حمل البطلان سارة سمير واحمد الجندى علم مصر في الافتتاح قبل التتويج بذهبية الخماسي الحديث وفضية رفع الأثقال في اليوم قبل الأخير للمنافسات وكأن القدر يقول مسبقا ان هذان اللاعبان يستحقان شرف رفع علم مصر وأنهما سيشرفان مصر في الدورة الأولمبية، وسجّل الجندي، حامل فضية طوكيو قبل ثلاث سنوات، 1555 نقطة، متفوّقاً على الياباني تايشو ساتو الذي سجّل 1542 والإيطالي جورجو مالان الذي سجل 1536. وقال الشاب البالغ من العمر 24 عاماً، بعد تتويجه «عانيت كثيراً في آخر ثلاث سنوات على الصعيدين الجسدي والذهني بسبب الأوجاع والإصابات، أنا سعيد لأنها لم تجبرني على التوقف»، حسبما نقلت عنه وكالة فرانس برس.
وقبل يوم واحد من اختتام أولمبياد باريس، كان يوم السبت حافلاً بالنسبة للمشاركين العرب الذين أحرزوا ذهبية، وفضيتين، وثلاث برونزيات، وبذلك رفع اللاعبون العرب رصيدهم إلى 6 ذهبيات مقارنة بأولومبياد طوكيو 2021 الذي أحرزوا فيه خمس ذهبيات.
قصة رفع العلم
وكشف حسن كمال رئيس اللجنة الطبية بالبعثة المصرية المشاركة في أولمبياد باريس 2024 عن موقف البطلين أحمد الجندي وسارة سمير من حمل علم مصر في افتتاح الأولمبياد رغم إمكانية اعتذارهما لأسباب كشف عنها.
وقال كمال عبر حسابه الشخصي على فيسبوك: «حين تم تبليغ أحمد الجندي بأنه سيحمل العلم في الافتتاح كان في معسكر في دولة أخرى، حضر لحمل العلم وسافر في اليوم التالي إلى المعسكر»، وأضاف: «كان من الممكن أن يعتذر عن الحضور أو يفضل البقاء في فرنسا، لكنها عقلية وشخصية البطل، وفي نفس الوقت احترامه لبلده وتقديره لرفع علمها».
وتابع "أما بالنسبة لسارة سمير فقد أصيبت في رسغ أيدها قبل اللعب بخمسة أيام، وحين وصلت إلى عيادة البعثة كانت أول كلمة قالتها لي (لو سمحت يا دكتور ما تقولش للمدربين)، حين سألتها عن السبب فقالت بالحرف (بيقلقوا عليا جامد وأنا مش عاوزاهم يقلقوا).
وأكمل: «حين قلت لها ألا تشعرين بالقلق؟ قالت لا.. فقط أعطني الضوء الأخضر وسأحمل العلم»، وتابع: «كان من الممكن أن يعتذر أحمد عن طابور العرض وكان الجميع سيقدر ذلك، وكان من الممكن أن تعلن سارة إصابتها من أجل التعاطف معها في حالة الخسارة، لكن الأبطال والناس مثل الميداليات معادن والثنائي من الذهب الخالص».
منصة التتويج وقصة الصندوق الذهبي
ومع رفع الأعلام وعزف النشيد الوطني، اتخذ الفائزون الثلاثة الأوائل في دورة الألعاب الأولمبية 2024 مواقعهم المستحقة على منصة التتويج، ويرتدي كل منهم الميدالية الخاصة به، إذ ظهر أحمد الجندي يرتدي الميدالية الذهبية للخماسي الحديث، في حين ارتدت سارة سمير الميدالية الفضية في منافسات رفع الأثقال، ولوحظ أنّ الاثنين تسلّما صندوق ذهبي غامض مع الميدالية، فما الذي يوجد بداخله؟
ويحتوي الصندوق الذي يبلغ طوله نحو 40 سنتيمترًا وتسلّمه البطل أحمد الجندى والربّاعة سارة سمير، على الملصق الرسمي للألعاب الصيفية التي تقام هذا العام، بحسب الموقع الرسمي للألعاب الأولمبية، وهذا الملصق الملون من تصميم الفنان الفرنسي أوجو جاتوني الذي أمضي ما يقرب من 2000 ساعة على مدى 4 أشهر في توضيح الملصق الذي يحكي قصص أولمبياد 2024 ويسلط الضوء على الرموز في المدينة المضيفة باريس.
ويتميز تصميم اللوحة المصنوعة يدويًا ل«جاتوني» بكونه مدينة خيالية تعمل كملعب كبير يضم معالم باريسية، مثل برج إيفل ونهر السين وقوس النصر، كما يتضمن رموز الألعاب، مثل الحلقات الأولمبية والميداليات الأولمبية، إضافة إلى تصوير العديد من الرياضات مثل الغوص والغطس والسباحة.
وبعد حفل توزيع الميداليات، يحصل الرياضيون الفائزون على منصة التتويج أيضًا على تميمة ذهبية أو فضية أو برونزية، وهي التميمة الرسمية للألعاب الصيفية 2024 هي الفريج الأوليمبي، والتي جرى تصميمها على أساس شكل وشكل القبعة الفريجية التقليدية المصنوعة من القماش الأحمر والتي كانت رمزًا للحرية لفرنسا طوال تاريخ البلاد، ويتم خياطة شعار الميدالية سواء كانت ذهبية أو فضية أو برونزية على بطن التميمة مع كتابة كلمة «برافو» باللغة الفرنسية على الجزء الخلفي من الفريج.
تاريخ مشرف لسارة سمير
وتعد اللاعبة المصرية سارة سمير من اللاعبين المميزين في لعبة رفع الأثقال، حيث بدأت مسيرتها في اللعبة بفريق مدرسة المؤسسة العسكرية بعد تشجيع من شقيقها، وفي سن ال11 اشتركت في أول بطولة لها وحققت المركز الأول، لم يمنعها صغر سنها من الانضمام للمنتخب المصرى لرفع الأثقال والاشتراك في بطولات أفريقية وعالمية، وفقًا ل «ويكيبيديا».
ولدت سارة عام 1998 في قرية الهوانية بمحافظة الإسماعيلية، ومارست رياضة رفع الأثقال وعمرها لم يتجاوز ال11.
استطاعت سمير أن تتفوق في هذه الرياضة بتشجيع ودعم مدربيها وأسرتها، وتمكنت من حصد العديد من الميداليات المختلفة واعتلت منصات التتويج العالمية.
وحصدت اللاعبة المصرية على ميدالية برونزية في رفع الأثقال بأولمبياد ريو دي جانيرو 2016، كما حققت عددًا كبيرًا من الألقاب والميداليات في البطولات التي شاركت فيها، من بينها ذهبية أولمبياد الشباب بالصين 2014 في وزن 63 كجم.
ومن ضمن الميداليات التي حققتها اللاعبة المصرية، 3 ميداليات ذهبية في بطولة العالم بكولومبيا 2022.
وفي سبتمبر 2023، عقدت بطولة العالم لرفع الأثقال بالمملكة العربية السعودية، حيث استطاعت سارة حصد 3 ميداليات ذهبية.
وعبرت سارة سمير لاعبة رفع الأثقال عن سعادتها الكبيرة برفع العلم المصري في أولمبياد باريس، وذلك عبر صفحتها على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك».
وقالت: «فخورة بشرف حمل علم بلدي في افتتاح أولمبياد باريس مع زميلي البطل الأولمبي أحمد الجندي.. يا له من شرف عظيم، إن شاء الله نقدر نفرح الشعب المصري ونرفع علم بلدنا عاليًا في سماء باريس ونحيي نشيد بلدنا مصر العظيمة»، وفي يونيو 2023، أعلن الاتحاد الدولي لرفع الأثقال، احتلال البطلة المصرية سارة سمير، للمركز الثاني في التصنيف الأولمبي بفارق 7 نقاط فقط عن صاحبة المركز الأول ،وجاءت اللاعبة المصرية في المركز الثاني بمجموع نقاط 268، خلف اللاعبة الصينية التي احتلت المركز الأول بمجموع نقاط 275.
أحمد الجندى
وشارك اللاعب أحمد الجندي مع اللاعبة سارة سمير في رفع علم مصر بأولمبياد باريس 2024، حيث حقق اللاعب الشاب الميدالية الفضية في أولمبياد طوكيو 2022 في الخماسي الحديث، وأصبح الجندي بعد فوزه بالميدالية الفضية في دورة الألعاب الأولمبية طوكيو 2020 أول لاعب مصري يحقق ميدالية أولمبية في الخماسي الحديث، حيث حل ثانيًا في منافسات الخماسي الحديث.
احمد الجندى
وحل الجندي ثانيًا بعد البريطاني جوزيف تشونج، الذي أحرز الذهبية، وقبل الكوري الجنوبي جون وونج تاي الذي حل ثالثا، ونال الميدالية البرونزية.
تأهل الجندي الذي ولد عام 2000، لأولمبياد باريس 2024 بعد تحقيق ذهبية فردي الرجال ببطولة إفريقيا التي أقيمت في ملاعب ستاد القاهرة الدولي.
ولعبة «الخماسي الحديث» التي يخوض بها الجندي المنافسات، رياضة تتكون من 5 لعبات وهي: الرماية، سلاح سيف المبارزة، السباحة، الفروسية، واختراق الضاحية.
وحقق اللاعب الشاب خلال مسيرته الرياضية، عددًا كبيرًا من الألقاب من بينها: ذهبية بطولة البحر المتوسط 2015، برونزية تتابع مختلط بطولة العالم في فرنسا عام 2015، وذهبية بطولة العالم للشباب 2018، وذهبية بطولة العالم للناشئين 2018، وذهبية أولمبياد الشباب 2018، وذهبية بطولة العالم 2019، وبرونزية كأس العالم 2019 . وفاز الجندي بجائزة أفضل لاعب في العالم للناشئين عام 2018 و2019 على التوالي من قبل الاتحاد الدولي للخماسي.
