البابا تواضروس: نتألم بشدة لاتساع رقعة الحرب في المنطقة    رئيس استئناف القاهرة يبحث مع وفد ألماني تبادل الخبرات في مجال التحكيم    سعر جرام الذهب عيار 21 يتراجع 5 جنيهات خلال ختام التعاملات    أسعار اشتراكات السكك الحديدية للطلاب لمحطات الوجهين القبلي والبحري    «العناية الطبية بلبنان»: القطاع الصحي يقدم جهود جبارة للجرحى    مراسل القاهرة الإخبارية: استمرار القصف العنيف على قطاع غزة    وزير الخارجية يشدد على أهمية تفادي انزلاق المنطقة لحرب إقليمية    في غياب عبدالمنعم| نيس يتعادل إيجابيا مع ريال سوسيداد في الدوري الأوروبي    أرسنال يعبر إلى دور ال16 بكأس كاراباو بخماسية أمام بولتون    سميرة سعيدة تدعم لبنان: بلدنا ستبقي رمز الحياة والأمل    «الثقافة» تبدأ تحضيرات الدورة الجديدة ل«سيمبوزيوم أسوان للنحت»    معهد تيودور بلهارس يكشف حقيقة وجود مرضى مصابين بالكوليرا    أحوال الطقس في مصر.. معتدل الحرارة ليلا على أغلب الأنحاء    جامعة الأقصر تنظم مسابقة في حفظ القرآن الكريم احتفالاً بالمولد النبوي الشريف    اقرأ غدا في "البوابة".. إسرائيل تواصل عدوانها على لبنان    إصابة 8 أشخاص في حادث انقلاب سيارة سوزوكي بالفيوم    أخبار الأهلي: حرس الحدود يرفض ضم لاعب الأهلي    السوبر الأفريقي.. غدًا المؤتمر الصحفي لمباراة الزمالك والأهلي    محمود حميدة يتحدث عن أزمة فيلم الملحد: «الناس بتربط الخيال بالواقع»    ماكرون يطالب إسرائيل وحزب الله بالتراجع عن التصعيد فورا    النائب أحمد بلال: فلسطين دائما قضية مصرية.. وندعم المقاومة اللبنانية    "الأوقاف": رفع قيمة القرض الحسن لهذه الفئة ل 50 مليون جنيه    خاص.. جدول حفلات مهرجان الموسيقى العربية 2024    أمين الفتوى يوضح حكم "قراءة الفنجان"    وزير الخارجية: مصر تؤكد خطورة تأثير ظاهرة التغير المناخي على ندرة الموارد المائية    "الكهرباء": تركيب مصيدة قلب مفاعل للوحدة النووية الثالثة بالضبعة في هذا الموعد    واعظات الأوقاف يشاركن في مبادرة «خُلُقٌ عَظِيمٌ» بعدد من مساجد بني سويف    لمواليد «العذراء» و«القوس» و«الجوزاء».. ماذا يخبئ هذا الأسبوع لأصحاب هذه الأبراج؟    «زيرو تحرش».. عام دراسي بدون أزمات وانتشار الشرطة النسائية رسالة طمأنة لأولياء الأمور (فيديو وصور)    أهالى دراو بأسوان لقناة إكسترا نيوز: المياه آمنة ونشرب منها فى أي مكان    أرسنال يرغب في التعاقد مع أوزيل الجديد    خبير شؤون إسرائيلية : الحديث عن استهداف نصف قدرات حزب الله غير صحيح    على هامش اجتماعات الأمم المتحدة.. وزير الخارجية يشارك في فعالية رفيعة المستوى حول المياه    ابدأ يومك بها- 10 أطعمة لخفض الكوليسترول    وثيقة سياسة ملكية الدولة.. مدبولي: هدفنا تعظيم الأصول والعروض غير المناسبة لا نقبلها    تستغل ابنتيها القصر.. قرار عاجل من النيابة ضد التيك توكر "وحش الكون"    خالد الجندى: عمليات التجميل والتحول الجنسى فعل شيطانى للحرب على بنيان الله    انطلاق دورة التعامل اللائق مع رواد المسجد لعمال المساجد    ترحيب واسع بدعم الرئيس السيسي لتوصيات الحوار الوطني.. تعزيز لحقوق الإنسان والإصلاح القانوني في مصر    كلامها حلو.. هشام عباس يكشف تفاصيل ألبومه الجديد وموعد طرحه    وزير التموين يجتمع مع رئيس البريد وممثلى شركة فيزا العالمية لبحث أوجه التعاون    وليد فواز يكشف سبب خوفه من دوره في مسلسل «برغم القانون».. قللت وزني    "اليوم" يسلط الضوء على الأوضاع فى لبنان بعد الهجمات الإسرائيلية بالجنوب    كنوز| 54 عاما على غياب زعيم في ذاكرة المصريين    سكرتير عام مطروح المساعد للأهالي: التصالح هو ميراثك للأجيال القادمة    قافلة شاملة في قرية البصارطة ضمن مبادرة بداية بدمياط    13 مليون جنيه إجمالي إيرادات فيلم عاشق بدور العرض السينمائي    وزير النقل اللبناني: لا توجد مشكلات لوجيستية بمطار بيروت.. وملتزمون بقوانين الطيران العالمية    تنظيف وتعقيم مسجد وضريح السيد البدوي استعدادًا للمولد (صور)    مدرب السد القطري: مباراة الغرافة ستكون صعبة للغاية    إجراء 267 ألف تدخل طبي في مستشفيات التأمين الصحي الشامل    «صحة المنوفية»: إدارة المتوطنة قدمت خدماتها ل20 ألفا و417 مواطنًا في مجالات الفحص والمكافحة    عملت وشم فشلت في إزالته هل صلاتي باطلة؟.. رد حاسم من داعية (فيديو)    ضبط نحو (14) ألف قضية سرقة تيار كهربائى خلال 24 ساعة    حارس ليفربول: 5 أمور تحسنت في مستوى محمد صلاح تحت قيادة آرني سلوت    إمام عاشور يكشف مفاتيح الفوز على الزمالك ودور اللاعبين الكبار في تألقه    القبض على عنصرين إحراميين يديران ورشة لتصنيع الأسلحة النارية بالقليوبية    إصابة 7 أشخاص فى مشاجرة بين عائلتين بقنا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



يكتبها: طارق الشناوي
حكايات فنية
نشر في صوت الأمة يوم 03 - 10 - 2009


لا تقل أفلام العيد.. قل أفلام «البواقي»!
قبل 12 عاماً كانت دور عرض شارع "عماد الدين" تشهد الصراع الساخن بين أكبر نجوم مصر فيما يعرف بأفلام العيد وهكذا نري "عادل إمام" و "نادية الجندي" و "محمود عبد العزيز" و "أحمد زكي" و "نبيلة عبيد" كل منهم يستعد لاقتحام شارع "عماد الدين" تسبقه دعاية ضخمة ويتباهي كل منهم بعدد دور العرض المتاحة أمامه.. كانت دور العرض وقتها في كل ربوع مصر لا يتجاوز عددها 100 إلا أن الصراع كان علي أشده والكل يتباهي بتحقيقه للإيرادات.. لا يعتقد البعض أننا كنا بصدد أفلام تجارية.. لم يكن هذا الأمر صحيحاً علي إطلاقه الأفلام الجادة أيضاً التي يقدمها هؤلاء النجوم بما فيها مثلاً أفلام "عادل إمام" مع "وحيد حامد" و "شريف عرفة" مثل "اللعب مع الكبار" و "الإرهاب والكباب" كانت أيضاً أفلام العيد!!
الآن صار العيد ينتظر أفلام بواقي الصيف.. تلك الأفلام التي لم تتحمس لعرضها شركات التوزيع في ذروة الصراع السينمائي صيفاً فانتقلت إلي العيد.. وباستثناء فيلم واحد "ابقي قابلني" حقق فقط أيام العيد قدرا من الإيرادات فإن دور العرض شبه خاوية والحجة بالطبع أنفلونزا الخنازير والمدارس علي الأبواب ودورة كرة القدم العالمية للشباب.. إلا أن الحقيقة هي أن هذه الأفلام تتحمل أسباب هزيمتها مع اختلاف درجات الهزيمة!!
********
صراع الابن والرئيس في جمهورية «بامبوزيا»!
الدخول إلي عالم رئاسة الجمهورية رهان خاسر في السينما المصرية.. التفاصيل المقدمة علي الشاشة تعامل بحساسية شديدة غير مسموح بأي إيحاء.. دائماً هناك من يقول لك ممنوع الاقتراب والتصوير.. السقف المسموح يبدو حتي الآن هو فقط معالي الوزير أما فخامة الرئيس فإنه الحلم المستحيل.. تستطيع أن تري الصورة علي هذا النحو فضائيات تملك مساحة من الانتقادات وصحافة تصل إلي نقطة أبعد في تناول قضايا مثل التوريث ومنذ أكثر من خمس سنوات والصحافة تتناول هذه القضية بينما السينما علي اعتبار أنها لا تزال خاضعة لقبضة الدولة وتحت سيطرتها تعيش فترة حضانة يريدونها أن تظل مرتدية "البامبرز".. هل المتفرج الذي يدخل إلي دار العرض لا يقرأ الجرائد المستقلة ولا يعرف أن المانشت الدائم أو علي الأقل الخبر الرئيسي علي صفحات تلك الجرائد قضية "التوريث" عندما يذهب المتفرج الذي كان قبل دقائق قارئا لن يجد أمامه مصر ولكن جمهورية خيالية تشبه تلك الجمهوريات التي كنا نراها في أفلام الستينيات تتحدث همساً وأيضاً بالصمت واللبيب بالإشارة يفهم.. الفيلم يقدم الصراع بين الأب وابنه حول من يملك السلطة ولكنه في "بامبوزيا" وليس في مكان آخر ومثلما فعلت الرقابة في فيلم "ظاظا" قبل ثلاث سنوات الذي أخرجه "علي عبد الخالق" ولعب بطولته "هاني رمزي" طلبت ألا يتم استخدام أي تفاصيل توحي بالبلد.. علي طريقة الكلام إلك يا جارة.. فإن الفيلم يتناول قضية الترشيح لرئاسة الجمهورية بأكثر من مرشح.. هذه المرة في "بامبوزيا" كان الصراع داخل العائلة علي من يملك السلطة الأب أم الابن.. قدم "خالد سرحان" كاتب القصة السينمائية دور شقيقين توأم يتم سفر أحدهما إلي مصر زيادة في التأكيد علي أن الدولة الأخري التي يقيم فيها الديكتاتور وابنه الآخر ليست هي مصر وتبدأ رحلة الفيلم في هذا الفراغ الفني.
عندما تلجأ إلي الخيال يجب أن تملك خيالا والحقيقة هي أن كاتبي السيناريو والحوار "ميشيل نبيل" و "علاء إيهاب" لم يملكا هذا الخيار أو ربما تدخلت الرقابة لتقليص أي مساحة في هذا الشأن.. علي الجانب الآخر لم يقدم المخرج رؤية بصرية موازية في تفاصيل الصورة ولم تلعب الموسيقي أي دور في هذا المجال.. المخرج "إيهاب لمعي" اعتقد أن "بامبوزيا" لا تعني له سوي اسم فقط لا غير وأن الناس سوف تنزع الأسماء الخيالية وتتعامل مع الواقع ونسي أن عليه مهمة خلق حالة سينمائية موازية!!
"إيهاب" كانت بدايته في السينما توحي بأننا أمام مخرج لديه رؤية فلقد شاهدت له أول أفلامه "من نظرة عين" قبل نحو ست سنوات لكنه منذ ذلك الحين تخبط ولم يعرف علي وجه الدقة أين خطوته الثانية.. لا تدري بالضبط طبيعة الدوافع الدرامية مثلاً التي تجعل من "مايا نصري" متيمة بخالد سرحان أو لماذا تترك موقعها كمدرسة للتاريخ وتعمل في قصر "خالد سرحان" بالقاهرة وتحديداً تحت السلم.. علي الجانب الآخر في "بامبوزيا" نري انقلاباً ضد "حسن حسني" وابنه التوأم الآخر "خالد سرحان" ثم عودة مرة أخري لهما بدون أن نري ما الذي حدث وأدي إلي تراجع الثورة وعودة الرئيس وابنه المخلوعين.. الفانتازيا لا تعني تحطيما للقواعد ولكنها تخلق قانونا لقواعد جديدة تصبح بمثابة اتفاق ضمني مع الجمهور وهذا هو تحديداً الذي لم يستطع الفيلم تقديمه.. شاهدت "خالد" في العديد من الأدوار الصغيرة وهو أحد أفراد فرقة "الفنانين المتحدين" الذين ارتضوا علي مدي 11 عاماً بالصعود علي خشبة المسرح للمشاركة بدور صغير في "بودي جارد" بطولة "عادل إمام".. وأهم أدواره التي توقفت عندها هو دور ضابط الأمن المصري في فيلم "السفارة في العمارة".. هذه المرة هو البطل المطلق فهو كتب لنفسه قصة الفيلم وفي دنيا البطولة لا توجد قاعدة مطلقة هناك الصعود التدريجي أو الانطلاق بقفزة واحدة الأمر له علاقة بالجمهور فهو الذي يحدد موقع النجوم وموقعه منهم، يدفع بهذا أو يبقي ذلك أسيراً للدور الثاني.. "خالد سرحان" مثل نجوم الكوميديا استولي علي الشاشة درامياً وغني أيضاً ولم يترك المطربة اللبنانية "مايا نصري" تستحوذ بمفردها حتي علي تلك المساحة الغنائية.. هل "خالد سرحان" يمتلك مقومات النجم الكوميدي القادر علي الجذب الجماهيري؟ هو ممثل ترتاح له ولكن مقومات النجم الجاذب للجمهور وعلي حصد الشباك أري أنها بعيدة عنه علي الأقل حتي الآن؟!
ما هو الموقف الذي سيعيشه "خالد سرحان" بعد "بامبوزيا"؟ وعليه أن يرنو دائماً إلي تلك المرحلة حتي لا يقف مكانه داخل الدائرة فلا أتصور أن بامبوزيا" خلق منه نجما كوميديا جماهيريا بالمعني المباشر للكلمة وعليه أن يملك القدرة علي أن يري خطوته القادمة حتي لا يطول انتظاره لبطولة قادمة ربما لن تأتي سريعا وعليه وقتها أن يدرك أنه يلعب مع الجمهور المصري وليس البامبوزي؟!
ويبقي المخضرم "حسن حسني" الناظر الذي يلبي نداء أي شركة إنتاج أو فنان جديد يريد البركة فيمنحه "عم حسن" بركاته ويقف إلي جانبه فعلها مع كل النجوم الجدد دفع بعضهم للمقدمة ولم تنجح بركاته مع آخرين"، وحتي الآن فإن خالد سرحان من »الآخرين».
*******
«مجنون أميرة» قضية شائكة وفيلم «بليد»!
· الشيخ متبولي العشراوي" هو الاسم الحركي الذي أطلقته إيناس الدغيدي علي الشيخ متولي الشعراوي
· طاقة مصطفي هريدي ككوميديان محدودة جداً ولا تتعدي الأدوار الثانوية
لا يحتاج الأمر إلي كثير أو حتي قليل من التركيز لندرك أن الشيخ "متبولي العشراوي" هو الاسم الحركي الذي أطلقته "إيناس الدغيدي" علي الشيخ الراحل "محمد متولي الشعراوي" كما أن الممثل الذي أدي دوره أخذ الكثير من لزماته وأسلوبه في الحوار وأيضاً ملامحه وبدأ في تقليده في مشهد يجمع بين الأميرة "ديانا" والشيخ "الشعراوي".. القصة المتخيلة في فيلم "مجنون أميرة" تقدم علاقة بين شاب مصري يؤدي دوره الممثل الجديد "مصطفي هريدي" مع الأميرة "ديانا" التي تلعب دورها المطربة اللبنانية "نورا رحال".. الشاب يحلم بأنه علي علاقة حب بالأميرة وهي تبادله مشاعره أحداث الفيلم تجري قبل شهور من عام 97 الذي يشير تحديداً إلي حادثة اغتيال الأميرة "ديانا".. الفيلم يقع بين الخيال والحقيقة البداية مع "مصطفي هريدي" يقود دراجته مخترقاً شوارع القاهرة حاملاً البيض أمامه ثم تنحرف العجلة ويقع البيض وفي إحدي الحدائق ينام ويلتقي مع حلمه الأميرة "ديانا" ويتخيل أنه في الهرم وفي إحدي حجراته يستغرق في النوم وبين أحضانه "ديانا".. ثم يصحو علي صوت أمه "هياتم" وخطيبته "أحلام" التي تؤدي دورها "شمس" ولا يراها بالطبع سوي "كابوس" بالقياس بالأميرة؟!
القصة كتبها "أشرف شتيوي" سيناريو وحوار "مصطفي محرم" وتتناول حكاية الحب - الافتراضية - بين الشاب المصري و "ديانا" و الخط الثاني وهو يتناول الحديث عن الدين الإسلامي وعلاقته بالآخر سواء الأديان أو الجنسيات والأعراق الأخري، الخط الثالث يقدم محاولة اغتيال "ديانا" ويشير في النهاية إلي أن الحادث مدبر.. الفيلم يعبر عن أفكار "إيناس الدغيدي" منها علي سبيل المثال رأيها المعلن في الحجاب ربما لم تستطع رقابياً أن تقدم رأيها بأكثر من لمحات ولكن يبقي الأهم بالنسبة لها وهو علاقة الدين الإسلامي بالآخر وذلك من خلال علاقة الأميرة "ديانا" بالإسلام وحرصها علي أن تتعرف علي طقوسه وأفكاره وهكذا نراها هي تذهب إلي الشيخ الذي يؤدي دور "الشعراوي" تلتمس عنده حقيقة الإسلام بعد أن تم تصدير صورة ذهنية كاذبة عن الإسلام للغرب علي اعتبار أن "الشعراوي" هو الشيخ الأكثر شهرة - الخارج أيضاً عن المؤسسة الرسمية للدولة - نري الشيخ وكأنه يعد خطة لإسلام "ديانا" وهو يعطيها طعماً لكي تقترب أكثر من الإسلام لندرك أنه لا يحض علي القتال ضد المختلف دينياً ولكنها لا ترتاح إلي آراء الشيخ "الشعراوي" وتذهب إلي الشيخ الذي يمثل الدولة رسمياً شيخ الجامع الأزهر ويقدم لها مفهوماً عصرياً للإسلام.. كل تلك الخطوط الدرامية وغيرها تظل بين الحقيقة والوهم خاصة أننا نلتقي مرتين مع الأميرة "ديانا" مرة وهي تنتحل شخصية أخري "كرستينا" حيث تنكرت قبل أن تأتي للقاهرة وجاءت في زيارة غير رسمية وأخري رسمية بعد أن قررت المجيء للقاهرة باعتبارها الأميرة "ديانا" وكانت تريد أن تعرف أكثر عن الإسلام وما هو التفسير مثلاً للآية "إن الدين عند الله الإسلام" فهل معني ذلك أن المسلمين يرفضون الأديان الأخري ويتم التفسير الصحيح للآية فهي لا تعني أن الإسلام فقط هو الدين الوحيد الذي تعترف به الديانة الإسلامية.. يتعرض أيضاً الفيلم للعنف الذي يرتدي الزي الإسلامي وهو ما كان قد وصل للذروة في مصر في منتصف التسعينيات زمن أحداث الفيلم.. وتعود أحداث الفيلم للخطين الرئيسيين المتوازيين الأول الحب الجارف الذي يحمله "مصطفي هريدي" للأميرة يصل في نهاية الأحداث حيث يتمكن من إنقاذها ويموت هو ثم تأتي اللقطات الأخيرة لتؤكد علي الخط الأخير في الأحداث وهو أن حرس الأميرة بعد أن فشلوا في قتلها في مصر نجحوا في تحقيق ذلك في الخارج وينتهي الفيلم بصورة من الأرشيف للأميرة "ديانا" وهي في النعش!!
دائماً ما تحرص "إيناس" علي أن تثير في أفلامها قضايا ساخنة وحيوية مثل الحرية في فيلم "الباحثات عن الحرية" أو زواج البنات في سن مبكرة لأثرياء عرب مقابل الحصول علي أموال في فيلم "لحم رخيص" أو عن أسلوب معاملة البنات والأولاد في سن المراهقة "مذكرات مراهقة".. دائماً ما تتصدي "إيناس" لقضايا هامة ومحورية في حياتنا لكنها لا تخلص أبداً في معالجتها درامياً أو فكرياً.. وهذه المرة وقع اختيارها بالفيلم علي علاقة الإسلام بالآخر وأن الإسلام في عمقه لا يرفع سلاحا ولا يجبر أحدا علي اعتناقه ولكنها أخذت فقط السطح ولم تتعمق أكثر من ذلك.. المفروض أن الفيلم روحه ساخرة ويقدم ابتسامة من خلال الممثل "مصطفي هريدي" ولكن طاقة "هريدي" ككوميديان محدودة جداً لا تتعدي الأدوار الثانوية التي كان يشارك فيها في العديد من الأفلام بينما أري أن الفنانة اللبنانية "نورا رحال" في أول تجربة لها نجحت وإلي حد بعيد في أداء دورها وتمثلت روح الأميرة "ديانا" وساعدتها ملامحها والمكياج في تأكيد ذلك وهي كوجه جديد تمتلك بالفعل أدوات فن الأداء ولديها حضور وتلقائية أمام الكاميرا.. الصورة التي ساهم في صنعها مدير التصوير "هشام سري" والمونتير "معتز الكاتب" بالإضافة إلي موسيقي "راجح داود" حملت بالفعل إبداعاً خاصاً في حدود ما هو مطلوب منهما ولكن الحالة الإخراجية كرؤية تقدمها المخرجة تبدو تقليدية وبليدة تفتقد روح العصر!!
مأزق الفيلم الأساسي هو أن "إيناس" تصدت إلي قضية شائكة وحساسة وهي غير مؤهلة لا فكرياً ولا إبداعياً لذلك ولهذا فإنها كالعادة أضاعتها؟!
*******
احذر أمامك «فخ»!
ربما لا يعرف الكثيرون المخرج "إبراهيم عفيفي" الذي ينتمي إلي جيل الثمانينيات في السينما المصرية.. ارتبط "عفيفي" بالأفلام التجارية التي حققت إيرادات ضخمة في السينما المصرية مثل "القرش" ، "الفرن" ، "السيد قشطة" ، "العجوز والبلطجي" ، "قبضة الهلالي".. ابتعد عن السينما مع تغير وجهها وتغير معاييرها التجارية وعاد إليها بنفس المفردات التي تركها عليها.. السينما تغيرت وأيضاً الجمهور فلم تعد هذه هي معاييره.. بطل الفيلم "يوسف شعبان" الغائب أيضاً عن السينما عائد أيضاً إليها وهو موقن أن موجة التجارية هي لا تزال موجة الجمهور.. يؤدي "يوسف شعبان" دور صاحب شركة إنتاج سينمائي وتاجر مخدرات الخط التجاري يكمن في علاقة "يوسف شعبان" بالنساء.. هو يريد المرأة الخادمة وتعددت النساء علي خريطته اللائي يحققن له هذه الرغبة ويقدمه دائماً المخرج وهو يتابع "هند رستم" و "نادية لطفي" في أفلامهما القديمة التي يرتدين فيها في الزي البلدي حتي تتم إثارته.. وهو ما نجحت في تحقيقه له "بوسي سمير" و "رانيا يوسف".. وينتهي الفيلم بأن يتمكن "يوسف شعبان" من السفر خارج الحدود إلي إيطاليا ضاحكاً علي العصابة الأخري وعلي الشرطة وتنتهي الأحداث.. لا أتصور أن هذا الفيلم يحقق لأي ممن شاركوا فيه طموحهم.. المخرج التجاري لم يعرف كيف يخاطب الجمهور الروش.. "رانيا يوسف" والتي يبدو أنها تتطلع لكي تصبح نجمة للإغراء وتبذل في هذا المجال كل ما لديها من محاولات وبالمناسبة فإن "رانيا" أراها ممثلة موهوبة ابتعدت كثيراً لظروفها الخاصة ولكن عندما وجدت الفرصة مثلاً تليفزيونياً هذا العام أثبتت جدارتها في "حرب الجواسيس" علي سبيل المثال ولكنها في "فخفخينو" تلعب فقط بجسدها ولا أتصور أن اللعب هذه المرة لصالحها.. السينما الآن أعادت مرة أخري التطلع للجيل الأكبر الذي كان فيما يبدو وكأنه خارج تلك المنظومة ولكن "يوسف شعبان" عندما قرر العودة لم يستطع أن يحدد بدقة كيف يختار خطوته و "بوسي سمير" مطربة السطوح انتهي عمرها الافتراضي وزاد وزنها حتي علي أدوار الإغراء.. "مصطفي هريدي" أخذ فرصته الثانية وأهدرها!!
لمن تصنع هذه الأفلام للجمهور في السينما أم لمشاهدي الفضائيات.. أتصور أنها تتحسس طريقها للثانية إلي الفضائيات وهي أفلام محدودة التكاليف تعتمد بنسبة كبيرة علي سماحة الجمهور فهو قد جاء لكي يضحك لتمضية وقت فراغ.. فلا اهتمام بأي منطق فني أو درامي وليس هناك تفاصيل.. المخرج يتمني أن تنتهي سريعاً أمام الشاشة الساعة ونصف أو الساعتين علي أكثر تقدير.. ورغم ذلك فأنا لا أقف ضد هذه النوعيات فلم تكن أفلام "المقاولات" التي اشتهرت بها السينما المصرية في الثمانينيات كلها شراً بل أتاحت الفرصة لبعض الممثلين والكتاب والمخرجين.. فكان لها أيضاً بصيص من ضوء أبيض لم أعثر حتي الآن علي هذا الضوء الأبيض فيما شاهدته من أفلام ولكن ربما نحاول الأسبوع القادم مرة أخري في النصف الثاني المتبقي أن نعثر عليه.. أكرر ربما!!


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.