ضربة قاصمة وجهها الرئيس محمد مرسى للمجلس العسكرى بعد إقالة رئيسه المشير حسين طنطاوى ونائبه سامى عنان وإقالة ثلاثة من أعضائه دفعة واحدة وهم الفريق رضا حافظ قائد القوات الجوية والفريق عبدالعزيز سيف قائد قوات الدفاع الجوى وايهاب مميش قائد القوات البحرية. وقد حرص مرسى ان يحل المجلس العسكرى بأقل الأضرار حتى يتجنب غضب القادة العسكريين، حيث صاحب اقالة طنطاوى وعنان تعيين اللواء محمد العصار نائباً لوزير الدفاع وتعيين القادة المقالين فى مناصب رفيعة بالدولة، حيث تم تعيين قائد القوات الجوية المقال رضا حافظ وزيراً للإنتاج الحربى وتعيين قائد قوات الدفاع الجوى المقال عبدالعزيز سيف رئيسا للهيئة العربية للتصنيع وقائد القوات البحرية المقال إيهاب مميش رئيساً لهيئة قناة السويس، وهو ما جعل أعضاء المجلس العسكرى يبيعون المشير طنطاوى والفريق سامى عنان بعد الاقالة المفاجئة من قبل مرسى ليعلن العصار على غير الحقيقة ان هذه التغييرات جاءت بعد التشاور مع المجلس العسكرى. اطاحة مرسى للقادة العسكريين جاءت بعد ان اطلق مرسى بالونة اختبار باقالة رئيس جهاز المخابرات اللواء مراد موافى بحجة حادث رفح الإرهابى وتصريحات موافى بان المخابرات كانت على علم بان هناك عناصر إرهابية وانه قام بإبلاغ الرئاسة بهذه المعلومات ولكننا لم نكن نتوقع ان يقتل المسلم أخوه المسلم فى وقت الافطار، كما لحق اقالة موافى اقالة كل من اللواء محمد نجيب قائد الحرس الجمهورى واللواء حمدى بدين قائد الشرطة العسكرية وتعيين قادة جدد بدلاً منهم دون ان يحتج المجلس العسكرى، خاصة ان هذه الاجراءات تخالف الاعلان الدستورى الذى حدد اقالة وترقية القادة العسكريين هى من اختصاص المجلس العسكرى. وأمام عدم اعتراض المجلس العسكرى عما قيل بمخالفة مرسى للإعلان الدستورى الذى خص المجلس العسكرى بالترقيات الداخلية بالجيش ليقوم مرسى بالانقلاب على المجلس العسكرى ويحله وينتزع منه سلطة التشريع واعادة تشكيل الجمعية التأسيسية. وكانت مصادر عسكرية اكدت ان الرئيس مرسى تعمد ان يحتفظ بالمشير حسين طنطاوى كوزير للدفاع والفريق سامى عنان كرئيس للأركان واطاح بهما بعد ان تم تشكيل حكومة هشام قنديل بخمسة أيام من أجل توجيه رسالة بأن الرئيس هو الذى جاء بهما وهو الذى اقالهما وان الجيش تحت سيطرة مرسى. واشار المصدر العسكرى ان الاجتماع الذى عقده مرسى بمجلس الدفاع الوطنى شهد مشادة ساخنة بين المشير ومرسى وذلك بسبب اصرار مرسى على ألا يتم تدمير الانفاق وان يعيد فتح المعبر استجابة لحركة حماس وهو الاجراء الذى رفضه المشير قبل الانتهاء من تطهير سيناء من المتسللين من الجانب الفلسطينى كما ان الفريق عنان اعطى بالفعل أمره بتدمير الانفاق وعددها 1200 نفق.وكان الرئيس مرسى قد كلف اللواء عبدالفتاح السيسى الذى كان يشغل منصب رئيس المخابرات الحربية بوزارة الدفاع منذ الخميس الماضى وذلك فى اجتماع مغلق اعلن عنه ان الرئيس يطلع فيه على معلومات بشأن العمليات العسكرية وبعدها بثلاثة أيام وتحديداً يوم الأحد قام الرئيس مرسى باصدار قرار بتعيين اللواء السيسى وزيرا للدفاع وترقيته إلى رتبة فريق أول حتى يكون أعلى رتبة من جميع أعضاء المجلس العسكرى.. وقد شهد يوم الأحد الماضى منع محررى الرئاسة من دخول القصر الجمهورى كما تم استدعاء كل من المشير محمد حسين طنطاوى والفريق سامى عنان لاجتماع مع الرئيس محمد مرسى. وبالفعل حضر طنطاوى وعنان، وكان اجتماعهما مع الرئيس في حوالي الثالثة ونصف عصرا وحتي قبل هذا الاجتماع لم يكن لدي طنطاوى وعنان أيه فكرة حول السبب الفعلي للاجتماع أو القرارات التي سيتم ابلاغهما بها وقد لا ينفي هذا توقعهما لمثل هذا القرار لكن فقط من قبيل التوقع .. واستمر الاجتماع الذي حضره بعض كبار معاوني الرئيس بحسب المصادر لحوالي نصف ساعة أخطرهما الرئيس بقراراته واكد علي تقديره لكل ما قدموه من عطاء لمصر والقوات المسلحة .. وهذا العطاء هو ما دفع الرئيس لمنح المشير طنطاوي قلادة النيل والفريق عنان قلادة الجمهورية .. وحرص الرئيس على التأكيد علي ان هذا ليس نهاية المطاف لهما ولكن عطاءهما سيستمر من خلال تعيينهما مستشارين له .. لكن المرحلة القادمة تتطلب التغيير وتجديد الدماء داخل القوات المسلحة .. وربما ما لا يتوقعه مرسي أو من حوله أن يتقبل طنطاوي وعنان القرارات بهدوء كما لو كانا ينتظرانها وفي أثناء اجتماع الرئيس مرسي مع المشير والفريق .. كان متواجدا في مكتب مجاور الفريق أول عبد الفتاح السيسي الذي كان قد أدى القسم الدستورى لتولي وزارة الدفاع وقائدا عاماً للقوات المسلحة .. وظل المشير طنطاوي والفريق عنان في غرفة الاجتماع مع الرئيس الذي غادرها متوجهاً للفريق أول السيسي والذي كان يعلم مسبقاً بقرار اختياره وزيراً للدفاع .. وأدي الوزير الجديد اليمين الدستورية أمام الرئيس مرسي وعقدا اجتماعاً .. وخلال هذا الاجتماع تم اعلان قرارات رئيس الجمهورية في كلمة مسجلة للمتحدث الرسمي لرئيس الجمهورية د. ياسر علي وبعدها بفترة ليست طويلة وربما كانت لمتابعة ردود الفعل المبدئية علي قرارات الرئيس مرسي خاصة في الشارع .. وبعدها غادر الفريق أول السيسي متجها مباشرة إلي وزارة الدفاع .. وبعده بحوالي نصف ساعة غادر كل من المشير طنطاوي والفريق سامي عنان مقر رئاسة الجمهورية.. وتوجها مباشرة من مقر الرئاسة الي استراحة وزير الدفاع ورئيس الأركان. ورغم علم المشير بقرار اقالته الا ان الرئاسة حرصت ألا تعلن خبر اقالة طنطاوى وعنان الا بعد ان تم التأكد انهما قد وصلا بالفعل إلى منزليهما وغادرا مكاتبهما بوزارة الدفاع وسط اجراءات تأمين حتى لا يتسرب الخبر إلى وسائل الإعلام الا من خلال بيان رئاسة الجمهورية الذى ألقاه د. ياسر على مباشرة من رئاسة الجمهورية. وبهذا فقد ضاع حلم سامى عنان فى تولى حقيبة وزارة الدفاع وهو القرار الذى كان سيعد من قبل المجلس العسكرى بعد الانتهاء من الدستور الجديد ووفقاً للإعلان الدستورى المكمل وقد أصابت هذه القرارت كلاً من المشير طنطاوى والفريق عنان بحالة من الاكتئاب، حيث ذهبا إلى منزلهما وأغلقا جميع التليفونات الخاصة بهما ورفضا الرد على اى تليفونات سواء من مقربين أو عسكريين للاستفسار عن مدى صحة هذه الأخبار فى حين قام اللواء يسرى مدير مكتب المشير حسين طنطاوى يؤكد للمقربين للمشير ان هذه الاجراءات تمت بناء على طلب المشير. وبهذا يكون قد تخلص مرسى من المجلس العسكرى وكرمهم بشكل مهين بقلادة نيل إلى المشير وقلادة الجمهورية للفريق سامى عنان ويسيطر مرسى على مقاليد الجيش تم نشر المقال بعدد 610 بتاريخ 20/8/2012