فتحت قصة زواج الدكتور ياسر على المتحدث الرسمى لرئاسة الجمهورية، للمرة الثانية، من صحفية سراً، قضية الزواج الثانى لأعضاء وقيادات الإخوان المسلمين، والعلاقات السرية سواء الشرعية أو غير الشرعية فى الجماعة منذ تأسيسها. وبلغة الصحافة فإن هذا الملف ساخن كما وصفه زميلى «عنتر عبد اللطيف» الذى اقترح علىّ التقليب فيه، ورصد ظاهرة الزواج الثانى بالجماعة، وفى تاريخ الجماعة لم تكن واقعة ياسر على هى الأولى، إذ يبدو أن الجماعة «معتادة» على ذلك، كما أن الأمر ليس مستهجناً عندها، وتعتبره كما قال خيرت الشاطر نائب مرشد الجماعة ذات مرة «أمور شخصية» لا علاقة للجماعة بها أو تدخل فيها، كما أنه لم يكن «أرفع»مسئول بالجماعة يتورط فى علاقة سرية، فقد سبقه إليها قيادات كبيرة وتاريخية بالجماعة وصلت إلى منصب المرشد، كما عرفت الجماعة «الفضائح» الأخلاقية منذ بدايتها. ومن ناحية الواقع الإخوانى نجد حالات كثيرة من الإخوان لديهم زوجة ثانية، إلا أن الظاهرة الواضحة فى هذا الأمر أن الزواج يتم بشكل «سرى»، حيث يتزوج «الأخ» من زوجته الثانية فى الغالب الأعم بعقد زواج «عرفى سرى»، لتصبح زوجة سرية لا يعلم عنها أحد شيئاً، حيث يخشى معظم الإخوان افتضاح أمرهم وانهيار أسرهم. وقد تسبب هذا النوع من الزواج فى العديد من المشاكل داخل الأسر الإخوانية، وصل معظمها على مدى سنوات طويلة إلى مكتب الإرشاد. ومن أبرز الحالات التى وضعت الجماعة فى حرج، زواج «ب. م» وهو زوج السيدة «ع. ج» النائبة البرلمانية بمجلس الشعب المنحل، والمعروفة فى الجماعة بقوة شخصيتها، والذى يعمل صحفياً بالجماعة، وكان مسئولاً عن أحد أنشطتها الإعلامية، ومشرفاً عليها فترة طويلة، للمرة الثانية زواجاً «عرفياً»، وتفاقمت مشكلته عندما «حملت» زوجته الجديدة مما دفعها إلى مطالبته بالاعتراف بها كزوجة رسمية، حتى يستطيع المولود أن يحصل على جميع حقوقه، ولكن الغريب أن المسئول الإخوانى رفض إعطاء الزوجة الثانية حقها ومطلبها فى توثيق عقد الزواج، فنشبت بينهما خلافات حادة اتجهت بعدها الزوجة إلى مقر مكتب الارشاد بالمنيل، والتقت أحد القيادات الإخوانية وأخبرته بما حدث، فطلب منها إجراء تحاليل لإثبات صحة كلامها، وبعد التأكد من أقوال الزوجة الثانية، طالبها بإجهاض الجنين !! وغاية ما قامت به الجماعة وقتها هو إبعاد « ب. م» عن منصبه كمسئول إعلامى، ولكنه استمر فى مواقعه الإخوانية الأخرى، غير أن الوضع تحسن بينه وبين زوجته الثانية فى الآونة الأخيرة، ومازال زواجهما مستمراً حتى الآن، إلا أنه قد نشبت خلافات بينه وبين زوجته الأولى «ع. ج»، ولكن بعد الثورة انشغلت الزوجة الأولى بالنشاط السياسى وانتهت الخلافات.. كذلك المهندس « س. ح» المحافظ الحالي، والنائب البرلمانى وعضو مكتب الارشاد السابق، والذى تزوج بزوجة ثانية، وعرفت المشاكل طريقها إلى بيته بعد أن علمت زوجته الأولى بهذا الزواج، فنشبت بينهما خلافات انتهت بتركها منزل الزوجية، وقدمت شكوى إلى مسئولى الإخوان، لكنهم لم يفعلوا شيئاً، مما دفعها إلى رفع دعوى «تطليق» بمحكمة الأسرة للضرر بالزواج من أخرى دون علمها، ولكن قبل أن تنظر المحكمة فى دعواها تدخلت قيادات الجماعة وتنازلت الزوجة مقابل حصولها على كامل حقوقها، ومازال القيادى الإخوانى متمسكاً بزوجته الثانية حتى الآن. وهناك «م.م» الوزير الحالى بحكومة الدكتور هشام قنديل، وقد تزوج على زوجته بأخرى إيطالية الجنسية، وقد أصيبت زوجته الأولى بأزمة صحية كبيرة إثر زواجه عليها. يوجد أيضاً عدد من المحامين البارزين بالجماعة لكل منهم زوجة ثانية، منهم «ج. ت» الذى عرف عنه كثرة الزواج، خاصة أنه تزوج ما يقرب من 5 أو 6 مرات كزوجة ثانية، حيث تستمر معه الزوجة لمدة عام أو عامين ثم يطلقها ليتزوج بغيرها !! وكانت أول «زوجة ثانية» له أرملة ثرية كانت فى السابق زوجة لأحد مشايخه عندما كان منضماً فى شبابه لتيار سلفى قبل انضمامه لجماعة الإخوان، حيث تزوجها القيادى الإخوانى البارز عندما ذهبت إليه لتوكله فى قضية ميراث بعد وفاة زوجها، وهناك المحامى «ع. ش» الذى تزوج موكلة لديه، كان يقيم لها دعوى تطليق وبعد انتهاء القضية تزوجها، فطلبت منه الجماعة أن يطلقها إلا أنه رفض وفضل الفصل من الجماعة على التطليق. وإن كانت قيادات الإخوان البارزة من الأطباء لم تفكر فى الزواج لمرة ثانية، إلا أن هناك بعض القيادات الإخوانية من المهنيين الذين يعملون فى لجنة الإغاثة، أقبلوا على الزواج من أفغانيات أثناء مشاركتهم فى أعمال الإغاثة فى أفغانستان فى صيغة «زواج متعة»، وكانوا يطلقونهن عقب انتهاء مهمتهم هناك. كما ظهرت أيضاً موجة الزواج من أخوات فى البوسنة والهرسك ممن تركن بلادهن وقت الحرب وذهبن إلى دول الخليج، حيث أقبل على زواجهن الإخوة الموجودون فى الخليج لمباشرة أعمالهم، وتسبب هذا الأمر فى مشاكل كثيرة، حيث كان الأخ يقدم على هذه الزيجات لما يملكه من سعة مالية. وعندما كان يسئل لماذا تزوجت يقول : «لكى أعف فتاة مسلمة خوفاً عليها من أن تقع فى الخطيئة»!! كذلك المهندس « ع. ع» الذى نشأت علاقة بينه وبين إحدى السيدات، أسندت لمكتبه الهندسى بناء عمارة سكنية، فتوطدت العلاقة بينهما وتزوجها «عرفياً»، لكن هذه العلاقة الزوجية أخذت منعطفاً آخر، حيث استكتبته على «شيكات»، وعندما تأكدت من وجود مخالفات مالية منسوبة إليه، أقامت دعوى قضائية ضده - بعد حدوث الطلاق بينهما-، والغريب فى الأمر أن من دافع عن الطرفين فى القضية محامين من داخل الجماعة، حتى وصل الأمر إلى مكتب الإرشاد، ليعطى خيرت الشاطر نائب المرشد وقتها عام 2004 أمراً بأن مكتب الإرشاد ليس له علاقة بهذا الأمر وأنها أمور شخصية، وقام المهندس الإخوانى بتسديد الشيكات بدلاً من التعرض للسجن. أما جمعة أمين القيادى الإخوانى عضو مكتب الارشاد البالغ من العمر 76 عاماً، ويعد من أهم مفكرى الجماعة، فهو متزوج من ثلاث زوجات، توفيت الأولى منذ فترة، ومازالت له زوجتان إحداهن من البحيرة والأخرى من الإسكندرية، وقد أقدم على الزواج الثانى بعد أن ذاعت شهرته ووجدت كتبه عن تاريخ الجماعة رواجاً بين أوساط الإخوان، فتبدلت أحواله المالية كثيراً، ثم تحسنت أكثر بعد قرار مكتب الإرشاد بحصوله على بدل تفرغ كان وقتها 7 آلاف جنيه، وصل حالياً إلى 20 ألف جنيه شهرياً. أما القيادى الإخوانى «س. ع» الذى كان مسئول قسم التربية بالمطرية، ثم ترقى وأصبح مسئولاً لقسم التربية فى حى شرق القاهرة كله، وهو طبيب بيطرى يملك مزارع لتربية الدواجن، كان يتلقى مبالغ من الإخوان لاستثمارها فى تربية الدواجن، والعجيب أن من ضمن الذين استثمر أموالهم فى هذا المجال هو رجل الأعمال «حسن مالك»، إلا أن الإخوان فوجئوا بزواج «س. ع» من امرأة «متبرجة» غير محجبة، وأكد لقيادات الجماعة أنها حريته الشخصية، وهرب إلى الخارج مع زوجته الثانية بالأموال الإخوانية، وصدرت ضده العديد من الأحكام القضائية، وطلقت منه الزوجة الأولى بحكم قضائى. وفى الإسكندرية هناك قصة شهيرة لأحد الدعاة الذين تمت تربيتهم تربية إخوانية، وكان يعتلى المنابر لإلقاء الخطب الدينية فى منطقة «العطارين» ،وهذا تزوج فى بداية حياته من إحدى الأخوات، ابنة أحد القيادات الإخوانية بالمحافظة، ولكن بعد انتشار شهرته ورواج أشرطته التى كانت تحتوى على تلاوة للقرآن الكريم والأدعية الدينية بصوته، فوجىء الإخوان بأنه متزوج من فتاة متبرجة أصرت على عدم ارتداء الحجاب، وعندما شوهد معها أكثر من مرة، سئل عنها فاضطر للإفصاح عن أنه تزوجها بموجب عقد زواج رسمى، فطلبت منه الجماعة أن يطلقها لكونها «متبرجة» وهو «داعية»، الأمر الذى يتناقض مع طبيعة ما يقوم به، فرفض أن يطلقها وترك الإخوان من أجلها !!. ولم يتوقف الأمر عند أعضاء الجماعة أو قياداتها فقط، بل وصل إلى مرشديها، حيث قام «عمر التلمسانى» المرشد الثالث لجماعة الإخوان المسلمين، وهو رجل عرف عنه أنه كان محباً لزوجته، وشديد الغيرة عليها، إلا أنه بعد وفاتها تزوج زوجة ثانية ولم يعرف أحد من الجماعة الإخوانية خبر زواجه منها حتى بعد وفاته، وبعد وفاة تلك الزوجة فوجىء أعضاء الجماعة ب«نعى» منشور بصحيفة الأهرام لإحدى السيدات باعتبارها الزوجة الثانية للتلمسانى . نشر بالعدد 623 بتاريخ 19 /11/2012