مد فترة تسجيل الطلاب الوافدين بجامعة الأزهر حتى مساء الأربعاء    محافظ الإسماعيلية يوافق على تشغيل خدمة إصدار شهادات القيد الإلكتروني    حماس ترفض زيارة الصليب الأحمر للأسرى في غزة    وسائل إعلام أمريكية تكشف تفاصيل الاتفاق بين واشنطن وتل أبيب على اجتياح لبنان    ناصر منسي: هدفي في السوبر الإفريقي أفضل من قاضية أفشة مع الأهلي    ضبط نسناس الشيخ زايد وتسليمه لحديقة الحيوان    انخفاض الحرارة واضطراب الملاحة.. الأرصاد تعلن تفاصيل طقس الثلاثاء    أحمد عزمي يكشف السر وراء مناشدته الشركة المتحدة    صحة دمياط: بدء تشغيل جهاز رسم القلب بالمجهود بالمستشفى العام    للمرة الأولى.. مجلس عائلات عاصمة محافظة كفر الشيخ يجتمع مع المحافظ    "مستقبل وطن" يستعرض ملامح مشروع قانون الإجراءات الجنائية    فعاليات الاحتفال بمرور عشر سنوات على تأسيس أندية السكان بالعريش    بيسكوف: قوات كييف تستهدف المراسلين الحربيين الروس    بعد 19 عامًا من عرض «عيال حبيبة».. غادة عادل تعود مع حمادة هلال في «المداح 5» (خاص)    «إيران رفعت الغطاء».. أستاذ دراسات سياسية يكشف سر توقيت اغتيال حسن نصر الله    كيفية التحقق من صحة القلب    موعد مباراة الهلال والشرطة العراقي والقنوات الناقلة في دوري أبطال آسيا للنخبة    الأربعاء.. مجلس الشيوخ يفتتح دور انعقاده الخامس من الفصل التشريعي الأول    للمرة الخامسة.. جامعة سوهاج تستعد للمشاركة في تصنيف «جرين ميتركس» الدولي    ضبط نصف طن سكر ناقص الوزن ومياه غازية منتهية الصلاحية بالإسماعيلية    مؤمن زكريا يتهم أصحاب واقعة السحر المفبرك بالتشهير ونشر أخبار كاذبة لابتزازه    تفاصيل اتهام شاب ل أحمد فتحي وزوجته بالتعدي عليه.. شاهد    الرئيس السيسي: دراسة علوم الحاسبات والتكنولوجيا توفر وظائف أكثر ربحا للشباب    الأمن القومي ركيزة الحوار الوطني في مواجهة التحديات الإقليمية    القاهرة الإخبارية: 4 شهداء في قصف للاحتلال على شقة سكنية شرق غزة    أمين الفتوى يوضح حكم التجسس على الزوج الخائن    قبول طلاب الثانوية الأزهرية في جامعة العريش    كيف استعدت سيدات الزمالك لمواجهة الأهلي في الدوري؟ (صور وفيديو)    محافظ المنوفية: تنظيم قافلة طبية مجانية بقرية كفر الحلواصى فى أشمون    مؤشرات انفراجة جديدة في أزمة الأدوية في السوق المحلي .. «هيئة الدواء» توضح    حدث في 8ساعات| الرئيس السيسى يلتقى طلاب الأكاديمية العسكرية.. وحقيقة إجراء تعديلات جديدة في هيكلة الثانوية    "طعنونا بالسنج وموتوا بنتي".. أسرة الطفلة "هنا" تكشف مقتلها في بولاق الدكرور (فيديو وصور)    رمضان عبدالمعز ينتقد شراء محمول جديد كل سنة: دى مش أخلاق أمة محمد    التحقيق مع خفير تحرش بطالبة جامعية في الشروق    "رفضت تبيع أرضها".. مدمن شابو يهشم رأس والدته المسنة بفأس في قنا -القصة الكاملة    تأسيس وتجديد 160 ملعبًا بمراكز الشباب    إنريكى يوجه رسالة قاسية إلى ديمبيلى قبل قمة أرسنال ضد باريس سان جيرمان    هازارد: صلاح أفضل مني.. وشعرنا بالدهشة في تشيلسي عندما لعبنا ضده    وكيل تعليم الفيوم تستقبل رئيس الإدارة المركزية للمعلمين بالوزارة    5 نصائح بسيطة للوقاية من الشخير    هل الإسراف يضيع النعم؟.. عضو بالأزهر العالمي للفتوى تجيب (فيديو)    20 مليار جنيه دعمًا لمصانع البناء.. وتوفير المازوت الإثنين.. الوزير: لجنة لدراسة توطين صناعة خلايا الطاقة الشمسية    المتحف المصرى الكبير أيقونة السياحة المصرية للعالم    تم إدراجهم بالثالثة.. أندية بالدرجة الرابعة تقاضي اتحاد الكرة لحسم موقفهم    «حماة الوطن»: إعادة الإقرارات الضريبية تعزز الثقة بين الضرائب والممولين    طرح 1760 وحدة سكنية للمصريين العاملين بالخارج في 7 مدن    تواصل فعاليات «بداية جديدة» بقصور ثقافة العريش في شمال سيناء    اللجنة الدولية للصليب الأحمر بلبنان: نعيش أوضاعا صعبة.. والعائلات النازحة تعاني    نائب محافظ الدقهلية يبحث إنشاء قاعدة بيانات موحدة للجمعيات الأهلية    فرنسا: مارين لوبان تؤكد عدم ارتكاب أي مخالفة مع بدء محاكمتها بتهمة الاختلاس    أفلام السينما تحقق 833 ألف جنيه أخر ليلة عرض فى السينمات    5 ملفات.. تفاصيل اجتماع نائب وزير الصحة مع نقابة "العلوم الصحية"    برغم القانون 12.. ياسر يوافق على بيع ليلى لصالح أكرم مقابل المال    إنفوجراف.. آراء أئمة المذاهب فى جزاء الساحر ما بين الكفر والقتل    مدير متحف كهف روميل: المتحف يضم مقتنيات تعود للحرب العالمية الثانية    «بيت الزكاة والصدقات» يبدأ صرف إعانة شهر أكتوبر للمستحقين غدًا    التحقيق مع المتهمين باختلاق واقعة العثور على أعمال سحر خاصة ب"مؤمن زكريا"    الأهلي يُعلن إصابة محمد هاني بجزع في الرباط الصليبي    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



وقائع اختلاس الإخوان لأموال الإغاثة من خلال النقابات المهنية تحت شعار القدس
نشر في صوت الأمة يوم 20 - 10 - 2013

قضت محكمة القاهرة للأمور المستعجلة الأسبوع قبل الماضى بحظر أنشطة تنظيم الإخوان المسلمين بجماعته وجمعيته وأى مؤسسة متفرعة منه، أو تابعة إليه ، أو منشأة بأموالها ، أو تتلقى منها دعما أو أى نوع من أنواع الدعم ، والجمعيات التي تتلقى التبرعات ، ويكون من بين أعضائها أحد أعضاء الجماعة أوالجمعية أو التنظيم ، والتحفظ على أموالها ؛ وهذا الحكم فى حد ذاته يفتح الباب للتساؤل حول دور التنظيم فى عدد من الكيانات التى تسيطر قياداته عليها أو تشارك فيها مثل , النقابات المهنية , اتحاد الأطباء العرب , ومقره القاهرة , ومركز القدس للدراسات والتدريب , ومقره القاهرة أيضا , وهو ما أبدى البعض تشككه حيال دور التنظيم فى تلك الكيانات , ومدى إمكانية اتخاذها ستارا للجماعة خاصة فى مواقع أحداث العنف والحروب , ما بين قطاع غزة والعراق والسودان وليبيا وسوريا , وأخيرا مصر مع أحداث فض اعتصامى محيط مسجد رابعة العدوية بالقاهرة وتمثال النهضة بالجيزة .
اتحاد الأطباء العرب يضم د. عبدالمنعم أبو الفتوح , المرشح السابق للرئاسة فى انتخابات 2012 , هو أمينه العام , وهو أحد القيادات الإخوانية التى تتبنى الرؤية التى تقول بأن ما حدث فى مصر بعد 30 يونيو "انقلاب عسكرى" , وشغل "أبوالفتوح" منصب الأمين العام المساعد وأمين صندوق الاتحاد منذ عام 1992 حتى عام 2004 .
د. إبراهيم الزعفرانى, رئيس لجنة الإغاثة والطوارئ بالاتحاد , وهى اللجنة التى تتلقى تبرعات المواطنين للمناطق المنكوبة , وأحد القيادات البارزة بالتنظيم المحظور بالأسكندرية , وصاحب أشهر طعن قضائى بالتزوير على انتخابات مكتب الإرشاد الأولى والأخيرة فى تاريخ التنظيم , والذى حضر اعتصام "رابعة" ثلاث مرات ؛ كما حضر أحداث المنصة صبيحة الأحد 28 يوليو الماضى والتى راح من بين ضحاياها د. أحمد حمد عضو الاتحاد وأحد أطباء المستشفى الميدانى فى اعتصام "رابعة" , واغتيل فى اليوم الذى كان مقررا له أن يسافر فيه إلى سوريا بعد أجازة 15 يوم .
وقدم الزعفرانى نفسه فى مؤتمر عقدته نقابة الأطباء فى 30 يوليو الماضى , بعد أحداث المنصة , على أنه يملك شهادة حية على اغتيال "حمد" , بالرغم من أنه لم يكن بالقرب منه , وكان مقر اعتصامه عند بوابة جامعة الأزهر بمدينة نصر , واللافت فى شهادته أنه أكد وجود عملات سودانية وإثيوبية وليبية ضمن متعلقات "حمد" التى سلمتها له زوجته على انها تخص الاتحاد , بالرغم من انه بصدد السفر إلى سوريا , وليس إلى دولة من التى يحتفظ بعملاتها والتى مر على عمله فى أقرب دولة منها ما يزيد على العام , وهو ما لم يبرره الزعفرانى .
ومن الأعضاء د. أسامة رسلان أمين الصندوق الحالى , د. جمال عبد السلام مدير لجنة القدس والعلاقات الخارجية بالاتحاد , والدكتور هشام سيف أمين الإعلام , والدكتور هشام الحمامى مدير المركز الثقافى , والدكتورأحمد الشبراوى أستاذ الباطنة وعضو قافلة الإغاثة لدارفور 2004 باتحاد الأطباء العرب , د. أشرف عبدالغفار .
اتحاد الأطباء العرب مقره الحالى بالقاهرة كمقر دائم للاتحاد لحين تحرير القدس ، حيث تم توقيع بروتوكول دولة المقر بين الحكومة المصرية واتحاد الأطباء العرب فى حينه ومقره .
أما عضوية الاتحاد وفى المادة الأولى من قانونه الأساسى فتكون للنقابات والجمعيات والهيئات الطبية العربية المشكلة للاتحاد عند إقرار هذا النظام , وكذلك النقابات والجمعيات والهيئات الطبية العربية والتى ستقوم فى الوطن العربى عندما تنضم إلى الاتحاد وفق القانون الأساسى والنظام الداخلى , على ان (المادة 2) الأصل أن تشترك الأقطار فى الاتحاد ممثلة بنقابتها المنتخبة ، وتقبل النقابة كممثل وحيد إذا كانت تشمل القطر بأجمعه , وإذا وجد فى القطر جمعية طبية عامة إضافة للنقابات فيجوز قبولها عضواً ثانياُ لهذا القطر بعد أخذ رأى النقابة فى ذلك .
تتعهد الهيئة الطبية الطالبة للعضوية بالتزامها بالقانون الأساسى للاتحاد وبالأنظمة المنبثقة عنها , ويحدد المجلس الأعلى رسم الاشتراك السنوى للأعضاء بحديه الأدنى والأعلى (المادة 3) .
وتعين الأمانة العامة الأمين العام المساعد من بلد المقر أميناً للصندوق (المادة 30) ويختص أمين الصندوق بحفظ أموال الاتحاد والإشراف على تنفيذ بنود ميزانيته ومراقبة الإنفاق وفق قرارات الأمانة العامة , وتعين الأمانة العامة محاسباً مالياً في مكتب الاتحاد يقوم بتنظيم سجلات مالية للواردات والمصروفات حسب الأصول المحاسبية الفنية , ويعتمد المجلس الأعلى أحد مدققي الحسابات المعتمدين في البلد الذي فيه مكتب الاتحاد تعرض عليه جميع السجلات والدفاتر المالية ليتأكد من سلامة الإجراءات والقيود ويقوم كذلك بتدقيق الحسابات الختامية ويعطي ملاحظاته عليها.
وتودع أموال الاتحاد في المصارف العربية التي يقررها المجلس الأعلى ويتم السحب منها وفق قرارات الأمانة العامة وبتوقيع اثنين من أربعة مفوضين هم الأمين العام وأمين الصندوق واثنين آخرين فى حالة غياب أياً من الأمين العام أو أمين الصندوق (المادة 31) .
وبنص (المادة 35) يجوز للأمانة العامة أن تصرف مبالغ على شكل سلف مالية دائمة لا تتجاوز الألف دينار كويتي للأمين العام كاحتياجات مالية طارئة أو نفقات نقدية يحتاجها مكتب الأمين العام ولا يصرف منها شيء إلا بأوامر خطية موقعة من الأمين العام توضح أغراض الإنفاق ويقدم كشف المصاريف إلى الأمانة العامة لتصديقها وتجديد السلفة ويجوز للأمانة العامة أن تقرر صرف مبالغ على شكل سلف مؤقتة لأي عضو من أعضائها لمواجهة نفقات أي نشاط من نشاطات الاتحاد وعلى العضو الذي صرفت باسمه السلفة أن يقدم كشف المصاريف إلى الأمانة العامة في أول اجتماع لها لإقرارها وأن يسدد أية أموال من رصيد السلفة .
نقيب أطباء مصر السابق د. حمدى السيد , الرئيس الشرفى للاتحاد وقتها , قال أن علاقته بالنقابة انقطعت منذ 2010 , نافيا علاقته بهذا الموضوع .
وأضاف : لا أعلم شيئا عن الاتحاد ولا عما إذا كان قد شارك فى شئ من الأحداث الجارية .
إلا أن د. خيرى عبدالدايم نقيب أطباء مصر الحالى وعضو لجنة الخمسين لإعداد الدستور , قال ان مجلس الاتحاد سيجتمع يوم 7 أكتوبر القادم فى السودان , أنه سيشارك فى ممثلا عن نقابة اطباء مصر .
وبالرغم من ذلك قال عبدالديم أنه لا يعرف ما هو الوضع القانونى للاتحاد , وهل هو مشهر لدى وزارة الشؤون الاجتماعية أم أنه تابع لجامعة الدول العربية , وهو ما لم يوضحه القانون الأساسى للاتحاد والمنشور على موقعه الرسمى , بل وفجر مفاجأة تعندما قال : معلوماتى أنه غير خاضع للجهاز المركزى المحاسبات .
د. طاهر مختار عضو مجلس النقابة الفرعية للأطباء بالأسكندرية وأمين لجنة الإعلام بها , أبدى تشككه فى دور الاتحاد وما يقوم به , وقال أنه لا يتعامل مع نقابة الطباء , كما انه لم يقم بدوره تجاه اللاجئين السوريين فى مصر من الناحية الصحية .
وأشار مختار إلى أن مجلس النقابة العامة وأغلبيته من التنظيم المحظور للإخوان , يرفض حتى الآن تسليم الأعضاء نسخة من تقرير الجهاز المركزى للمحاسبات والذى مشف منذ شهور إهدار نحو 3 ملايين جنيه من صندوق النقابة العامة فى المجلس السابق , وكان أمينه القيادى الإخوانى عصام العريان نائب رئيس حزب الحرية والعدالة , وأمينه الحالى د. صلاح الدسوقى .
وتقول د. منى مينا عضو مجلس التقابة العامة للأطباء : الإخوان ليست لديهم الرغبة للتخلى عن السيطرة على نقابة الأطباء , لأن بها لجنة الإغاثة والتى تصل ميزانيتها إلى 150 مليون جنيه فى السنة , ولا يتمكن غير الإخوان بالنقابة من الإطلاع على ميزانية الصرف منها .
وفى دفاعه اتهم أشرف خميس مسؤول الشئون القانونية بنقابة الأطباء مسؤول الجهاز المركزى للمحاسبات بسوء النية وقال أنه تم استبعاده من النقابة من قبل الجهاز , هذا بالغم من اعتراف خميس بما جاء فى تقرير الجهاز من ضرورة فصل أموال الإغاثة عن أموال النقابة , موضحا أن أموال النقابة وأموال الإغاثة كانت فى حساب واحد فى البنك يتم السحب منه للصرف أحيانا على أنشطة النقابات , وقال : "تم فصلهما ولكنهما على حساب بنكى واحد معرفش ازاى" .
المثير للريبة أن الاتحاد يتلقى التبرعات التى يتم جمعها من خلال اللجان التى أنشأتها الجماعة تحت اسم "القدس" أو "فلسطين" أو "الإغاثة الإنسانية" بحسابات بنكية لتلقى تبرعات بدعوى مناصرة ودعم القضية الفلسطينية , خاصة بعد ثبوت تلقى أموال فى تلك اللجان بإيصالات دون أرقام محاسبية , وكان بعضها يستخدم من قبل الجماعة للصرف على الحملات الانتخابية لمرشحيها فى النقابات والمجالس التشريعية , وهو ما كشفه أحمد ربيع غزالى المحامى والقيادى الإخوانى السابق , مقرر لجنة القدس فى نقابة المحامين , والتى أنشئت بتكليف للمحامين المنتمين للإخوان بمجلس النقابة فى ذلك الحين من مسؤول القسم السياسى بمكتب الإرشاد بجماعة الإخوان المسلمين المستشار مأمون الهضيبى , استغلالا للزخم الإعلامى الذى واكب ظروف اقتحام أحد المستوطنين الإسرائيليين للمسجد الإبراهيمى بفلسطين فى 1994 , وظلت مستمرة حتى فرض الحراسة على النقابة فى 1996 .
وقال غزالى أن الهضيبى كان قد أصدر فى حينها تكليفا إلى القيادى الإخوانى السابق مختار نوح باعتباره مسؤول ملف المحامين بالجماعة والذى قام بتشكيلها وتولى رئاستها .
وأوضح عن أنه ومختار نوح تركا اللجنة بعدما اكشفا عبدالمنعم عبدالمقصود محامى الجماعة المقبوض عليه حاليا على ذمة تحقيقات , , والذى تولى أمانة صندوقها فى ذلك التوقيت قام بالخلط بين أموالها وتبرعاتها والأنشطة التى تقوم بها , مشيرا إلى أن أموال تلك اللجنة كان من الصعب حصرها , إذ كانت هناك مبالغ يتم تحصيلها من خلال الحساب البنكى الخاص بها وهى التى كان من الممكن حصرها , وأخرى كانت تحصلها اللجنة ولا توضع فى البنك , وتم كشف ذلك عندما أبلغ بعض المتبرعين من الهيئات والأشخاص مختار نوح بأرقام مبالغ تبرعوا بها وحصلوا على إيصالات من عبدالمقصود , وكانت مبالغ الهيئات مبالغ ضخمة لم يتم حصرها , لأن المفاجأة ان الإيصالات كانت غير مرقمة , ولم يوقع عليها بنفسه , بل كلف على عبدالحميد أحد المحامين الإخوان بالتوقيع بدلا منه , وعندما واجهه نوح , قال أنه يسلمها للهضيبى , والذى طلب من أن يترك عبدالمنعم عبدالمقصود على ما هو عليه .
هذا فى حين كانت تسلم الأموال المحصلة فى الحساب البنكى للجنة إلى د. أسامة رسلان القيادى الإخوانى باتحاد الأطباء العرب .
وأمام كل هذه الملابسات اتصلنا بالدكتور إبراهيم الزعفرانى للتعليق فرفض , كما حاولنا ذلك مع د. عبدالمنعم أبو الفتوح إلا أنه لم يرد .
من جهته قال القيادى الإخوانى السابق مختار نوح أن آخر عهده بالنقابة كان عام 1995 , بسبب الحراسة ثم تم القبض عليه سنة 1999 , وكانت لجنة القدس قائمة فى ذلك الحين , مؤكدا : "عندى مؤتمرات بكده" .
المحامى والقيادى الإخوانى السابق وصل إلى أبعد من ذلك فى استغلال الجماعة لأموال التبراعات , فقال أنه ربما كانت فى نقابة المحامين لجنتان باسم القدس , لأن اللجنة التى استحدثت فى النقابة , كانت على يده ومع المحامى الناصرى ياسر فتحى فى حينها وعدد من المحامين , وذلك فى عام 2000 , ثم استولى عليها المحامين من الإخوان وأصبحوا هم مقرريها وأعضائها , مشيرا إلى أن ما لديه من معلومات فى حينها فى هذا الصدد أن الجماعة كانت قد جمعت ملايين من الجنيهات من خلال النقابات المهنية , ولم ترسل منها إلى فلسطين سوى 90 ألف جنيه , وللإجابة على السؤال عن بقية الأموال وأين ذهبت , قال الخرباوى أن هذا السؤال وجهه من قبل الشيخ أحمد السكرى وكيل الجماعة فى عهد مرشدها الأول حسن البنا , إلى البنا نفسه عندما جمع الإخوان وقتها 30 ألف جنيه من اجل فلسطين , واكتشف السكرى وهو يراجع دفاتر الجماعة المالية , ان المبلغ الذى وصل فلسطين 3000 جنيه عام 1947 , وقال البنا له أن الباقى ذهب من أجل الدعوة ,, مما ادى إلى استقالة السكرى واتهامه ل"حسن البنا" بأنه اختلس تلك الأموال تحت غطاء الدعوة , بالرغم من أنه كامن قد جمعها من أجل فلسطين .
وأضاف الخرباوى أن هذا الأمر يتكرر فى كل جيل , حتى ان لجنة الإغاثة الإنسانية فى نقابة الأطباء وكذلك فى نقابة المهندسين فعلتا نفس الشئ , وكان فى "المهندسين" القيادى الإخوانى د. مراد الزيات والذى جمع مبالغ ضخمة من اجل فلسطين فى أواخر الثمانينات , ولم يقم بتوريد مليما منها بحسب تعبيره .
أما ما كان يذهب إلى غزة من هذه الأموال فكان من خلال تحويلها إلى عملة الدولار وتهريبها إلى القطاع , من خلال مندوبين دبلوماسيين على حماس , بالإضافة إلى طرق أخرى للتهريب على حد قوله .
ويشير الخرباوى إلى أن الجماعة كانت تنشئ لجانا فى النقابات "بقوة الدراع" أو بقوة الأمر الواقع –على حد تعبيره- فتقوم باستغلال النقابة , كما حدث فى نقابة الأطباء , لفتح حساب فى بنك من البنوك باسم لجنة الإغاثة دون ان يحتاج الأمر إلى أية أوراق أخرى , كما أن القانون الخاص بالأطباء أو المحاماة على سبيل المثال لم ينص على إنشاء لجنة باسم لجنة القدس أو فلسطين من بين لجان النقابة .
وحول اتحاد الأطباء العرب قال الخرباوى أن الإخوان يسيطرون عليه ويفعلون فيه ما يحلو لهم , واصفا إياه بأنه شعبة من شعب الإخوان .
مركز القدس للدراسات هو أحد الكيانات التى تأسست بدايات 2011 , لتدير الجماعة نشاطها الغير معلن من خلالها , ومقره بالمقطم خلف مقر مكتب الإرشاد , أسسه ويديره القيادى الإخوانى يحيى حسين والذى خرج من مصر فى عهد الرئيس الراحل جمال عبدالناصر , ولم يرجع إلا بعد ثورة 25 يناير , ونائبه محمد عبدالوهاب , ومن القيادات الإخوانية الأعضاء بالمركز محمود أبوالأصول وسيد الأخرس .
وقال عمرو عمارة منسق تحالف شباب الإخوان وأحد الشباب الذين عملوا بالمركز أن التركيز كان على شباب الجامعات من أجل تجنيدهم بدون مقابل على أساس أن العمل تطوعى .
وأضاف : آخر رسالة على البريد الإليكترونى تلقيتها من المركز كانت فى 30 يونيو الماضى , وبتوقيع مدير المركز , وجاء فيها على لسان محمد حمدى أنه نقل إلى المركز معلومات عن أهداف حركة تمرد واصفا إياها بأنها لا تخلو من الحدية , ومحاولة توصيل رسالة للشباب مفادها أن الانتقادات الموجهة إلى الرئيس المخلوع محمد مرسى مجرد إشاعات وأن من يعتزمون النزول للتحرير استجابة لدعوة الحركة ليسوا إلا بلطجية .
ومن أعضاء المركز السابقين وأحد أهم كبار المؤسسين , بحسب نعى منشور على صفحته على "فيس بوك" ا.د. طيار فاروق زكي مرزوق الذى توفى فى 29 سبتمبر 2013 , عن عمر يناهز السبعين سنة، قضى معظمها خارج مصر ولم يعد إلا بعد ثورة 25 يناير 2011 ، وقد عمل باحثا في مركز الكويت للأبحاث العلمية بالكويت، وكذلك باحثا للمركز العلمي لجامعة الإيمان بصنعاء تحت رعاية ا.د. عبد المجيد الزنداني .
وشكل المركز عدة فرق منها ما يمارس نشاطه داخل الجامعات لتجنيد الطلبة لحساب المركز وعلى رأسها فريق القدس بجامعة القاهرة , والذى وضع على صفحة مجموعته المغلقة على "فيس بوك" عبارة "القدس عقيدتنا ووطننا" , ويشترك فيها 370 عضو .قضت محكمة القاهرة للأمور المستعجلة الأسبوع قبل الماضى بحظر أنشطة تنظيم الإخوان المسلمين بجماعته وجمعيته وأى مؤسسة متفرعة منه، أو تابعة إليه ، أو منشأة بأموالها ، أو تتلقى منها دعما أو أى نوع من أنواع الدعم ، والجمعيات التي تتلقى التبرعات ، ويكون من بين أعضائها أحد أعضاء الجماعة أوالجمعية أو التنظيم ، والتحفظ على أموالها ؛ وهذا الحكم فى حد ذاته يفتح الباب للتساؤل حول دور التنظيم فى عدد من الكيانات التى تسيطر قياداته عليها أو تشارك فيها مثل , النقابات المهنية , اتحاد الأطباء العرب , ومقره القاهرة , ومركز القدس للدراسات والتدريب , ومقره القاهرة أيضا , وهو ما أبدى البعض تشككه حيال دور التنظيم فى تلك الكيانات , ومدى إمكانية اتخاذها ستارا للجماعة خاصة فى مواقع أحداث العنف والحروب , ما بين قطاع غزة والعراق والسودان وليبيا وسوريا , وأخيرا مصر مع أحداث فض اعتصامى محيط مسجد رابعة العدوية بالقاهرة وتمثال النهضة بالجيزة .
اتحاد الأطباء العرب يضم د. عبدالمنعم أبو الفتوح , المرشح السابق للرئاسة فى انتخابات 2012 , هو أمينه العام , وهو أحد القيادات الإخوانية التى تتبنى الرؤية التى تقول بأن ما حدث فى مصر بعد 30 يونيو "انقلاب عسكرى" , وشغل "أبوالفتوح" منصب الأمين العام المساعد وأمين صندوق الاتحاد منذ عام 1992 حتى عام 2004 .
د. إبراهيم الزعفرانى, رئيس لجنة الإغاثة والطوارئ بالاتحاد , وهى اللجنة التى تتلقى تبرعات المواطنين للمناطق المنكوبة , وأحد القيادات البارزة بالتنظيم المحظور بالأسكندرية , وصاحب أشهر طعن قضائى بالتزوير على انتخابات مكتب الإرشاد الأولى والأخيرة فى تاريخ التنظيم , والذى حضر اعتصام "رابعة" ثلاث مرات ؛ كما حضر أحداث المنصة صبيحة الأحد 28 يوليو الماضى والتى راح من بين ضحاياها د. أحمد حمد عضو الاتحاد وأحد أطباء المستشفى الميدانى فى اعتصام "رابعة" , واغتيل فى اليوم الذى كان مقررا له أن يسافر فيه إلى سوريا بعد أجازة 15 يوم .
وقدم الزعفرانى نفسه فى مؤتمر عقدته نقابة الأطباء فى 30 يوليو الماضى , بعد أحداث المنصة , على أنه يملك شهادة حية على اغتيال "حمد" , بالرغم من أنه لم يكن بالقرب منه , وكان مقر اعتصامه عند بوابة جامعة الأزهر بمدينة نصر , واللافت فى شهادته أنه أكد وجود عملات سودانية وإثيوبية وليبية ضمن متعلقات "حمد" التى سلمتها له زوجته على انها تخص الاتحاد , بالرغم من انه بصدد السفر إلى سوريا , وليس إلى دولة من التى يحتفظ بعملاتها والتى مر على عمله فى أقرب دولة منها ما يزيد على العام , وهو ما لم يبرره الزعفرانى .
ومن الأعضاء د. أسامة رسلان أمين الصندوق الحالى , د. جمال عبد السلام مدير لجنة القدس والعلاقات الخارجية بالاتحاد , والدكتور هشام سيف أمين الإعلام , والدكتور هشام الحمامى مدير المركز الثقافى , والدكتورأحمد الشبراوى أستاذ الباطنة وعضو قافلة الإغاثة لدارفور 2004 باتحاد الأطباء العرب , د. أشرف عبدالغفار .
اتحاد الأطباء العرب مقره الحالى بالقاهرة كمقر دائم للاتحاد لحين تحرير القدس ، حيث تم توقيع بروتوكول دولة المقر بين الحكومة المصرية واتحاد الأطباء العرب فى حينه ومقره .
أما عضوية الاتحاد وفى المادة الأولى من قانونه الأساسى فتكون للنقابات والجمعيات والهيئات الطبية العربية المشكلة للاتحاد عند إقرار هذا النظام , وكذلك النقابات والجمعيات والهيئات الطبية العربية والتى ستقوم فى الوطن العربى عندما تنضم إلى الاتحاد وفق القانون الأساسى والنظام الداخلى , على ان (المادة 2) الأصل أن تشترك الأقطار فى الاتحاد ممثلة بنقابتها المنتخبة ، وتقبل النقابة كممثل وحيد إذا كانت تشمل القطر بأجمعه , وإذا وجد فى القطر جمعية طبية عامة إضافة للنقابات فيجوز قبولها عضواً ثانياُ لهذا القطر بعد أخذ رأى النقابة فى ذلك .
تتعهد الهيئة الطبية الطالبة للعضوية بالتزامها بالقانون الأساسى للاتحاد وبالأنظمة المنبثقة عنها , ويحدد المجلس الأعلى رسم الاشتراك السنوى للأعضاء بحديه الأدنى والأعلى (المادة 3) .
وتعين الأمانة العامة الأمين العام المساعد من بلد المقر أميناً للصندوق (المادة 30) ويختص أمين الصندوق بحفظ أموال الاتحاد والإشراف على تنفيذ بنود ميزانيته ومراقبة الإنفاق وفق قرارات الأمانة العامة , وتعين الأمانة العامة محاسباً مالياً في مكتب الاتحاد يقوم بتنظيم سجلات مالية للواردات والمصروفات حسب الأصول المحاسبية الفنية , ويعتمد المجلس الأعلى أحد مدققي الحسابات المعتمدين في البلد الذي فيه مكتب الاتحاد تعرض عليه جميع السجلات والدفاتر المالية ليتأكد من سلامة الإجراءات والقيود ويقوم كذلك بتدقيق الحسابات الختامية ويعطي ملاحظاته عليها.
وتودع أموال الاتحاد في المصارف العربية التي يقررها المجلس الأعلى ويتم السحب منها وفق قرارات الأمانة العامة وبتوقيع اثنين من أربعة مفوضين هم الأمين العام وأمين الصندوق واثنين آخرين فى حالة غياب أياً من الأمين العام أو أمين الصندوق (المادة 31) .
وبنص (المادة 35) يجوز للأمانة العامة أن تصرف مبالغ على شكل سلف مالية دائمة لا تتجاوز الألف دينار كويتي للأمين العام كاحتياجات مالية طارئة أو نفقات نقدية يحتاجها مكتب الأمين العام ولا يصرف منها شيء إلا بأوامر خطية موقعة من الأمين العام توضح أغراض الإنفاق ويقدم كشف المصاريف إلى الأمانة العامة لتصديقها وتجديد السلفة ويجوز للأمانة العامة أن تقرر صرف مبالغ على شكل سلف مؤقتة لأي عضو من أعضائها لمواجهة نفقات أي نشاط من نشاطات الاتحاد وعلى العضو الذي صرفت باسمه السلفة أن يقدم كشف المصاريف إلى الأمانة العامة في أول اجتماع لها لإقرارها وأن يسدد أية أموال من رصيد السلفة .
نقيب أطباء مصر السابق د. حمدى السيد , الرئيس الشرفى للاتحاد وقتها , قال أن علاقته بالنقابة انقطعت منذ 2010 , نافيا علاقته بهذا الموضوع .
وأضاف : لا أعلم شيئا عن الاتحاد ولا عما إذا كان قد شارك فى شئ من الأحداث الجارية .
إلا أن د. خيرى عبدالدايم نقيب أطباء مصر الحالى وعضو لجنة الخمسين لإعداد الدستور , قال ان مجلس الاتحاد سيجتمع يوم 7 أكتوبر القادم فى السودان , أنه سيشارك فى ممثلا عن نقابة اطباء مصر .
وبالرغم من ذلك قال عبدالديم أنه لا يعرف ما هو الوضع القانونى للاتحاد , وهل هو مشهر لدى وزارة الشؤون الاجتماعية أم أنه تابع لجامعة الدول العربية , وهو ما لم يوضحه القانون الأساسى للاتحاد والمنشور على موقعه الرسمى , بل وفجر مفاجأة تعندما قال : معلوماتى أنه غير خاضع للجهاز المركزى المحاسبات .
د. طاهر مختار عضو مجلس النقابة الفرعية للأطباء بالأسكندرية وأمين لجنة الإعلام بها , أبدى تشككه فى دور الاتحاد وما يقوم به , وقال أنه لا يتعامل مع نقابة الطباء , كما انه لم يقم بدوره تجاه اللاجئين السوريين فى مصر من الناحية الصحية .
وأشار مختار إلى أن مجلس النقابة العامة وأغلبيته من التنظيم المحظور للإخوان , يرفض حتى الآن تسليم الأعضاء نسخة من تقرير الجهاز المركزى للمحاسبات والذى مشف منذ شهور إهدار نحو 3 ملايين جنيه من صندوق النقابة العامة فى المجلس السابق , وكان أمينه القيادى الإخوانى عصام العريان نائب رئيس حزب الحرية والعدالة , وأمينه الحالى د. صلاح الدسوقى .
وتقول د. منى مينا عضو مجلس التقابة العامة للأطباء : الإخوان ليست لديهم الرغبة للتخلى عن السيطرة على نقابة الأطباء , لأن بها لجنة الإغاثة والتى تصل ميزانيتها إلى 150 مليون جنيه فى السنة , ولا يتمكن غير الإخوان بالنقابة من الإطلاع على ميزانية الصرف منها .
وفى دفاعه اتهم أشرف خميس مسؤول الشئون القانونية بنقابة الأطباء مسؤول الجهاز المركزى للمحاسبات بسوء النية وقال أنه تم استبعاده من النقابة من قبل الجهاز , هذا بالغم من اعتراف خميس بما جاء فى تقرير الجهاز من ضرورة فصل أموال الإغاثة عن أموال النقابة , موضحا أن أموال النقابة وأموال الإغاثة كانت فى حساب واحد فى البنك يتم السحب منه للصرف أحيانا على أنشطة النقابات , وقال : "تم فصلهما ولكنهما على حساب بنكى واحد معرفش ازاى" .
المثير للريبة أن الاتحاد يتلقى التبرعات التى يتم جمعها من خلال اللجان التى أنشأتها الجماعة تحت اسم "القدس" أو "فلسطين" أو "الإغاثة الإنسانية" بحسابات بنكية لتلقى تبرعات بدعوى مناصرة ودعم القضية الفلسطينية , خاصة بعد ثبوت تلقى أموال فى تلك اللجان بإيصالات دون أرقام محاسبية , وكان بعضها يستخدم من قبل الجماعة للصرف على الحملات الانتخابية لمرشحيها فى النقابات والمجالس التشريعية , وهو ما كشفه أحمد ربيع غزالى المحامى والقيادى الإخوانى السابق , مقرر لجنة القدس فى نقابة المحامين , والتى أنشئت بتكليف للمحامين المنتمين للإخوان بمجلس النقابة فى ذلك الحين من مسؤول القسم السياسى بمكتب الإرشاد بجماعة الإخوان المسلمين المستشار مأمون الهضيبى , استغلالا للزخم الإعلامى الذى واكب ظروف اقتحام أحد المستوطنين الإسرائيليين للمسجد الإبراهيمى بفلسطين فى 1994 , وظلت مستمرة حتى فرض الحراسة على النقابة فى 1996 .
وقال غزالى أن الهضيبى كان قد أصدر فى حينها تكليفا إلى القيادى الإخوانى السابق مختار نوح باعتباره مسؤول ملف المحامين بالجماعة والذى قام بتشكيلها وتولى رئاستها .
وأوضح عن أنه ومختار نوح تركا اللجنة بعدما اكشفا عبدالمنعم عبدالمقصود محامى الجماعة المقبوض عليه حاليا على ذمة تحقيقات , , والذى تولى أمانة صندوقها فى ذلك التوقيت قام بالخلط بين أموالها وتبرعاتها والأنشطة التى تقوم بها , مشيرا إلى أن أموال تلك اللجنة كان من الصعب حصرها , إذ كانت هناك مبالغ يتم تحصيلها من خلال الحساب البنكى الخاص بها وهى التى كان من الممكن حصرها , وأخرى كانت تحصلها اللجنة ولا توضع فى البنك , وتم كشف ذلك عندما أبلغ بعض المتبرعين من الهيئات والأشخاص مختار نوح بأرقام مبالغ تبرعوا بها وحصلوا على إيصالات من عبدالمقصود , وكانت مبالغ الهيئات مبالغ ضخمة لم يتم حصرها , لأن المفاجأة ان الإيصالات كانت غير مرقمة , ولم يوقع عليها بنفسه , بل كلف على عبدالحميد أحد المحامين الإخوان بالتوقيع بدلا منه , وعندما واجهه نوح , قال أنه يسلمها للهضيبى , والذى طلب من أن يترك عبدالمنعم عبدالمقصود على ما هو عليه .
هذا فى حين كانت تسلم الأموال المحصلة فى الحساب البنكى للجنة إلى د. أسامة رسلان القيادى الإخوانى باتحاد الأطباء العرب .
وأمام كل هذه الملابسات اتصلنا بالدكتور إبراهيم الزعفرانى للتعليق فرفض , كما حاولنا ذلك مع د. عبدالمنعم أبو الفتوح إلا أنه لم يرد .
من جهته قال القيادى الإخوانى السابق مختار نوح أن آخر عهده بالنقابة كان عام 1995 , بسبب الحراسة ثم تم القبض عليه سنة 1999 , وكانت لجنة القدس قائمة فى ذلك الحين , مؤكدا : "عندى مؤتمرات بكده" .
المحامى والقيادى الإخوانى السابق وصل إلى أبعد من ذلك فى استغلال الجماعة لأموال التبراعات , فقال أنه ربما كانت فى نقابة المحامين لجنتان باسم القدس , لأن اللجنة التى استحدثت فى النقابة , كانت على يده ومع المحامى الناصرى ياسر فتحى فى حينها وعدد من المحامين , وذلك فى عام 2000 , ثم استولى عليها المحامين من الإخوان وأصبحوا هم مقرريها وأعضائها , مشيرا إلى أن ما لديه من معلومات فى حينها فى هذا الصدد أن الجماعة كانت قد جمعت ملايين من الجنيهات من خلال النقابات المهنية , ولم ترسل منها إلى فلسطين سوى 90 ألف جنيه , وللإجابة على السؤال عن بقية الأموال وأين ذهبت , قال الخرباوى أن هذا السؤال وجهه من قبل الشيخ أحمد السكرى وكيل الجماعة فى عهد مرشدها الأول حسن البنا , إلى البنا نفسه عندما جمع الإخوان وقتها 30 ألف جنيه من اجل فلسطين , واكتشف السكرى وهو يراجع دفاتر الجماعة المالية , ان المبلغ الذى وصل فلسطين 3000 جنيه عام 1947 , وقال البنا له أن الباقى ذهب من أجل الدعوة ,, مما ادى إلى استقالة السكرى واتهامه ل"حسن البنا" بأنه اختلس تلك الأموال تحت غطاء الدعوة , بالرغم من أنه كامن قد جمعها من أجل فلسطين .
وأضاف الخرباوى أن هذا الأمر يتكرر فى كل جيل , حتى ان لجنة الإغاثة الإنسانية فى نقابة الأطباء وكذلك فى نقابة المهندسين فعلتا نفس الشئ , وكان فى "المهندسين" القيادى الإخوانى د. مراد الزيات والذى جمع مبالغ ضخمة من اجل فلسطين فى أواخر الثمانينات , ولم يقم بتوريد مليما منها بحسب تعبيره .
أما ما كان يذهب إلى غزة من هذه الأموال فكان من خلال تحويلها إلى عملة الدولار وتهريبها إلى القطاع , من خلال مندوبين دبلوماسيين على حماس , بالإضافة إلى طرق أخرى للتهريب على حد قوله .
ويشير الخرباوى إلى أن الجماعة كانت تنشئ لجانا فى النقابات "بقوة الدراع" أو بقوة الأمر الواقع –على حد تعبيره- فتقوم باستغلال النقابة , كما حدث فى نقابة الأطباء , لفتح حساب فى بنك من البنوك باسم لجنة الإغاثة دون ان يحتاج الأمر إلى أية أوراق أخرى , كما أن القانون الخاص بالأطباء أو المحاماة على سبيل المثال لم ينص على إنشاء لجنة باسم لجنة القدس أو فلسطين من بين لجان النقابة .
وحول اتحاد الأطباء العرب قال الخرباوى أن الإخوان يسيطرون عليه ويفعلون فيه ما يحلو لهم , واصفا إياه بأنه شعبة من شعب الإخوان .
مركز القدس للدراسات هو أحد الكيانات التى تأسست بدايات 2011 , لتدير الجماعة نشاطها الغير معلن من خلالها , ومقره بالمقطم خلف مقر مكتب الإرشاد , أسسه ويديره القيادى الإخوانى يحيى حسين والذى خرج من مصر فى عهد الرئيس الراحل جمال عبدالناصر , ولم يرجع إلا بعد ثورة 25 يناير , ونائبه محمد عبدالوهاب , ومن القيادات الإخوانية الأعضاء بالمركز محمود أبوالأصول وسيد الأخرس .
وقال عمرو عمارة منسق تحالف شباب الإخوان وأحد الشباب الذين عملوا بالمركز أن التركيز كان على شباب الجامعات من أجل تجنيدهم بدون مقابل على أساس أن العمل تطوعى .
وأضاف : آخر رسالة على البريد الإليكترونى تلقيتها من المركز كانت فى 30 يونيو الماضى , وبتوقيع مدير المركز , وجاء فيها على لسان محمد حمدى أنه نقل إلى المركز معلومات عن أهداف حركة تمرد واصفا إياها بأنها لا تخلو من الحدية , ومحاولة توصيل رسالة للشباب مفادها أن الانتقادات الموجهة إلى الرئيس المخلوع محمد مرسى مجرد إشاعات وأن من يعتزمون النزول للتحرير استجابة لدعوة الحركة ليسوا إلا بلطجية .
ومن أعضاء المركز السابقين وأحد أهم كبار المؤسسين , بحسب نعى منشور على صفحته على "فيس بوك" ا.د. طيار فاروق زكي مرزوق الذى توفى فى 29 سبتمبر 2013 , عن عمر يناهز السبعين سنة، قضى معظمها خارج مصر ولم يعد إلا بعد ثورة 25 يناير 2011 ، وقد عمل باحثا في مركز الكويت للأبحاث العلمية بالكويت، وكذلك باحثا للمركز العلمي لجامعة الإيمان بصنعاء تحت رعاية ا.د. عبد المجيد الزنداني .
وشكل المركز عدة فرق منها ما يمارس نشاطه داخل الجامعات لتجنيد الطلبة لحساب المركز وعلى رأسها فريق القدس بجامعة القاهرة , والذى وضع على صفحة مجموعته المغلقة على "فيس بوك" عبارة "القدس عقيدتنا ووطننا" , ويشترك فيها 370 عضو .


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.