سأبدأ كلامي بلافتة من لافتات الشاعر العظيم أحمد مطر.. زار الرئيس المؤتمن بعض ولايات الوطن.. وحين زار حينا قال لنا: هاتوا شكاواكم بصدق في العلن ولا تخافوا أحداً.. فقد مضي ذاك الزمن فقال صاحبي حسن يا سيدي أين الرغيف واللبن؟ أين تأمين السكن؟ وأين توفير المهن؟.. يا سيدي لم يوفر الدواء للفقير دون ثمن؟.. يا سيدي لم نر من ذلك شيئاً أبداً.. قال الرئيس في حزن أحرق ربي جسدي.. أكل هذا حاصل في بلدي؟ شكراً علي صدقك في تنبيهنا يا ولدي سوف تري الخير غداً.. وبعد عام.. زارنا ومرة ثانية قال لنا.. هاتوا شكاواكم بصدق في العلن.. لا تخافوا أحداً فقد مضي ذاك الزمن لم يشتك الناس فقمت معلناً أين الرغيف وأين تأمين السكن وأين توفير الدواء للفقير دون ثمن.. معذرة يا سيدي وأين صاحبي حسن؟!! وأنا أكتب الآن وربما يكون مصيري مصير حسن.. أضحكني الكثير هذا التعبير السخيف «من أجلك أنت».. وشر البلية ما يضحك.. ألهذا الحد يسخر منا هذا الحزب المستبد القادر الذي يعمل فقط من أجل توريث الحكم لنجل الرئيس وبالإكراه وبعد أن نجح في احباط الأحزاب الأخري بخطة محكمة وبرمجة متتالية تتبع النفس الطويل للوصول للهدف وكأننا قطيع نتبع من يقودنا دون وعي وها نحن لا نملك إلا أن نساق كالغنم وكما رضينا بحكومة السيد المبجل نظيف الذي لم نر في ظل حكومته إلا الظلم والفساد والفقر والذل والمهانة حتي بلغنا حد الخضوع والخنوع ومازال هو جالساً علي الكرسي أقصد ملتصقاً بالكرسي.. وإن استسلمنا لما هو أت وخضعنا لأوامر الحزب ورضينا بحكم السيد جمال حسني مبارك رئيساً للبلاد وقبلنا بالتوريث مرغمين «من أجلنا نحن» فهل سيكون الرئيس الجديد المفروض علينا جديراً بحكم مصر؟! فحكم مصر ليس سهلاً والسيطرة علي أجهزة الحكم أمر عسير جداً ويتطلب رجلاً من حديد مخضرماً ومحنكاً مرن وصلب في نفس الوقت ومحبوب من شعبه ليقف بجواره ويسانده ومن هنا لابد أن يكون الشعب المصري راضياً تماماً عن انتخاب رئيسه باقتناع وحب ليقف بجواره ويسانده ولابد أيضاً أن يكون هذا الرئيس قادراً علي أن يقود هذا الشعب بحكمة وصبر وقوة وحزم ونزاهة لذا نحن نرفض التوريث كفكرة لبلد المفروض انه بلد ديمقراطي حر.