· سافرت لإيطاليا لشراء سيارة.. فأوقعت بشبكة جاسوسية يديرها الموساد · ماريو الإسكندراني حاول تجنيدي.. وفي كازينو علي النيل ألقي ضباط المخابرات المصرية القبض عليه لم يكن رأفت الهجان أو سمير الإسكندراني أوجمعة الشوان هم كل الوطنيين الذين صفعوا المخابرات الإسرائيلية «الموساد» علي وجهها فحرب الجواسيس بين مصروإسرائيل زاخرة بالاسماء التي يتم الكشف عنها بين الحين والآخر، ومن هؤلاء الصحفية ليلي عبدالسلام البطلة الحقيقية لمسلسل «حرب الجواسيس» والذي يعرض الآن. «صوت الأمة» انفردت بلقاء «ليلي» للحديث عن القصة الحقيقية لتجنيدها وكيف استطاعت خداع الموساد الإسرائيلي. كيف بدأت قصتك مع الجاسوسية؟ بدأت في أوائل السبعينيات وقبيل حرب أكتوبر وكنت أريد السفر إلي إيطاليا بعد تخرجي من الجامعة لشراء سيارة موديل «1100 آر» ودلني شخص علي آخر يستطيع إنهاء إجراءات سفري وعندما سافرت لإيطاليا فوجئت أن هذا الشخص ويدعي محمد فهمي إبراهيم وشهرته «ماريو» مصري الجنسية يقابل أشخاصاً علمت بعد ذلك أنهم يقومون بتجنيد العملاء لصالح «الموساد»، وبعد وصولي إيطاليا تم دعوتي علي الغداء بالمطعم الايطالي وحدث أنني كنت جالسة مع «ماريو» ولم أكن أعرف بحقيقته بعد.. وكنا نجلس تجاه جهاز التكييف وكان درجته عالية.. فطلبت من العامل تخفيضه.. وفي الترابيزة المقابلة لنا كان يجلس عملاء الموساد يراقبون تحركاتي وعندما استدعيت العامل عرضوا علينا أن نجلس معهم علي «ترابيزتهم»! وكيف كان موقفك آنذاك؟ شككت في أمرهم وهذا يرجع إلي طبيعتي التي تميل للحرص لأن عملية التعارف كانت غريبة ومثيرة للشكوك، ولبي «ماريو» طلبهم وذهبنا للجلوس معهم أنا وهو وبعض الاصدقاء القادمين من مصر. هل وجدوا فيك نموذجاً للعميل السهل تجنيده؟ حدث بعد ذلك أن دعوني علي العشاء في مطعم آخر، وبدأت أشك في «ماريو» فهل تعامل معهم وبينه وبينهم ود وسابق معرفة أم أنه متشكك فيهم مثلي؟! وبعد تناول العشاء شاهدت أحد «العملاء» يتحدث مع «ماريو» وذلك بعد أن تعمدت عدم النزول معهم ونظرت من فوق السلالم الحلزونية ورأيت عميل الموساد و«ماريو» يتهامسان بكلام لا أسمعه وكأنهما أصدقاء وطريقة الكلام أثارت شكوكي وعرفت أنها خطة للايقاع بي، ولكنني تجاهلت ذلك أيضا وفوجئت بأن «ماريو» استأذن لقضاء أمر مهم ليتركني معهم ليتحدثوا معي فهم لايريدون اشعاري بأي شيء. وماذا طلبوا منك تحديدا؟ أشياء غريبة بالنسبة إلي سني وخبرتي فقد طلبوا أن أبحث لهم عن مواقع تصلح لاقامة مشاريع استثمارية وأنهم سيغدقون علي ملايين الدولارات في حالة مساعدتهم وامدادهم بمعلومات حول هذه المواقع.. ولكن «تربيتي» جعلت خبرتي قليلة لم أفهم المطلوب تحديداً وماذا يريدون برغم شكي فيهم؟! ولم أنطق بكلمة وهم يتحدثون معي وتظاهرت بأنني «فاهمة» هم «عايزين إيه» ثم عدت إلي غرفتي بالفندق وكتبت كل ما حدث معي، وكنت أشعر أنني تحت المراقبة حتي في غرفتي لدرجة وصلت إلي أنني بدأت أفتش الغرفة بحثا عن كاميرات مراقبة.. وكل ورقة أكتبها كنت أضعها في «صدري» كي لايطلعوا عليها إن كانوا يراقبونني. ساورتك الشكوك فماذا فعلت إذن؟ أول شيء قمت به أن توجهت إلي السفارة المصرية وطلبت مقابلة القنصل ورويت له كل ما حدث وقلت له إنني أشك فيهم لكنني أريد تأمين نفسي واثبات واقعة حدثت. ومذا حدث بعد إبلاغك القنصل؟ طلب مني مجاراتهم في حين سيتخذ هو اللازم. وما الذي حدث بعد ذلك؟ جاءني أحدهم ونزلنا إلي أحد المعارض الكبري في إيطاليا بحجة اصطحابي وتعريفي علي معالم البلد وهم كانوا كثير لكن لاتري اثنين منهم في وقت واحد.. فعميل يسلمك لعميل، دون أن يظل معك أكثرمن يوم لهم وأخذوا يغرونني بحصولي علي عمولات كبيرة دون جدوي. كم استغرق وجودك في إيطاليا؟ 15 يوماً اشتريت السيارة التي سافرت من أجلها ثم عدت للقاهرة. وماذا وجدت في القاهرة؟ عندما عدت لمنزلي فوجئت بأن أحد ضباط المخابرات المصرية سأل علّي، طبعا تضايقت وشعرت بأن أهلي سوف يتأثرون بذلك وانتابني الخوف الشديد، وذهبت إليهم مثلما طلبوا وجلسوا يحققون معي عن طبيعة بلاغي في إيطاليا للقنصل هناك ورويت كل ما حدث. ماذا دار في أروقة الجهاز للإيقاع بالشبكة؟ تم التسنيق بيننا وأعطوني مستندات بها أسرار خطيرة تمس الأمن القومي هم يعرفون أنهم بحاجة إليهم لكنها أسرار للايقاع بالعملاء وعرفت أن «ماريو» جاسوس لإسرائيل في مصر يجند العملاء لصالح الموساد وكانت الخطة للإيقاع به، طلب «ماريو» المقابلة ومعلومات وبالفعل طلبوا مني إعطاءه ميعاداً في أحد الكازينوهات المطلة علي النيل وتقابلنا ولم يحضر معه أحد وجلسنا في إحدي الترابيزات المحددة والتي تم تجهيزها لعملية تسجيل ما يدور بيننا بجانب إنهم زودوني بأجهزة تسجيل وضعتها داخل طيات ملابسي وبعد أن تقابلنا وجلسنا كان ضباط المخابرات يملأون المكان لكن لم يشعر بهم أحد ورأيت أحد الاشخاص بصحبة أسرته وأولاده يقوم بتصوير الأولاد والأسرة وأتضح بعد ذلك أنه أحد ضباط المخابرات لتكون القضية صوت وصورة، وبالفعل ألقوا القبض عليه بعد أن سلمته الأوراق والمعلومات التي يريدها. وماذا حدث بعد القبض عليه؟ فيما أذكرأن المحكمة العسكرية أشادت بي لأنني أبلغت علي الفور وأظن أن «ماريو» تم التحقيق معه بعد القبض عليه وأحيل للمحاكمة وحكم عليه بالمؤبد بتهمة الجاسوسية والتخابر لصالح دولة أجنبية. مسلسل حرب الجواسيس هل يمثل قصتك الحقيقية؟ يمثل جزءاً من قصتي الحقيقية والتغيير في أحداث المسلسل من أجل الاثارة والتشويق وجذب المشاهدين. هل اقترب المسلسل من الرواية التي كتبها صالح مرسي؟ صالح مرسي كتبها بعنوان «جازية المصرية» وأذيعت في 30 حلقة بالإذاعة في أوائل الثمانينات. بعد حرب أكتوبر هل اتصل بك الرئيس السادات؟ مفيش حد عبرني لأن مصر بتنسي كتير.. فقط حلقات صالح مرسي في الإذاعة التي فوجئت بها ثم مسلسل حرب الجواسيس. ********* «حرب الجواسيس».. عندما تلعب المخابرات بطريقة «خالتي بتسلم عليك» · لماذا يصر مخرجونا أن يظهروا جولدا مائير بمظهر الست «المعفنة» التي لا تستحم؟ · العمل الفني بالكامل غابت عنه روح الإتقان حتي أنك تلاحظ موديلات حديثة للسيارات في المشاهد · أحد ضباط مخابرات المسلسل جلس تحت نافذة ضابطة الموساد ليراقبها بطريقة «قيس وليلي» يترك الحديث عن أعمال الجاسوسية والمخابرات ، أثرا كبيرا في نفوس شعب عاطفي مثل الشعب المصري ، يعتبرونه تاريخا مشرفا لحاضر فقد كل معالم الشرف ، ودولة تفرغت أجهزتها لهدف واحد وخدمة نظام واحد ، وليذهب الوطن والمواطن إلي الجحيم سويا . وربما كان هذا هو سر بقاء روايات الضابط والروائي الراحل صالح مرسي في مكانة يندر أن ينازعه فيها أحد ، وقصة سامية فهمي التي يروي أحداثها مسلسل " حرب الجواسيس " ، واحدة من الملاحم البطولية الحقيقية التي لعبت فيها المخابرات المصرية كل أدوار البطولة ، وأذاقت فرق الموساد الاسرائيلي الهزائم ، تلك القصة التي اختصت أجهزة الدولة صالح مرسي دون غيره بالتفاصيل المتاح نشرها ليجسدها في رواية سامية فهمي ، وهو نفس ماحدث مع ملحمة بطولية مصرية أخري ، وهي عملية رفعت الجمال ، والتي جسدها التليفزيون المصري في مسلسل يحمل اسم " رأفت الهجان". والحقيقة أن المقارنة بين العملين الدراميين المأخوذين عن روايتي صالح مرسي " رأفت الهجان" و " حرب الجواسيس " مقارنة لن تكون في صالح العمل الأخير دراميا ، فرغم أن كلا العملين من إنتاج مؤلف واحد ، إلا أن التنفيذ علي الشاشة كعمل تليفزيوني ، يجعلك تتحسر علي الراحل والمبدع القدير يحيي العلمي . يحيي العلمي استطاع أن يجعل من الشخصيات التي رسمتها حروف صالح مرسي علي الورق ، شخوصا حقيقية تتعايش معها وتتفاعل مع أحداثها وتفاصيلها ومكوناتها ، وتنتظر بشوق ماسيحدث لها ، تحزن لحزنها ، وتفرح لانتصاراتها ، التي هي انتصارات وطن تكتشف أنك تعشقه ، مهما فعل بك ، نعم ، الروح الوطنية التي جسدتها مشاهد ولقطات يحيي العلمي ، وأداء وتمثيل محمود عبدالعزيز ويوسف شعبان ومحمد وفيق ونبيل الحلفاوي وغيرهم ممن شاركوا في هذا العمل الملحمي ، هي نفس الروح التي تجعل كل الوطنيين من المحيط إلي الخليج يتابعون حلقات رأفت الهجان مع كل إعادة للمسلسل . ولكن هذه الروح الوطنية أفلتت خيوطها من بين أصابع المخرج نادر جلال ، ومن قبله كاتب السيناريو بشير الديك في مسلسل " حرب الجواسيس " ، رغم أن أحداث القصة التي كتبها صالح مرسي محددة واضحة المعالم - وهو أمر طبيعي بالنسبة لعمل روائي مأخوذ عن شخصيات وأحداث حقيقية - ولكن المشكلة كانت في تعامل المخرج مع التابوهات القديمة لصورة اليهود وإسرائيل والمخابرات المصرية وقتها ، فالمفترض أن أحداث المسلسل تدور في ستينيات القرن الماضي ، وتقوم علي قصة يرويها ضابط المخابرات الذي قام بتنفيذ العملية لأحد رؤسائه ، وذلك من خلال عرض تفصيلي علي شرائح بروجيكتور تحمل صور المشاركين في العملية سواء من الموساد أو المصريين . إلي هنا تسير الأحداث بشكل منطقي ، شاب يدعي نبيل ويجسد دوره باقتدار الممثل الشاب شريف سلامة، يحب طالبة جامعية هي سامية فهمي ، والتي تلعب دورها منة شلبي ، ثم يترك مصر مسافرا إلي ألمانيا هربا من ظروفه بينما تنجح سامية فهمي في دراستها وتعمل صحفية ، ويبدأ الموساد في نشر شباكه حوله من خلال أبو سليم مدير مكتب الموساد في ألمانيا ، وتتابع الأحداث بإيقاع شديد البطء ، لدرجة أن الحلقات وصلت إلي الثانية عشرة ولم يتم تجنيد نبيل للعمل لحساب الإسرائيليين ، فمتي سيتم تجنيده ، عندما تصل أحداث المسلسل إلي الحلقة العشرين ، ثم يتم بعد ذلك سلق بقية التفاصيل في خمس عشرة حلقة أخري من نفس العينة . عندما بدأ محسن ممتاز ضابط المخابرات المصري في تجنيد رأفت الهجان ، لم يستغرق الأمر أكثر من أربعة أو خمسة مشاهد في حلقة واحدة من الجزء الأول للمسلسل ، وهوالمسلسل الذي تكون من 45 حلقة علي ثلاثة أجزاء رويت فيها تفاصيل 20سنة عاشها الجاسوس المصري في قلب إسرائيل ، بينما لم ينجح باسم ياخور - الذي يلعب شخصية أبو سليم - حتي الآن في تجنيد نبيل وكل مافعلته المخابرات الإسرائيلية أن أقنعته أنها منظمة للإتجار بالمخدرات اسمها العمة، وحتي اسم العمة نفسه ذكرني بالأسلوب القديم لرجال المخابرات المصرية الذين يظهرون في أفلام نادية الجندي وتصبح العبارة الشفرية المتفق عليها " خالتي بتسلم عليك " . لهذه الدرجة لم يبذل المؤلف بشير الديك أو المخرج نادر جلال جهدا لابتكار أساليب تعبير جديدة في التعامل المخابراتي علي الشاشة ، سيقول قائل : ولكن هذه الأحداث وقعت في الستينات ويجب أن نحاكي جو الستينات ، ونرد عليه وما المانع أن تحاكي جو الستينات بأسلوب عصري يقنع المشاهدين من عام 2009 . ثم تعال هنا وحاول أن تقنعني هل تعكس مشاهد المسلسل واقع الستينات الذي تروي عنه الأحداث ؟ ، هل تتصور أن ضباط المخابرات المصرية يستخدمون في الاتصال ببعضهم أجهزة ال"ووكي توكي" التي تشبه لاسلكي الشرطة في الوقت الحالي ، وعندما يتحدث أحدهم في الجهاز يرفعه بطريقة أمين شرطة في المرور يقول لسيادة اللواء " تمام سعادتك ياباشا " لتراه أمة محمد وهو يتحدث . ثم انظر إلي أساليب المراقبة والتتبع العبقرية في المسلسل ، ضابط مخابرات مصري يراقب ضابطة الموساد شيرلي هاينمان - والتي تلعب دورها رانيا يوسف - الضابط يراقبها من علي "فسبة " ويسير وراءها بطريقة شديدة الافتضاح ، ويجلس أمامها في المطعم وكأنه يقول لها "أنا براقبك أهه شايفاني " ، ثم يزيد الطين بلة عندما يقف تحت نافذة غرفة نومها ليراقبها كما يفعل العشاق والمحبون ، وآخر يراقب نبيل ويجري وراءه في الشوارع بطريقة تلفت نظر أي شخص في الدنيا، إلا نبيل نفسه تخيل وعندما تظهر سامية فهمي في الأحداث يصنفها المصريون علي أنها إمرأة يهودية ، وعجبي . ولم يسلم الجانب الاسرائيلي أيضا من العبقريات ، لست أدري لماذا يصر مخرجونا علي الصورة النمطية لليهودي ، الرجل ذو اللحية الذي يتحدث بطريقة " مسهوكة " وكلما تحدث مع أحد قال له " ياحبيبي " ، ثم لماذا يصرون أيضا أن تظهر جولدا مائير رئيسة وزراء إسرائيل بمظهر "الست المعفنة التي لاتستحم " المفروض أن تظهر كسيدة يهودية متعصبة ، لا كامرأة قذرة . العمل الفني بالكامل غابت عنه روح الإتقان حتي أنك تلاحظ وجود سيارات من موديل 2008 و2005 في المسلسل ، في حين أنه كان من الممكن الاكتفاء في المشاهد الخارجية بلقطات متفرقة وحيادية في ألمانيا لاتكشف عام تصوير المسلسل كما حدث في مسلسل الهجان ، ولكن يبدو أن نادر جلال مازال يعتقد " إن خالتي لسه بتسلم عليك ".