آخر تقاليع عرائس المولد والحلوى السبت المقبل يحتفل العالم الإسلامى بالمولد النبوى، والذى تختلف احتفالاته فى مصر عن غيره فى سائر البلاد، فالمصريون لهم عادات وتقاليد معينه مرتبطة بالاحتفالات بمولد النبى عليه الصلاة والسلام بين شراء حلوى المولد وعروسة المولد للأطفال والسيدات المتزوجات حديثا، بالإضافة إلى الاحتفال بسماع المنشدين والمادحين وزيارة بيت ال النبى وحضور الحضرة وتوزيع الحلوى على الفقراء والأيتام.. ولكن مع رؤية هلال شهر ربيع الأول يبدأ السلفيون فى نشر الفتاوى بتحريم الاحتفال بمولد النبى.. إلا أن الشعب المصرى ومنذ أكثر من 1400 عام يطرد كل دخيل على عاداته من حياته ويبقى احتفاله بمولد النبى بالمصرى. مع بداية الاحتفالات بالمولد النبوى الشريف، تقام الشوادر وتتزين المحلات لبيع الحلوى المولد النبوى الشريف، وهى حلوى السمسمية والفولية والسودانية، والذى يتم اهداؤها خاصة للأطفال أو للعروس حديثة الزواج.
ويرجع الاحتفال بذكرى ميلاد النبى محمد صلى الله عليه وسلم، لعهد الفاطميين، والذى كانت فيه تنظم المواكب بالخيول، ويجتمع كبار القوم مع الحاكم فى إحدى المساجد الكبرى، وخلال ذلك تنشد الأشعار والتواشيح التى تروى السيرة النبوية والمديح النبوي، ومع ذلك الجو الروحانى يتم توزيع الحلوى والحصان الذى يرمز للحاكم والعروسة التى ترمز لزوجته على الأطفال والفقراء فى الشوارع، ومع مرور الوقت تطور الاحتفال بذلك اليوم وشهدت أيضا حلوى المولد تطور كبير سواء فى الشكل أو الخامات أو الأسعار ليظل صناع الحلوى يتفننون فى ابتكار أشكال متعددة من الحلويات فى هذا اليوم.
ونتيجة لارتفاع الأسعار فقد شهدت حلوى المولد، ارتفاعا فى الأسعار حتى أن سعر العلبة قد يصل فى بعض المحلات ما بين 500 جنيه و1500 جنيه لعلب الحلوى المميزة، ولكن من الممكن أن يتم الحصول على علبة بها بعض الأصناف البسيطة وذلك ب 100 جنيه. وتأتى أسعار حلوى المولد، فالسمسمية والحمصية والسودانية تبدأ أسعارها من 45 جنيها للكيلو، والسودانية الكيلو منها بحوالى 40 جنيها، فيما تحاول الكثير من المحلات التنافس فيما بينهم حيث يتم عرض المنتجات بطريقة جاذبة للجمهور مع الاعتماد على جودة المنتج.
وقد حاول الكثير من المحلات تعويض عدم وجود الحصان والعروسة المصنوعة من السكر، والتى تحتاج لتكلفة كبيرة كما يقول محمد فتحى صاحب أحد الشوادر لبيع حلوى المولد، وذلك اما بعرضها بحجم صغير لمجرد ادخال البهجة والفرحة على الأطفال وتبدأ اسعارها من 50 جنيها، ولكن الإقبال يكون أكثر على الحصان والعروسة البلاستيك والتى يتم تزينها بالقماش المزركش والتل فلم يعد هناك من يصنعها من الورق الكوريشة الا نادرا وذلك لعرضها بسعر قليل، وتبدأ اسعار العروسة والحصان البلاستيك من 125 جنيها حسب الحجم ولكن بالتأكيد الأكثر مبيعا هو الحجم الصغير، ولكن هناك من يشترى العروسة الكبيرة والتى تبدأ أسعارها من 300 جنيه، وذلك ليقوم الشاب بتقديمها هدية لعروسته ، كما يتم بيع لعب المولد البلاستيكية للأطفال فهى تبدأ من سعر 5 جنيهات وتصل إلى 50 جنيها حسب جودة التصنيع.
ويرجع ارتفاع أسعار علب حلوى المولد، كما أوضح سيد عيد، أحد البائعين إلى ارتفاع أسعار السكر والمكسرات، خاصة الفستق والبندق والكاجو وعين الجمل واللوز، والتى يتم استيرادها من الخارج، ويقول المحلات تحاول أن تتنافس فيما بينهم عن طريق الأسعار وتقديم منتج جديد، فحاليا يوجد بعض المحلات التى تقدم حلوى المولد للرجيم والتى تعتمد على السكر الدايت ولكن بالتأكيد يكون سعرها مرتفع فتبدأ العلبة من 1500 جنيه، وهناك من أدخل الحلوى المسكرة بين أصناف حلوى المولد مشيرا إلى أن هناك من يشترى العلب الجاهزة والتى يقوم المحل بأعدادها مسبقا والتى يبدأ ثمنها من 60 جنيه للعلبة المكونة من 11 صنفا، أما العلبة اللوكس فلها ثلاث أحجام ويبدأ سعرها من235 جنيها للحجم الصغير أما اللوكس الكبيرة فيصل سعرها الى 400 جنيه، وهناك علب حلوى المولد الفاخرة والتى يبدأ سعرها من 570 جنيها للصغيرة أما الفاخر الكبير فيصل سعرها الى 1290 جنيها.
وعروسة المولد أو الحصان، لا أحد يعرف على وجه التحديد أصل عروسة وحصان وارتباطهم بالمولد النبوى الشريف، فبعض الروايات قالت إنها عادة فرعونية وبعض الروايات تقول إنها مسيحية وكثير من الروايات تقول إنها إسلامية ظهرت فى عهد الفاطميين ولكن من المؤكد أن عروسة المولد عادة مصرية تتفرد بها مصر دون البلاد الإسلامية والعربية.
الرواية الأولى، تعود إلى أصل فرعونى حيث تم ربطها بعروس النيل حيث تم العثور على نماذج مصنوعة من العاج والخشب فى مقابرهم وعند تجريد رأس العروسة من زينتها نجدها شبيهة بشكل «حتحور» ربة الحب والجمال والغناء عند الفراعنة.
