يتابع العالم بقلق متزايد الأزمة بين روسياوأوكرانيا، في ظل وتيرة أخبار متسارعة تؤشر إلى زيادة التعقيدات بشأن الحرب المنتظرة بين الجانبين. شهدت الأيام الماضية تحركات من جانب الاتحاد الأوروبي لاحتواء الأزمة ووقف التصعيد في حين عقد الرئيس الفرنسي قمتان مع رئيسين الروسي والأوكراني بهدف وقف الحرب المنتظرة.
على الجانب الآخر أكد عدد من الخبراء أن الوضع بين الجانبين يتجه للتهدئة في ظل التدخل الأمريكي الفرنسي بجانب أن هذا الصراع لن يؤثر بشكل كبير على المصالح المصري سواء فيما يتعلق بالقمح كون روسياوأوكرانيا أكبر موردان للقمح لمصر أو فيما يتعلق بالنفط والأسعار التي قاربت على 100 دولار للبرميل وهي أعلى سعر له منذ سنوات. فلاديمير زيلينسكي، والرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون
قالت الدكتورة نورهان الشيخ، أستاذ العلاقات الدولية، بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية، جامعة القاهرة، أن الوضع في روسيا يتجه إلى التهدئة خاصة بعد تدخل العديد من الدول الكبرى، والتي كان آخرها فرنسا، والقمة التي عقدت الأيام الماضية بين الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، نظيره الروسي فلاديمير بوتين في العاصمة الروسية موسكو، وتبعها قمة ثانية بين الرئيس الفرنسي والرئيس الأوكراني، فلاديمير زيلينسكي.
وأضافت "الشيخ" في تصريحات خاصة ل " صوت الأمة" أن هذه اللقاءات لم تكن سهلة حيث استمرت لنحو 5 ساعات بين الرئيس الفرنسي ونظيره الروسي، واستكملت عقب المؤتمر الصحفي الذي عقد بينهم، مشيرة إلى أن هذه اللقاءات تعكس حجم التحركات الدولية والرغبة الأوروبية لاحتواء الأزمة وعدم حدوث تصعيد عسكري بين روسياوأوكرانيا، خاصة أن هناك زيارة مرتقبة من جانب المستشار الألماني لروسيا منتصف الشهر الجاري لبحث الأزمة.
ماكرون وبوتين
وأشارت أن سيناريو الحرب الكبرى أصبح مستبعد في ظل التحركات الأوروبية وفي أسواء التوقعات سيكون هناك مناوشات بين تجمع "دونباس" و"كييف" وهي عاصمة أوكرانيا خاصة في ظل الاستعداد العسكرية بين الطرفين خلال الفترة الماضية، مشيرة إلى أن أوروبا ستكون أكثر المتضررين في حالة حدوث حرب أو تصعيد عسكري بين روسياوأوكرانيا.
وعن تأثير هذه الصراع على المصالح المصرية، قالت "الشيخ": أن ما يحدث سيكون له تأثير أكبر على الدول الغربية أما على مصر سيكون هناك تأثير محدود، حتى فيما يتعلق بالقمح الروسي، كون روسيا شريك استراتيجي للدولة المصرية، وهناك مصالح مشتركة في عشرات المجالات؛ أبرزه القمح، حيث تستورد مصر من روسيا ما يقرب من 10 مليون طن سنويا، وفي نفس الوقت تأتي أوكرانيا في المركز الثاني بعد روسيا من، حيث استيراد القمح حيث تستورد مصر من أوكرانيا ما يزيد عن 2 مليون طن سنويا، وفي كل الأحوال لن تؤثر هذه الصراعات على أمداد مصر من القمح خاصة في ظل تعهد هذه الدول بالالتزام باتفاقية.
واختتمت أستاذ العلاقات الدولية، أن هذه التطورات ستؤثر على أسعار النفط العالمية ولكن مصر لن تتأثر بهذه الأسعار حيث لا تستورد نسبة كبيرة من النفط وتعتمد بشكل أساسي على الإنتاج المحلي ولكن ستكون هناك دول أخرى ستتأثر منها تركيا وألمانيا كونهما يعتمد بشكل أساسي على النفط المستورد مشيرة إلى أن هناك توقعات بوصول سعر برميل النفط إلى 100 دولار خلال الفترة المقبلة ولكن لن يكون سبب الصراع بين روسياوأوكرانيا هو السبب الرئيسي لارتفاع أسعار النفط.
