بورسعيد التى أبت إلا أن تكون رمزاً مصريا أصيلا، شعب باسل تعرض لعدوان من ثلاث دول لكنه ابى إلا أن تدنس ارضه بالاحتلال، يروى أبناؤها ماضيها المجيد ويؤرخون أمجاد المدينة الباسلة، تم تهجير اهلها تحت وابل النيران، ويهديها السادات بعد عودتهم المنطقة الحرة ثم يلغيها المخلوع ويمحوها مرسى من ذاكرته ويتناسى الاحتفال بعيدها القومى. تعرضت بورسعيد هذا العام لتجاهل غير مسبوق ومتعمد من الأجهزة التنفيذية بها للاحتفال بعيدها القومى بدون أى مبرر، ومر يوم الاحتفال حزينا على شعب بورسعيد بعدما اغلق عدد من متضررى الاسكان بالمدينة المجرى الملاحى لقناة السويس امام حركة المعديات بين ضفتى القناة (بورسعيد وبورفؤاد) فى نفس يوم الاحتفال، مما دعا محبى وعاشقى المدينة بالاحتفال به على طريقتهم الخاصة. «صوت الأمة» استمعت إلى أشجان بعض من عاصروا أعمال المقاومة الشعبية أثناء العدوان الثلاثى على بورسعيد مفتقدين لمسة وفاء فى هذه الذكرى الخالدة. حيث كانت انظار أبناء مصر قد اتجهت إلى الشركة العالمية لقناة السويس البحرية أحد صروح السيطرة الأجنبية داخل مصر والتى كانت تمثل دولة داخل دولة وكانت ترفع شعار «إن مصر ليست مستقلة». وفى يوم الخميس 26 يوليو 1956 أعلن الرئيس الراحل جمال عبدالناصر تأميم قناة السويس بناء على القانون 185 لعام 1956 وتسلمت الادارة المصرية العمل بالقناة تحت اسم هيئة قناة السويس المصرية. فقامت انجلترا وفرنسا بتقديم انذار لمصر بتجميد أرصدتها ورفضت مصر الانذار واقترحت عقد مؤتمر دولى فى لندن بشأن تدويل القناة وسحبت الدول الاجنبية بناء على ذلك مرشديها من القناة فحل محلها المرشدون الوطنيون مما كان مفاجأة للعالم كله. ضياء القاضى وسامى هويدى الكاتبان البورسعيديان قالا فى كتابهما «الاطلس التاريخى لبورسعيد 1956» بعد ذلك قامت انجلترا وفرنسا بمؤامرة استخدام إسرائيل كمخلب قط حيث قام الجيش الاسرائيلى بشن هجوم على (الكونتلا) على حدود سيناء الجنوبية محددة هدفها الى الاسماعيلية رأسا، ومساء ذلك اليوم وجهت انجلترا وفرنسا تحذيرا ونداء لمصر بسحب قواتها الى مسافة 10 أميال من غرب القناة وإلا تقبل مصر احتلال اراضيها بالقوة وحددت مهلة نهايتها السادسة والنصف من صباح 31 اكتوبر 1956 للرد على الانذار، الا أن مصر رفضت هذا الانذار فأغارت الطائرات البريطانية من قاعدة قبرص فى 5 نوفبر 1956 من فوق حاملات الطائرات الفرنسية على مدينة بورسعيد الباسلة مستخدمة قنابل النابلم وركزت ضرباتها على مناطق الجميل والرسوة والجبانة وبورفؤاد. وبدأت أعمال المقاومة الشعبية التى سطر التاريخ أحداثها الطاهرة على أرض بورسعيد الباسلة وذكر أبطالها فى الوقت الذى اكد فيه المؤرخون أن العديد من الابطال الشهداء لم نعرفهم قاموا أيضا بأعمال جليلة فى تاريخ المقاومة حتى خرج المحتل الغاشم من أراضينا فى 23 ديسمبر 1956 واعتبر هذا اليوم عيدا قوميا لبورسعيد. عم على زنجير - سائق السيارة التاكسى - 57 قنال - عام 1956 والتى استخدمت فى اشهر عملية فدائية وهى خطف الضابط الانجليزى - انطونى مورهاوس - ابن عمة ملكة انجلترا قال: إن كل الشعب البورسعيدى كان يقاوم الاحتلال موضحا انه لم يكن فى عقولنا ولا تفكيرنا الا خروج المحتل من اراضينا. نشر بتاريخ 31/12/2012 العدد 629