ضاقت مصر بسكانها وضاقوا بها، زحمة مناكبها وسبلها المسدودة وتفنن أهل السلطة في تضييق الخناق علي الناس، حتي أصبح الواحد منا يواجه صعوبة في التنفس قبل الحركة!، ويتخندق من كل مواطن بمسكن حسبما سمحوا له أن يسكن، فحظرت السلطات تجوال الناس دون أن تتخذ قرارا بذلك وتقطعت العلاقات فأصبح المرء يفر من أخيه وأمه وأبيه وصاحبته إن كان له.. التي تؤويه!، ومشروعات الحكومة التي تقول إنها من أجل الناس تحيل حياة الناس إلي عذاب يزهق روح الصبور! ركبت أنت أو مشيت لافرق، حيث تحولت الطرق إلي مضايق، يحفرون هنا فيضيقون الهامش الذي يمكن أن يكون منفذا للناس!، وتتفتق الأذهان الحكومية كل يوم عن ابتكارات بدعوي التطوير فلا يكاد هذا يفرغون منه حتي يتحولوا إلي تنفيذ فكرة أخري بحيث لايتوقف التطوير المزعوم الذي ينفض عادة عن ضيق جديد يعوق الناس!، ثم هم يخترعون مساحات عجيبة يسمونها مسرحا لمساكن جديدة لشباب مصر، فإذا هي لاتكاد تتسع لحركة اثنين من البشر داخل هذا السكن، الذي هو في واقعة عبارة عن «تقفيصه» أولي بها دجاج يتقافز داخلها بالكاد، وعلي هذا الشباب أن ينزف الدم من أجل توفير هذا المسكن الذي يباهون بأنهم وفروه له!، 43 مترا أو 65 مترا يزعمون أنها تتسع للنوم والطبخ والاستقبال والحمام وجزء منه لنوم طفل في الطريق! وزمان كانت العيال تلعب في الشارع. فأين هي الشوارع التي يلعب فيها العيال الآن؟!، وأحواش المدارس كانت تتسع زمان لنشاط مدرسي متنوع تصح به أبدان العيال!، فتحولت مساحات المدارس إلي «تقفيصات» هي الأخري تحض الصغار علي الفرار حيث هي طاردة لهم استجابة لرغبة مدرسة تريد اخلاء المدرسة تحت أسباب كثيرة. سألت واحدا من المسئولين عن الإسكان المدعوم المزعوم عما إذا كانت هذه «التقفيصات» مقصودة لذاتها حتي يحمد سكانها الله علي أنهم طلقاء فيها بديلا .. لاقدر الله للسجون. فأجابني مبتسما عما إذا كنت أسخر أم أسأل فلما اطمأن إلي جدية سؤالي فاجأني بأن السجون قد ضاقت هي الأخري، حتي أن نزلاءها يعقدون اتفاقيات فيما بينهم لكي تقفل عيونهم بالتناوب فلا نوم لليلة كاملة! ثم أضاف أن هذه المساكن التي يبنيها ولا تروق لي هي رحمة وفضل وعدل عوضا عن مزاحمة الشبان الذين يتزوجون فيزاحمون اسرهم في مساكن ضيقة أصلا!، والأسر تتطلع إلي اليوم الذي «يغور» فيه ابنها أو تغور فيه ابنتها بعيدا حتي ينزاح عن الأب والأم ضيق التنفس المزمن، ولم ينس المسئول أن يشير إلي أن مصر قد تجاوز عدد سكانها كل الحدود!، وأننا إذا استمرت زيادة السكان علي وتيرتها الحالية فربما تفرض الحكومة- قريبا ومضطرة- عدم انفراد أي فرد في مصر بمسكن مستقل!، والتكافل بين الناس قاعدة ملزمة في كل الشرائع، فالحمد لله الذي جعلنا نبني هذه التقفيصات التي تسع الناس!. وقبل أن أتحدث إلي هذا المسئول ظلت تجربة ماثلة أمامي عن عدد كبير من الفئران حبسوه في «تقفيصة» شبيهة وكلما بان ضيقها علي الفئران أضافوا عددا جديدا منها وذات صباح لاحظ الذين قاموا بالتجربة أن الفئران قد ضاقت ببعضها، وأنها انتابتها حالة هياج عصبي جعلها تقتل بعضها ضيقا بالزحام!، وقد ظلت هذه التجربة ماثلة أمام عيني!، كلما مررت «بالعافية» من شارع، أوجلست في مكان عام بعيدا عن خندقي.. شقتي التي أعتصم بها خشية المجهول! حازم هاشم ضاقت مصر بسكانها وضاقوا بها، زحمة مناكبها وسبلها المسدودة وتفنن أهل السلطة في تضييق الخناق علي الناس، حتي أصبح الواحد منا يواجه صعوبة في التنفس قبل الحركة!، ويتخندق من كل مواطن بمسكن حسبما سمحوا له أن يسكن، فحظرت السلطات تجوال الناس دون أن تتخذ قرارا بذلك وتقطعت العلاقات فأصبح المرء يفر من أخيه وأمه وأبيه وصاحبته إن كان له.. التي تؤويه!، ومشروعات الحكومة التي تقول إنها من أجل الناس تحيل حياة الناس إلي عذاب يزهق روح الصبور! ركبت أنت أو مشيت لافرق، حيث تحولت الطرق إلي مضايق، يحفرون هنا فيضيقون الهامش الذي يمكن أن يكون منفذا للناس!، وتتفتق الأذهان الحكومية كل يوم عن ابتكارات بدعوي التطوير فلا يكاد هذا يفرغون منه حتي يتحولوا إلي تنفيذ فكرة أخري بحيث لايتوقف التطوير المزعوم الذي ينفض عادة عن ضيق جديد يعوق الناس!، ثم هم يخترعون مساحات عجيبة يسمونها مسرحا لمساكن جديدة لشباب مصر، فإذا هي لاتكاد تتسع لحركة اثنين من البشر داخل هذا السكن، الذي هو في واقعة عبارة عن «تقفيصه» أولي بها دجاج يتقافز داخلها بالكاد، وعلي هذا الشباب أن ينزف الدم من أجل توفير هذا المسكن الذي يباهون بأنهم وفروه له!، 43 مترا أو 65 مترا يزعمون أنها تتسع للنوم والطبخ والاستقبال والحمام وجزء منه لنوم طفل في الطريق! وزمان كانت العيال تلعب في الشارع. فأين هي الشوارع التي يلعب فيها العيال الآن؟!، وأحواش المدارس كانت تتسع زمان لنشاط مدرسي متنوع تصح به أبدان العيال!، فتحولت مساحات المدارس إلي «تقفيصات» هي الأخري تحض الصغار علي الفرار حيث هي طاردة لهم استجابة لرغبة مدرسة تريد اخلاء المدرسة تحت أسباب كثيرة. سألت واحدا من المسئولين عن الإسكان المدعوم المزعوم عما إذا كانت هذه «التقفيصات» مقصودة لذاتها حتي يحمد سكانها الله علي أنهم طلقاء فيها بديلا .. لاقدر الله للسجون. فأجابني مبتسما عما إذا كنت أسخر أم أسأل فلما اطمأن إلي جدية سؤالي فاجأني بأن السجون قد ضاقت هي الأخري، حتي أن نزلاءها يعقدون اتفاقيات فيما بينهم لكي تقفل عيونهم بالتناوب فلا نوم لليلة كاملة! ثم أضاف أن هذه المساكن التي يبنيها ولا تروق لي هي رحمة وفضل وعدل عوضا عن مزاحمة الشبان الذين يتزوجون فيزاحمون اسرهم في مساكن ضيقة أصلا!، والأسر تتطلع إلي اليوم الذي «يغور» فيه ابنها أو تغور فيه ابنتها بعيدا حتي ينزاح عن الأب والأم ضيق التنفس المزمن، ولم ينس المسئول أن يشير إلي أن مصر قد تجاوز عدد سكانها كل الحدود!، وأننا إذا استمرت زيادة السكان علي وتيرتها الحالية فربما تفرض الحكومة- قريبا ومضطرة- عدم انفراد أي فرد في مصر بمسكن مستقل!، والتكافل بين الناس قاعدة ملزمة في كل الشرائع، فالحمد لله الذي جعلنا نبني هذه التقفيصات التي تسع الناس!. وقبل أن أتحدث إلي هذا المسئول ظلت تجربة ماثلة أمامي عن عدد كبير من الفئران حبسوه في «تقفيصة» شبيهة وكلما بان ضيقها علي الفئران أضافوا عددا جديدا منها وذات صباح لاحظ الذين قاموا بالتجربة أن الفئران قد ضاقت ببعضها، وأنها انتابتها حالة هياج عصبي جعلها تقتل بعضها ضيقا بالزحام!، وقد ظلت هذه التجربة ماثلة أمام عيني!، كلما مررت «بالعافية» من شارع، أوجلست في مكان عام بعيدا عن خندقي.. شقتي التي أعتصم بها خشية المجهول!