي قنديل في انه سيعود بالجماعة في مصر إلي الزعل كحالة «عربية» مشتركة بين كافة الجماعات العربية .. المعنية بعدم زعلها من بعضها البعض!، ومع أن حمدي قنديل ليس هو الحالة الوحيدة بين المصريين في عدم الاتفاق مع الخط السياسي للدولة المصرية!، ولن يكون هذا مؤديا بالطبع إلي «زعل الجماعة» المصرية وغيرها من الجماعات العربية «الزعلانة» من أحد غير حمدي قنديل، ولذلك وغيره لا أظن أن حمدي قنديل يرضي أن يكون سببا في زعل جماعة مصر وجماعات العرب، وسيكتفي بتقديم حواراته علي شاشة حوار مع الناس المهمين في مصر وبلاد العرب والعالم . حتي يصبح «الزعل ممنوع» والرزق علي الله!.