رغم بشاعة العالم وقسوة الحياة فإنها دائما ماتخبئ لنا شيئا جميلاً في طياتها يجعلنا نتشبث بها وأجمل ماحدث بي في هذه الحياة هو إنجاب أربعة أبناء ولد وثلاث فتيات، ولانني خلقت لأكون أماً وهبت نفسي لهم وعشت من أجلهم حتي أوصلتهم لبر الأمان، فوقفت أحصد مازرعت وأنا فخورة بنباتاتي الخضراء القوية التي رويتها بدموع عيني واحتضنتها بحناني وعطائي الدائم وحاربت كل من يحاول إيذاءهم بشراسة وعنف وأجلت كل ما يتعلق بأموري الشخصية من أحلام خاصة إلي أن تأكدت أنهم ماعادوا في حاجة إلي.. وأحبني أبنائي حبا لم تعرفه أم قبلي ولابعدي، وسألني زوجي ذات يوم عن سر حب أبنائي الشديد لي، فقلت له باختصار شديد أنا أصاحبهم فهم ومنذ الصغر أصدقائي وليسوا أبنائي فقط، فهناك صداقة قوية جدا تجمع بيننا فنقول لبعضنا البعض كل شيء وأي شيء بصراحة مطلقة.. وجعلت منهم محور حياتي ومنبع حناني ومصب عاطفتي وفخري ومصدر سعادتي.. فالأنثي خلقت لتكون أماً والأمومة هي قمة الأنوثة ولا أعظم ولا أجمل من أم أعطت للحياة أبناء صالحين..اختلفت أنا وزوجي في أمور شتي بل كنا دائما وأبدا علي غير وفاق ولكن ماجمعنا سويا وجعل الحياة تستمر ولمدة 39 سنة هو حبنا الشديد لابنائنا فربما كان زوجي قاسياً معي ولكنه كان أبا عظيما وحنونا وكريما، ونجحنا - أنا وهو - في أن نعطي للوجود 4 أسر و 7 أحفاد نترقبهم الآن بفخر وعزة وهم يكملون مسيرتنا محصنين بالحب والشعور بالكرامة. وأقول لكل أم إن لابنائنا حقا علينا ومهما كانت الظروف قاسية ومؤلمة فالطلاق وتشتيت الأولاد بين الأب والأم نتائجه قاسية علي الابناء وخطيرة علي المجتمع، وعلي كل أم وأب ألا يفكرون في أنفسهم بقدر مايفكرون في أولادهم فالاولاد المشتتون هم ثمرة فاسدة غير صحية وهم ضحية لأنانية الوالدين فوالله لو بيدي لأمنع الطلاق نهائيا مادام هناك أطفال أبرياء وألزم الأب والأم بالوجود الدائم مع الأولاد، فالطفل المشتت يكرس ذكاءه في الانتقام من الأبوين بسلوكه السيئ وتصرفاته غير المقبولة وكأنه يقول لهم: «جبتوني ليه» .. وأنا فين منكم؟ ومايحدث لأطفال التشتت والطلاق شيء محزن ومؤلم، ولعل يكون هناك قانون يمنع منعا باتا الطلاق ويلزم الأبوين بالوجود معا إذا كان هناك أطفال أبرياء، فأطفال التشتت هم أكثر عرضة للمخدرات والضياع وللأسف الشديد إنهم كثيرون وكثيرون جدا في وقتنا الحالي فما عادت للزواج قدسية وتفكك الأسرة هو تفكك مجتمع بأسره، ونتاجه أبناء فاسدين انتقاميين يمتلئون بالحقد والكراهية حتي لأنفسهم.