شارك الرئيس عبد الفتاح السيسى في طاولة مستديرة لمناقشة تأثير مواقع التواصل الاجتماعي على الإنسان بالجلسة المنعقدة تحت عنوان: «تنقذ أم تستعبد مستخدميها»، وتفاعل الرئيس السيسي مع أراء المشاركين بالجلسة من مؤيدين لإيجابيات مواقع التواصل الاجتماعي والمعارضين لتوغلها في المنطقة العربية، فضلا عن التعرف على طرق استخدام الإرهابيين لتقنيات مواقع التواصل. وقال الرئيس عبد الفتاح السيسى في تعليقه على جلسة: «تأثير مواقع التواصل الاجتماعي.. تنقذ أم تستعبد مستخدميها»، إن التطور الإنساني أمر لا قبل لهم به ويقبلونه ويتم هضمه بواسطة البشر مستشهدا على معاصرته الجيل الذي لم يشاهد التلفزيون وتعايش المواطنين وقتها بصورة جيدة، ثم دخول التلفزيون كوسيلة اتصال وإعلام والتخوفات التي رافقته من تغيير للحياة بسبب تحلل التقارب الشديد بين الأسر. وأضاف الرئيس السيسى أن ما يحدث الآن من تطور لشبكات التوصل الاجتماعي تطور إنساني قائم وسيتعاملون معه وفي المستقبل سيتم هضمه أيضا كما حدث مع التلفزيون، قائلا: «التطور الإنساني اللي بيحدث جزء من صناعة الله فى وجوده ولا يخرج عنه، وهذا السياق يسير به الوجود وسنتفاعل معه والدليل جلوسنا الآن نتحدث عن طرق تعظيم الاستفادة من مواقع التواصل والايجابيات والتقليل من السلبيات». اقرأ أيضاً: منتدى شباب العالم 2018.. كيف نفى السيسي شائعات منع السوشيال ميديا؟ وأوصى الرئيس السيسي في الجلسة بوضع تشكيل لجنة قومية أو مجموعة بحثية قومية تناقش موضوع تأثير مواقع التواصل الاجتماعي من كافة الاتجاهات والجوانب وتضع إستراتجية للتعامل معه نعظم من خلالها الاستفادة قدر الإمكان من شبكات التواصل الاجتماعي، مؤكدا أن أي محاولة لمجابهتها أو منعها لن تنجح ولابد من التعامل مع الواقع والنجاح في الاستفادة منه. وأوضح الرئيس السيسي أن أي اختراع جديد يشهده العالم ممكن يكون أداة للبناة وأداة للتدمير، ومن المفترض أن نعظم الاستفادة من وسائل التكنولوجيا ونجهز المجتمع لتكون هذه الاختراعات أداة للبناء والتعليم والتواصل الصحي. مصر ومواقع التواصل الاجتماعي وعن ما يهمه في مصر فيما يتعلق بشبكات التواصل الاجتماعي، قال الرئيس السيسى: «اللي يهمني في مصر والدول غير المتقدمة على غرار مصر أن تعلم شيء وهو أن التقدم الكبير الذي يحدث في العالم، الدول المتقدمة وشعوبها بتقدمهم ومعارفهم وبأنماط ثقافتهم يستطيعون التعايش معه بشكل يقلل كثير من مخاطره والعكس بالنسبة لنا وهو يؤثر فينا بشكل كبير بطريق غير صحيح». وكشف الرئيس السيسى عن محاضرة ألقاها في عام 2010 حينما كان مديرًا للإستخبارات، متابعا: «قلت في المحاضرة التطور الذي حدث في وسائل الاتصال ستؤدي إلى خطر شديد على مصر والمنطقة العربية وهذا الكلام مسجل أمام مجموعة من الجيش والمصريين وقتها»، مؤكدا أن ما قاله في المحاضرة هو الذي وقع فيما بعد من أحداث شهدتها مصر. اقرأ أيضاً: ملتقى حواري مثمر.. منتدى شباب العالم 2018 في عيون المشاركين وأوضح الرئيس السيسي، أن شبكات التواصل نفذت تصوير انطباع عن شكل وحالة الدولة وأهمية التغير من خلال استخدام مواقع التواصل التي لم تكن الدولة والشعب غير مستعدين لها إلا بعد ما وقعت فيه مصر من أحداث على مدار السبع سنوات الماضية، مؤكدا أن ما شهدته مصر من أحداث ليس عيب في شبكة التواصل الاجتماعي ولكن عيب في استخدامنا لها لأننا لم نكن قادرين وغير مستعدين لهذا التطور واستخدامه الذي من الممكن أن يستخدم ضدنا ويؤدى إلى تشكيل انطباع غير حقيقى عن واقعنا ويحرك الجماهير ويؤدى في النهاية إلى مشكلة كبيرة فى المنطقة العربية. وحذر الرئيس السيسي من حدوث تطوير مرة أخرى لشبكات التواصل الاجتماعي إذا لم نكن على استعداد وجاهزية وفهم له سنجد أنفسنا مرة أخرى نتعرض للمشاكل نتيجة عدم المواكبة والتطور الكافي للتعامل مع تحديث شبكات التواصل واستخدام أدوات التواصل الاجتماعي وغيرها فى الصراع. وتابع: «هناك استخدامات أخرى لمواقع التواصل ويوجد أجهزة استخبارات تستخدم هذه الشبكات والعناصر الإرهابية تستخدم لتحقيق أهدافها، وطالما تواجدت وسائل جديدة تستطيع بها التأثير فى الصراع فلابد من استخدامها، ويهمنا في الموضوع أن مجتمعنا المصري والأفريقي والعربي والعالمي يتوقع انه حدوث استخدام وتطور الصراع». واستكمل: «الشائعات موجودة على مدى التاريخ الإنساني ولكن أسلوب استخدام ونقل الشائعات تطور بشكل كبير لأنها وسيلة نقل»، ووجه كلامه للشباب: «كل ما هنتطور ونبني ونثير الشخصية الإنسانية بشكل مناسب سنستطيع أن نتعامل بتوازن مع التطور الذي يحدث فى العالم في كل شي». وأشار الرئيس السيسى إلى أن حديثه عن شبكات التواصل الاجتماعي وتأثيرها ليس من باب ازعاج المواطنين ولكن حتى يضعوا القضية في مسارها المناسب، مشددا على ضرورة صيغة شخصياتنا الإنسانية وليس المصرية فقط بشكل متوازن للتعامل مع مواقع التواصل الاجتماعي والواقع والحياة والتطور بشكل متوازن. اقرأ أيضاً: منتدى شباب العالم 2018.. انطلاق جلسة «كيف نبني قادة المستقبل؟» بحضور السيسي يُذكر أن الرئيس عبد الفتاح السيسي شارك أمس في ثلاث جلسات ضمن فعاليات منتدى شباب العالم، وتحدث الرئيس في جلسات "دور قادة العالم في بناء واستدامة السلام" و"أفريقيا 2063: إفريقيا التي نريدها" و"ما بعد الحروب والنزاعات.. آليات بناء المجتمعات والدول" وتناول الرئيس في حديثه عددا من القضايا التي تتصل بالسلام وتطلعات القارة الأفريقية وقضايا الحروب والنزاعات واللاجئين. كانت فعاليات منتدى شباب العالم (شرم الشيخ 2018) قد انطلقت مساء السبت الماضي، تحت رعاية الرئيس السيسي وبمشاركته، وعقب انطلاق المنتدى رسميا افتتح الرئيس النصب التذكاري لإحياء السلام الذي يتضمن منحوتات على صورة القلب البشري صنعها فنانون من أنحاء العالم. وتمتد فعاليات المنتدى على مدى أربعة أيام، من السبت 3 نوفمبر حتى الثلاثاء 6 نوفمبر، وسبقت هذه الفعاليات لقاءات وورش عمل بين الشباب المشاركين، الذي يبلغ عددهم 5 آلاف شاب وفتاة من 163 دولة حول العالم، ومن المرتقب أن يختتم المنتدى فعالياته مساء غد، بجلسة إعلان التوصيات الناتجة عن ورش المنتدى وندواته ولقاءاته الحوارية، ثم الحفل الفني الذي يحضره الرئيس.
