كانت الإجراءات متسارعة إلي تنفيذ قرار السيد الوزير محافظ الجيزة بضرورة افتتاح قسم رعاية مصالح طناش ومحمد في حي الوراق!، ولم تكن المشكلة في مبني أو حتي «أوضة» لإنشاء هذا القسم!، بل كان الأهم أولا العثور علي خطاط منجز يكتب اليافطة بخط جميل بارز حتي يتعرف سكان جزيرتي «طناش ومحمد» علي قسم رعاية مصالحهم! وذلك إلي حين قيام السيد الدكتور رئيس مجلس الوزراء بترسيم الحدود - طبقا للقانون الدولي - بين محافظتي «الجيزة و«6 أكتوبر» التي استحدثت محافظة جديدة بعد أن كانت تابعة بكامل ترابها الوطني وسكانها ومصانعها لمحافظة الجيزة العريقة والتي مازال محافظها علي وفائه لسكان جزيرتي «طناش ومحمد» حتي لا يتحولوا إلي لاجئين مشردين بعد أن تقرر فورا انضمامهما بسكانهما إلي محافظة 6 أكتوبر الجديدة!، لكن فصل «طناش ومحمد» عن الوطن الأم «محافظة الجيزة» وحي الوراق كشف لسكانهما والمسئولين الكبار جدا في المحافظتين: الجديدة والقديمة أن جزيرة «محمد» قد أصبح نصفها علي أرض محافظة الجيزة! والنصف الآخر - الحلو واللا الوحش لا أعرف! - علي أرض المحافظة الجديدة 6 أكتوبر، وكالعادة.. كان لابد أن يحتار المواطنون في 6 أكتوبر بعد تبعيتهم لها وبين مصالحهم التي لا وجود لها إلا في محافظة الجيزة!، ولم يكن الحل لمشاكل المواطنين سهلا كما يتصور البعض! لقد صدر قرار الضم وانتهينا لكن محافظ الجيزة بفكره الثاقب اكتشف أن رعاية حي الوراق في الجيزة لمصالح سكان «طناش ومحمد» هي الطريقة المثلي والنابعة من تراث البيروقراطية المصرية حتي يتم رئيس الوزراء ترسيم الحدود بين الجيزة «القديمة» و«6 أكتوبر» الجديدة! ولابد من لفت الانتباه إلي أن رئيس حي الوراق - وهو إداري محلي محترف - قد لاحظ بحسه المرهف أن سكان «طناش ومحمد» عندهم عاطفة جياشة جعلتهم «والهانين» بأن تبقي تبعيتهم لمحافظة الجيزة! وأن ترسيم الحدود المنتظر ربما لن يؤكد غير غربتهم بعيدا عن تراب الجيزة وطنهم الأم! رغم أن بعض العقلاء من «طناش ومحمد» صرحوا بأن تبعيتهم لهنا أو هناك لا تعني شيئا بالنسبة لهم حيث عاشوا علي قاعدة «إنها كلها مدافن»! مادامت الحكاية كلها مجرد يفط تغييرها سهل في وجود مئات الخطاطين!، وتغيير البطاقات والجوازات - رقم قومي وغير قومي - يجري علي قدم وساق والاستمارات متاحة للجميع! هنا أدركت وزارة التنمية المحلية أنها معنية بالأمر وربما كانت قد نسيت ذلك!، وربما كان قرار إنشاء المحافظات الجديدة قد صدر في غيبة منها وبعيدا عنها! فسارعت إلي إصدار قرار انهي «حوسه» محافظة الجيزة التي كانت قد انتهت إلي قرارات ترعي مصالح سكان «طناش ومحمد» طوال مدة غربتهم ولجوئهم إلي صحراء 6 أكتوبر!، فكان أن أصدرت وزارة التنمية قرارا عاجلا بوقف جهود المحافظة وعودة تبعية «طناش ومحمد» إلي الوطن الأم في محافظة الجيزة التي سارعت إلي التنبيه علي الخطاط بوقف الكتابة لليافطة المطلوبة!، وعلي أمل أن تكون عودة «طناش ومحمد» إلي الوطن الأم في الجيزة عيدا قوميا يبحث له عن اسم في وقت لاحق!، وتحت شعار «طناش ومحمد في الجيزة م الأزل»!