من الأمور الطبيعية التي لا يختلف عليها أحد أن يسعي كافة الوكلاء العاملين في السوق المصري إلي التنافس سعيا لتحقيق الربح. ويدرك غالبية العاملين في مجال السيارات في مصر أن السبيل الوحيد لتحقيق ذلك هو تقديم منتج جيد وخدمة أكثر جودة في مرحلة ما بعد البيع. قلة قليلة من العاملين في سوق السيارات المحلي يدركون أن الطريق لتحقيق النجاح سهل ويمكن أن يتحقق من خلال الحملات الدعائية المليئة بالمغالطات والأكاذيب والوعود الوردية التي لا يتم تنفيذها علي أرض الواقع. المثال البارز علي ذلك نراه بوضوح في شركة هويدي موتورز التي أستقدمت سيارة فاشلة من شركة تسمي "شانج هي" لم تجرؤ علي ذكر إسمها ولو مرة واحدة لسبب بسيط وهو أنها شركة لم يسمع بها أحدا من قبل في مصر. حينها عددت شركة هويدي من مزايا تلك السيارة وكان الكلام منافيا للواقع وجاءت مبيعات هذا الموديل هزيلة للغاية. ورغم ذلك لم تكف الشركة عن دعاياتها بنفاد الدفعات الأولي وهو أمر لم يحدث علي الإطلاق. شرب البعض المقلب وكانت الصدمة عند تعطل السيارة ليفاجأ مالكوها بعدم وجود مراكز صيانة جيدة أو كوادر مدربه فضلا عن السعر الباهظ لقطع الغيار لتصبح "أيديا" الكارثية هي الأسوأ في السوق المصري منذ سنوات. المثير للإستفزاز هو ما يصر مسئولو الشركة علي ترديده من حين لأخر بأن الموديل منافس قوي لسيارات شيفروليه الصغيرة وهي تصريحات مثيرة للدهشة والشفقة في آن واحد. فمن الطبيعي أن تتنافس السيارات الصينية حديثة العهد في السوق المصري فيما بينها ويتطور الأمر فيما بعد ليكون التنافس مع السيارات الأسيوية والأوروبية الأخري، أما الحديث عن منافسة بين سيارة صينية مجهولة وموديل طرح في السوق المصري منذ سنوات ويحمل إسم عريق عرفته مصر منذ أكثر من 90 عاما فهو محاولة لتضليل المستهلك واللعب علي وتر السعر المنخفض. مارست شركة هويدي موتورز خداعها كثيرا حيث تعلن عن سعر ما للسيارة ويفاجأ المستهلك بسعر أخر والحجج كثيرة ومنها علي سبيل المثال لا الحصر "الموديل جديد" و"السيارة مزودة بكماليات" وغيرها من المبررات التي جعلت البعض يشعر أنه علي وشك التعرض لعملية خداع كبيرة. ورغم مرور بضع سنوات علي تقديم الموديل وطرح الجيل الثاني منه والذي لا يختلف كثيرا عن الجيل الأول لا زالت السيارة هي الأسوأ في السوق المحلي دون منازع. وبعد هذا الفشل رأت الشركة أن تجرب حظها مع موديل أخر، ويبدو أنها احترفت الفشل فأتت بموديل يدعي "لاندروك" لا يقل من حيث السوء عن موديل أيديا الصغير. ربما الاختلاف الوحيد هو حجم السيارة حيث ينتمي الموديل الجديد لفئة المركبات الرياضية متعددة الاستخدام. ومرة أخري تبين أن هذا الموديل هو الأكثر رداءة في فئته. فالسعر مبالغ فيه مقارنة بالإمكانات علاوة علي ترويج الشركة لأن الموديل مزود بخاصية الدفع الرباعي وهو أمر لا يتوافر سوي لطرازات عالية السعر. وحتي تلك الخاصية لا تعد ميزة في الموديل لتوافر أكثر من بديل أقوي وأفضل وأجود وبفارق بسيط في السعر. حاولت الشركة التأثير علي المستهلكين بالحديث عن المحرك الياباني وهو أمر يثير الضحك، فأي شركة في العالم يمكنها الحصول علي هذا المحرك الياباني كما أن وجود مثل هذا المحرك لا يعد ضمانا بأن تكون السيارة علي مستوي عال من الجودة. وبالفعل ترددت تقارير عن عدم ملائمة السيارة للسوق المحلي ولكن كان رد هويدي موتورز هو دعاية للموديل تشكر فيها الشركة عملائها علي ثقتهم في السيارة. والمثير للغرابة هوشعار أطول فترة ضمان في السوق المصري وهو الشعار الذي رفعته الشركة لتطمين المتشككين، وهو أيضا الشعار الذي ثبت عدم صحته، فخلال أشهر قليلة بدأت العيوب تظهر وبدأت الشركة تتهرب من العملاء فيما بدا وكأنه فضيحة كبري لها. ونتحدي أن تعلن هويدي موتورز عن أرقام مبيعات الموديل أو عن جيل المحرك الياباني الذي تتفاخر به، ونعلم جيدا أنه جيل قديم من المحركات توقفت الشركات اليابانية عن استخدامه. ولا يزال للحديث بقية. خلاف علي أن الطموح والأمال من الأشياء المشروعة لكل شركة ولكن يتعين علي المنتج نفسه أن يكون علي سمتوي الأمال والطموحات وإلا كان الأمر مجرد ضحك علي الذقون ووسيلة لخداع المستهلك. وعندما نسمع من مدير شركة تعمل كوكيل لمنتجات صوالشفقينية عديمة القيمة وذات جودة رديئة أنها تسعي لمنافسة الكبار فالأمر يستحق منا وقفة لنري مدي تطابق ما يدعيه الوكيل مع الحقيقة. يحدث ذلك في حالة هويدي موتورز حيث أعلنت الشركة أن موديل أيديا الصغير مجهول الهوية ينافس بل يتفوق علي أسماء معروفة في السوق المحلي وسبب تلك التصريحات الغريبة هو توهم الشركة أن المستهلك المصري يبحث عن الأرخص دون أي أعتبار للجودة. وتناسي القائمون علي هويدي موتورز أن الموديل الذي يتحدثون عنه ملئ بالعيوب أولها أن تصميمه مسروق من موديلات فيات وشيفروليه وسبب إدعاء الشركة بأن أيديا تتفوق علي شيفروليه سبارك الصغيرة هو التشابه بين الموديلين وهو أمر مفهوم نتيجة سرقة منتجو أيديا لكثير من ملامح تصميم سيارة شيفروليه، ولا مانع من إضفاء بعض اللمسات المسروقة من موديل فيات بونتو علي أيديا كي تبدو مختلفة عن سبارك. ويذكرنا ذلك بالأدوات الكهربية المقلدة والتي كانت تتحايل علي الماركات المعروفة بكتابة الإسم مع تغيير حرف أو أكثر بحيث يبدو الأمر أمام الجميع وكأن تلك السلع المزيفة عبارة عن أدوات كهربية أصلية. تتوهم قيادات هويدي موتورز أن التشابه في الشكل كفيل بجعل موديل ضعيف ينافس أمام الكبار ويتفوق عليهم أيضا، أما السلامة الهيكلية ومقاومة جسم السيارة للصدمات وتوفير سبل الحماية للسائق والركاب فهي أمور ثانوية لا تشغل بال هذا الوكيل الذي أختار موديلي أيديا ولاندروك من بين مئات الشركات الصينية المتخصصة في صناعة السيارات ليس لشئ سوي أن هذين الموديلين هما الأرخص وتسويقهما في مصر بأي شكل من الأشكال يحقق ربحا كبيرا للوكيل أما المستهلك وسلامته فلا أعتبار لهما في قاموس هويدي موتورز. وتسوق الشركة للسيارة بأنها الأرخص في السوق المحلي ولكنها ليست كذلك حيث يقل سعر موديل ماروتي عنها. ورغم أن موديل ماروتي يبدو أقدم من حيث التصميم الخارجي غير أنه أكثر جودة ومصداقية خاصة وأنه يعتمد علي مكونات سوزوكي اليابانية. أما المقارنة بين سبارك وأيديا فهي بالتأكيد لا تستقيم لسبب وهو أننا نعلم الجهة المنتجة لسبارك ولكننا بكل تأكيد لا نعلم شيئا عن الشركة التي تتولي إنتاج أيديا مجهولة النسب. المقارنة من حيث الإمكانات والتجهيزات الفنية لن تكون في صالح أيديا وسنقدم فيما بعد مقارنة عملية بين أيديا ومنافسيها حتي لا ينخدع المستهلك وللحديث بقية.