ملايين ضائعة .. ملايين ليس لها عائد .. ملايين يحاسب عليها القانون .. نتحدث هنا عن ملايين الجنيهات تتحملها خزائن الاندية المصرية في صورة رواتب ومستحقات مالية للاعبين ليس لهم مردود فني علي الاطلاق. الملايين الضائعة هي أزمة الازمات الآن في الاندية، خاصة الكبري منها التي باتت مجبرة علي سداد ارقام فلكية للاعبين في صورة مستحقات سنوية عبر اقساط شهرية وفي المقابل ليس لهؤلاء أي بصمة علي الاطلاق لمصلحة انديتهم، هي ملايين ضائعة بسبب " دلع " لاعبين، وكذلك قرارات لمديرين فنيين لها ابعاد شخصية في المقام الاول ، وفي كلا الاتجاهين يعد الخاسر الوحيد هو النادي الذي يجبر في النهاية علي الوفاء بكامل الارقام المالية لديه. الملايين الضائعة هي الشبح الذي بات يخيف العديد من الاندية المصرية في الوقت الحالي بسبب شبح الافلاس الذي بات يطاردها في الفترة الاخيرة. النماذج مختلفة في اندية بالجملة لكن الاكثر خسارة هما القطبان الأهلي والزمالك ، داخل النادي الاهلي هناك خلاف لا يخفي علي احد يجمع بين حسام البدري المدير الفني ولاعبه الانجولي جيلبرتو سبيستاو الظهير الايسر أدي الي استبعاد الاخير من حسابات البدري وابتعاده عن العديد من المباريات. ومن يتابع مباريات الأهلي هذا الموسم يجد ان جيلبرتو تحول الي لاعب بديل وليس عنصرا اساسيا كما كان الحال في عهد البرتغالي مانويل جوزيه ، وجلوس جيلبرتو لأسباب شخصية منها الخلاف مع حسام البدري يهدر علي الأهلي مردود 300 ألف دولار سنويا، الاهلي الآن يخسر ماليا مع جيلبرتو بالاضافة الي خسارة فنية من خلال ابعاد البدري للاعب ، وهناك ظاهرة أشرس بكثير وترتبط بحسين ياسر محمدي صانع العاب الفريق الذي يحصل علي 500 الف دولار سنويا في عقد استثنائي تم ابرامه مع اللاعب في يوليو 2008 ، وهو احد اكبر الارقام المالية السنوية التي يحصل عليها لاعبو الكرة المصرية في الوقت الحالي ، وحسين ياسر محمدي بعيد عن المشاركة في المباريات هذا الموسم مثلما كان الحال في الموسم الماضي ، ويتحمل حسام البدري الورطة المالية للأهلي في تعاقده حسين ياسر محمدي، خاصة انه كان هناك قرار ببيع اللاعب قبل بداية الموسم ولكن البدري تمسك باستمراره بداعي حاجته اليه قبل ان يفاجأ الجميع باختفاء حسين ياسر محمدي عن الانظار والغريب ان عقد حسين ياسر محمدي مع الاهلي يقضي بحصوله علي مستحقاته المالية كاملة بدون ربطها بالمشاركة في المباريات. وهناك لاعب ثالث يحصل علي رقم مالي كبير له نفس الحالة الآن وهو احمد بلال كابتن الفريق الذي يتقاضي مليونا وربع المليون جنيه دون ان يشارك في المباريات. ويضاف الي هذه الاسماء محمد خلف ووائل شفيق ثنائي خط الظهر والجزائري أمير سعيود صانع الالعاب الذين كلفوا خزينة الاهلي 4 ملايين جنيه للتعاقد معهم قبل بداية الموسم ولم يشاركوا حتي الان ليصل اجمالي الملايين الضائعة في الاهلي الي 10 ملايين جنيه في موسم واحد. ويتصاعد الرقم المالي في الزمالك الآن ، فالمسئولون في القلعة البيضاء ورطوا خزينة النادي في عقد فلكي لعمرو زكي مهاجم الفريق العائد من تجربة احتراف في ويجان اتلتيك الانجليزي ، المعروف ان عمرو زكي يملك اتفاقا مع ممدوح عباس رئيس نادي الزمالك يقضي بحصوله علي 5 ملايين جنيه سنويا ، بخلاف مليون جنيه في فوز الزمالك الزمالك ببطولة الدوري الممتاز ، مشكلة الرقم المالي ان عمرو زكي غائب عن 60% من مباريات الزمالك حتي الآن. المثير ان اللاعب بات يدرس وبقوة الرحيل عن القلعة البيضاء في يناير المقبل بداعي عدم رغبته في الاستمرار لعدم شعوره بالراحة في وجود أحمد حسام ميدو. وتقاضي زكي من الزمالك نحو 3ملايين جنيه من مستحقاته المالية وله مليونا جنيه من المقرر ان يحصل عليهما مع نهاية الدور الاول في حالة عدم احترافه اوروبيا. في الوقت نفسه تلمع ظاهرة اهدار الملايين في حالة اخري وبطلها هذة المرة أحمد فتحي الشهير ببوجي مهاجم منتخب الشباب الذي جاء التعاقد معه في بداية الموسم وسط ضجة اعلامية من جانب مسئولي الزمالك الذين راهنوا علي ان اللاعب سيكون الورقة الرابحة والافضل بين اقرانه هذا الموسم ، وحتي الآن لم يظهر بوجي سوي في عدد محدود من المباريات والمثير ان اللاعب أحرج الزمالك في الايام الاخيرة بعد تهديد ناديه القديم القناة بتقديم شكوي الي اتحاد الكرة بسبب عدم حصول القناة بعد علي مليوني جنيه باقي تكاليف صفقة انتقال اللاعب بخلاف منح اللاعب ل450الف جنيه في الموسم الواحد والمثير ان الزمالك اقدم علي خطوة مثيرة للجدل في الفترة الاخيرة تتمثل في تعديل عقود عدد من اللاعبين وفي ضوء ذلك تم تعديل عقدي علاء علي واحمد الميرغني ومنحهما زيادة في التعاقد تكلف الزمالك 900ألف جنيه سنويا. وهذه الاسماء وحدها وضعت الزمالك في فخ خسارة 8.5مليون جنيه لنجد ان القطبين خلال الاشهر الثلاثة الاولي من موسم 2009-2010 لهما خسائر مبدئية تصل الي 19 مليون جنيه ، والمثير ان كليهما ينوي الاقدام علي خسائر اكبر عند فتح باب الانتقالات الشتوية في يناير المقبل .