بعد أن تحول «التعيين» إلي شبح مرعب للحكومة الالكترونية التي رفعت «أمر التكليف» عن كليات التربية منذ عدة سنوات خوت المدارس من المعلمين المتخصصين أو المسئولين - علي الأحري - حيث تعاملت وزارة التربية والتعليم مع تغطية العجز بنظام «الحصة». بمعني أنها تستعين بمدرسين وتسند إليهم عدداً من الحصص بمبالغ تافهة للغاية مما أسهم في زهد الشباب في هذه الوظيفة، ورغم أن الأزمة عامة علي مستوي الجمهورية إلا أنها تأخذ بعداً أكثر تأثيراً في محافظة سوهاج التي تعاني معظم مدارسها من عجز في المدرسين وصل عدة آلاف لكن العجز لم يكن في المدرسين فقط حيث تطرق إلي الأطباء المنتسبين للمدارس بعد تخصيص 260 طبيباً فقط علي 2604 مدارس وهو أمر خطير خاصة مع احتمال تفشي مرض انفلونزا الخنازير بين التلاميذ في فصل الشتاء، الأمر يزداد سوءاً إذا علمنا أن حجرات العزل المخصصة للتعامل مع المرض بلا أجهزة أو امكانيات. عجز المدرسين وخاصة في مدارس مراكز المنشأة وجرجا والبلينا ودار السلام صاحبه عجزا في العمال حيث نجد في معظم المدارس عاملاً واحداً فقط بما يتنافي مع تصريحات الوزارة الوردية في تعيين عمال نظافة لمواجهة الفيروس.. وعلمت «صوت الأمة» أن ال260 طبيباً بلا خبرة وجاء تخصيصهم من قبل هيئة التأمين الصحي بجانب 2000 زائرة صحية وهو عدد غير كاف مقارنة بعدد التلاميذ في المحافظة. وقال يونس علي منصور - عضو مجلس محلي - إن مدارس سوهاج لم تنتظم بها الدراسة الحقيقية حتي الآن وكل ما يحدث هو الاهتمام بالنظافة الوهمية بهرجة إعلامية. وأشار طارق ياسين أبوشويدق - رئيس المجلس المحلي لمركز المنشأة إلي وجود عجز صارخ في عدد المدرسين وصل إلي 25 ألف معلم علي مستوي المحافظة وخاصة في المراكز الجنوبية وهي المنشأة وجرجا والبلينا ودار السلام وهناك أيضاً عجز شديد في عدد العمال بهذه المدارس. وأضاف محمود أحمد يوسف - عضو مجلس محلي - أن كلام وزير التربية والتعليم عن سد احتياجات المدارس بالعمالة المؤقتة كلام مستهلك. ويفجر ناظر مدرسة رفض ذكر اسمه مشكلة خطيرة وهي أن كل من يأتي لزيارة المدرسة كل همه فقط عملية النظافة ونسيان العملية التعليمية علماً بأن المدارس ليس بها عمال للنظافة ونستخدم التلاميذ في جمع القمامة ونظافة الفصول والطرقات ودورات المياه حتي نتفادي الجزاءات.