ثورة جديدة ربما تشهدها مصر هى ثورة العطش، حيث عانى الكثير من المحافظات فى الأيام الماضية من الانقطاع الدائم لمياه الشرب، وإذا جاءت فإنها مختلطة بالصرف الصحى فى بعض المحافظات ما يهدد صحة المواطنين الذين وجدوا أنفسهم فى هذا الصيف شديد الحرارة ضحايا لأزمتين طاحنتين هما انقطاع المياه والكهرباء.. ففى المنيا يعانى أكثر من 5 ملايين مواطن من تلوث مياه الشرب لا سيما بمراكز المنيا وسمالوط وملوي وبني مزار ومطاى حيث احتوت المياه على شوائب كثيفة وزيادة في نسبة الأملاح والرصاص، تسبب في تفشى الأمراض وإصابة الآلاف بالأمراض. وشهدت المحافظة مظاهرات واحتجاجات غير مسبوقة بسبب النقص الحاد في المياه واختلاطها بالسموم نتيجة استمرار المصانع في صرف مخلفاتها الصناعية في مياه النيل بما يقدر ب40 ألف متر مكعب من مخلفات الصرف الصحى الخاص بمصنع سكر أبوقرقاص ومصنع حليج الأقطان بالمنيا الذى يصرف مخلفات الصرف الصحى وبشكل مباشر فى النيل، بالإضافة لآلاف القرى التي مازالت تصرف مخلفاتها في محيط الرى بسمالوط ونهر النيل.. وترجع كارثة تلوث المياه إلي حالة الشبكات التي تآكلت ولم تشهد عمليات صيانة أو إحلال وتجديد منذ ما يقرب من 30 عاما، التى ظهرت بشكل جلى وواضح بشبكة مياه شرب مطاى فشلت فى تشغيل محطة تحلية مياه الشرب بإدقاق لتغذية قرى غرب مطاى بقطاع حلوى ومنبال بعد تهالك شبكات الموصلة من محطة التحلية ومناطق الاستهلاك.. وفى الاسماعيلية شهد عدد من القرى نقصاً شديداً فى المياه، وتعاني انقطاعاً شبه دائم لمياه الشرب ومدينة الإسماعيلية تشهد يوميا انقطاع المياه لعدة ساعات ليلاً.. أما قري شباب الخريجين شرق قناة السويس فتعاني انقطاع مياه الشرب بصفة مستمرة. وفي مركز ومدينة فايد يعاني سكان المساكن الاقتصادية من الانقطاع الدائم للمياه وأعرب الأهالي عن غضبهم لتجاهل القيادات التنفيذية لشكواهم المستمرة ومعاناتهم التي يعيشونها من انخفاض ضخ المياه مع حلول فصل الصيف. وبمركز ومدينة التل الكبير توجد أزمة مياه من نوع آخر فالمياه ملوثة بسبب تدني مستوي النظافة والتعقيم داخل محطات مياه الشرب. وفى البحر الأحمر تلقت غرقة العمليات بالمحافظة بلاغات من المواطنين بانقطاع المياه ببعض المناطق وانتشرت ظاهرة بيع المياه بها حيث وصل سعر الطن إلى 25 وأحياناً إلى 50 جنيهاً وأكد المحافظ أن مشكلة المياه ستنتهى تماما بمدينة مرسى علم خلال 5 شهور. وفى المنوفية التى تعد المركز الأول بمصر فى الإصابة بالأمراض الناتجة عن تلوث مياه الشرب، حيث وصلت نسبة الإصابة بأمراض الكبد فى المنوفية إلى 27٪ من مرضى الكبد بمصر، والمتهم الأول فى ذلك هو تلوث المياه بسبب تهالك شبكات مياه الشرب التى مضى عليها عشرات السنين وانتهاء عمرها الافتراضى وتهالك خزانات المياه وعدم تنظيفها بشكل دورى، كذلك استمرار استخدام مواسير الاسبيستوس المحرمة دولياً، وغيرها من الأسباب التى رصدها تقرير صادر عن لجنة الصحة والبيئة بأمانة الحزب الوطنى - المنحل - آخر تقرير وكما يفعلون - شهد شاهد من أهلها - ورغم ذلك مازالت الجرائم مستمرة وازدياد نسبة الإصابة والموت بالمرض - الالتهاب الكبدى والفشل الكلوى والسرطانى.. أشار التقرير إلى تهالك شبكات مياه الشرب وانتهاء عمرها الافتراضى، حيث مر على بعضها عشرات السنوات دون تغيير أو إحلال وتجديد وعدم وجود حرم كامل حول الآبار الارتوازية ووجود خزانات صرف لبعض الأهالى «ترنشات» حولها للصرف الصحى كما هو معروف عالمياً وفنياً بسبب زحف المبانى وانتشار الفساد فى المحليات وتقاعس الوحدات المحلية عن إزالة هذه المخالفات.. وفى مطروح تواجه المواطنين صعوبات بالغة فى الحصول على احتياجاتهم من المياه، خاصة بعد إغلاق خطوط المياه الموصلة للمنازل لفترات طويلة، لاحتياج هذه الخطوط لكميات كبيرة من المياه لم تعد الشركة قادرة على الوفاء بها مؤخرًا، بينما تم قصر توزيع المياه على سيارات نقل المياه، وهو ما تسبب فى زيادة معاناة المواطنين وصعوبة حصول أى منهم على سيارة مياه قبل أيام من تقدمه بالطلب وسداد ثمن المياه بسبب الزحام الشديد ب «غراب المياه الكيلو 8» وهى محطة تعبئة تانكات سيارات نقل المياه ويعيش أهالى مطروح حالة من القلق، خوفًا من استمرار الأزمة، خاصة مع بدء موسم الصيف السياحى، الذى يعتمد عليه معظم الأهالى، لأنه يمثل مصدر الدخل الرئيسى لهم ويتخوفون من تأثره بسبب استمرار تزايد أزمة نقص المياه نشر بالعدد 607 تاريخ 30/7/2012