تسبح سيناء فوق بحار من المشاكل المعقدة، ويعاني أبناؤها من هموم كثيرة ليس أقلها البطالة ويواجهون تحديات خطيرة تهدد بأن تنزلق أقدامهم في الجريمة سواء كانت بدافع الحاجة أم رغبة في التغييب مثلما هو الحال في تزايد نسب الإدمان بين شباب سيناء كما أكدت دراسة أجراها سعيد اعتيق حسان شاب من قبيلة السواركه يعمل في مجال التوعية من مخاطر المخدرات رصد فيها ارتفاع نسبة تعاطي المخدارات، خاصة الهيروين بين شباب المناطق القريبة من الحدود وسط سيناء. ويضيف أن بعض الأسر بها أكثر من متعاط مؤكداً أن قرية واحدة لا يتجاوز عدد سكانها 1500 نسمة بها 47 شاباً يدمنون السموم البيضاء، بينما تضم قرية أخري يبلغ عدد سكانها 2000 نسمة 35 مدمناً شاباً. ويورد «اعتيق، وهو مقيم بقرية شبانة وتبعد 4 كيلو مترات عن الحدود المصرية الإسرائيلية شهادة إحدي الأمهات في الشيخ زويد عن تجربتها مع ابنيها المدمنين. وتقول:«اثنان من أبنائي تعاطيا الهيروين وكل ما أريده أن تنشئ وزارة الصحة مصحة علاجية في سيناء لعلاج المدمنين». الحاجة إلي مصحة لعلاج المدمنين في سيناء ملحة للغاية حيث لا يوجد أقسام لعلاج المدمنين في أي من مستشفيات سيناء سواء العامة أو الخاصة. فيما يردد خليل جبر باحث في شئون القبائل مخاوفه من مساعي إسرائيل لإغراق المجتمع السيناوي بالمخدرات. ويضيف: كيلو الهيروين ب8 آلاف دولار وكيلو الحشيش بألفي دولار.. إسرائيل توصل المخدرات إلي سيناء بأسعار خاصة ومخفضة لتدمير المجتمع السيناوي ! يتحدث حسن عبدالله النخلاوي أحد شباب العريش عن البطالة وعدد الشبان المتزايد الذين يعانون البطالة رغم حصولهم علي مؤهلات عليا ومتوسطة ويشير إلي أن شباب وسط سيناء هجروا كغيرهم مناطق سكنهم الاصلية واتجهوا إلي هجرات داخلية وخاصة في منطقة النوبارية وطريق القاهرةالاسكندرية الصحراوي بحثا عن فرص عمل في قطاع الزراعة ويضيف رغم أن الشبان الذين هجروا وسط سيناء محقون في البحث عن عمل في أي مكان إلا أن تأثيرا سلبيا يتحقق في مجال تفريغ وسط سيناء من سكانها وهي المنطقة الهامة التي تعتبر مدخل الجيوش الاجنبية التي اعتدت علي مصر في السابق وتفريغها يمس الأمن القومي ولابد أن تتنبه الحكومة لهذا وتسرع في توفير فرص عمل حقيقية لابناء المنطقة في ذات المكان. ويشاركه في الرأي عيد جهامة أحد سكان المنطقة الذين هاجروا إلي الاسكندرية للزراعة ورغم أنه موفق في موقعه الجديد ويقول عيني دائما علي وسط سيناء وما وصل إليه الوضع فيها. فالتعمير هناك لرجل أعمال وحيد يمتلك مصانع للأسمنت وعمالته من المحافظات الأخري وقليل منهم من سيناء ويتعلل دائما بأنهم غيرمدربين ونحن نقول أنه عليه أن يقيم معهدا لتدريب العمال من وابناء المنطقة وأن تكون لهم الفرصة الأولي في العمل. ويضيف شبان آخرون فضلوا عدم ذكر أسمائهم لحساسية عملهم وهو المشاركة بنوعيات العمل المتعلقة بتهريب البضائع عبر الانفاق إلي قطاع عزة رغم مخاطره الكبيرة التي تصل للاعتقال أكدوا أنهم غير نادمين علي عملهم الحالي لأنه يحقق الدخل الوفير ولم تكن هناك أي بدائل أو وظائف ولاحتي قطاع خاص حقيقي نعمل فيه فخياراتنا كانت إما الجلوس في مقاهي الانترنت أو الالتفاف حول سجائر الحشيش والبانجو لنهرب من الواقع الأليم.