توترات شديدة شهدتها المناطق الحدودية في الجنوب اللبناني من صباح اليوم، على خلفية تنفيذ حزب الله اللبناني عملية ضد جيش الاحتلال الإسرائيلي في منطقة مزارع شبعا على الحدود بين الجانبين ردا على هجوم إسرائيلي قتل فيه عضو بالحزب في سوريا الأسبوع الماضي. وجاءت عملية اغتيال إسرائيل لإحدى الكوادر العسكرية في حزب الله ويدعى علي كامل محسن، ضمن سلسلة من الاغتيالات التي نفذتها إسرائيل واستهدفت قادة مسلحين تابعين للحزب في لبنانوسوريا والعراق، وقالت إنها تستهدف قطع يد إيران في هذه الدول.
لكن عملية الاغتيال الأخيرة، رُجح مراقبون معه أن ينفذ الحزب عملية انتقامية، وهو ما دفع جيش الاحتلال الإسرائيلي إلى الاستعداد والتجهير عبر نشر فجر اليوم الاثنين مدافع وبطاريات مضادة للصواريخ على طول حدود لبنان، عقب لقاء جمع بين وزير الدفاع باني جانتس ورئيس الأركان أفيف كوخافي بالقرب من المنطقة الحدود الشمالية في وجود قائد المنطقة.
ولم يقف التوتر على القصف اللبناني، بل ردت إسرائيل عبر تنفيذها قصفا مدفعيا مكثفا على عدد من المناطق اللبنانية الحدودية، وطال القصف مرتفعات لبنانية حدودية تقع ببلدة كفر شوبا ومزارع شبعا، وذلك عقب سماع دوي انفجارات وإطلاق نار بشكل مفاجئ ظهر اليوم.
وتصاعدت سحب الدخان بصورة كثيفة، لاسيما في منطقة (رويسات العلم) كما اندلعت بعض الحرائق جراء القصف المدفعي الذي لا يزال متواصلا، في حين تُحلق طائرات الاستطلاع الإسرائيلية من دون طيار في المناطق الحدودية بين البلدين.
ورأى محللون أن هجوم حزب الله والرد الإسرائيلي قد يشعل هذه المنطقة الحدودية حربا واسعة بين الجانبين كانت قد بدأت ملامحها تظهر في أعقاب مقتل أحد أعضاء حزب الله في سوريا وهو ما ظهر في تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بعد هذا الحادث، وقال: "نحن نتابع باستمرار ما يجري على حدودنا الشمالية.. وعندما أقول (نحن) أعني أنا شخصيا ووزير الدفاع ورئيس هيئة الأركان العامة لجيش الدفاع.. كلنا معا". وأضاف: "سياستنا واضحة.. ولن نسمح لإيران بالتموضع عسكريا على حدودنا مع سوريا.. وقد حددت هذه السياسة قبل سنوات ونتمسك بها بشكل متسق".. محملا لبنان وحزب الله مسؤولية أي اعتداء ينطلق من الأراضي اللبنانية باتجاه إسرائيل.
وأكد أن جيش "الاحتلال" الإسرائيلي مستعد لجميع السيناريوهات.. "ونحن نعمل على جميع الساحات من أجل أمن إسرائيل - قرب حدودنا وبعيدا عنها".
المتحدث الرسمي باسم قوات حفظ السلام الدولية التابعة للأمم المتحدة العاملة في الجنوب اللبناني (يونيفيل) أندريا تيننتي، أن رئيس بعثة القوات الدولية وقائدها العام الجنرال ستيفانو دل كول، يجري حاليا اتصالات مكثفة مع الجانبين الإسرائيلي واللبناني في سبيل وقف الاشتباكات المسلحة في منطقة الجنوب.
وعلق المتحدث باسم اليونيفيل - في تصريح له اليوم على هذه التطورات وقال- إن الجنرال دل كول يعمل على تقييم الوضع مع كافة الأطراف وصولا إلى لجم التوتر وحث جميع الأطراف على ممارسة أقصى درجات ضبط النفس.
توقف القصف المدفعي المركز الذي نفذته إسرائيل على مدى ساعة ونصف الساعة على المناطق الحدودية في الجنوب اللبناني، في حين لا تزال طائرات الاستطلاع الإسرائيلية تواصل تحليقها بصورة مكثفة في أجواء مناطق الجنوب لاسيما منطقة مزارع شبعا، مع استمرار تصاعد سحب الدخان في أجواء المناطق الحدودية المشتركة جراء القصف المدفعي الإسرائيلي.
