اتهم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو القوى العالمية يوم الأحد بالإفراط في تقديم تنازلات لإيران حتى يتسنى إبرام اتفاق بحلول 30 يونيو حزيران للحد من أنشطة برنامجها النووي على الرغم من رفض طهران مطالب بتشديد عمليات التفتيش التي تجريها الأممالمتحدة. يصر نتنياهو أن الاتفاق الذي يجري العمل للتوصل اليه لن يحرم إيران من الوسائل اللازمة لإنتاج قنبلة نووية بينما سيؤدي إلى رفع العقوبات المفروضة عليها مما يمكن أن يساعدها في تمويل الجماعات المسلحة المتحالفة معها بالمنطقة. وتقول إيران إن برنامجها النووي سلمي. قال نتنياهو لحكومته في تصريحات أذيعت يوم الأحد "للأسف التقارير الواردة من القوى العالمية تشهد على تسارع وتيرة التنازلات التي تقدمها في مواجهة العناد الإيراني." ولم يذكر المزيد من التفاصيل. قال يوفال شتاينتز وزير الطاقة الإسرائيلي إن القوى العالمية مستعدة على ما يبدو لتقبل مقاومة طهران لعمليات تفتيش نووي موسع تجريها الأممالمتحدة وطلبها مواصلة أنشطة البحث والتطوير المرتبطة بأجهزة الطرد المركزي التي تستخدم في تخصيب اليورانيوم لإنتاج وقود نووي. قال الرئيس الإيراني حسن روحاني يوم السبت إن بلاده قد ترفض زيادة عمليات التفتيش لحماية أسرار الدولة ولو على حساب عدم الالتزام بالمهلة التي تنتهي في 30 يونيو حزيران. سعى دبلوماسيون غربيون للحصول على حق القيام بعمليات تفتيش بعد إخطار إيران بمدة لا تتجاوز الساعتين. لكن في كلمة بثها التليفزيون يوم الأحد عظم روحاني من شأن مزايا تخفيف عزلة إيران الدولية وتعهد بالتوصل إلى اتفاق ينهي المعاناة التي تسببها العقوبات. قال شتاينتز الذي زار واشنطن الأسبوع الماضي لبحث المسألة إن القوى العالمية وهي الولاياتالمتحدة وروسيا والصين وفرنسا وبريطانيا والمانيا تدرس حلا مؤقتا وهو أن تقرر "لجنة" عمليات التفتيش. قال شتاينتز لرويترز "قد يوفر هذا الاتفاق طمأنة على الورق لكنه في الواقع سيتيح لإيران الوقت لإخفاء أنشطة نووية غير مشروعة أو حتى نقلها خارج المواقع." أضاف أن إسرائيل لا ترى سببا لسماح القوى العالمية لإيران بمواصلة أنشطة البحث والتطوير لأجهزة الطرد المركزي "إذا كان هذا الاتفاق يهدف إلى تجميد برنامجها لسنوات." في زيارة لإسرائيل الأسبوع الماضي سعى الجنرال مارتن ديمبسي رئيس هيئة الأركان الأمريكية المشتركة إلى طمأنتها مؤكدا الدعم العسكري الأمريكي الذي "لايتزعزع" لإسرائيل. ويعتقد على نطاق واسع أن إسرائيل تملك الترسانة النووية الوحيدة بالشرق الأوسط. قال ديمبسي إن الاحتمالات على الأمد الطويل ستكون "أفضل كثيرا" عند ضمان ألا تملك إيران أسلحة نووية وإن واشنطن ستعمل على تخفيف المخاطر المرتبطة بإيران سواء تم التوصل لاتفاق أو لا. دعا نتنياهو القوى العالمية إلى تأجيل الاتفاق النهائي. قال "منذ البداية بدا الاتفاق الذي يجري إعداده سيئا. ويبدو أسوأ وأسوأ يوما بعد يوم." حين سئل عن توقعاته بشأن احتمال أن تمد القوى العالمية المهلة النهائية لإعادة التفاوض على الاتفاق قال شتاينتز إن الاحتمالات متساوية. كانت الولاياتالمتحدة قالت إنها متمسكة بالمهلة التي تنتهي بنهاية يونيو حزيران للتوصل لاتفاق لكن مسؤولين آخرين أشاروا إلى أنهم قد لا يتمكنون من الالتزام بالمهلة مع استمرار المفاوضات بشأن التفاصيل الفنية.