أسعار المانجو في سوق العبور اليوم.. الزبدية ب23 جنيها    ارتفاع حصيلة ضحايا سلسلة من التفجيرات شمال شرق نيجيريا ل48 قتيلا ومصابا    تردد القناة الناقلة لمباراة إسبانيا ضد جورجيا اليوم الأحد 30-6-2024 في أمم أوروبا    سعر الذهب اليوم وعيار 21 الآن الأحد 30 يونيو 2024    درجات الحرارة اليوم الأحد 30-6-2024 فى مصر    لحظات تحليق البالون الطائر فى سماء الأقصر احتفالا بذكرى 30 يونيو.. فيديو وصور    حركة القطارات| 45 دقيقة تأخير بين قليوب والزقازيق والمنصورة.. الأحد 30 يونيو    «زي النهارده».. ثورة 30 يونيو تطيح بحكم الإخوان 30 يونيو 2013    استمرار الجولة الأولى من الانتخابات البرلمانية الفرنسية    مقرر استثمار الحوار الوطني: أوربا في أزمة طاقة.. ومصر الوجهة الأهم لتوفير الطاقة المتجددة    شاهد محمد أبو تريكة يصنع الحدث في مواقع التواصل بعد احداث مباراة المانيا والدنمارك ... خالد منتصر يسخر من تصريحات محمد أبو تريكة    ياسر أيوب: اتحاد الكرة يعاني من تهديد الأهلي والزمالك في قرارات الانسحاب    جهاد جريشة: أطالب رابطة الأندية بالاعتذار للاتحاد السكندري    هشام يكن: الزمالك أخطأ لخوضه مباراة سيراميكا كليوباترا    نتائج أولية.. الغزواني في المقدمة بانتخابات الرئاسة الموريتانية    رهينة إسرائيلية مطلق سراحها: هل يمكننا أن نتعلم الحب وليس الكره    إعادة ضخ المياه إلى منطقة الدقى وإستئناف تسيير حركة السيارات (تفاصيل)    مدحت صالح يطرب جمهور الأوبرا بأروع أغانيه على المسرح الكبير    نجوم العالم العربي يطلوّن في البرنامج الجديد «بيت السعد»    خاص.. بيراميدز: ما حدث في مباراة سموحة إهمال واضح من صاحب الأرض وننتظر قرار الرابطة النهائي    "لو تجاري".. اعرف موعد إعلان نتيجة الدبلومات الفنية 2024    التطبيق من الغد، شعبة المخابز تكشف عن التكلفة الجديدة لإنتاج الخبز    الأرجنتين تصعق بيرو بثنائية لاوتارو وكندا تبلغ ربع نهائي كوبا أمريكا لأول مرة    "أبو الغيط": مبارك رفض التصدي للاتصالات الأمريكية مع الإخوان لهذا السبب    تفاصيل جديدة عن زواج نجوى كرم    هل يجوز التهنئة برأس السنة الهجرية.. الإفتاء توضح    الصحة: مرضى الاكتئاب أكثر عرضة للإصابة بالسرطان    عاجل.. لطلاب الثانوية العامة.. الأسئلة المتوقعة في امتحان الإنجليزي    عصام عبد الفتاح يكشف فضيحة تلاعب كلاتنبرج بالخطوط لصالح الأهلي    وزير خارجية اليمن: القضية الفلسطينية على رأس أولويات القاهرة وصنعاء    7 معلومات عن الأميرة للا لطيفة.. حزن في المغرب بعد رحيل «أم الأمراء»    حظك اليوم برج القوس الأحد 30-6-2024 مهنيا وعاطفيا    محمد رمضان يقدم حفل ختام ناجحا لمهرجان موازين وسط حضور جماهيرى ضخم    أسعار ومواصفات بيجو 2008 موديل 2024    ما هي أول صلاة صلاها الرسول؟.. الظهر أم العصر    من هو أول من وضع التقويم الهجري؟ ولماذا ظهر بعد وفاة الرسول؟    «السيستم عطلان».. رابطة مصنعي السيارات تكشف أسباب تكدس العربيات في الموانئ    عاجل.. فيروس "حمى النيل" يهدد جنود الاحتلال الإسرائيلي.. وحالة من الرعب    اعرف وزن وطول طفلك المثالي حسب السن أو العمر    حكم الشرع في الصلاة داخل المساجد التي بها أضرحة.. الإفتاء تجيب    متحدث التعليم: شكلنا لجنة للوقوف على شكوى امتحان الفيزياء والتقرير في صالح الطلاب    عمرو أديب: مستقبل وطن يمتلك كوادر تنظيمية تستطيع تخفيف الأزمة الاقتصادية| فيديو    ضبط مسجل خطر بحوزته مواد مخدرة وسلاح ناري في الأقصر    الإجازات تلاحق الموظفين.. 10 أيام عطلة رسمية في شهر يوليو بعد ثورة 30 يونيو (تفاصيل)    ظهور مؤثر لVAR وقرارات مثيرة فى مباراتى الزمالك وسيراميكا والاتحاد ضد الداخلية    حقيقة تأجيل الضمان الاجتماعي المطور لشهر يوليو 1445    "طعنة بالصدر".. ننشر صورة المتهم بقتل سباك الوراق بسبب المخدرات    5 علامات تدل على خلل الهرمونات بعد الحمل.. لاتتجاهليهم    رئيس لجنة الصناعة ب«الشيوخ»: 30 يونيو ثورة شعب ضد قوى التطرف والتخلف استجاب لها قائد عظيم لتحقيق طموحات الشعب    مصطفى بكري: إعلان تشكيل الحكومة الجديدة 3 يوليو    بالتزامن مع بداية امتحاناتها.. 14 معلومة عن برامج الماجستير والدكتوراة المهنية بجامعة الأقصر    «الزنداني»: هجمات الحوثيين في البحر الأحمر هدفها كسب تأييد شعبي    أستاذ علوم سياسية: الدول المنادية بحقوق الإنسان لم تقم بدور مهم حول غزة    د.حماد عبدالله يكتب: "البلطجة والسفالة" وسكان القصور!!    إصابة 4 أشخاص بينهم طفل بلدغات سامة في الوادي الجديد    رمضان عبد المعز: الصلاة على النبى تنصرك على آلام وأحزان ومصاعب الدنيا    مجلس جامعة الأزهر يهنئ الرئيس السيسي بالذكرى ال 11 لثورة 30 يونيو    الري: توجيهات رئاسية بدعم أشقائنا الأفارقة في مجال الموارد المائية    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



يكتبها: طارق الشناوي
حكايات فنية

جاء الحكم القضائي لصالح "ممدوح الليثي" في فيلمه "الصديقان ناصر وعامر" وهو يجدد مرة أخري تلك الحكاية التي لا نري أبداً لها نهاية.. فلا يمكن لحكم قضائي أن يغلق الباب أمام تلك الاعتراضات حتي لو انتهي تصوير الفيلم وعرضه فإن النيران لن تطفأ أبداً!!
لا أحد يستطيع أن يحدد علي وجه الدقة من الذي يملك أن يقدم حياة الشخصية العامة وهل صحيح أن الورثة هم أصحاب السطوة أم أن لهم دائماً مآرب أخري؟! دعكم أولاً من تحديد مفهوم المآرب الآن لأن الكل سوف ينكر مؤكداً أنه لا مكاسب خاصة سوي أنهم فقط يريدون أن تقدم الحقيقة والحقيقة فقط بلا رتوش أو إضافات.. قبل عامين أعلنت الفنانة "برلنتي عبد الحميد" أنها انتهت من كتابها "الطريق إلي قدري"تروي فيه سيرة زوجها المشير "عبد الحكيم عامر" وأنها لن تسمح بتقديم أي أعمال فنية إذا لم تستند إلي هذا الكتاب.. كان السيناريست "ممدوح الليثي" قبل ستة أعوام قد انتهي من تأليف فيلم "ناصر وعامر" ورشح لإخراجه "خالد يوسف" وكل من "أحمد زكي" و "نور الشريف" هما البطلان.. "أحمد" في دور "المشير" ونور "عبد الناصر" الآن مع مرور الزمن صار المرشحان هما "أحمد السقا" و "كريم عبد العزيز" ووقع الاختيار علي وفاء عامر للقيام بدور برلنتي عبدالحميد السيناريو يتناول تلك الصداقة التي جمعت بينهما منذ لقائهما في الكلية العسكرية وظلت الصداقة قائمة بل وتزداد رسوخاً حتي بعد أن أصبح "عبد الناصر" رئيساً لمصر فلقد كان دائماً للمشير "عبد الحكيم" مكانة خاصة فهو الرجل الثاني وله نصيب في حكم البلاد من خلال قيادته للقوات المسلحة وكان "عبد الناصر" يسمح له فقط بين كل رفقاء السلاح بأن يناديه بجمال أو "جيمي" علي الملأ أثناء جلسات مجلس الوزراء وقبلها في اجتماعات الضباط الأحرار.. إن النقطة الفارقة دائماً في تلك العلاقة هي هل انتحر المشير كما أعلنت الدولة أم أنه تم دس السم له في شراب الجوافة كما ردد ذلك قطاع عريض من الناس وجزء لا بأس به أيضاً من المسئولين.. الرواية الثانية هي التي تؤكدها بالطبع السيدة "برلنتي" لأن المشير علي حد قولها مؤمن ولا يمكن أن يقدم علي الانتحار.. إن هذا الموقف يدين كل القيادات وعلي رأسها "جمال عبد الناصر" فليس من المفترض أن يغتال إنسان فما بالكم بالمشير ولا تتحرك أجهزة الدولة إلا إذا كانت أجهزة الدولة متورطة في الجريمة ولهذا فإن هذا الملف الشائك الملغوم ليس من مصلحة أحد أن يفتحه لأنه سوف ينكأ جراحاً غائرة إلا أن لا أحد مع الأسف يستطيع أن يزعم أنه يملك الحقيقة!!
السيناريو في فيلم "ناصر وعامر" حاول أن يقدم نهايتين واحدة لإرضاء الدولة وواحدة لإرضاء خيال الناس ولكن لا الدولة ولا "برلنتي" وافقوا علي هذا السيناريو وتوقف المشروع الحكم القضائي الذي حصل عليه مؤخراً الكاتب "ممدوح الليثي" لا أظنه سوف يعفيه من أن يعود إلي أجهزة حساسة في الدولة تتحفظ في كل ما يتعلق بتلك العلاقة إلا أن هذا لم يمنع بالطبع أن نري المشير "عامر" في أكثر من عمل درامي خلال السنوات الأخيرة تناولت "عبد الناصر" آخرها مسلسل "ناصر" الذي عرض في شهر رمضان قبل الماضي ولم يرض المسلسل أسرة "عبد الحكيم" واعترضت "برلنتي" بينما أرضي علي المقابل أسرة الرئيس "جمال عبد الناصر" حيث أشرفت السيدة "مني جمال عبد الناصر" علي السيناريو وأمدت الكاتب "يسري الجندي" بكل الوثائق.. السيناريو عبر بالتأكيد عن التوجه الناصري لصناعه وسبق أيضاً للسيدة "برلنتي" أن اعترضت علي فيلم "جمال عبد الناصر" الذي أخرجه السوري "أنور القوادري" ولعب دور "عبد الناصر" الفنان "خالد الصاوي" وأدي دور المشير "هشام سليم" وذلك قبل 12 عاماً.. وكانت أيضاً أسرة "عبد الناصر" قد اعترضت بسبب ظهور الرئيس "جمال عبد الناصر" وهو يرتدي البيجامة في أكثر من لقطة قالوا كيف نقدم الزعيم مرتدياً البيجامة؟!
بينما اعترضت "برلنتي عبد الحميد" قائلة كيف نقدم المشير "عامر" بهذه الخفة لاهثاً وراء الستات.. الورثة لديهم جانب واحد فقط يريدون تقديس مورثهم.. أحترم رؤية السيدة "برلنتي عبد الحميد" وأتفهم أيضاً رغبتها في تلك الصورة الأحادية التي تراها فقط في المشير ولا ترضي بغيرها بديلا إلا أنها تنسي أن المشير كان إنساناً أولاً وله بالتأكيد لحظات ضعف.. نعم شخصية المشير "عبد الحكيم عامر" تستحق عملاً فنياً وكان الراحل "أحمد زكي" من بين أحلامه الإبداعية أن يقدم المشير في فيلم مثل "عبد الناصر" و "السادات" وقال إنه أخذ موافقة شقيقه الفريق "حسن عامر".. فهل مات الحلم مع رحيل "أحمد زكي"؟ الحقيقة هي لا.. المشير شخصية تحمل كل المقومات الدرامية الجاذبة لكل صناع الأعمال الفنية ولكن سيظل هناك أكثر من معوق ليس فقط الورثة ولكن أيضاً الدولة لأنها سياسياً لديها معايير محددة بل وقاسية في التعامل مع المشير "عبد الحكيم عامر" فلا يمكن أن تسمح الدولة بأن ينتج فيلم يشكك في الرواية الرسمية التي تؤكد انتحار وليس اغتيال "عامر" ولهذا فإن السيناريست "ممدوح الليثي" ذهب بالسيناريو بعيداً عن جهاز الإنتاج الذي يرأسه "ممدوح الليثي" لأنه في نهاية الأمر يتبع وزارة الإعلام.. ذهب به إلي إحدي شركات الإنتاج الخاصة إلا أن هذا لا يعني باليقين أن الفيلم سيستطيع القفز علي كل الحواجز التي تحول دون خروجه للناس.. للدولة دائماً أسلحة وأنياب خاصة في تلك القضايا الشائكة لأن المشير لم يكن فقط قدر "برلنتي عبد الحميد" فهو أيضاً قدر مصر!!
*********
«محمد إمام» و جلباب «عادل إمام»!
· مأزق «محمد إمام» أنه ولد وفي فمه ملعقة من ذهب.. أبوه هو النجم الأول ولا يكتفي بأن تنهال عليه الأفلام ويختار فيما بينها ولكن هو الذي يرشح النجوم
لا يريد "محمد إمام" أن يعيش في جلباب أبيه "عادل إمام" ولكن لم يستطع أن يعثر علي الجلباب المناسب الذي يرتديه بعيداً عن سطوة وهيمنة وقوة وحماية الأب؟!
مأزق "محمد إمام" أنه ولد وفي فمه ملعقة من ذهب.. أبوه هو النجم الأول ولا يكتفي بأن تنهال عليه الأفلام ويختار فيما بينها ولكن هو الذي يرشح النجوم الذين يشاركونه التمثيل بما فيهم نجم بحجم "عمر الشريف" الذي رشحه "عادل إمام" لمشاركته "حسن ومرقص".. لا تتوقع أن أي نجم سوف يذكر أي من هذه الوقائع لأن الشفرة السحرية للاقتراب من "عادل إمام" أن يقتنع أنه - إمام عادل - ولهذا لا أحد يناقش الأئمة فيما يقولون أو يفعلون.. "عادل إمام" هو الذي فرض ابنه "محمد" في "عمارة يعقوبيان" كان المخرج "مروان حامد" قد اتفق مع "فتحي عبد الوهاب" علي دور "طه الشاذلي" ولكن "عادل" قرر أن يلقي بورقة اسمها "محمد" لتصبح أحد شروط معادلة الموافقة علي الفيلم خاصة أن الفيلم شبه بطولة مطلقة وشبه بطولة جماعية وحتي يتنازل عن البطولة المطلقة كان المقابل الذي حصل عليه أن يمنح ابنه دوراً رئيساً بجواره في "يعقوبيان".. فيلمه التالي "حسن ومرقص" كان الدور أكبر والأب حرص لأول مرة أن يسمح لابنه بكل الإيفهيات الممكنة وبالطبع خبرة "عادل إمام" العريضة تتيح له أن يوجه ويمهد ليقتنص ابنه الضحكات وهذا ما نجح فيه "محمد إمام" في التجربة الثانية له تحت مظلة أبيه ولكن هذا لا ينفي تمتع "محمد" بقدر من الموهبة وقدر من القبول لأنه لا يمكن لأحد أن يمنح القبول لأحد.. إلا أن انطلاق "محمد إمام" لفيلم "البيه رومانسي" قلص الكثير من الوعد الذي ارتبط به "محمد إمام".. كانت الكوميديا منوط بها فتي سمين آخر أشاهده في أغلب أفلام المنتج "محمد السبكي" وهو يتلقي الصفعات متصوراً أن هذه هي الوسيلة الوحيدة الممكنة لضمان الضحكات.. أما "الإمام" الصغير فهو يتلعثم في الأداء بدون رعاية الأب وبدون توفر البديل المخرج القادر علي التوجيه فإن المحصلة بالتأكيد هي صفر.. يخلو فيلم "البيه رومانسي" من أي شيء له علاقة بالسينما.. الشخصيات التي كتبها "أحمد السبكي" و "هيثم وحيد" ترتكن إلي المحفوظات السينمائية العامة بتركيبة - سبكية - أي أنها من الممكن أن تمنح بعض الجنس والإغراء مع الرهان في نهاية الأمر علي أن الأخلاق الحميدة هي التي تنتصر.. في الفيلم نري اللبنانية "دومنيك حوراني" هي الورقة التي يراهن عليها "السبكي" لتقديم القسط الأهم من الجاذبية.. "المُزة" القادرة علي تحقيق ما يرمي إليه الفيلم بينما السيناريو كان يرمي لشيء آخر هو أنه لا توجد بنت بريئة تماماً كلهن "فيهن إن".. "باسم السمرة" هو الصعيدي المتزمت الذي يعتقد أنه تزوج من بنت بنوت "دومنيك" فيكتشف كم كان هو ساذج كل بنت يسعي "محمد إمام" للزواج منها تنفيذاً لوصية عمه الذي اشترط حتي يحصل علي الميراث أن يتزوج من بنت بنوت يكتشف أنه كان آخر من يعلم بتاريخها الأسود الحافل بكل الموبقات.. وفي النهاية يقدم أسوأ أنواع الاختيارات الكوميدية وهو أن يتقدم للزواج من الطفلة "منة عرفة" وترتدي بالفعل ملابس الفرح ولا ينقذها إلا إفساد الليلة.. ويضع خط رومانسي أو كما يعتقد عندما يقع في حب فتاة أخري وافقت عليها أمه بالطبع "لبلبة" هي أمه أما الفتاة الأخري فلم أعثر علي اسمها.. "حسن حسني" يؤدي دور الرجل الفلاتي الذي لا يكف عن مطاردة الستات.. لو راجعت "عادل إمام" في بدايته وتذكرت الأفلام الأولي لعادل إمام التي صنعت اسمه وهو في عمر يقترب من ابنه لاكتشفت أنها لا تختلف في قيمتها الفنية كثيراً عما يقدمه حالياً ابنه مثل "رجب فوق صفيح ساخن" ، "مغامرون حول العالم" ، "أذكياء لكن أغبياء" ولكن الفارق أن حضور الكوميديان "عادل إمام" وجاذبيته كانت قادرة علي جذب الجمهور إليه.. "عادل" جاء للفن المصري مهما كان لي من انتقادات بنقلة نوعية في الكوميديا.. "محمد إمام" رغم الفارق الزمني 40 عاماً إلا أنه يلعب كوميديا بمفردات أبيه ولهذا أري أن الأمر يحتاج إلي قدر أكبر من الجهد.. فهو لا يستطيع أن يصبح مثل أبيه فهذه منحة إلهية لا تتكرر ولن يتقبله الجمهور لو أنه حاول استنساخ "عادل إمام".. سوف يعود "محمد" مرة أخري ليعمل تحت مظلة أبيه في فيلمه القادم "فرقة ناجي عطا الله" وسوف يرتدي مرغماً جلباب "عادل إمام" وليس أمامه الآن جلباب آخر!!
********
س: حد سامع حاجة ج: «علي خفيف»!
· يكسر دائماً "محيي إسماعيل" الوهم الدرامي وهو يلقن الجمهور الحكاية بتوجيهاته إلي البطل حتي أنه يطلب من الجمهور أن يحصلوا علي استراحة في منتصف الفيلم
يحمل فيلم "حد سامع حاجة" محاولة لم تكتمل لصناعة فيلم كوميدي يحمل رؤية تحمل قدراً من المغامرة.. الثنائي الكاتب "أحمد عبد الله" والمخرج "سامح عبد العزيز" ينتقلان معاً بعد "كباريه" و "فرح" وبينهما إحساس فني خاص..
الكاتب المحرك للأحداث الذي أدي دوره "محيي إسماعيل" فهو مثل لاعب "الماريونت" يحرك شخصياته كما يحلو له ومن خلال البطل الذي يبدو أنه لا يحمل أي تجارب نسائية سابقة "رامز جلال".. الكاتب فقد ابنه ولهذا يعيش أيضاً في وهم لصناعة ابن آخر من "خياله" ليتجدد اللقاء مع أبيه ولو في هذا الهامش المحدود الذي يقع بين الواقع والحلم.. يكسر دائماً "محيي إسماعيل" الوهم الدرامي وهو يلقن الجمهور الحكاية بتوجيهاته إلي البطل حتي أنه يطلب من الجمهور أن يحصلوا علي استراحة في منتصف الفيلم.. ثم وضع السنياريو شخصية الطبيب النفسي "ماجد الكدواني" الذي يكشف له "رامز جلال" عن تلك الحالة.. يستمع إلي صوت يخبره بما سوف يفعله وهكذا يلتقي الخطان الكاتب الذي يمثل أحياناً القدر الذي يرسم كل خطوات البطل بينما يأتي دور الطبيب النفسي كان من الممكن أن يكتفي بالكاتب ليمنح الشخصية عمقاً درامياً أكبر.. "محيي إسماعيل" لديه إيقاعه ونبضه الخاص.. "محيي" ابتعد عن استوديوهات السينما 13 عاماً لم نكن نسمع عنه سوي أنه يعتذر عن عدم أداء دور ما في عمل فني وبعد ذلك صار خارج أجندة السينمائيين ليعود بعد هذه السنوات وأراه مشحوناً بالإبداع والحضور.. له مساحته علي الشاشة وأيضاً علي الأفيش.. في الفيلم الوجه الجديد "لاميتا فرنجيه" إنها الحسناء اللبنانية التي ينبغي العثور عليها في أي فيلم سينمائي عليه توقيع أي من الشقيقين "أحمد أو "محمد السبكي" ولا بأس من مشهد للراقصة دينا مع ضيف الشرف الدائم في الأفلام الكوميدية "علاء مرسي".. "رامز جلال" كل سنة له فيلم بطولة.. وهو مؤد لطيف إلا أنه حتي الآن لم يستطع أن يثبت جدارته في شباك التذاكر.. غير مرفوض ولا هو أيضاً مفروض إلا أن دائرته الجماهيرية لا تزال محدودة.. والمؤكد أن أفلامه تحقق قدراً من النجاح يؤدي إلي تكرار المشروع السينمائي في موسم تال وهكذا دائماً لديه "ملحق" للعام السينمائي القادم!!
أعجبني في الفيلم أداء "مراد مكرم" المذيع التليفزيوني الذي اختفي من الشاشة الصغيرة ليطل علينا من الكبيرة.. ويبقي في هذه التجربة تلك المحاولة التي أقدم عليها الثنائي "عبد الله" و "عبد العزيز" في الخروج من فكرة الإيفيه الكوميدي التقليدي لآفاق سينمائية أرحب حتي لو لم تكتمل يكفيهما شرف أنهما قد بدآ واستمعنا إليهما.. ولو "علي خفيف"!!
********
أنا من ضيع في «المهرجانات» عمره!
بينما تقرأون هذه الكلمة أكون أنا في مهرجان "دبي" السينمائي الدولي لحضور دورته السادسة.. في الشهر قبل الماضي ذهبت إلي مهرجان "أبو ظبي" في دورته الثالثة بعد أن شهدت من قبل دورتيه السابقتين وبعدها مهرجان "الدوحة" في دورته الأولي و "دمشق" في دورته السابعة عشر عاصرت من هذا المهرجان 11 دورة.. وبعد انتهاء فعاليات مهرجان "دمشق" عدت إلي بلدي لحضور مهرجان "القاهرة" السينمائي الدولي في دورته رقم 33 المهرجانات تتلاحق وأنا أترك نفسي نهباً لها فاتحاً دائماً ذراعي لإرادة أفلامها وندواتها.. جداولها هي جداول حياتي.. أصحو طبقاً لعرض أول فيلم وأنام بعد مشاهدة الفيلم الأخير.. مواعيد المهرجانات هي دستوري الدائم الذي لا أستطيع أن أخالفه مهما كانت لدي من الأسباب فأنا مثلاً علي مدي 18 عاماً لم أتخلف دورة واحدة عن حضور مهرجان "كان" رغم ما أتكبده من نفقات يزداد معدلها عاماً بعد عام بسبب قوة "اليورو" مقارنة بالجنيه وأترحم دائماً علي أيام "الفرنك" الفرنسي الطيب المتواضع الذي كان في عز مجده لا يتجاوز جنيهاً واحداً مصرياً.. أتابع في المهرجانات الأفلام والندوات وأيضاً الوجوه.. وجوه البشر أري كيف يرسم الزمن بصماته التي لا تمحي علي وجوه زملائي وأقول من المؤكد أنهم يشاهدون الزمن وهو ينطق بل يصرخ علي ملامحي ولكني أطمئن نفسي قائلاً ربما يكون الزمن كريماً معي أو بتعبير أدق أظن ذلك وأرجو ألا يخيب ظني.. أري شحاذة في مدينة "كان" منذ 18 عاماً وهي تحمل طفلاً عمره عام وبعد مرور 18 عاماً لا يزال الطفل في عامه الأول إنها تذكرني بالشحاذين في بلادي حيث يؤجرون طفلاً رضيعاً ويظل للأبد رضيعاً.. أري القاعات والأشخاص حتي الذين لا أعرفهم شخصياً فأنا أراهم باعتبارهم من ملامح حياتي.. في مهرجان "كان" تستمع إلي هتاف يسبق عرض أي فيلم ويتكرر دائماً اسم "راؤول" ناقد فرنسي راحل تعود أن ينطق بصوت مسموع اسمه قبل عرض الأفلام وبعد رحيله بخمسة عشر عاماً لا يزال زملاؤه القدامي يهتفون بمجرد إطفاء نور القاعة قبل العرض "راؤول .. راؤول".. في المهرجانات نكتب كصحفيين ونقاد عن الأفلام والندوات واللقاءات وحتي الكواليس بكل تفاصيلها لكننا لا نكتب عن أنفسنا وعما نشعر به لأننا لسنا آلات تذهب لتغطية المهرجانات.. إننا بشر وأعترف لكم أن أسوأ مشاهدة للأعمال الفنية هي تلك التي نجد أنفسنا مضطرين لحضورها في المهرجانات.. لأننا متخمون بكثرة الأفلام التي تتدفق علينا.. في اليوم الواحد قد يصل كم المشاهدات أحياناً إلي خمسة أفلام.. هل هذه عدالة؟! بالطبع لا نحن نظلم أنفسنا بقدر ما نظلم الأفلام.. لأنك بعد أن تشاهد الفيلم تعايشه ليشاهدك هو ويتعايش داخلك ولكن كيف يتحقق ذلك وأنت تلهث من فيلم إلي آخر.. ثم بعد أن نعود من السفر ينبغي أن تستعيد نفسك قليلاً قبل أن تشد الرحال إلي مدينة أخري ومهرجان آخر ووجوه تلتقي بها كثيراً ووجوه تشاهدها لأول مرة.. في فندق "الشام" مثلاً حيث أقيم مهرجان "دمشق" عندما كنت أجلس في كافتيريا الفندق أتذكر المائدة التي كنت ضيفاً عليها لأول مرة منذ 18 عاماً في الدورة السابعة للمهرجان - الذي كان يعقد مرة كل عامين - وأقول أضيف إلي عمري 18 عاماً أما مهرجان القاهرة السينمائي الدولي فلقد بدأت أذهب إليه وأنا طالب بكلية الإعلام مع دورته الثالثة المهرجان الآن عمره 33 دورة.. أسعد بالأيام وأشعر بالشجن علي الزمن الذي يسرق من بين أيدينا.. نعم المهرجان يعني عيداً وفرحة وبهجة وهو بالنسبة لي يحقق كل ذلك إلا أنه أيضاً يخصم من أعمارنا زمناً.. أشعر بمرارة الأيام والسنوات المسروقة.. يقول عبد الوهاب أنا من ضيع في الأوهام عمره.. أما أنا فأقول أنا من ضيع في المهرجانات عمره!!
tarekelshinnawi @yahoo.com


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.