لا يمكن اختزال دعم مصر للقضية الفلسطينية على مر التاريخ في موقف أو حدث واحد، وإذا أردنا أن نحصر كم المواقف التي وقفت فيها القاهرة بجوار أشقائها الفلسطينيين سنحتاج إلى آلاف بل عشرات آلاف من الصفحات فقط لذكرها دون حديث عن التفاصيل، وكعادتها مؤخرا كانت مصر في الموعد فلم تترك غزة بمفردها في محنتها الأخيرة بل أثبتت أنها الكبيرة التي تتحدث بالأفعال لا بالأقوال ودائما لا تحكمها سياسة المصالح الضيقة بل يحكمها مبادئ لطالما دافعت عنها فقط للحفاظ على أمن هذه المنطقة العربية بث الاستقرار في داخلها وتعظيم دور الحكمة والسلام والتوافق. هذا كله اثبتته القاهرة منذ بدء العدوان الإسرائيلي عبر المواقف السياسية، ولكن كان أيضا لقوة مصر الناعمة دورا في إلقاء الضوء على معاناة الفلسطينيين، بل أيضا ودعمهم ماديا ومعنويا وسياسيا وإعلاميا للوقوف بجانبهم في الظرف الإنساني الصعب الذي يمرون به، وتجسد ذلك في اعلان الشركة المتحدة الخدمات الإعلامية تخصيص 60 من أرباح مهرجان العلمين لصالح أهل فلسطين.
ولم تكن هذه المرة الأولى التي تستغل فيها القاهرة قوتها الناعمة من أجل توصيل رسالة دعم للأشقاء الفلسطينيين، حيث حرصت شركة المتحدة للخدمات الإعلامية على تقديم عمل درامى يستعرض القضية الفلسطينية خلال شهر رمضان الفائت، حيث كان للقضية الفلسطينية نصيبا من تسليط الضوء في الدراما الرمضانية عبر مسلسل مليحة الذي حقق نجاحا كبير وجذب عدد كبير من المشاهدين بالتزامن مع العدوان الإسرائيلي على غزة غزة الذي سنه جيش الاحتلال منذ أكتوبر الماضي وراح ضحيته آلاف المدنيين من أطفال ونساء وكبار السن.
ليأتي الدور على مهرجان العلمين في نسخته الثانية لتعلن الشركة المتحدة عن تخصيص 60 من أرباحه في دعم أهالي غزة المحاصرين، في رسالة مصرية واضحة أن القاهرة لن تنس ابدا معاناة أشقائها وظروفهم الصعبة، فالبتوازي مع التحركات السياسية النشطة لوقف الهجمة الإسرائيلية الشرسة على الفلسطينيين، سخرت الشركة المتحدة كل إمكانياتها أيضا لدعم فلسطين والفلسطينيين.
وكانت لقناة الوثائقية أحد الروافد الإعلامية الهامة للشركة المتحدة دور أيضا في دعم القضية الفلسطينية بعد أن عرضت قبل أيام الفيلم الوثائقي "فلسطين.. ما وراء النكبة"، في الذكرى ال76 للنكبة، موثقا جذور نكبة 1948، والاحتلال الإسرائيلي لأرض فلسطين، حيث يتتبع تاريخ نشأة الحركة الصهيونية في أوروبا.
فضلا عن ما تقدمه قناة القاهرة الإخبارية من صورة للإعلام المهني، خلال تغطيتها للأحداث في غزة، والتي سعت جاهدة منذ اليوم الأول للعدوان الإسرائيلي أن تكون في قلب الحدث بنقل الصورة كاملة والتعليق عليها وتحليلها بكل دقة وإلقاء الضوء على كل ما يجرى في القطاع من انتهاكات إسرائيلية تهدف إلى تصفية القضية الفلسطينية.