قلت له: «يا سيدي وماله؟! أنت حسود كده ليه، ربنا يزيد ويبارك» قال: «طب والنبي بص علي تصريحات الوزير الأول قلت ياعم الراجل فرحان، هو مش بني آدم زينا بيأكل ويشرب ويعمل لا مؤاخذة بيبي». قال : «ما بتكلمش علي البيبي، أنا باتكلم إن يعني عايز يغطي علي بلاوي وزارته بالكلام ده، طب ما كل وزارة تعمل زيه بقي، وآهي تلاقي حجة تغطي بيها نفسها». أعترف أن صديقي «سماوي» وبيكره أي حاجة ميري، ولكن ليست هذه هي المشكلة، فالمشكلة أن تصريحات سامح فهمي فعلا مستفزة، أصبح يتحدث هو عن الكرة والرياضة أكثر من شقيقه هادي فهمي، رغم أن الأخير له باع في الرياضة، في حين أن الأول منصب سياسي مكلف بمتابعة نشاط مصر البترولي، لا الرياضي أم أن المسألة «غلوشة» والسلام. أعتقد أن الأمر كذلك، فهذه التصريحات الرياضية التي تتعلق بحياة الكرة المصرية لم تزدهر إلا في وقت اشتعال قضية تصدير الغاز المصري لإسرائيل وهي القضية التي غرق فيها المهندس سامح فهمي ووزارته حتي النخاع، ترك الوزير حكم القضاء الإداري، وحكم المستشار محمد أحمد عطية بوقف تصدير الغاز لإسرائيل، وترك الغيوم الكثيفة التي تحيط بهذا التعاقد - حسب تعبير القاضي نفسه- قبل إصدار الحكم وتجاهل مسألة أنابيب الغاز وغاز البوتاجاز الذي وصل سعر الأنبوبة بسببه إلي 25 جنيها، وياريتها موجودة، ترك كل المصائب وتفرغ لغسل وجه وزارته ووجه نظامه وإطلاق التصريحات الرياضية، وكأن وزارته اسمها «وزارة البترول وكرة القدم والثروة المعدنية». والله فكرة، لماذا لا نضم قطاع الرياضة إلي وزارة البترول؟ ويصبح الزي الرسمي في الوزارة «الفانلة والشورت»، وترفع الوزارة شعار «الكوتش» علي كل المباني والهيئات التابعة لها بدلا من المدخنة التي تنفخ النار فوق حقول البترول. عندها سيصبح سامح فهمي نجما رياضيا بالمعني الحقيقي، ولكن المشكلة أن باقي الوزراء في الحكومة سيشعرون بالغيرة منه، خاصة أن الرئيس مهتم بكرة القدم جدا، ربما أكثر من اهتمامه بأزمة الشعب والشرطة مثلا، ولهذا سيصبح سامح فهمي عند الرئيس «فرخة بكشك». وحتي لا يغضب الوزراء اقترح أن يتم إنشاء فريق لكل وزارة، يعني يبقي عندنا 32 فريقا لكرة القدم أضف إليها فريق رئيس الوزراء، «اشمعني أحمد نظيف يعني مالوش نفس»، يبقي عندنا 33 فريقاً، ونغير اسم مصر بقي، وتبقي «جمهورية مصر الكروية» ويصبح علمنا بقعة بيضاء وبقع سوداء، وممكن تصبح ألوان مثل «الواوا آبا» وهي الكرة التي كسبت بها مصر كأس الأمم الأفريقية، من باب التفاؤل يعني. أعتقد أن أقوي فرقتين بين الوزارات ستكون فرقة وزارة الداخلية برئاسة اللواء حبيب العادلي وفرقة الضرائب التي يتزعمها يوسف بطرس غالي عدو الملايين فئات وعمال وفلاحين، فرقة العادلي ستفعل كل المخالفات الرياضية في الملعب، وويل لأي حكم يفكر في أن يطلق صافرة اعتراض، سنة أمه ستكون سوداء، أمن الدولة وبئس المصير، أما فريق بطرس غالي سيرفع شعار الربط الجزافي والإقرار الضريبي، ويا ويلك يا حكم من قضايا الضرائب. أما فريق الدكتور نظيف فلأنه الفريق الرئيسي فمن حقه أن يخطف أي لاعب من أي فريق تاني، وياويله الوزير اللي يعترض أو يقول لا لأنه في هذه الحالة، تعديل وزاري محدود «ويلبس الجلابية» وطبعا اللعب في هذه الفرق سيقوم علي أساس رياضي متين وهو البقاء للواسطة، والدوام للرشوة والعمولة، وليحيا عمنا الفساد صانع الملايين، ولا دايم إلا وجه المال. التاريخ سيكتب عن هذه الفترة من حياة مصر، بأنها مرحلة ازدهار الكرة وأن الحكومة كانت تعقد اجتماعها الوزاري «علي النجيلة»، وأن رئيس الوزراء كان يلقي خطابه البرلماني لنواب مجلس الشعب الذين يجلسون في المدرجات حيث يجلس نواب الحزب الوطني في المقصورة الرئيسية، وباقي النواب - خاصة أن رئيس الحكومة يضيق بهم ذرعا - يجلسون في مقاعد الدرجة الأولي والثانية ويجلس نواب الشوري في مقاعد الدرجة الثالثة، المشكلة في كراسي الاستاد أنه لن يستطيع أحد النوم عليها كالعادة في البرلمان لأن الجالسين عليها من جمهور البسطاء عادة. منتخب مصر لن يمثل مشكلة في هذه الحالة، لأن رئاسة الجمهورية من حقها هي كمان يبقي عندها فرقة، وأعتقد أن جمال مبارك سيكون مديرا فنيا مناسبا للفريق، يشاور أمانة السياسات في الحزب الوطني، ويجهز خطة اللعب بمشروع قانون يطرح علي البرلمان وكل موافقة بهدف، ولكن المشكلة أن المنتخبات التي ستقابل فريق رئاستنا ستكون فرقا تفهم المعني الحقيقي لكرة القدم، وتحرز أهدافها بالجهد الحقيقي والقتال بإخلاص علي أرض الملعب، ولا تحرز أهدافها بطريقة الدكتور سرور الشهيرة «الموافق علي إحراز هدف يتفضل برفع يده «جول»، ولهذا ستكون الأهداف للركب، وتعظيم سلام لكل فريق وكل وزير ومبرراتي محترف تبرير يعني. حسام الدين مصطفي