منذ أيام قليلة وصل إلي القاهرة الدكتور محمد البرادعي قادما من العاصمة النمساوية فيينا ومن الواضح أنه شخصية رمثة الخلق تتحلي برقي المصريين حين يختلطوا بهدوء الحياة في الخارج بعيدا عن قلب الحدث وما يميز دكتور البرادعي إلي جانب خبراته العلمية ونجاحاته المعروفة في مجال الطاقة الذرية روح التحدي الشغوفة إلي التغيير نحو الأفضل والتي بدت منذ لحظة إعلانه نية الترشح علي منصب رئاسة الجمهورية ولكني لاحظت أيضا في حديثه مع كل التقدير والاحترام لأفكاره أنه ليس من هنا بل من هناك ويحمل حديثه أحلاما نحو حياة أفضل، إلا أنها ترافقها عبارات محبطة فهو يريد الترشح لرئاسة مصر، لكن الدستور الحالي يمنع ذلك ، وإذا أراد تكوين حزب جديد فرئيس لجنة الأحزاب هو السيد صفوت الشريف، ويري الدكتور البرادعي أن الحكومة تحاول الإصلاح لكن ليس في الطريق السليم أو السريع، والحقيقة أني أوافقه لكن ما يطالب به في ظل الدستور الحالي والوضع الراهن في مصر واضح لا يحتمل مجرد الشو الإعلامي.. والحقيقة أني ممن تأثروا بالأفلام العربي، وما دمت لم تلجأ إلي العمل في صمت كي تحدث انقلابا عسكريا مثل ما حدث في فيلم «رد قلبي» وكونت جماعة من الأحرار كما حدث مع شكري سرحان، وأصبحت من «الأحرار ياعلي» يساعدونك علي هدفك، يساندونك في حلم إنقاذك مصر.. لكني جلست أفكر قليلا ربما تذهب أفكاري الحالمة إلي شيء يفيد الشعب المصري من أهداف الدكتور محمد البرادعي وحلمه ونحن معه في تغيير جوهري علي أن يججنب الشعب فكرة الثورات والمطاحن والصدامات التي نشاهدها في البلدان المحيطة وتساءلت: ماذا لو تنازل د.البرادعي عن فكرة الرئاسة وتولي رئاسة الحكومة مع انتقاء الوزراء الذين أثبتوا جدارة في عملهم مع نهاية المدة المحددة للحكومة الحالية، يتولي البرادعي رئاسة الحكومة المصرية للاستفادة من خبراته وعلاقاته وأفكاره من أجل مصر، وليس كرسي الرئاسة، لكن قصة الصدام التي يحملها كل من قدم من الخارج فقط تثير مزيدا من الارتجال والتخبط، والحقيقة أني لا أبغض الرئيس مبارك وأميل كثيرا إلي معني احترام الرمز ومع شعوري كثيرا كمواطنة بالمعاناة في أمور حياتي مثل أي مواطن ومع تصريح البرادعي أن الحكومة الحالية تعمل بخطي بطيئة، إلا أني أبغض الصراعات التي تطيح بالآخرين إلي طريق مجهول. ربما إذا جاء الدكتور البرادعي إلي مصر يحمل أجندة أو خطة تحدث تطورا كبيرا وسريعا لتغيير الأوضاع الاجتماعية وأعتقد أن الحلم حينها يتحقق، لكن حديث الدكتور البرادعي عن التغيير من خلال كرسي الرئاسة ربما يكون مضيعة للوقت والجهد ونوعا من التلاعب بأحلام المصريين البسطاء وفي ظل الدستور طالما لم يتغير فعلينا الحديث علي أرض الواقع. ما رأيته في حديث د.محمد البرادعي عند وصوله رائعا لكنه يشبه من يسكب الماء أمام ظمآن في ا لصحراء صيفا وقت الظهيرة. حنان خواسك