*الحلبسة : مشروب شتوي يُعرف باسم حمص الشام ويُفضل احتساءه حاراً ساخناً ! (غرفة تحقيق ببدروم تحت الأرض في مبنى أمن الدولة (الأمن الوطني سابقاً!) الغرفة موحشة مظلمة نسبياً ولها شبابيك حديدية مواجهة للجمهور ..حوائط الغرفة حجرية خشنة عليها رسوم سيريالية يبدو أنها خُطت بدماء المعتقلين ..على الجانب الأيمن منضدة مستطيلة يجلس عليها ثلاثة رجال هم المحققون ..يرتدي كل منهم بدلة سوداء كما يضع على عينيه منظاراً أسود ..وفي المنتصف عجلة ضخمة في وضع أفقي -تُعرف تاريخياً بعجلة كاترين وهي أداة تعذيب شهيرة ترجع إلى القرون الوسطى- وقد شُد إليها وثاق متهم عاري الصدر ممزق الثوب تبدو عليه أثار الاستجواب المريعة). الرجل 1: انت عارف ياعطوة لو العجلة دي لو دارت حيحصل لك ايه؟ عطوة : (باكياً) مش عارف يا باشا ..وياريت متقولش ! الرجل 2 : لو دارت العجلة ..جسمك حيتسحل الرجل 3 : عضمك حيتطحن.. الرجل 1: دماغك حتتفرم .. عطوة (يصرخ) كفاية ..كفاية.. الراجل 1: يبقى تساعدنا عشان نعرف نساعدك .. عطوة : مانا قلت لكم كل حاجة يا باشا.. الرجل 1 (يقوم إليه بالسوط) تاني يابن ال..(يهدأ) خلينا نبدأ من الأول .. الرجل 2 :(لعطوة) يوم الجريمة ..خدت اربعة صحابك على موتوسيكل ورحتوا فين؟ عطوة :(ببراءة) رحنا الدقي ناكل حلبسة ! الرجل 3: واتخانقتوا هناك..مع مين ؟ عطوة : (ببراءة) مع بتاع الحلبسة ! الرجل 1 (يكظم غيظه) وكسرتوا عربية كانت موجودة بالصدفة بالنبابيت وضربتوا اللي راكبها على دماغه لحد مامات ..عربية مين اللي كسرتها ياعطوة؟ عطوة (ببراءة شديدة) عربية الحلبسة ! الرجل 2 : (صائحاً) لأ..عربية رئيس الوزراء ! عطوة ( مستكملاً) بتاع الحلبسة ؟ الرجل 1 : (يقوم فيصفعه بقوة) اخرس..(يمسك وجهه بكلتي يديه) لحد دلوقت انت مش عارف انت عملت ايه وقتلت مين؟ ..لحد دلوقت مش عارف صحابك جريوا وسابوك ليه؟ عطوة : جريوا وسابوني عشان انا دافع لهم .. الرجل 2 : (قافزاً) هايل..(للرجل 3 ) اكتب عندك ..دفعت لهم كام ؟وليه؟ عطوة : دفعت لهم حساب الحلبسة ..عشان قالوا مش معانا فكة .. الرجل 2: (في غضب) ماعلينا ..افتكر كويس ..بعد مادفعت ..اتخانقتوا تاني ليه؟ قتلتوه ليه عطوة : عشان كان يستاهل الدبح..كان لازم يموت عشان الناس تخلص منه..الأسعار ياباشا بقت نار ومفيش فلوس والشباب عواطلية من سنين ..كان لازم يموت ..كان لازم.. الرجل 1 : يعني انت بتعترف بقتله بسبب الأسعار وشايف ان ده ظلم( للرجل2) اكتبها عندك عطوة : وهو العدل إن الكوباية تغلى الضعف في يومين ..ده حتى حرام أجدعان!! الرجل 2: كوباية ايه ؟ عطوة : كوباية الحلبسة ! (يقوم الرجل 2 فيتناول سوطاً ويجلده عدة مرات فيصرخ عطوة ) الرجل 1 : ياعطوة ..دي اخر فرصة ..رد على السؤال ..قتلت رئيس الحكومة ليه ؟ عطوة : ما الحكومة كل يوم تكبس وهو كانت بتمشي على مزاجه عشان العربية تفضل مكانها واقفة!وهو كده كده مستفيد الرجل 2 :قصدك ان المرحوم كان مسيطر على الحكومة ومستفيد من الأزمة في سبيل أغراض شخصية؟ عطوة : ايوة وابصم لك انه كان بيغمز ظابط الدورية اللي جاي في البوكس عشان شرطة المرافق متشيلش العربية .. الرجل 1 : عربية ايه اللي بتتكلم عليها يابني؟ عطوة : عربية الحلبسة! ( يهمس الرجل 1 لمساعديه فيتفقون على أمر ما وكلهم غيظ وحنق) الرجل 1 : آخر سؤال يا عطوة .. لو جاوبتني حنزلك من العجلة وحنعاملك معاملة كويسة لغاية ماتتحاكم ومش بعيد التهمة تكون قتل خطأ..ولو لاوعتني حدور العجلة وحتتفرم في الحال يا عطوة ..يعني إجابتك حتحدد حياتك أو مماتك؟ عطوة (باكياً) اسأل ياباشا ..انا في عرضك.. الرجل 1: السؤال ياعطوة ..ركز قبل ماتجاوب..قتلت رئيس الوزارة ليه؟ الرجل 2 : (بعد صمت طويل ) ماترد يابني على السؤال ..تعبتنا عطوة : ياباشا..هو بتاع الحلبسة بقى رئيس الوزارة ؟ ولا رئيس الوزارة هو بتاع الحلبسة؟! (يسقط الرجلان 2،3 مغشياً عليهما بينما يصرخ الرجل 1) الرجل 1:مفيش فايدة ..(بلهجة الأمر) دوروا العجلة .. (يُسمع صوت التروس تتحرك وتبدأ العجلة دورتها ببطئ شديد وعطوة -المربوط فيها- يعلو صوته صراخاً وعويلاً ) ستار