فى شارع الأربعين بمنطقة عين شمس وعلى بعد خطوات من مجمع مدارس المنطقة الذى يضم مدرستى عمر بن الخطاب ومحمد متولى الشعراوى، ستجد مشهدا لن يسر ناظريك أو يريح قلبك عن صحة أطفالك خاصة حال التحاق أحدهم بالدراسة بواحدة من المدرستين المذكورتين، والتى ستدفعهم طبيعة تواجدهم طوال اليوم الدراسى لاستنشاق روائح بقايا الأطعمة والحيوانات المتحللة. اشتكى أهالى منطقة عين شمس من تراكم تلال القمامة التى وضح من خلال رائحتها النفاذة وجودها بالمنطقة منذ فترة طويلة دون إزالة، حيث تواجدت فى كل مكان على جوانب الأسواق وفى الشوارع المزدحمة بالباعة الجائلين والسكان والمارة والمدارس. وأبدى عبد الله محمد أحد قاطنى المنطقة، استياءه من رئيس حى عين شمس قائًلا: إن محمد رزق رئيس الحى تناسى وعوده برفع القمامة من الشوارع، وما وصفه بإهمال الدكتور مصطفى السعيد محافظ القاهرة بالمناطق الشعبية مقابل اعتنائه بنظيرتها الراقية، لافتا إلى أن مناطق عين شمس والمرج وعزبة النخل لا تجد إلا تجاهل حتى أصبحت الرائحة الكريهة سمة من سمات منازل تلك المناطق. وأشار عبد الله، إلى أن الأمر نفسه يتكرر أمام مجمع المدارس التى شهدت أيضا تراكم القمامة فى الصناديق وحولها، سواء كان ذلك أمام المحلات ووسط الشارع وأمام أكشاك العيش، مبديا تعجبه من عدم رصد الجولات الميدانية للمسئولين أو حملات الهيئة العامة للنظافة والتجميل مثل تلك الحالات. فيما أكدت أسماء أحمد، البالغة من العمر 40 عاماً، أنها بعد الوصول إلى باب مدرسة متولى الشعراوى لتقديم أوراق أبنها، فوجئت برفض الطفل الدخول إلى أسوار المدرسة بسبب تلال القمامة المتواجدة أمام الباب، وانتشار الروائح الكريهة فى كل مكان التى يصعب تحملها. وأضافت زينب محمد، البالغة من العمر 25 عاماً، أنها تعمل بأحد أكشاك الخبز المجاورة لمجمع المدراس، وتتضرر من الروائح "المتعفنة" التى تتواجد أمام محل عملها، متسائلة :"أين رئيس الحى والمحافظ ونحن نموت يومياً من هذه الروائح؟". وقال محمود حسين، البالغ من العمر 19 عاماً، عامل بأحد محال الجزارة، الواقع أمام تلال القمامة: "إن القمامة تشكل أكبر ضرر على المحل والبضائع المجمدة داخله بسبب الرائحة الكريهة والحشرات والحيوانات التى تحتل القمامة وتسكن داخلها لتأكل منها".