· هل يصدر مبارك عفواً رئاسياً عن خيرت الشاطر مقابل دعم الإخوان ل«جمال» في انتخابات الرئاسة؟ · مبارك الابن يكلف علي الدين هلال بإعداد خطة تصالح بين الإخوان والنظام لتخفيف المعارضة ضده في الشارع المصري أثار قرار النظام بالافراج عن الدكتور عبدالمنعم أبوالفتوح عضو مكتب ارشاد جماعة الإخوان ورئيس اتحاد الاطباء العرب مع مجموعة ال13 في القضية التي عرفت إعلاميا بقضية التنظيم الدولي للجماعة، الحديث عن وجود صفقات سرية بين النظام والجماعة، خاصة أن قضية التنظيم الدولي كان من المتوقع أن يتم احالتها للقضاء العسكري علي غرار قضية خيرت الشاطر النائب الثاني للجماعة والذي حكم عليه بالسجن بسبع سنوات، مما عزز الطرح الذي يؤكد وجود صفقة ما بين شيوخ الإخوان والنظام خاصة أن له حججه ومبرراته وأسانيده المقنعة حيث يرون أن الإخوان والنظام كلاهما في حاجة ملحة لعقد صفقات من هذا النوع مع اقتراب الانتخابات البرلمانية أواخر العام المقبل، والانتخابات الرئاسية في 2011 بالتزامن مع حالة الضعف السياسي والاستنزاف الاقتصادي التي تمر بها الجماعة خلال الفترة الماضية، وتحديداً بعد مصادرة أموال معظم قادة الجماعة الذين تعتبرهم الجماعة مموليها الرئيسيين. ورغم أن الجميع اعترف بوجود صفقات بين النظام والجماعة بمن فيهم محمد مهدي عاكف مرشد الجماعة الذي أكد الصفقة التي جرت بين الجماعة والنظام في الانتخابات البرلمانية عام 2005 وأدت إلي نجاح 88 نائبا للجماعة تحت القبة «20% من مقاعد مجلس الشعب» إلا أن ملامح هذه الصفقة ومحتوياتها وبنودها اتخذت سيناريوهات مختلفة. يأتي ذلك في الوقت الذي كشفت مصادر إخوانية عن وجود ثلاث صفقات في عهد المرشد الحالي للجماعة مهدي عاكف أولها من انتخابات عام 2005 ثانيها الصفقة أو العرض الذي قدمه الدكتور أحمد رائف للمرشد العام منذ عام تقريبا بطلب من الدكتور زكريا عزمي رئيس ديوان رئيس الجمهورية بشأن عدم خوض الإخوان الانتخابات النيابية القادمة مقابل الافراج عن معتقليهم وهو ما قبله عاكف من حيث المبدأ إلا أنها لم تتم بحجة عدم قبول النظام للشرط الذي اشترطته وهو أن يأتي زكريا عزمي بنفسه لمقر مكتب الارشاد لعرض الصفقة علي الجماعة، أما ثالث هذه الصفقات فهي تلك التي تتم في هذا التوقيت والتي أسفرت عن الافراج عن القيادي الإخواني البارز عبدالمنعم أبوالفتوح وقد تكون خطوة للافراج عن الكثير من قيادات الجماعة المعتقلين أو المسجونين بموجب أحكام قضائية مثل خيرت الشاطر ومحمد علي بشر وجمال حشمت وغيرهم. وكشفت بعض المصادر الإخوانية أن الصفقة الثالثة في تاريخ عاكف والتي تتم حاليا جاءت بعرض مباشر من جمال مبارك والذي تلقي توصيات من فريق خاص من مستشاريه وخاصة الدكتور علي الدين هلال أمين الإعلام بالحزب الوطني الذي كلفه مبارك الابن باعداد تصور أو صيغة توافقية لتخفيف حملة المعارضة ضد جمال مبارك في الشارع المصري. وتشمل هذه الصفقة وعوداً للجماعة بمنحها رخصة لإنشاء حزب سياسي علي مبادئ مدنية في حال وصول جمال مبارك للحكم مع ضمان الابقاء علي مستوي تمثيل الجماعة في مجلس الشعب 88 مقعداً مع امكانية زيادته إلي 10 مقاعد أخري، بالإضافة إلي ضمان عدد من مقاعد المرأة للجماعة في حدود 10 مقاعد. كما تتضمن الصفقة وعوداً بتخفيف القبضة الامنية علي أعضاء الجماعة الفترة المقبلة، والافراج عن عدد من كوادر الجماعة كبادرة حسن نوايا وهو ما تم بالفعل بإغلاق ملف ما يعرف بالتنظيم الدولي للجماعة والافراج عن أبوالفتوح ومن معه، كما تتضمن الصفقة وعوداً بالافراج عن المهندس خيرت الشاطر وزملائه خلال العام المقبل بمقتضي عفو رئاسي في حال تولي جمال مبارك للحكم، كما تشمل الصفقة الافراج عن عدد كبير من كوادر الجماعة الذين اعتقلوا مؤخراً في المحافظات المختلفة أمثال جمال حشمت ومجموعة المكتب الإداري بدمنهور بقيادة محمد سويدان رئيس المكتب الإداري بدمنهور، والتوصل لتهدئة وهدنة حتمية بين الطرفين تسمح للجماعة بحرية الحركة ووقف حملات الهجوم ضدها في وسائل الإعلام الحكومية، فضلا عن التصريح لها باصدار عدد من الصحف والمجلات السياسية الخاصة بالجماعة مثل عودة جريدة آفاق عربية لسان حال الجماعة وفي مقابل ذلك فإن علي الجماعة أن تعلن موافقتها الصريحة ودعمها لجمال مبارك لخوض الانتخابات الرئاسية وتتوقف حملات الدعاية المضادة له عبر القضائيات وشبكة الإنترنت وفض أي تحالفات تعقدها الجماعة صراحة أو ضمنا مع قوي سياسية أخري، كما تشترط الصفقة المزمعة أن تقوم الجماعة بالتنسيق مع الحزب الوطني في الانتخابات البرلمانية المقبلة، بحيث تقوم الجماعة بإخلاء بعض الدوائر لاتاحة الفرصة لبعض رموز الحزب الوطني لخوض الانتخابات بها دون مزاحمة مرشحي الجماعة لهم. هذه الصفقة التي طرحها البعض عزز وجودها اعترافات عاكف مرشد الجماعة بعقد صفقة صريحة مع النظام عام 2005 وذلك حين صرح أنه عقد صفقة مع مسئول كبير لم يسمه تم بمقتضاها ترشيح 150 إخوانياً لانتخابات مجلس الشعب، وكشف عاكف عن زيارة أحد المسئولين الكبار له حديثهما عن سفر الرئيس مبارك لأمريكا وقال المسئول لعاكف: أرجو ألا تقوموا بأي «شوشرة» أثناء زيارة الرئيس للولايات المتحدة ولفت عاكف أنه أبدي استعداده لقبول ذلك، مشيرا أن اللقاء تكرر مرتين وأنه أي عاكف طلب من هذا المسئول أن يحضر اللقاء نواب الكتلة البرلمانية للجماعة، وبالفعل تم اللقاء وكتابة بنود كثيرة واتفقت الجماعة مع المسئول علي تنفيذها، وأشار عاكف إلي أن المسئول التزم بالفعل بما اتفقنا عليه. وأكد عاكف أنه في انتخابات مجلس الشعب 2005 بدأ الإخوان المرشحون يعقدون الندوات بحرية واكتسحوا منافسيهم في المرحلتين الأولي والثانية وفي المرحلة الثالثة قال له مسئول كبير في الدولة إن رئيس الوزراء الاسرائيلي الأسبق آرئيل شارون اتصل بالرئيس الأمريكي السابق جورج بوش وأن الأخير اتصل بمبارك ولذلك تم ابلاغ عاكف أنه لن ينجح أحد في المرحلة الثالثة رغم أن الاخوان كانوا يتوقعون نجاح 50 مرشحا علي الأقل وتحديداً في محافظتي المنصورة والشرقية. يذكر أن مبارك كان الرئيس الوحيد من بين حكام مصر الذي تعامل مع خمسة مرشدين للجماعة بداية من المرشد الثالث للجماعة عمر التلمساني مروراً بحامد أبوالنصر وصولاً بمصطفي مشهور ومأمون الهضيبي وانتهاء بمهدي عاكف وكل مرشد من هؤلاء كانت لمبارك طريقة في التعامل معه وحصلت الجماعة علي مكاسب تتناسب مع ما تقدمه من دعم للنظام. ففي عهد التلمساني وعقب اغتيال السادات كان مبارك علي موعد مع أول زيارة خارجية له وكانت ألمانيا هي المحطة الأولي له، وأشيع وقتها أن عناصر الجماعة الاسلامية الموجودين بأوروبا خاصة تركيا سوف يخرجون في مظاهرات ضد مبارك وهي الشائعة التي تعامل معها الأمن المصري بجدية حيث أرسل وفدا رفيع المستوي لمقابلة المرشد السري للجماعة بألمانيا وهو المستشار علي جريشة، وتم التنسيق والحصول علي ضمانات بعدم خروج مظاهرات ضد مبارك.