رغم اقتراب موعد إعلان المرشد الثامن لجماعة الإخوان المسلمين خلفا لمحمد مهدي عاكف الذي ينتهي ولايته في 13 يناير ورغم إجراء «عاكف» اتصالات مكثفة مع أعضاء مجلس الشوري العالمي والذي يتكون من 35 عضوا علي مستوي العالم لاستطلاع رأيهم حول اسم المرشد الجديد الذي انحصر بين اثنين هما محمد بديع ورشاد بيومي، إلا أن مكتب الإرشاد لم يعرف طريقه للهدوء النسبي أو الاستقرار طوال الأسبوع المنقضي عقب استقالة محمد حبيب «النائب الأول للجماعة من جميع مناصبه الدولية والمحلية بالجماعة، الأمر الذي تسبب في نشوب خلافات واسعة أثارتها قيادات الجماعة وخاصة الإصلاحيين. حيث تقدم ابراهيم الزعفراني عضو مجلس شوري الجماعة مؤخرا بطعن علي اجراءات انتخابات المكتب الأخيرة طارحا رؤيته لاصلاح اللائحة الداخلية الأمر الذي رفضه «عاكف» وقال اللي مش عاجبه يمشي من الجماعة، لتتفاقم المواجهة بين الإصلاحيين بزعامة عبدالمنعم أبوالفتوح الذي خرج مؤخرا من مكتب الإرشاد. وبين المحافظين بزعامة محمود عزت الذي دفع «بيومي» و«بديع» كمرشحين وحيدين لمنصب المرشد العام وقد أدت تصريحات «حبيب» بأن لديه العديد من الأسرار التي قد تفضح الجماعة، وتهديده بالكشف عن هذه الأسرار في الوقت المناسب، إلي رفع حرارة الهجوم المتبادل وإلقاء التهم بين قيادات الجماعة من التيارين حيث شن «عاكف» هجوما عنيفا علي حبيب حيث اعتبر «عاكف» تصريحاته انقلابا علي الجماعة التي ظل بها لمدة 24 عاما عضوا بمكتب الإرشاد. وقال عاكف لصوت الأمة أطالب «حبيب» بالكف عن هذه التصريحات التي تسئ له قبل أن تسئ للجماعة وأضاف: إذا كان «حبيب» يملك أسرار تفضح الجماعة كما يقول فلماذا سكت عليها طوال ثلاثة عقود كان فيها من أهم قيادات الجماعة. وأشار «عاكف إلي أنه من الممكن أن يعفو عن حبيب شريطة أن يكف عن اطلاق تلك التصريحات التي وصفها «بالمستفزة» علي حد قوله وقال: إذا كان حبيب معترضا علي إجراءات انتخابات المرشد فليعترض داخل مكتب الإرشاد وليس خارجه مشيرا إلي أنه مازال يملك صلاحيات تمكنه من العفو عن حبيب باعتباره المرشد الحالي للجماعة. بينما أكد حبيب لصوت الأمة علي حقه إعلان اعتراضه علي اجراءات انتخابات المرشد ووصفها «بالباطلة» مشيرا إلي أنه لن يقبل أن يشترط عليه أحد العفو مقابل صمته عن تلك الأخطاء حتي لو كانت صادرة من «عاكف» نفسه مشيرا إلي أنه استقال من جميع مناصبه بالجماعة وليس من حق أحد أن يجبره علي الصمت. مؤكدا علي عزمه كشف مفاجآت عديدة في حال إصرار «عاكف» وأعضاء مكتب الإرشاد علي تسمية المرشد الثامن وفق بإجراءات باطلة لافتا إلي أن هذه المفاجآت تتعلق بالكشف عن مخططات أسماء بعينها داخل مكتب الإرشاد كانت وراء اجراء الانتخابات بهذا الشكل الفاضح الذي ظهرت عليه. وألمح «حبيب» إلي أن محمود عزت الأمين العام للجماعة يقف وراء الكثير من الأحداث التي ترتب عليها خروجه وخروج «أبو الفتوح» من عضوية مكتب الإرشاد رافضا في الوقت نفسه إعلان الأسباب التي جعلت «عزت» يستبعدهما معا محددا رفضه. لأن يكون المرشد الثامن للجماعة من بين الأسماء التي تم طرحها علي مجلس الشوري العالمي أمثال «بديع» و«بيومي» وجمعة أمين وقال هذه الاسماء تصلح لعضوية مكتب الإرشاد ولاترقي لمنصب المرشد الذي يحتاج لصفات معينة لاتتوافر فيهم.