يُشارك الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف رئيس مجلس حكماء المسلمين فى "لقاء حكماء الشرق وعدد من مفكرى الغرب نحو حوار الحضارات"، المقرَّر عقده فى المدينة التاريخية "فلورنسا" بإيطاليا خلال يومى الثامن والتاسع من يونيو الجارى. يلقى الطيب الكلمة الرئيسة للملتقى، تعقبها محاضرة للدكتور أندريا ريكاردى، مؤسس جمعية سانت إيجديو المستضيفة لهذا الحدث العالمى. وكان الإمام الأكبر رئيس مجلس الحكماء قد طرح فكرة الملتقى على مجموعةٍ من حُكَماء الغرب والذين توسَّم فيهم الرغبة الصادقة فى الانفتاح على الشرق ومد جُسور التعاون؛ من أجل التعايش السلمى بين بنى البشر على اختلاف أجناسهم ومعتقداتهم، وقد رحبت جمعية سانت إيجديو بروما إلى تنسيق هذا اللقاء، وذلك باقتراح ملتقى عالمى فى مدينة فلورنسا بإيطاليا، يكون بمثابة إعلان بإمكانية لقاء حكماء الشرق وما يحملونه من إرثٍ حضارى عريق، وروحانية مُفعمة بالحب والانفتاح على الغير، وبين حكماء الغرب وما يتمتَّعون به من تقدُّم حضارى، ولا شكَّ أن مثل هذا اللقاء سيكسر كثيرًا من الحواجز المصطنعة التى أُقِيمت عبر آماد طويلة، وغذيت من هذا الطرف أو ذاك بكلِّ ما يزيد الهوَّة بين الشرق والغرب. وجاء ترحيب مجلس حكماء المسلمين بالتعاون لعقد هذا اللقاء بسبب اتِّفاقه مع أهداف المجلس الذى يسعى لإقرار السلم فى العالم عبر التعارف والتآلف والتعايش السعيد بين المختلفين فكريًّا ودينيًّا، مع إيجاد أدوات ووسائل عملية لتعميم ثقافة السلم والتسامح، وتعزيز الحوار داخل المجتمعات المسلمة، بجانب دعم الحوار مع جميع الأديان حول مختلف القضايا ذات الإشكالية أو المختلف عليها أو حولها، مع ضرورة تلاقح الثقافات على شتَّى المستويات الدينية والأخلاقية والفلسفية والمعرفية. ومن المقرَّر أن يعقب لقاء مُفكِّرى الشرق والغرب بفلورنسا لقاءات أخرى فى مدينة القاهرة، مدينة الأزهر الشريف، وفى أبو ظبى مقر الأمانة العامة لمجلس حكماء المسلمين. ومن المستهدف أن يجمع اللقاء الأول كلَّ أو جُلَّ أعضاء مجلس حكماء المسلمين بجوار مجموعةٍ من حكماء الغرب من إيطاليا وفرنسا وألمانيا وإسبانيا وغيرها، على أن تُمثِّلَ هذه المجموعة المنتقاة ألوان الطيف الغربى من رجال دينٍ وفكر وثقافة وخبرة سياسية. ويتناول اللقاء ثلاثة محاورهى: (الشَّرقُ والغربُ: السَّبيلُ إلى التَّفاهمِ)، و(العَيشُ المشتَرَك فى ظِلِّ العَولَمَة)، و(رسالةُ الشَّرق والغَرب إلى العالَمِ المُعاصِر)، ويبدأ حفل الافتتاح والترحيب بالمشاركين فى الملتقى يوم غد الاثنين، حيث يترأَّس الجلسة الأب فيتوريو ينارى، مسئول العلاقات الإسلامية المسيحية فى جمعية سانت إيجديو، ويُشارك فى الجلسة الافتتاحية بإلقاء كلمات كل من داريو نارْدِلَّا، رئيس بلدية فلورانسا، ونيافة الكاردينال جوزيبى بيتورى، أسقف مدينة فلورنسا، وأنطونيو تيانى، نائب رئيس برلمان الاتحاد الأوروبى، بالإضافة إلى لوروا، نائب موجيرينى، وفرانشيسكا كامبالا كومبرنى، منسقة مهرجان الأديان. وتفتتح أعمال الملتقى عبر المحور الأول والذى يحمل عنوان (الشَّرقُ والغربُ: السَّبيلُ إلى التَّفاهمِ) حيث يترأس الجلسة الأب فيتوريو ينارى، مسئول العلاقات الإسلامية المسيحية بجمعية سانت إيجيديو، ويشارك بالجلسة عبر إلقاء كلمات كلٌّ من رومانو برودى، رئيس الوزراء الإيطالى السابق ومبعوث الأممالمتحدة لمنطقة الساحل الإفريقى، و مرينا سيرينى، نائب رئيس مجلس النواب الإيطالى، والدكتور محمود حمدى زقزوق، عضو هيئة كبار العلماء وعضو مجلس حكماء المسلمين. ويحتضن يوم الثلاثاء محورين من محاور اللقاء حيث يبدأ اليوم بجلسة المحور الثانى للقاء، والذى يحمل عنوان (العَيشُ المشتَرَك فى ظِلِّ العَولَمَة) ويترأس الجلسة الدكتور أحمد الحداد رئيس دائرة الإفتاء بدبى وعضو مجلس حكماء المسلمين، ويشارك عدد من الحضور بإلقاء الكلمات وهم الأمير غازى بن محمد بن طلال، المبعوث الخاص ومستشار الملك عبد الله الثانى ورئيس مجلس أمناء مؤسسة آل البيت للفكر الإسلامى وعضو مجلس حكماء المسلمين، والدكتور ألكسندر أدلر، المفكر الاستراتيجى الفرنسى وأستاذ الجغرافية السياسية، والدكتور محمد قريش شهاب، وزير الشئون الدينية الأسبق بإندونسيا وعضو مجلس حكماء المسلمين، والدكتور مانويل كاستل، عالم الاجتماع الإسبانى. ومن المقرَّر أن تبدأ عقب هذه الجلسة أعمال المحور الثالث من اللقاء وهو بعنوان (رسالةُ الشَّرق والغَرب إلى العالَمِ المُعاصِر) ويترأس الجلسة ماركو امبالياتزو، رئيس جمعية سانت إيجيديو، ويلقى عدد من المشاركين كلمات بالجلسة، وهم نيافة الكاردينال سيستاك، أسقف برشلونة، والمشير عبد الرحمن سوار الذهب، رئيس جمهورية السودان الأسبق وعضو مجلس حكماء المسلمين، والدكتور أوليفيى روى، المستشرق المتخصص فى الشئون الإسلامية، بالإضافة لكلمة المرجعية الشيعية اللبنانى على الأمين، عضو مجلس حكماء المسلمين، وفى الختام يتم إلقاء الكلمة الختامية للملتقى. ويهدف اللقاء إلى التقاء الثقافات الشرقية والغربية بهدف تعزيز ثقافة السلم وقبول الآخر وإعادة الثقة بين الشرق والغرب.