في نهاية شهر مايو الماضى، أعلنت وزارة الزراعة واستصلاح الأراضى، عن وصول دودة الحشد الخريفية أو الدودة الخريفية أو دودة الحشد، إلى أراضى المحروسة لأول مرة، بعد أن قام فريق، من خبراء وعلماء مركز البحوث الزراعية، والإدارة العامة لمكافحة الآفات الزراعية، بأخذ عينة حشرية من أحد حقول الذرة الشامية، في قرية العقبة بمركز كوم أمبو في محافظة أسوان، وجاءت نتائج التحليلات، التي أجُريت لتلك العينة، في معهد بحوث وقاية النبات، لتؤكد أنها ترجع لهذه الحشرة. زراعات الذرة تتعرض لأخطار دودة الحشد الخريفية
رحلة من أمريكا الشمالية لأفريقيا ويعود أصل انتشار دودة الحشد الخريفية، التي تهاجم المحاصيل، في مجموعات أشبه ب الجيوش، إلى قارة أميركا الشمالية، غير أنها انتقلت إلى أفريقيا في مطلع عام 2016، عن طريق السفن أو الطائرات، لتنتشر بعد ذلك في جميع أنحاء القارة الإفريقية، متنقلة من بلد إلى آخر، وعلى الرغم من القدرات التدميرية والتخريبية الهائلة لهذه الحشرة، التي تحدّثت عنها منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة "الفاو"، في تقرير لها على موقعها الرسمي، إلاّ أن الدكتور ثائر ياسين، المسئول الإقليمي لوقاية النبات، بمكتب "الفاو" لمنطقة الشرق الأدنى وشمال أفريقيا، قال في تصريحات صحفية، إن مقاومتها هذه الحشرة مازالت ممكنة، وأوضح مسئول "الفاو" :أن هذه الحشرة يمكن ليرقاتها أن تقطع ما يصل إلى 100 كلم في الليلة الواحدة، كما أنها تتوالد بشكل كبير، حيث يمكن لليرقة خلال حياتها أن تضع ما يقرب من ألف بيضة، وتتغذى على أكثر من 80 محصولاً، من بينها الأرز، و"السيرجوم" الذرة الرفيعة، وقصب السكر، ومحاصيل الخضراوات والقطن، ولكنها تُفضّل الذرة، وتُقدّر منظمة "الفاو" الخسائر المتوقعة في حالة عدم التمكن من مواجة هذه الحشرة لحوالى 4.8 مليار دولار من إنتاج الذرة وحدها، وهو ما جعلها تطلق بالتعاون مع الحكومة المصرية، خطة طوارئ لمواجهتها عبر 4 أسلحة هي التدريب والمصائد الهرمونية والمقاومة البيولوجية والإنذار المبكر، وشدد ياسين على ضرورة التكامل بين هذه الأسلحة في المواجهة، بحيث تعمل معاً بشكل متكامل لمواجهة هذه الحشرة المُدمّرة. دودة الحشد الخريفية تلتهم زراعات الذرة
ثلاث سنوات مكافحة للآفة كانت منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو)، قد أطلقت اليوم "العمل العالمي لمكافحة دودة الحشد الخريفية"، ولمدة ثلاث سنوات، لتكثيف الجهود الرامية، للحد من الانتشار المتزايد للآفة الغازية، التي تتسبب في أضرار جسيمة، لإنتاج الأغذية، وتؤثر على ملايين المزارعين، في جميع أنحاء العالم، وقد انتشرت دودة الحشد الخريفية، وهي إحدى آفات المحاصيل المستوطنة في الأمريكتين، سريعاً عبر إفريقيا في السنوات الأربع الماضية، وصولاً إلى منطقة الشرق الأدنى وآسيا، وقد اعتبر تقرير رسمي لمنظمة "الفاو" أن دودة الحشد الخريفية هي آفة قاتلة، تسبب خسائر كبيرة، في محاصيل الذرة والأرز والذرة الرفيعة والدخن وغيرها من المحاصيل، لأنها قادرة على مهاجمة أكثر من 80 نوعاً مختلفاً من المحاصيل، في حال لم تكن تحت الإدارة والسيطرة الجيدة، واستناداً إلى تقديرات العام 2018، يتم سنوياً خسارة حوالى 17.7 مليون طن من الذرة، بسبب هذه الآفة في إفريقيا وحدها. دودة الحشد الخريفية تقضى على الزراعات
ويمكن أن تغذي هذه الكمية من الذرة، عشرات الملايين من السكان، وتمثل خسارة اقتصادية تصل إلى 4.6 مليار دولار، وفي هذا السياق، قال شو دونيو، المدير العام ل "الفاو" خلال حفل إطلاق العمل الجامعي، على هامش اجتماعات مجلس "الفاو"، الهيئة التنفيذية للمنظمة:"تهدد دودة الحشد الخريفية الأمن الغذائي لمئات الملايين من الناس، وكذلك سبل عيش المزارعين أصحاب الحيازات الصغيرة"، وشدد المسئول الأممى على أنها "تهديد عالمي يتطلب منظوراً عالمياً"، كما حثّ الدول الأعضاء في المنظمة، على "تعزيز الجهود الحالية إلى درجة كبيرة"، لمنع انتشار هذه الآفة الضارة إلى مناطق جديدة، وقد شهدت فعالية اليوم أيضاً، مشاركة السيد جيلبرتو سيلفا، وزير الزراعة والبيئة في كابو فيردي، والسيد رودولفو فيسيرا، وكيل وزارة الزراعة في الفلبين، والسيد روبرت بيرترام، كبير علماء الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية، والسيد أسلاك برون، سفير النرويج والممثل الدائم للنرويج لدى الفاو، والسيد جينج يوان شيا، أمين الاتفاقية الدولية لوقاية النباتات، إلى جانب مجموعة من المسئولين الحكوميين والخبراء من جميع أنحاء العالم ووكالات الأممالمتحدة وأوساط أكاديمية، وخلال الكلمة التي ألقاها، مدير "الفاو"، قال إن المنظمة الدولية تسعى إلى جمع 500 مليون دولار، على مدى السنوات الثلاث المقبلة، للسيطرة على دودة الحشد الخريفية، ولتحقيق هذه الغاية، اقترح شو إنشاء صندوق عمل عالمي، وهو أول صندوق استئماني متعدد الشركاء، يهدف إلى مواجهة تهديدات دودة الحشد الخريفية، كما شجع المسئول الزراعى الكبير البلدان على المساهمة في آلية التمويل هذه. أطوار دورة حياة دودة الحشد الخريفية
مبيدات الآفات شديدة الخطورة وأشار شو إلى أن المبادرة تدعو أيضاً إلى تعزيز الشراكات، لتنفيذ آليات "الفاو" الحالية، مثل مدارس المزارعين الحقلية، والتعاون فيما بين بلدان الجنوب، والتعاون الثلاثي، بالإضافة إلى إنشاء قنوات تعاون جديدة، مضيفاً أن المبادرة ستدعم بشكل خاص مبادرة "يداً بيد" الجديدة، والقائمة على البيانات، بحيث تتم التدخلات في المناطق الأشد احتياجاً إليها، وقال شو: "علينا أن نعمل جميعاً معاً "الفاو" والمنظمات الدولية الأخرى والحكومات والقطاع الخاص ومراكز البحوث والأوساط الأكاديمية والمجتمع المدني. ومع المبادرة المقترحة، تلتزم "الفاو" بوضع المعارف والخبرات والدروس، المستفادة من أصحاب المصلحة والشركاء، في خدمة المزارعين في جميع أنحاء العالم، للقضاء على التهديد العالمي لهذه الآفة، وسيتم تنفيذ مبادرة "العمل العالمي" بين الأعوام من 2020 وحتى 2022، ومن المتوقع حشد الموارد والخبرات العالمية، لتعزيز القدرات الوطنية للتصدي للدودة الخريفية، وتعزيز الجهود الرامية لتثبيط الاستخدام واسع النطاق، لمبيدات الآفات شديدة الخطورة، وتوفير الموارد للبحث والابتكار العلمي، لتطوير حلول فعّالة للتصدي للآفة، مثل تطبيق "الفاو" الجوال، لنظام المراقبة والإنذار المبكر لدودة الحشد الخريفية، ومن شأن تلك المساعدة، أن تساهم في السيطرة على الآفات، في المناطق المصابة، والحد من خطر انتشارها إلى مناطق جديدة، بما في ذلك أوروبا وجنوب المحيط الهادي. دودة الحشد الخريفية تلتهم الزراعات
