عمرو عبد الحكيم: المشير لم يكن فاسدا ولا بتاع ستات ولدينا جهاز مخابرات يقظ يسجل كل همسة.. فلماذا لا يوجد تسجيل واحد ضده؟ · أي تبرئة للمشير تعني إدانة أكيدة لعبد الناصر وهذا ما لن يسمح به فلول ما يسمي بالنظام الناصري حاليا · ياسر جلال هو الأقرب لتجسيد شخصية المشير «من حيث الشكل» وأرشح سمية الخشاب لتجسيد أمي برلنتي عبد الحميد هدي عبد الناصر قرأت سيناريو «ناصر 56» قبل تنفيذه وجيهان السادات وافقت علي «أيام السادات» فلماذا يتم حرمان أبناء المشير فقط من هذا الحق؟ أثار نجاح السيناريست والمنتج ممدوح الليثي في الحصول علي حكم قضائي يخوله حق تنفيذ فيلم «المشير والرئيس» عن قصة حياة المشير عبد الحكيم عامر، دون انتظار موافقات أي جهة غضب عائلة المشير في ظل تجاهل «الليثي» لا ستشارتها في تفاصيل السيناريو، وبعض أحداثه الذي راحت تترجمه ساحات القضاء.. وهو ما يراه الليثي كعادة الكتاب والمنتجين في الآونة الأخيرة ليس حقا أصيلا لعائلات الشخصيات البارزة التي يسعي الفن لرصد حياتها في مسلسل أو فيلم .. وهو ما أثار عددا من المشكلات والنزاعات مؤخرا مع بدء تجهيز عدد من الاعمال الفنية مثل مسلسلات «اسمهان» و«ليلي مراد» بل و «الجماعة» الذي كتبه وحيد حامد عن تاريخ جماعة الإخوان المسلمين ومؤسسها حسن البنا. «صوت الأمة» راحت تحاور «عمرو» نجل المشير حول موقف العائلة النهائي من فيلم «الليثي» وحدود هذه الأزمة. كيف تتوقع تناول شخصية المشير في سيناريو ممدوح الليثي؟ - الأعمال الفنية طالما أصرت علي تقديم المشير بطريقتين فقط.. الأولي : هي أن يظهر من أول العمل لآخره علي أنه المخطيء دائما.. والثانية: هي أن يظهر في النصف الأول من العمل «ابن حلال» وبلا أخطاء ثم يتحول في النصف الثاني من العمل إلي شخصية سيئة للغاية.. ويحدث هذا دون الاستناد إلي أي حقائق ولا أي وثائق وأنا ضد تقديم أي عمل تاريخي دون وثائق.. وأسأل السيد ممدوح الليثي ماهي مصادرك في السيناريو الذي كتبته وماذا تعرف عن المشير عبدالحكيم عامر أو عن اسرته حتي تكتب عنه فيلما.. فهناك أكثر من ألف كتاب عن 1967.. فهل يسمح ويخبرنا أي كتاب اختار ليكتب الفيلم. لكن ألا تتفق معنا أن من حق المبدعين تناول شخصية والدك العامة بحرية تامة؟ - في الدول الديمقراطية هناك شفافية ومعلومات متاحة، أما في البلاد «اللي زينا» لا هناك شفافية ولا معلومات متاحة ويكون المتاح لك من معلومات هو المقصود والمفروض أن تعلمه حسب رغبة من يقوم بتسريب المعلومات في ظروف ما ولصالح أشخاص ما وعلي من يتصدي لعمل عن المشير الذي هو جزء من تاريخ مصر تقصي الحقيقة من أسرته وليس معني أن المشير شخصية عامة أننا كأسرته ليس لنا حقوق الملكية الفكرية فيما يكتب عنه ونحن لسنا ضد عمل فيلم أو حتي عشرة أفلام عن المشير ولكننا نري أننا المصدر الحقيقي والموثوق لحياة المشير فيجب اللجوء إلينا حتي يكون العمل صادقا ولا يشوه والدي وهذا كل ما نخشاه والاساءة لحكيم دون اسانيد موثقة. دائما ما تثير أعمال السيرة الذاتية مشاكل بين الورثة والقائمين علي العمل فهل تنوون أن تكونوا حلقة جديدة في هذه المشكلات؟ - إطلاقا.. فنحن دائما خارج هذه الدائرة لانه ببساطة لم يحدث أن عرض أحدهم علينا أي عمل يتناول الثورة والمشير علي كثرة هذه الأعمال.. وليس لنا الحق في التدخل في أي شيء يخص المشير رغم أنه والدنا فلا حق لنا في أن نتدخل أو حتي نبدي رأيا أو تعليقا .. ولا أدري لماذا لا يريدون حتي السؤال عن طريقة حياة المشير في بيته مع أبنائه.. ولماذا يصبح أي عمل فني عن المشير «من بنات أفكار كاتبه فقط». بعكس ما يحدث مع شخصيات سياسية أخري، كما حدث في فيلم «ناصر56»، حيث لجأت اسرة العمل للسيدة «هدي عبد الناصر» وحصلت علي موافقتها علي السيناريو كاملا حتي يخرج العمل صادقا وتكرر هذا أيضا في فيلم «أيام السادات»، حيث أشرفت علي السيناريو السيدة «جيهان السادات» ولكن يبدو هذا حقا للجميع ماعدا أبناء «عامر» فقط. رغم أن هناك حقائق معلنة في حياة المشير لا يستطيع أحمد ذكرها. هل لك أن تخبرنا عن بعض هذه الحقائق؟ - مثل مقتله فلم يجرؤ فيلم أو مسلسل علي طرح أن المشير قتل ولم ينتحر ولدينا تقرير الطبيب الشرعي الحكومي الذي أثبت أن المشير قتل بالسم مع سبق الإصرار والترصد وأنا أتحدث بالوثائق فقد قام المحامي العام وقتها بانتداب محمد علي دياب مدرس التحاليل والسموم بالمركز القوي للبحوث للإطلاع علي الأوراق الطبية الخاصة بحادث وفاة المشير، وأكد الرجل في تقريره - اعطانا نسخة منه - أن المشير قتل مع سبق الإصرار والترصد بسم الاكونتين وأن الوفاة لم تكن انتحارا بل جنائية مكتملة الشروط.. فهل يستطيع عمل فني طرح وفاة المشير وفقا لهذه الوثائق. ولكن يري البعض أن الانتحار نهاية منطقية للمشير الذي لاحقته اتهامات بالفساد والعبث في أواخر أيامه؟ - هذه أيديولوجية القتل فحينما يريد نظام أن يقوم بتصفية أحد رجاله يطلق الشائعات التي تسيء له وحينما يموت تلتصق به كل التهم وأنا أتساءل هل التقط شخص ما صورة للمشير وهو يشرب الخمر مثلا وقد فقد وعيه أو يسهر في أي حانة أو هناك تسجيل صوتي لهذا، بالطبع لا رغم وجود جهاز مخابرات يقظ جدا.. الشائعات انطلقت نحو المشير كتجهيز لقتله وحتي لايبكي عليه أحد وليدفع هو وحده فاتورة النكسة باعتبار أن المشير لا يملك بعد قتله الدفاع عن نفسه وأنا أتساءل: إذا كان المشير فاسدا فعلا فلماذا تركه الرئيس عبد الناصر أكثر من 15عاما قائدا للقوات المسلحة ولماذا لم يعزله.. ألا يجب أن نفكر قليلا بالعقل والمنطق. ألا تري أن صداقة العمر وهدف الحفاظ علي استقرار النظام والثورة كان دافعا منطقيا لابقاء ناصر علي عامر؟ - السياسة ليس فيها مشاعر أو صداقة ولكن السياسة هي مصلحتي ومصلحتك فقط وإذا كانت العلاقة بين ناصر وحكيم كما تقول فلا يمكن أن تنتهي حياة المشير بقتله وفي نكسة 1967 كان لابد من شخص يدفع فاتورة النكسة إما المشير أو الرئيس وبالطبع كان المشير الضحية مثل كثير من ضحايا هذه المرحلة وعلي رأسهم اللواء محمد نجيب. بدون دبلوماسية وبشكل مباشر من قتل المشير؟ - بلا شك قاتل أبي هو نظام عبدالناصر الذي قام رجاله بخطف المشير من منزله وهو بين أبنائه اختفي بعدها يومين ثم عاد إلينا جثة هامدة فقد كان يري نظام عبد الناصر ضرورة التخلص من والدي. هل لجأت الأسرة إلي أحد من أصدقاء المشير لتقصي حقيقة وفاته؟ - أهم مصدر لنا علي الإطلاق هو رئيس المخابرات الراحل صلاح نصر، حيث اعترف لنا بأن السم الذي ادعي نظام ناصر ان المشير حصل عليه من المخابرات للانتحار ماهو إلا كذبة لأن السم لم يخرج من مكتبه.. والكوميديا في هذه الرواية هو ادعاء نظام ناصر بأن المشير حصل علي السم في ابريل 1967 حتي ينتحر به في شهر سبتمبر علي اعتبار أن المشير كان يعلم الغيب ويعرف أن هناك نكسة في شهر يونيو. نعود لفيلم المشير كيف تتخيل صورة المشير في الفيلم؟ - شخصية مهتزة طوال الوقت وللأسف كل الأعمال الفنية أظهرت المشير ولا الحرامية واللصوص وما قرأته في إحدي الصحف اليومية تحت عنوان «المشاهد المحذوفة من فيلم المشير» يعد «مسخرة» ولن يحدث أن يخرج فيلم عن المشير وهو يحمل الحقائق كاملة لأن حماة النظام الناصري موجودون حتي هذه اللحظة، أما عامر فليس خلفه قوة تسانده أو حزب باسمه اللهم سوي بعض رجال الجيش الذين يعرفون حقيقته جيدا، وربما وبزوال بقايا ما يطلق علي النظام الناصري قد تطرح الحقائق عن المشير كاملة واظن أن هذا لن يحدث قبل 50 عاما. هل هناك طرق أخري غير القضاء قد تسكلها العائلة لمنع فيلم ممدوح الليثي عن المشير؟ - القضاء هو القناة الشرعية كي نمنع ظهور فيلم يشوه عامر ولكن هناك اتجاها آخر وهو أن نلجأ للمؤسسة العسكرية والجيش كي يدافعوا عن المشير لانه ابنهم «وراجلهم» ولهم فيه مثلنا تماما والجيش بيتنا ولن يتركوا حق حكيم وأي اساءة له تعد اساءة للجيش الذي «أسسه» المشير. هل يمكن أن تتحللوا ببعض حسن الظن في سيناريو «الليثي» الذي قد يطرح بعد الحقائق عن المشير بما يتوافق مع رؤيتكم؟ - هذا من عاشر المستحيلات لان أي عمل فني سينتصر لعبد الحكيم عامر سوف يدين عبد الناصر في قرارات سياسية معينة.. وسوف نلجأ للرئيس مبارك كحل أخير لمنع الفيلم. أيهما أقرب لتجسيد شخصية المشير برأيك.. كريم عبد العزيز أم أحمد السقا؟ وهل توافق علي ترشيح ليلي علوي لدور والدتك؟ - كلهم نجوم كبار جدا.. ولكن الأقرب للمشير في المواصفات الشكلية من وجهة نظري هو الفنان ياسر جلال والسقا بالطبع لا غبار عليه في دور حكيم أيضا.. كما أنني أرشح النجمة سمية الخشاب لتقوم بدور والدتي السيدة برلنتي عبدالحميد التي تم التنكيل بها وسجنها وتحديد أقامتها حتي تسيء لذكري المشير ولكنها صمدت كأعظم الرجال. ******* أكد أنه يتعامل مع عامر كدراما إنسانية خالد يوسف: المشير سيخرج إلي النور سواء وافقت أسرته أم رفضت قال المخرج خالد يوسف ذو التوجه الناصري والمرشح لإخراج فيلم «المشير والرئيس» : إذا كان الرئيس الراحل جمال عبدالناصر أعلن بنفسه مسئوليته الكاملة عن نكسة عام 67 فهل أقوم بتبرئته لأنني ناصري.. أنا أصنع دراما ولدي رؤية لهذه الأحداث سيراها المشاهد في الفيلم، وعن إظهار المشير عامر ورجاله كشخصيات فاسدة ذات علاقات نسائية متعددة قال «يوسف»: هذا الكلام غير صحيح بالمرة ثم إن الجانب الشخصي للأبطال سيكون بعيدا عن أحداث الفيلم موضحا أنه يتعامل مع المشير في الفيلم كقضية انسانية ولا يفضل تصفية الحسابات السياسية، وحول غضب أسرة المشير بسبب عدم عرض السيناريو عليهم قال : إن الجهة الوحيدة التي لها حق قرأة السيناريو هي الرقابة علي المصنفات الفنية .. فإذا كنت أرفض عرض السيناريو علي الجهات الأخري فكيف أقبل عرضه علي الورثة حتي اضطر للانتظار 10سنوات أخري كي أحصل علي موافقات جميع ورثة الشخصيات التي يطرحها الفيلم وهي لا تقل عن 100 شخصية، وهذا غير منطقي بالمرة في ظل وجود شخصيات كبيرة في الفيلم، فهناك عدد من الضباط الأحرار والوزراء والرؤساء وقادة الجيش فكل هؤلاء كانوا في مراكز كبري، والأمر لا يتوقف عند المشير والرئيس فقط فهناك أيضا ورثة لصلاح نصر وأمين هويدي وزكريا محيي الدين فكيف أطارد كل هذه الأسر لأعرض عليهم السيناريو. مؤكدا أن الفيلم سيخرج للنور شاءت أسرة المشير أم أبت قائلا: إننا في دولة مدنية يحكمها القانون ولن يحسم الأمر عمرو عامر أو غيره.