منذ القدم اهتم المصريون القدماء بالواحات البحرية المصرية وجاء من بعدهم الرومان ونظرا للإمكانيات والمساحات الزراعية الهائلة استفادوا من هذا الخير المزروع في كل جنبات الوادي وواحاته وصحاريه لأن مصر امتازت بوجود مناطق كانت «سلة» الغذاء للفراعنة والرومان ولفترات طويلة من الزمن. والمشاهد في الواحات أكثر من باهرة ورائعة.. طبيعة بكر لم تلوثها القاذورات والنفايات ونخيل وارف ومساحات شاسعة ترسم لوحة جميلة من خلق الله عز وجل.. بل وما بالك عن الإنسان الطيب والكريم المتمثل في ابن الواحات الذي يسعد بالضيوف والقادمين ولو كانوا من المصريين أوالضيوف الأجانب.. ثم من منا يتناسي ما اكتشفه العلماء من المصريين الاثريين في الواحات البحرية بمدينة «الباويطي». اكتشف زاهي الآثار المصرية الدكتور «زاهي حواس» 11 مومياء جديدة من بينها مومياء لطفل يبلغ من العمر ثلاث سنوات يومها قال الدكتور «زاهي» إن قناعا ذهبيا يجسد حالة البكاء كان موضوعا علي وجه الطفل مما يؤكد أن والدي الطفل اللذين دفنا معه قد توفيا قتلة وأن أهمية هذا الاكتشاف تكمن في الأقنعة المثبتة علي وجه المومياوات المستخرجة وأنه للمرة الأولي التي يعثر فيها المنقبون المصريون علي مومياوات تجسد تعابير الوجوه.. ما دلالة ذلك؟ دلالة ذلك عظمة الإنسان المصري صاحب المشاعر والأحاسيس والذي عاش علي أرض الخلود التي دائما ما تجود بكل ما هو أصيل وما أجمل التجول في صحاري الواحات وكأنك في اجازة وتسعد بأوقات الراحات ولأن للواحات عشاقا من أهل الوادي رأت مجموعة جادة تأسيس جمعية الواحات البحرية للتنمية المستدامة «تحت التأسيس» وتبني الفكرة العديد من المحبين علي رأسهم المهندس شريف حداد وخالد عزام وبالطبع الشيخ عبدالقادر الواحاتي وهو أحد شيوخ القبائل في الواحات البحرية ومعهم العديدون من المحبين.. نأمل أن تساهم جهود كل المخلصين لتكون الواحات منطقة للجذب الدائم والمستمر ليس للآلاف من السائحين ولكن للملايين من الوافدين.