ما زالت سيناء تشهد أحاديث الدم والرصاص وسط إخفاقات متتالية للجيش الذى يشن حملاته المدعومة بقوات من الشرطة فى معزل عن الانجازات التى يرددها الناطق الرسمى باسم القوات المسلحة ، البعيدة عن الواقع والتى تشوبها المعلومات المغلوطة التى تؤكد ان الجيش يحصل على معلوماته من مصادر لا تعرف شيئا عن طبوغرافية سيناء. فيما لا يزال نزيف الجيش فى القوات والعتاد يتواصل والحصيلة التى تحققها تراوح مكانها ولم تتعد الرقم صفر، حيث عادت القوات من حملة شنتها مؤخرا على المنطقة الشرقية بوسط سيناء وهى تجر مدرعتين أصيبتا بالعطب نتيجة استهدافهما من قبل مسلحين فيما كانت الحصيلة البشرية مقتل جندى وإصابة ضابط وجنديين آخرين من قوات الأمن المركزى المشاركة بالحملة الثانية للجيش والتى تحمل اسم «سيناء» بعد انتهاء المرحلة الأخيرة من الحملة «نسر1 و2». وتشهد سيناء حالة من السخط والغضب نتيجة للأحداث التى شهدتها المنطقة الشرقية خلال الأسبوع الماضى والتى أدت إلى إصابة طفل وطفلة خلال توجهما إلى مدرستيهما وسيدة مسنة كانت تقف أمام منزلها بمنطقة «الظهير» جنوبى مدينة الشيخ زويد وإصابة طالبة خلال خروجها من منزلها إلى مدرستها بمدينة العريش، حيث أكد شهود عيان من أبناء المنطقة الشرقيةبسيناء ممن شاهدوا الوقائع بأعينهم انه فى الساعة السادسة والنصف صباح يوم الأحد 16/9/2012م انطلقت حملة عسكرية ضخمة مكونة من أكثر من 20 مدرعة وطائرة مروحية وعدد كبير من القوات انطلقت إلى قرية «المقاطعة» التى لا تأوى أى مشتبه به فى أى أحداث حيث توجه جزء من القوات إلى مسجد القرية « مسجد أبومنير» وقاموا بالعبث بمحتويات المسجد بطريقة لم تراعى حرمة بيت الله فبعثرت محتوياته ومصاحفه بشكل مؤسف. وتوجه فريق آخر من قوات الحملة إلى معهد «ابن سيناء الأزهري» فى أول يوم من أيام الدراسة لهذا العام الدراسى فاقتحمت المعهد واستراحة للمدرسين المغتربين كان بها اثنان من المدرسين فانقضت القوات عليهما بطريقة وحشية فأصابت الأول بكدمة شديدة فى الكتف بسبب اصطدام جانب المدرعة بكتفه واقتحموا على المدرس الثانى استراحته فقام رافعاً يديه فتم إطلاق طلقة نارية على يده فأُصيبت ،ومن ثم نشرت قوات الحملة القناصة والقوات على سطح المعهد وبدأوا فى إطلاق النيران عشوائياً بجميع الاتجاهات. وواصلت الحملة تجاوزاتها باقتحام عدد من منازل أهالى قرية «المقاطعة» وعبثوا بمحتوياتها ودمروا جميع الأثاث الموجود بها ومن ثم قاموا باعتقال ثمانية مواطنين وتفاجأ الأهالى أن كل من تم اعتقالهم هم ممن ليس لهم أى علاقة بأى أحداث أو مشتبه بهم بأى جريمة بل والمثير فى الأمر أن من بين المعتقلين فتى فى الصف الأول الإعدادى وزاد الحنق بسبب طريقة اقتحام منازل الآمنين وترويعهم بهذا الشكل المؤسف غير الآدمى.. وقد استشاط غضب القرية كلها بسبب هذه الانتهاكات وطريقة الإرهاب التى أتبعتها الحملة مع أهالى القرية بدءاً من إطلاق النار واقتحام المعهد وإطلاق النار من على سطحه مما أثار الفزع والرعب فى أوساط المواطنين وخاصة الأطفال والتلاميذ واعتقال مدرسين فى أول يوم دراسى مروراً باقتحام المنازل بطريقة همجية غير آدمية واعتقال أبرياء بدون أى سند أو مبرر فكان الرد السريع بقيام مجموعة من الشباب لردع عدوان تلك الحملة فقاموا بإعطاب مدرعتين من مدرعات الحملة وإصابة الطائرة المروحية فهرعت إلى مطار الجورة مما اضطر الحملة للفرار على الفور من قرية «لمقاطعة» برفح باتجاه مدينة الشيخ زويد. ورغم ما قامت به الحملة من انتهاكات وترويع بقرية «المقاطعة» فقد انتقل لمنطقة «الظهير» جنوبى مدينة الشيخ زويد وقامت بإطلاق النيران بكثافة وعشوائية تجاه المواطنين ما أسفر عن إصابة سيدة وطفل وطفلة بإصابات طفيفة بفعل رصاصات أفراد الحملة العسكرية بشهادة المصابتين وأقاربهما. وعمت مشاعر الغضب أرجاء سيناء عقب خروج الناطق الإعلامى باسم القوات المسلحة وإلقاء بيان صحفي وصفه أهالى سيناء بأنه يحمل العديد من الادعاءات والافتراءات الكاذبة حيث ذكر المتحدث باسم القوات المسلحة أن الحملة الأمنية على قرية المقاطعة «أسفرت نتائجها عن ضبط عدد 10 أفراد من العناصر القيادية والخطرة لهذه الجماعات «الإجرامية التكفيرية. وهذا ليس له أساس من الصحة حيث إن تلك العناصر القيادية والخطرة التى تحدث عنهم الناطق باسم القوات المسلحة هم اثنان من مدرسي معهد «ابن سيناء» الأزهرى وثمانية من أهالى قرية المقاطعة ليس لهم أى صلة بأى أحداث وليس لهم توجه دينى من الأساس وبينهم فتى فى الصف الأول الإعدادى وهؤلاء يسميهم المتحدث الرسمى للقوات المسلحة عناصر قيادية وخطرة، وهو ما أكده نبأ الإفراج عن ستة من المعتقلين العشرة فى خلال 12 ساعة من وقت اعتقالهم ومنهم المدرسان فكيف يكون عشرة من العناصر القيادية والخطرة ويفرج عن ستة منهم فى اقل من نصف يوم حسبما أكد الناطق باسم الجيش». ومن الانتقادات اللاذعة التى وجهها أهالى سيناء إلى المتحدث الرسمى للقوات المسلحة قوله « وكرد فعل انتقامى من العناصر الإجرامية والتكفيرية قامت مجموعة منها بإطلاق نيران عشوائية كثيفة على مقر مديرية أمن شمال سيناء ، قسم أول العريش ، مبنى النجدة باستخدام الأسلحة الآلية وقذائف الآر بى جى والرشاشات المتعددة «حيث اكد المواطنون انه كان بالفعل هناك إطلاق نار كثيف فى هذه المنطقة ولكن المفاجأة أن إطلاق النار كان من جانب واحد من القوات التى تقوم بحراسة مقر مديرية الأمن ثم تجاوبت معها القوات والقناصة أعلى العمارات التى تواجه مديرية الأمن فى إطلاق النار العشوائى مما أثار الرعب فى المنطقة كلها والدليل على هذا الكلام واضح وصريح ألا وهو مبانى المنشآت التى ذكرها المتحدث الرسمى للقوات المسلحة وهى موجودة للعيان لم تصب بخدش واحد.. فكيف تهاجم هذه المقار والمبانى الكبيرة باستخدام الأسلحة الآلية وقذائف الآر بى جى والرشاشات المتعددة بدون أن تصاب بطلق نارى واحد ولا بخدش واحد. وهوما ينطبق على ما يحدث دورياً عند كمين «الريسة» الذى أعلنوا الهجوم عليه لأكثر من 37 مرة حيث لا يوجد هناك هجوم حسب ادعاءات الناطق باسم الجيش بل إطلاق نار عشوائى من قوات الكمين فى المساحات الفارغة خلف الكمين يسمونها طلقات كشفية ولكن لا يصارحون الأهالى بذلك ويتركونهم فى حالة الذعر المستمر على مدى 37 مرة مما حول حياة المواطنين الذين يقيمون بالعمارات السكنية المواجهة للكمين إلى جحيم لا يطاق. وقال بيان الجماعة السلفية بشمال سيناء: أن المتحدث الرسمى للقوات المسلحة أشاد بنجاحات الحملة العسكرية وحرصها على «المحافظة على أرواح المدنيين والأبرياء» وهو ما يتناقض مع إطلاق النار العشوائى من قبل قوات الحملة باتجاه كل ما هوساكن ومتحرك بدعوى التحرك وفق معلومات دقيقة وموقوتة، وانتقد البيان الاعتقالات العشوائية لأفراد أبرياء يتهمون بأنهم عناصر إجرامية وخطرة ثم يفرج عنهم لعدم وجود ما يفيد إدانتهم بأى شيء، وهوما يكذب ما قاله الناطق باسم الجيش من أن القوات تعتمد على «الدقة والحرفية فى تنفيذ العمليات لتجنب الخسائر فى الأرواح» وهو ما ظهر جلياً فى اقتحام منازل المواطنين والمعهد الأزهرى بقرية «المقاطعة» وإصابة احد المدرسين بطلق نارى بلا أى داع أوسبب. وانتقد بيان الجماعة السلفية برفح تعمد الحملة العسكرية لإشاعة جو من الرعب واصطناع حالة من عدم الاستقرار بالنسبة للمواطنين وخصوصاً فى المناطق البعيدة عن الأحداث. تم نشره بالعدد رقم 615 بتاريخ 24/9/2012