قبل أربعين عاما قام السائح الاسترالي المتطرف دينس مايك الذي وفد إلي فلسطينالمحتلة بإحراق المسجد الأقصي وكان ذلك في الحادي والعشرين من شهر آب أغسطس عام تسعة وستين .. ورغم ادعاء الصهاينة أن هذا الفعل تم من خلال شخص معتوه عقليا .. ولهذا تم ابعاده إلي بلده استراليا .. إلا أن الحقيقة أن هذا الفعل مخطط له والغاية إزالة المسجد الاقصي وإقامة هيكلهم المزعوم .. والمتمعن في تاريخ احراق المسجد الأقصي يدرك أنها جريمة منظمة ومدبرة فتاريخ تدمير الهيكل كما يزعمون يوافق الحادي والعشرين من آب أغسطس . الحريق أتي علي أجزاء واسعة من المسجد وقد التهمت النيران منبر نورالدين الزنكي وهو آية في الفن الاسلامي ورمز الفتح الاسلامي للقدس . علي إثر تلك الاحداث تداعت الدول الاسلامية لانشاء منظمة المؤتمر الاسلامي , وبعد مرور اربعين عاما لم تنقطع الحفريات تحت المسجد الاقصي بغية هدمه من قبل الصهاينة , ورغم اعتبار القدس عاصمة للثقافة العربية عام الفين وتسعة .. إلا أن التهويد يطال كل شيء وآخر القرارات الاستفزازية قرار وزير النقل الصهيوني بإزالة كافة اسماء القري والبلدات المكتوبة باللغة العربية في الأراضي المغتصبة عام ثمانية واربعين واستبدالها بأسماء عبرية .. كذلك عاد المغتصبون الصهاينة لبناء مغتصبة (حومش) التي تم ازالتها عام 2005 واطلقوا عليها تسمية (أوباما هيلتوب) ردا علي موقف الرئيس الامريكي اوباما الذي طالب بتجميد الاستيطان في الضفة الغربية . المؤامرة التي وقعت علي فلسطين كبيرة جدا ساهمت الدول الغربية بصناعتها فلم يكن وعد بلفور إلا تتويجا للحقد الصليبي علي العرب والمسلمين بجعل أرض فلسطين وطنا لليهود , وقد لفقوا لهم حقوقا ادعوا بأنها تاريخية في أحقية اليهود في تملك فلسطين ودعمهم بأسباب القوة التي تمكن هؤلاء من إخافة كافة دول الجوار العربي، ولم تكن نكبة ثمانية وأربعين التي هزمت العصابات الصهيونية الجيوش العربية البدائية التي قاتلت ضمن خط التقسيم نهاية المطاف، بل عمد الكيان الصهيوني إلي ابتلاع باقي التراب الفلسطيني في عام سبعة وستين لتقع القدسُ كاملة تحت النفوذ اليهودي بعد أن أطلقوا عليها تسميتين ما أنزل الله بهما من سلطان القدسالغربيةوالقدسالشرقية، وأصبح حائط البراق حائط المبكي ومن ثم زعموا عبر ذاكرتهم المريضة أن هيكلهم المزعوم يقع تحت المسجد الأقصي والقدس هي أورشليم عاصمتهم الموهومة، رغم أن كتبهم المزيفة لم تكن تذكر هذه المدينة إلا بمدينة عربية كباقي المدن الفلسطينية التي تتبع العرب الاموريين ولم تصلها جيوشهم كما يذكر ذلك سفر يشوع , ومنذ أن ارتهن الأقصي بيد هؤلاء فقد تفننوا في إيذاء أولي القبلتين وثالث الحرمين فقد قاموا بحرقه وتدمير منبر صلاح الدين وكذلك منعوا المصلين من أداء صلاة الجمعة إلا بإذن وشرط السن , وكان المصلون قبل ذلك يصل تعدادهم إلي نصف مليون مصل , وازدادت الحفريات بمباركة الحكومات الصهيونية المتعاقبة تحت أسس المسجد الأقصي للبحث عن تاريخهم المتخيل وهُدد المسجد بالسقوط.. ومثال ذلك افتتاح إسرائيل لنفق يصل طوله إلي 440 مترا, وينتهي مخرجه تحت درج المدرسة العمرية في شارع الآلام, وهو النفق الذي اضر بالعديد من العقارات الإسلامية وأصابها بالتصدع , ولاتزال محاولة تهويد القدس مستمرة وآخرها قرارهم بإزالة مقبرة إسلامية تعود لزمن الفتح الإسلامي تضم رفات عدد من الصحابة لإقامة متحف يهودي... القدس تهود أمام أعين العرب والمسلمين فماذا نحن فاعلون ..؟ فهل من المنطق أن يصدق العالم أجمع أكاذيب الصهاينة وينكر حقوق أهلها المستضعفين ..؟ وحتي تاريخ قريب في عهد الدولة العثمانية لم يكن اليهود يمتلكون مقبرة في القدس وكل ساكنيها من اليهود الغرباء لم يصلوا للمئة..؟ بعد مرور أربعين عاما لم تستطع منظمة المؤتمر الإسلامي أن توقف التهويد , ولم تعد المنبر الذي أحرق إلي مكانه في المسجد ولعل الفعل الشعبي كان أوضح من الفعل الرسمي ممثلا ب مؤسسة القدس الدولية برئاسة الدكتور يوسف القرضاوي , والدعوة إلي إنشاء أوقاف في المدن الإسلامية دعما للقدس , وقد ورد في البيان الختامي للمؤتمر السادس في الدوحة والذي انعقد من 12- 2008/10/14 لقد تدارس المؤتمر تقارير إنجاز مؤسسة القدس الدولية، ورأي أن المؤسسة قد تمكّنت - بحمد الله عز وجل - علي مدي 7 سنوات أن تقوم بجهود طيبة، حتي أصبحت اليوم إحدي المرجعيات الأساسية لمدينة القدس في العالم العربي والإسلامي، وأنها حققت منذ مؤتمرها الخامس في الجزائر قبل 18 شهرًا وحتي اليوم، جزءًا كبيرًا من الأهداف التي وضعتها نُصب عينيها في مجالات؛ الدعم والتمويل (مشروعات القدس)، والإعلام والمعلومات، والعلاقات والتعاون، والحشد وتجميع الجهود، بالرغم من إدراكها أنّ حجم قضية القدس كبير لدرجة أنه يحتاج إلي تضافر جهود كل المؤسسات والشعوب والحكومات. وقد دعا المؤتمر إدارة المؤسسة للعمل علي تفعيل فروع مؤسسة القدس وتطويرها، وفتح فروع جديدة، حتي تتمكن المؤسسة من تحقيق أهدافها الطموحة. وأكد المؤتمر علي ضرورة تفعيل دور أعضاء مجلس الأمناء.) أحمد الهواس