قال مقاتلون أكراد إنهم تمكنوا من تأمين مدينة كوباني الحدودية السورية بالكامل اليوم السبت وأنهم قتلوا ما يزيد على 60 من متشددي تنظيم الدولة الإسلامية بعد يومين من هجوم شنه التنظيم المتطرف باستخدام انتحاريين. قال ريدور خليل المتحدث باسم وحدات حماية الشعب الكردية إن نحو ثمانية أعضاء من تنظيم الدولة الإسلامية فروا شمالا نحو الحدود التركية بعد تقدم القوات الكردية. قال في رسالة عبر الإنترنت "لا تزال توجد عمليات بحث في الاحياء التي قد يختبأون فيها. المدينة هادئة الآن." قال المرصد السوري لحقوق الإنسان اليوم السبت إن القوات الكردية والجيش السوري خاضا معارك منفصلة مع تنظيم الدولة الإسلامية حول مدينة الحسكة في شمال شرق سوريا أثناء الليل في الوقت الذي حاول فيه التنظيم المتشدد السيطرة على مزيد من المناطق في المركز الحضري الرئيسي قرب الحدود العراقية. في كوباني قال المرصد إن قوات حماية الشعب نسفت مبنى مدرسة استخدمته الدولة الإسلامية في وقت سابق اليوم السبت وانه أمكن مشاهدة أعمدة الدخان تتصاعد في الهواء من الجانب التركي للحدود. ذكر المرصد أن الدولة الإسلامية قتلت نحو 200 مدني في المدينة والمناطق المحيطة في الهجوم الذي بدأ يوم الخميس والذي وصفه بأنه واحد من أسوأ المذابح التي ارتكبها التنظيم في سوريا. كانت كوباني موقعا لواحدة من أكبر المعارك ضد الدولة الإسلامية في العام الماضي. صدت طردت حماية الشعب الكردية مقاتلي التنظيم المتشدد من المدينة بمساعدة ضربات جوية أمريكية بعد أربعة أشهر من القتال والحصار. صفت قوات حماية الشعب الهجوم على كوباني بأنه "مهمة انتحارية" وليس محاولة للسيطرة على البلدة. في الشمال الشرقي تحاول الدول الإسلامية فيما يبدو انتزاع السيطرة على مدينة الحسكة من الحكومة. قال التليفزيون السوري الحكومي اليوم السبت إن المدينة آمنة وتحت السيطرة لكن المرصد قال أن الاشتباكات الضارية مستمرة في الجنوب الغربي والجنوب والجنوب الشرقي. الحسكة ذات أهمية لكل أطراف القتال في محافظة تقع بين الأراضي التي يسيطر عليها تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا والعراق وتصل شمالا إلى الحدود التركية. الهجوم هناك سيختبر قدرة الجيش السوري على التمسك بمناطق بعيدة عن المدن الرئيسية التي تسيطر عليها الحكومة في الغرب. قال خليل المتحدث باسم وحدات حماية الشعب الكردية إن القوات الحكومية كانت متمسكة فيما يبدو بمواقعها حتى وقت مبكر من صباح اليوم السبت. شن تنظيم الدولة الإسلامية هجوما على مناطق جنوبية في الحسكة تقع تحت سيطرة الحكومة الأسبوع الماضي في أعمال عنف تقول الأممالمتحدة إنها شردت ما يصل إلى 120 ألفا من المدنيين. قالت الدولة الإسلامية في بيانات اليوم السبت انها هاجمت مناطق تقع إلى الشرق من المدينة وزعمت في تسجيل مصور على الإنترنت أنها دخلت المناطق الغربية. نقل التليفزيون الحكومي عن قائد الشرطة في الحسكة قوله إن قوات خاصة "أبادت إرهابيي داعش (الدولة الإسلامية" في المدينة. الحسكة منقسمة إلى مناطق يديرها بشكل مستقل كل من الجيش السوري والسلطات الكردية ويقطنها مزيج من العرب والأكراد والمسيحيين. عاد تنظيم الدولة الإسلامية إلى الهجوم بعد أسبوعين من الهزائم على أيدي قوات يقودها الاكراد وتدعمها ضربات جوية تقودها الولاياتالمتحدة. تقدم الاكراد في الايام الأخيرة إلى مسافة 50 كيلومترا من مدينة الرقة. وناشد وزير الإعلام السوري عمران الزعبي أمس الجمعة السكان حمل السلاح للدفاع عن الحسكة. قال للتليفزيون الحكومي "أدعو الآن كل رجل وشاب وشابة قادر على حمل السلاح إلى النزول فورا والالتحاق بالمواقع المتقدمة والتصدي لهؤلاء الإرهابيين... هذا واجب وحق الوطن علينا." بينما تمكنت الدولة الإسلامية من التقدم قليلا في الحسكة أمس الجمعة واستولت على موقع للجيش فإن ضربات القوات الجوية السورية عرقلت الهجوم حسبما أفاد المرصد. قال مكتب تنسيق الشئون الإنسانية التابع للأمم المتحدة مستشهدا بالارقام الحكومية إنه منذ أن بدأ الهجوم على الحسكة نزح عدد يقدر بنحو 120 ألف شخص داخل المدينة والقرى المحيطة وإلى المناطق الواقعة إلى الشمال من المحافظة. قال المكتب إن نحو عشرة آلاف شخص فروا من منازلهم أعيد توطينهم وتم تسجيلهم حتى الآن.