جامعة طنطا تواصل انطلاقتها في أنشطة«مبادرة بداية جديدة لبناء الإنسان»    جيش الإحتلال يزعم اغتيال قائد الوحدة الصاروخية لحزب الله في جنوب لبنان ونائبه    بينها وضع السفارات.. بايدن يصدر توجيهات بعد الغارات الإسرائيلية على ضاحية بيروت    استشهاد 10 فلسطينيين بينهم طفلان في غارات إسرائيلية على وسط وجنوب غزة    البيت الأبيض: بايدن اطلع على التطورات في الشرق الأوسط    "عرض من نوع آخر".. ماذا دار بين تركي آل الشيخ وشيكابالا بعد تتويج الزمالك بالسوبر؟    الدوري الإيطالي - ثلاثية في 5 دقائق.. ميلان ينتصر على ليتشي ويرتقي للصدارة مؤقتا    ملف يلا كورة.. السوبر الإفريقي زملكاوي    أول تعليق من كولر بعد خسارة السوبر الأفريقي: هذا سبب تتويج الزمالك    صحة الإسكندرية تشارك في ماراثون الاحتفال باليوم العالمي للصم والبكم    25 % من ثروتها العقارية.. من يحمي «مال الله» في مصر؟!    وزير الخارجية يتفقد القنصلية المصرية في نيويورك ويلتقي بعض ممثلي الجالية    الوكيل: بدء تركيب وعاء الاحتواء الداخلي للمفاعل الثاني بمحطة الضبعة (صور)    الأنبا بولا يلتقي مطران إيبارشية ناشفيل    الوراق على صفيح ساخن..ودعوات للتظاهر لفك حصارها الأمني    جيش الاحتلال: سنهاجم الضاحية الجنوبية في بيروت بعد قليل    رويترز: الاتصال مع القيادة العليا لحزب الله فقد كليًا    نائب محافظ قنا يتابع تنفيذ أنشطة مبادرة «بداية جديدة» لبناء الإنسان بقرية بخانس.. صور    سعر الذهب اليوم في السودان وعيار 21 الآن ببداية تعاملات السبت 28 سبتمبر 2024    تراجع سعر الطماطم والخيار والخضار في الأسواق اليوم السبت 28 سبتمبر 2024    ارتفاع أسعار النفط عقب ضربة إسرائيلية على الضاحية الجنوبية لبيروت    جوميز: استحقينا التتويج بكأس السوبر الإفريقي.. وكنا الطرف الأفضل أمام الأهلي    جوميز ثاني مدرب برتغالي يتوج بكأس السوبر الأفريقي عبر التاريخ    السوبر الإفريقي - أشياء تعلمناها من انتصار الزمالك على الأهلي.. الرجل الذي لم يتوقعه أحد    ستوري نجوم كرة القدم.. احتفال لاعبي الزمالك بالسوبر.. بيلينجهام وزيدان.. تحية الونش للجماهير    أجواء حارة والعظمى في القاهرة 34.. حالة الطقس اليوم    تجديد حبس عاطل سرق عقارًا تحت الإنشاء ب15 مايو    التصريح بدفن جثمان طفل سقط من أعلى سيارة نقل بحلوان    بدءاً من اليوم.. غلق كلي للطريق الدائري من المنيب اتجاه المريوطية لمدة شهر    برج القوس.. حظك اليوم السبت 28 سبتمبر 2024: لديك استعداد للتخلي عن حبك    أحمد العوضي يكشف حقيقة تعرضه لأزمة صحية    ذكرى وفاة الزعيم جمال عبد الناصر.. رمز الاستقلال الوطني والكرامة العربية    «عودة أسياد أفريقيا ولسه».. أشرف زكي يحتفل بفوز الزمالك بالسوبر الإفريقي    وفاة زوجة الفنان إسماعيل فرغلي    أنغام تبدع خلال حفلها بدبي ورد فعل مفاجئ منها للجمهور (فيديو وصور)    بمقدم 50 ألف جنيه.. بدء التقديم على 137 وحدة سكنية في مدينة 6 أكتوبر غدا    أبرزها منتجات الألبان.. 5 أطعمة ممنوعة لمرضى تكيس المبايض    الأطعمة التي يجب تناولها وتجنبها أثناء فترة الحمل    يفرز هرمونات ضد السعادة.. نصائح للتخلص من «الكرش»    تفاصيل إصابة شاب إثر الاعتداء عليه بسبب خلافات في كرداسة    حبس تشكيل عصابي تخصص في سرقة أعمدة الإنارة بالقطامية    "المشاط" تختتم زيارتها لنيويورك بلقاء وزير التنمية الدولية الكندي ورئيس مرفق السيولة والاستدامة    5 نعوش في جنازة واحدة.. تشييع جثامين ضحايا حادث صحراوي سوهاج - فيديو وصور    نشرة التوك شو| تحسن في الأحوال الجوية والشعور ببرودة الطقس أوائل أكتوبر    حظك اليوم.. توقعات الأبراج الفلكية اليوم السبت 28 سبتمبر 2024    تحرك جديد.. سعر الدولار الرسمي أمام الجنيه المصري اليوم السبت 28 سبتمبر 2024    الشروع في قتل شاب بمنشأة القناطر    «زي النهارده».. وفاة رئيس الفلبين فرديناند ماركوس 28 سبتمبر 1989    مجلس بلدية صيدا بلبنان: آلاف النازحين يفترشون الطرقات ولا يجدون مأوى    عباس شراقي يُحذر: سد النهضة قد ينفجر في أي لحظة    إضاءة أهرامات الجيزة وتمثال أبوالهول لمدة ساعتين احتفالا باليوم العالمي للسياحة    تزامنا مع مباراة الأهلي والزمالك.. «الأزهر للفتوى» يحذر من التعصب الرياضي    الأزهر للفتوى: معتقد الأب والأم بضرورة تربية الأبناء مثلما تربوا خلل جسيم في التربية    الوزارة فى الميدان    جراحة عاجلة للدعم فى «الحوار الوطنى»    كل ما تحتاج معرفته عن حكم الجمع والقصر في الصلاة للمسافر (فيديو)    أذكار الصباح والمساء في يوم الجمعة..دليلك لحماية النفس وتحقيق راحة البال    علي جمعة: من المستحب الدعاء بكثرة للميت يوم الجمعة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



يكتبها: طارق الشناوي
حكايات فنية

· غادة عبد الرازق تحمل قدراً لا ينكر من الطزاجة فهي أحد أسلحة تغيير وجه الشاشة الصغيرة حتي عندما يتطلب الأمر دوراً لامرأة ناضجة
· صالح والصاوي وزينة ومنة ونيللي يسيطرون علي الشاشة!!
قبل نحو 12 عاماً وفي مثل هذه الأيام تغير وجه السينما المصرية عندما انطلقت قنبلة اسمها "إسماعيلية رايح جاي" حيث اكتشفت السينمائيون أن كبار النجوم باستثناءات قليلة صاروا خارج المعادلة الإنتاجية وأن الجماهير من خلال شباك التذاكر لديها أسماء أخري تبحث عنها يريدونهم أبطالاً وهكذا انطلق البيان الأول للانقلاب في يوم وليلة.. وتبدلت طوال تلك السنوات أسماء عديدة انطلقت للمقدمة، المؤكد أن وجه الشاشة قد تغير ولم يعد يسمح للجيل السابق باحتلال المقدمة!!
شيئاً من هذا تراه عبر دراما الشاشة الصغيرة.. التليفزيون بطبعه لا يؤمن بالانقلابات الحادة ولكنه يتغير خطوة خطوة ورغم ذلك فلا يزال ما يجري بهدوء له تعريف واحد« انقلاب».. مشاهدو الشاشة الصغيرة لديهم إحساس أكبر بالعشرة القديمة التي تحققت بينهم وبين عدد من كبار نجومهم علي مدي تجاوز في بعض الحالات 20 عاماً ولهذا لا يهون عليهم بسهولة العيش والملح إلا أنهم بدأوا يسمحون بأن يدخل بيوتهم جيل آخر.. أبطال آخرون من جيل كانت علاقته مع التليفزيون في الماضي لا تتجاوز دوراً رئيسياً في مسلسل يلعب بطولته نجم تليفزيوني مخضرم.. الآن صاروا هم الأبطال.. تابعوا أسماء خالد صالح "تاجر السعادة" ، خالد الصاوي "قانون المراغي" ، مجدي كامل "الأشرار" ، أحمد عز "الأدهم" ، محمد رجب "أدهم الشرقاوي" ، زينة "ليالي" ، منة شلبي "حرب الجواسيس" ، نيللي كريم "هدوء نسبي" ، غادة عبد الرازق "الباطنية" و "المراغي" ، سمية الخشاب "حدف بحر" ، حنان ترك "هانم بنت باشا".. علي الشاشات الفضائية احتل هؤلاء مساحة ملحوظة وعلي شاشة التليفزيون المصري أصبح لبعضهم مكانة مثل منة شلبي "حرب الجواسيس" وخالد صالح "تاجر السعادة".. لم يكن هذا متاحاً في الماضي لأن النجوم والنجمات الكبار دائماً تنتظرهم الشاشة الصغيرة وتمنحهم الأوقات المميزة في العرض وساهمت وكالات الإعلانات في دعمهم المادي وفي فرض هذا التواجد.. وهكذا فإن شركات الإنتاج لم يعد لديها ما يشغلها سوي إرضاء هؤلاء النجوم بينما النجوم لم يعودوا يفكرون سوي في زيادة أجورهم وفرض سيطرتهم علي كل مفردات العمل الفني.. الكل خضع إليهم لأن القاعدة السياسية تقول إن من يملك يحكم وهؤلاء كانوا إلي عهد قريب يحكمون فصاروا يتحكمون في كل شيء وكلما ازداد خضوع الجميع إليهم ازدادوا هم سطوة وكأنهم يطبقون قانون السينما مرة أخري علي التليفزيون!!
لا شك أن الخالدين "الصاوي" و "صالح" حققا هذا الشهر قفزة جماهيرية.. الحس الشعبي في مسلسل "تاجر السعادة" يعلن عن نفسه من خلال شخصية الشيخ "مصباح" التي نسجها "عاطف بشاي" عن فكرة درامية كتبها الراحل "محسن زايد".. وبالطبع فإن "خالد صالح" يحصل علي البطولة الثالثة له في رمضان.. إلا أنه هذه المرة يحتل مكانا أفضل ومع نفس المخرجة "شيرين عادل" والناس تتابع تلك الشخصية بقدر لا ينكر من الاهتمام والتوحد.. في "قانون المراغي" عمل درامي هادئ جداً يتسلل بنعومة إلينا كتبته "عزة شلبي" بالاشتراك مع ورشة درامية أشرفت عليها.. المخرج "أحمد عبد الحميد" يقدم هذا المحامي الداهية بلا صخب أدي دوره "خالد الصاوي" من خلال تفاصيل إنسانية في علاقته مع زوجته "أنوشكا" وتلك المحامية التي دخلت إلي حياته "غادة عبد الرازق" وبدأت تحرك بداخله الكثير من المشاعر التي كان يعتقد أنها قد طواها النسيان.. فهو شخصية برجماتية نفعية تبحث عن مصالحها ولكنه يحمل أيضاً بداخله مشاعر إيجابية لزوجته يدعمها ارتباطه بابنته ووالد زوجته الذي كان هو أستاذه وتبناه إيماناً منه بموهبته وكفاءته.. الصراع الهادئ قدم أبطاله بشر لهم أيضاً نقاط ضعفهم أسفر عن نوع من الأداء الدرامي يتسلل إلي مشاعرنا بنعومة.
"نيللي كريم" في "هدوء نسبي" بطولة مع "عابد الفهد" السيناريو كتبه السوري "خالد خليفة" وأخرجه التونسي "شوقي الماجري".. المسلسل يدخل إلي العراق أثناء الغزو الأمريكي ويحرص علي أن يدعم لقطاته برؤية تسجيلية نري فيها ما جري علي أرض الواقع.. من خلال مراسلين عسكريين ذهبوا للعراق لنقل الصورة الحقيقة لما يجري.. نشاهد وجهاً حقق لدي المشاهدين درجة حضور عالية إنه "الصحاف" وزير الإعلام العراقي الذي كان يبيع الوهم للجمهور العربي مؤكداً علي أن الأمريكان "العلوج" في طريقهم لكي يتلقوا هزيمة نكراء بأيدي العراقيين وأنهم قد جاءوا بأرجلهم إلي التهلكة.. تنفيذ جيد للمعارك وأيضاً إحساس عال في استخدام اللقطات التسجيلية الأرشيفية.. "نيللي كريم" تحقق خطوات متقدمة جداً في هذا المسلسل والحقيقة أن مناخ الحروب يتيح للإنسان أن يظهر ما بداخل نفسه بلا رتوش، أجمل وأقبح ما فيه نراه علي السطح!!
"زينة" بطلة في "ليالي" النص الذي كتبه "أيمن سلامة" وأخرجه "أحمد شفيق".. بالطبع المرحلة العمرية التي تعيشها "زينة" امرأة في بدايات الشباب والجمال وتحلم بتحقيق نفسها فنياً واقتصادياً طموحها بلا سقف.. أب جشع يريد أن يستحوذ علي كل شيء لا يفكر سوي في استثمار كل ما يقع تحت سيطرته حتي ابنته هي بالنسبة له مشروع اقتصادي لتحقيق ربح مضمون.. المسلسل يأخذ من مأساة "سوزان تميم" الكثير مع تغييرات في بعض التفاصيل فهي مصرية وتحلم بالتمثيل ولا يستطيع أحد أن يصادر علي حق الكاتب أن يجعل من الواقع المادة الخام ويضيف إليها أيضاً ما يشاء المهم بماذا تسفر التجربة في نهاية الأمر.. وهذا هو ما ننتظره ولكن لا شك أن هناك حالة إبداعية علي مستوي الصورة يقدمها المخرج "أحمد شفيق" في أول تجربة له وهناك أيضاً فهم واضح للدور تلعبه "زينة".
"منة شلبي" و "شريف سلامة" بطلا "حرب الجواسيس" في مسلسل تشويق مأخوذ عن ملفات المخابرات العسكرية كتبه "بشير الديك" عن قصة لصالح مرسي إخراج "نادر جلال" البطولة فرضت علي المستوي الواقعي اختيار "منة" و "شريف" ورغم ذلك فإن كل هذه التجارب وغيرها ما كان من الممكن أن تري النور لولا أن هناك بالفعل توجها جديدا لدي الجمهور يفرض الاستعانة بنجوم جدد كما أن شركات الإنتاج باتت لا تلقي بالاً برؤية إنتاجية كانت تتوجه إلي عدد محدود من النجوم.. المؤشر ولا شك تغير.. بالطبع المسلسل علي مستوي الصياغة الدرامية به قدر من التنميط كما أن المخرج المخضرم "نادر جلال" في التصوير الخارجي كانت تفلت منه بعض مفردات الصورة في الشارع الذي كان يعلن عن الزمن الحالي.. في التصوير الداخلي لم تراع بعض التفاصيل في الحياة مثل قرص التليفون وغيرها يكشف أيضاً عدم الدقة في الالتزام بالزمن والغريب أن "نادر" هو أكثر المخرجين حنكة ودراية بأهمية هذه التفاصيل التي لا أدري كيف أفلتت منه!!
"غادة عبد الرازق" تحمل قدراً لا ينكر من الطزاجة علي الشاشة هي في مرحلة عمرية متوسطة بين جيل "يسرا" و جيل "زينة" إلا أن الشاشة الصغيرة ترحب بها بقوة وكأن هذا هو زمنها لأنها وجه مغاير لما دأبت عليه شاشة التليفزيون بالإضافة إلي عامل آخر هام جداً وهو أن "غادة" تقدم أداءً عصرياً لم يتم قولبته أو وضعها في إطار صارم ولهذا فهي أحد أسلحة تغيير وجه الشاشة حتي عندما يتطلب الأمر مرحلة عمرية أكبر!!
التغيير يظل هدفاً قائماً وهو يعبر عن رغبة في أن يغير النجوم الحاليون أفكارهم فهم لا يلقون بالاً لا للسن ولا ملامح شكلية فقط هم يريدون سطوة عامة علي العمل الفني واثقون أنهم سوف يحصلون علي أعلي الأجور لأن وكالات الإعلان تفرضهم.. وهذا دفعهم لكي يرفعوا شعار أنا ومن بعدي الطوفان.. الآن فقط اكتشفوا أن الطوفان يطاردهم!!
*********
«نبيلة» تمثل علي نفسها و «يسرا» تمثل علينا!
· عندما تتابع نبيلة فسوف تدرك أن لديها خصاما حادا بين ما ينطق به صوتها وما تنطق به ملامحها فلقد أصاب تعبيراتها الجمود
· فهل تدرك أن أول واجباتها كممثلة أن تنسي أنها "يسرا" وتتذكر فقط أنها شخصية درامية
لست أدري ما الذي حدث لنبيلة عبيد.. عندما تتابعها أقصد لو كنت فسوف تدرك ببساطة أن لديها خصاما حادا بين ما ينطق به صوتها وما تنطق به ملامحها فلقد أصاب تعبيراتها الجمود.. أداء رتيب جداً في إيقاعه لا ندري لماذا وافقت "نبيلة" علي العودة للشاشة الصغيرة قبل أن تعود إلي لياقتها الشخصية والفنية.. في مسلسل "البوابة الثانية" ستجد أنها تحرص علي أن تحيط نفسها بالكبار، المخرج "علي عبد الخالق" والكاتب "مصطفي محرم" والملحن "عمار الشريعي" تريد أن تقول للجمهور أنها تستند إلي هؤلاء وهي نظرة تجاوزها الزمن لأن الجمهور لم يعد يعنيه الأسماء الكبيرة علي الشاشة بقدر ما تجده يبحث عن إبداعهم بالإضافة إلي أن "نبيلة" في هذه المرحلة العمرية بحاجة أكثر إلي رؤية شبابية في كل شيء الكتابة والإخراج والموسيقي وبالفعل وقع اختيارها في البداية علي الكاتبة "كوثر مصطفي" وهي شاعرة متميزة قدمت العديد من الأغنيات التي تحمل نبضاً جديدًا مثل "لسه الأغاني ممكنة" لمحمد منير تلحين "كمال الطويل" كما أنها وضعت أشعار آخر أفلام نبيلة "مفيش غير كده" إلا أنها لم تكمل معها الطريق للنهاية بدأت رحلة التغيير لكنها آثرت الرجوع وفي نصف الطريق عادت إلي كاتبها الأثير "مصطفي محرم" ليشرف علي الدراما وعندما تختار "نبيلة" كاتبا كبيرا فهي لا تريد إنعاش العمل درامياً وما يعنيها هو أن تسيطر علي العمل الفني أن تتواجد داخل جنبات المسلسل رغم أن معها "هشام عبد ا لحميد" و "كارمن لبس" و "فادي إبراهيم" و "أحمد ماهر" فهي محاطة بعدد من الممثلين الذين ينبغي أن تصبح لهم أدوارهم وليسوا تابعين للبطلة الرئيسية ولكن "نبيلة" دائماً هي "نبيلة".. لم تستسلم "نبيلة" للواقع وأيضاً لم ترفض تماماً ما يفرضه الواقع لو عدت خمس سنوات للخلف دُر وتذكرت مسلسلها "العمة نور" ستجد أن حضورها علي الشاشة كان أكبر هذه المرة في "البوابة" سمحت بما لم تكن تسمح به من قبل هذه واحدة.. الثانية كان اسمها يسبقه لقبها الأثير "نجمة مصر الأولي" هذه المرة سوف تجد فقط "نجمة مصر" ولن نعثر علي "الأولي" ولا الثانية نجمة مصر "حاف" في المطلق حيث إنها تركت الترتيب، الأولي أو الثانية أو الثالثة لضمير كل واحد.. ويبدو أن العدوي انتقلت للآخرين حيث تقرأ "فادي إبراهيم" نجم لبنان و "كارمن لبس" نجمة لبنان وكان "هشام عبد الحميد" هو أكثرهم ذكاءً فلم يسبق اسمه بتعبير نجم مصر ولا سورياً أو لبنان أو جزر القمر!!
"نبيلة" لم تستطع أن تزود عن لقبها القديم وأيضاً لم ترض أن تتخلي عنه تماماً ولهذا وقفت في مرحلة متوسطة لا هي حصلت علي اللقب كاملاً ولا هي تنازلت عنه كاملاً أيضاً.. "نبيلة" لا تدري أين تقف الآن وما هي الخطوة القادمة.. المؤكد أنها تستشعر أن التراجع يعبر عن نفسه بقوة ولا يمكن لأحد إنكاره فلم يرحب بها التليفزيون المصري عبر قنواته الأرضية وذلك لأنها لم تحقق ببساطة إعلانات.. لم تتحمس وكالات الإعلان من البداية لها وهذا ليس له علاقة بمستوي المسلسل ولكن دائماً ما تصبح هذه هي الخطوة التالية بعد قيمة المسلسل، البداية هي اسم النجم وجاذبية "نبيلة" تأثرت كثيراً في السنوات الأخيرة.. "نبيلة" تحتاج إلي إعادة ترتيب نفسها قبل أوراقها وإلي أن تصبح أكثر هدوءا في تقبل الآراء وأن تفكر في العمل القادم ليصبح مسلسلاً درامياً تشارك في بطولته لكنه ليس مصنوعاً من أجلها.. عليها أيضاً أن تنسي الآخرين أين هم وما هي مواقعهم بالتأكيد لقد سبقها الجيل التالي لها في دنيا دراما المسلسلات وبخطوات كبيرة "ليلي" ، "يسرا" ، "الهام" كما أن الجيل الجديد حقق قفزات في الأجور لم تصل إليها "نبيلة".. ليس هذا هو ما ينبغي أن تتوقف عنده "نبيلة" الأهم أن تنشغل بالخطوة التالية.. اللقب لن يمنحها أي شي،ء الناس لا يعنيها إلا ما تسفر عنه الشاشة.. كما أن عليها أيضاً أن تجيد اختيار السيناريو ثم يتبقي أمامها معضلة أخري هي الأداء إنه مثل اللغة التي تتغير مفرداتها من زمن إلي آخر وما تعاني منه "نبيلة" أنها لم تدرك ذلك.. أداؤها ينتمي إلي مدرسة قديمة جداً بالإضافة إلي أن وجهها فقد القدرة علي التعبير وتلك مشكلة أخري حوارها في واد وتعبيراتها في واد آخر؟!
ونأتي إلي "يسرا" ومسلسلها "خاص جداً".. لا شك أن "يسرا" لديها مساحة علي الشاشة الصغيرة لا تزال تنتظرها والدليل أنها طوال السنوات الأخيرة تقدم مسلسلات متواضعة درامياً ولكن الجمهور لا يتوقف عن الانتظار ووكالات الإعلان أيضاً لم تتوقف عن رصد الأموال لها.
اسمها مفروض بقوة في سوق الفيديو يصنع لها مسلسل كل شهر رمضان وما تقدمه "يسرا" تليفزيونياً يشعرك أنها تقدم "يسرا" فهي ترتدي ملابس لا أقول مثيرة أو غير مثيرة فهذه ليست قضيتنا ولكن ملابس تخاصم شخصية الطبيبة النفسية.. فلا يمكن أن تهتم "يسرا" بملامحها وما تريديه وتغفل أنها الدكتور النفسية "شريفة" مهما حمل الاسم من ظلال إيجابية ولكنها بالتأكيد ليست "يسرا" الإنسانة التي تصر علي أن تصدر للجمهور صورة ذهنية أنها المعطاءة المتسامحة التي تمنح للآخرين كل ما لديها وحتي ما ليس لديها لا تبخل به علي الآخرين؟!
المطلوب أن تخرج "يسرا" من الشرنقة التي صنعتها "يسرا" أن تنفتح فكرياً.. نعم مكانة "يسرا" تبدو حتي هذا العام في الفضائيات والتليفزيون المصري محاطة بقدر لا ينكر من الحماية الأدبية والمادية لأن لديها قوة دفع لا تزال تضعها في المقدمة إلا أن ما نراه الآن هو أن هناك نجوما ونجمات في طريقهم لكي يحتلوا مقدمة الكادر ومن حقهم أن يستولوا علي المساحات الذهبية ورأس المال يتغير مؤشره دائماً ناحية من يكسب باسمه.. فهل تدرك "يسرا" أن عليها علي الشاشة أن تنسي أنها "يسرا" وتتذكر فقط أنها شخصية درامية من حقها علي نفسها أن تمثل ومن حق الجمهور أن يشعر أنها تمثل له لا تمثل عليه!!
********
قبل الفاصل
«أنت عمري» أغنية صوفية؟
الاثنين الماضي مرت الذكري الأولي للشاعر الكبير "أحمد شفيق كامل".. لم ينتبه أحد في ظل الصخب الرمضاني إلي ذكراه.. إنه أرق شاعر غنائي عرفته من خلال كلماته قبل أن أتعرف إليه فاكتشفت أن الشاعر والإنسان وجهان لعملة واحدة.
يحلو للبعض علي سبيل الاستسهال أن يطلق عليه لقب شاعر "أنت عمري" علي اعتبار أنها أشهر أغنية وأصبحت معروفة باسم "لقاء السحاب".. جمعت الأغنية بين ألحان محمد عبد الوهاب وصوت أم كلثوم بكلمات "أحمد شفيق كامل" فكانت اللقاء الأول بين قمتين في الغناء والتلحين كانا من المستحيل أن يلتقيا ورغم ذلك لم تكن "أنت عمري" هي أعمق ما كتب "أحمد شفيق كامل".. الحقيقة أن "أنت عمري" كانت الأشهر لأن أشعار أحمد شفيق كامل التي أبدعها في قالب الأغنية تتنافس في جمالها مع "انت عمري".. وأن أغنياته الوطنية مثل "السد - قلنا ح نبني وادي احنا بنينا السد العالي" و "مطالب شعب" و "يا نسمة الحرية" و "وطني حبيبي الوطن الأكبر".. كل هذه الأغنيات وغيرها شهادات تضع شاعرنا بالفعل فوق السحاب!!
استطاع الكاتب الكبير الأستاذ "خيري شلبي" أن يقنع قبل ثلاثة أعوام "أحمد شفيق كامل" بأن يطبع أغنياته بين دفتي كتاب وبعد جهد كبير أتصور أنه جهد مضني وافق أحمد شفيق كامل.. لأن شاعرنا الكبير تبلغ رقته وتواضعه حدوداً لا يمكن لأحد أن يتصورها ومن المؤكد أنه ظل رافضاً الفكرة لإحساسه بأن كلماته لا تستحق أن توثق في كتاب رغم أنك بالفعل عندما تستمع إليها تكتشف إلي أي مدي أن الكلمة بعيداً حتي عن النغمة أو الأداء.. الكلمة هنا ثرية ومفعمة بكل الأحاسيس، إنه القائل مثلاً أروع كلمات في الحب
ابتديت دلوقتي بس أحب عمري
ابتديت دلوقتي أخاف لا العمر يجري
وتعددت الكلمات التي يبدعها أحمد شفيق في الحب والهيام وبرغم أنني سعدت جداً بالدراسة الممتعة التي كتبها خيري شلبي كمقدمة لكتاب أحمد شفيق كامل أنت عمري إلا أنني أختلف معه في تحليل أغنياته العاطفية يقول خيري شلبي.. حقيقة الأمر أن أحمد شفيق كامل شاعر صوفي صرف.. وجميع أغنيات الحب التي غنتها أم كلثوم من تأليفه سواء من تلحين عبد الوهاب أو بليغ حمدي إنما هي أغنيات عشق صوفية وما الحبيب فيها سوي الله سبحانه وتعالي.
انتهت كلمات خيري شلبي واستمعت إلي كلمات أغاني شاعرنا وقرأتها عشرات المرات وتأكدت بما لا يدع مجالاً لأي تفسير آخر أنها ليس من الممكن أن تحمل أي معاني صوفية ومن المستحيل أن تقترب من الذات الإلهية وأن هذا التحليل الذي يبدو أنه في ظاهره الرحمة إلا أنه في باطنه العذاب.. وأجمل ما في "أنت عمري" أن شفيق كامل تغزل في محبوبته قائلاً:
صالحت بيك أيامي
سامحت بيك الزمن
نسيتني بيك آلامي
ونسيت معاك الشجن
قبل رحيل شاعرنا الكبير بأكثر من 20 عاماً كان قد توقف تماماً عن تقديم الأغنيات العاطفية للمطربين، احتفظ بها في درج مكتبه وقال لي أن أي خاطر عاطفي يطوف حوله يكتبه لكنه لا يقدمه لأحد من المطربين أو الملحنين.. لكنه أبداً لم يتبرأ مما كتبه من أغنيات عاطفية، كما أنه لم يحاول أن يعيد تفسير كلماتها ليخرجها من نطاقها العاطفي ليحيلها إلي أغنيات صوفية في حب الله!!
tarekelshinnawi @yahoo.com


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.