أكد وزير البيئة الدكتور خالد فهمى أن زيارته الحالية لباريس تأتى استكمالا لزيارة رئيس الوزراء المهندس إبراهيم محلب لفرنسا منذ نحو أسبوع، حيث تم مناقشة الاستعدادات والتحضير للمؤتمر الدولى حول المناخ الذى سيقام فى نهاية العام الجارى بفرنسا. وقال الدكتور فهمى إن زيارته للعاصمة الفرنسية باريس تضمنت لقاءات مع نظيرته الفرنسية سيجولين رويال ووزير الشئون الخارجية والتنمية الدولية لوران فابيوس لبحث تنسيق المواقف بهدف إنجاح جهود مكافحة التغير المناخى من خلال الدور المحورى الذى يمكن أن تلعبه مصر بما لديها من ثقل فى محيطها الإقليمى والإفريقي. وذكر الوزير بأن الرئيس عبد الفتاح السيسى يترأس اللجنة الخاصة برؤساء الدول الإفريقية المعنية بالتغيرات المناخية، وبأن مصر تقود أيضا مؤتمر وزراء البيئة الأفارقة فى دورته الخامسة عشر والمستمرة لمدة سنتين، بالإضافة إلى أن مصر هى أيضا مسؤولة عن وزراء البيئة العرب. ولفت إلى أن مؤتمر باريس الدولى حول المناخ سيكون حاسما لتحديد مدى التزامات الدول المختلفة للحد من الانبعاثات المسببة للاحتباس الحراري. وأوضح أن استمرار الانبعاثات الدفيئة لها أثار حالية ومستقبلية وخيمة، "ففى أفريقيا فى دول مثل السنغال وجامبيا وجنوب أفريقيا المنشأت والمبانى والبنية التحتية الموجودة على شواطىء معرضة للدمار"، محذرا من أن ارتفاع المحيط الاطلنطى متر واحد يمكنه تدمير مدينة مثل كيب تاون، وبالتالى يجرى حاليا بحث من سيتحمل تكلفة ومسؤولية التخفيف من الانبعاثات الدفيئة وتعويض الدول المتضررة من الاختلال المناخي، "وهما نقطتان محوريتان دائما يوجد خلاف بشأنهما". وأكد أن فرنسا حريصة على إنجاح المؤتمر القادم حول المناخ حتى لا يفشل مثل مؤتمر كوبنهاجن وتقوم بالتحضير له منذ نحو تسعة أشهر، مشيرا إلى أن هناك اتصالات مستمرة وزيارات رفيعة المستوى متبادلة بين القاهرةوباريس لتحقيق هذا الهدف. وأضاف أن لقاءاته بالمسئولين الفرنسيين ركزت على ضرورة تنسيق المواقف، فضلا عن التأكيد على حرص مصر على الوفاء بالتزامتها الدولية وبإعداد "خطة توفيق الأوضاع" من خلال مساهمات تتطوعية لتخفيض انبعاثات ثانى أوكسيد الكربون مع تقييم الأضرار الناجمة من التغير المناخى عبر خطة تتضمن ما يلزم من موارد مالية ودعم فنى ونقل التكنولوجيا. وحول مساهمات مصر، أكد الدكتور خالد فهمى أن هناك الكثير من المشروعات بطبيعتها قليلة الانبعاث للكربون مثل الاستثمار فى الطاقة الشمسية والرياح، وفى مشروعات النقل الجماعى المستقبلية مثل "القطار الكهربائي، ومشروعات توسيع الطرق سيقلل من زمن الرحلة والتكدس المرورى وبالتالى الانبعاثات الضارة، والإدارة السليمة للمخلفات خاصة الصناعية، وترشيد الطاقة. وفى ذات السياق، شدد على أهمية الاجتماعات التى شارك فيها بباريس والخاصة بالحوار بين قطاع الأعمال والحكومات بشأن قضايا التغيرات المناخية، لافتا إلى أن الاجتماع جمع بين الحكومات وممثلى الشركات الكبرى الخاصة "لأنه لا يمكن إحراز تقدم فى مجال التغييرات المناخية دون مشاركة جادة من القطاع الخاص". وحول المشروعات المشتركة بين مصر وفرنسا فى مجال البيئة، وصف الدكتور خالد فهمى التعاون بين مصر وفرنسا فى هذا الميدان بأنه مطرد وهام وناجح جدا وقائم منذ نحو عشر سنوات ومرشح للازدياد، منوها بالدعم الكبير الذى تقدمه فرنسا لتنفيذ المرحلة الثالثة من مشروع التحكم فى التلوث الصناعي، كما من المقرر أن يتم التوقيع قريبا على اتفاق ثنائى فى مجال تدوير المخلفات. كما توجه بالشكر للحكومة الفرنسية لأنها ساعدت فى تنظيم على مدى ثلاثة أيام أول دورة تدريبية بالقاهرة للمفاوضين الافارقة حول كيفية إعداد الخطط للمساهمات التطوعية للحد من الانبعاثات الدفيئة. وشدد على أن الدول النامية لن تتنازل عن موقفها المتمثل فى تجنب أى تأثير على الفقراء، معتبرا أن التخفيف من الانبعاثات يجب أن تصاحبه جهود للتخفيف من حدة الفقر والبطالة وهذا مبدأ أساسى فى مصر وأفريفيا. وأكد أن مشاكل البيئة هى الوجه الأخر للاقتصاد، فإذا لم يكن هناك اقتصاد قوى لن تكون هناك بيئة سليمة. وأشاد بالأفق الواسع للجانب الفرنسى لاحتواء جميع الاّراء والقائم على مبدأ العدالة والشفافية، والفهم لاحتياجات وحقوق الدول النامية. وأضاف أنه سيعود إلى باريس فى مطلع الشهر المقبل لاستكمال المباحثات فى هذا الملف، مشيرا إلى أن الوفد الذى سيرافقه سيشمل مسؤولين من وزارات مختلفة. ومن ناحية أخرى، التقى الوزير خلال زيارته بباريس الوفد الامريكى برئاسة تود ستيرن المبعوث الأمريكى الخاص بالتغيرات المناخية، وأجرى معه مباحثات استمرت نحو ساعتين تناولت الموقف الأمريكى ومدى اتساقه مع موقف الدول النامية بصفة عامة وأفريقيا بصفة خاصة. كما بحث مع وزير البترول والثروة المعدنية السعودى المهندس على بن إبراهيم النعيمى التنسيق المصرى السعودى فى قضايا البيئة والتقى بمسئولين من شركة "جنرال الكتريك" التى تقوم بمشروع كبير فى الطاقة الكهربائية فى مصر. ومن المقرر أن يغادر وزير البيئة العاصمة الفرنسية غدا الجمعة فى ختام زيارته الرسمية والتى استهلها الثلاثاء الماضي.