يبدو أن الدكتور نبيل العربي قد ورث تركة مثقلة بالفساد من الأمين العام السابق للجامعة العربية عمرو موسي.. وتتوالي مفاجآت الصندوق الأسود في بيت العرب كلما اطمأن الموظفون إلي تحررهم من القبضة الأمنية وتأكدوا من خلو المبني من عيون وآذان المخبرين، ، صوت الأمة" حصلت علي وثائق رسمية تكشف تورط موظفة بقطاع المراقبة المالية بالجامعة العربية بعد أن خدعت صديقتها وحصلت منها علي مبلغ مالي لتوفير وظيفة لها بالجامعة العربية، وآخر ينصب علي سيدة مصرية مقيمة بدولة الإمارات العربية ويحصل منها علي اثنين وربع مليون درهم إماراتي لمنحها درجة سفيرة للسياحة العربية . حكايات غريبة نبدأها بمحضر شرطي رقم 238 لسنة 2011 إداري قصر النيل قامت بتحريره آية محمد عبدالجواد زكي ضد صديقتها غادة محمد علي الموظفة بعقد مؤقت في قطاع الرقابة المالية بالجامعة العربية، تتهمها بالحصول علي مبلغ من المال والتوقيع علي إيصال أمانة بمبلغ سبعين ألف جنيه مقابل توفير فرصة عمل لها بالأمانة العامة للجامعة العربية، وعندما اكتشفت آية أن زميلتها وصديقتها ابنة البساتين خدعتها توجهت إلي الجامعة العربية تطالب بحقها دون جدوي، بل تطور الأمر إلي حد تهديدها من فتاة البساتين ووالدها فقامت بتحرير محضر آخر بقسم شرطة دار السلام برقم 1239 في 16 يناير 2011، وصدر حكم علي غادة محمد علي بالحبس لمدة سنتين.. كل ذلك والأمين العام السابق عمرو موسي وكأنه " لا يري ، لا يسمع، ولا يتكلم " وسبحان الله الحسناء تمثل الجامعة العربية في الصين الآن!! ولأن إدمان عمرو موسي للإعلام لايقل شراهة عن السيجار، فقد فتح باب الجامعة العربية بدون رقابة أو حساب، وترك الحبل علي الغارب في منح الحصانات الدبلوماسية لاتحادات ورقية مقابل التبرع بعشرة آلاف دولار لمجلس الوحدة الإقتصادية العربية (الذي توسع في ذلك كمورد لتدبير المرتبات بعد حالة اختناق مالية اشتدت مع انسحاب دولة الإمارات من المجلس واقتصاره علي تسع دول ليس بينهما واحدة خليجية)، فأعطي الفرصة للانتهازيين فتسللوا ودخلوا مولد موسي بلا حساب .. والنتيجة كانت رسالة حزينة من سيدة مصرية مقيمة بدولة الإمارات العربية المتحدة تستغيث من نصاب رفع شعار الجامعة العربية وقدم لها نفسه كممثل لاتحاد المنتجين العرب، وأخذ منها مليونين وربع مليون درهم إماراتي ( ثلاثة ونصف مليون جنيه مصري تقريبا) مقابل إنتاج برنامج تليفزيوني لها تحت مظلة الجامعة العربية وتحويلها لمذيعة شهيرة، ومنحها لقب سفيرة للسياحة العربية في غضون أربعة أشهر من توقيع عقد اتفاق علي أوراق تحمل شعار الجامعة العربية في 5 مايو 2011 ، وعندما طال الانتظار لعب الفأر في صدر السيدة فتحركت مع محاميها وتم إعداد مذكرة قانونية أرسلتها إلي قطاع الشئون القانونية بالجامعة العربية تستفسر عن مصير العقد والأموال التي تسلمها نصاب شعار الجامعة العربية، ليست هذه هي المشكلة الوحيدة المثارة داخل أروقة الأمانة العامة بالجامعة العربية، فهناك هدي يسي أمين عام اتحاد المستثمرات العرب الذي بدأت فكرته خلال مؤتمر للاستثمار بشرم الشيخ في 3 ديسمبر 2003 ، وطلبت هدي من سوزان مبارك دعم واحتضان الفكرة ومنحها شرف الرعاية ليكون هناك اتحاد للمستثمرات علي غرار اتحاد المستثمرين ، وبالفعل تم تشكيل الاتحاد في عام 2004، ثم سريعا صدر له قرار القرار رقم 1272 في الأول من يونيو 2005 بضمه للاتحادات العربية النوعية المتخصصة بالجامعة العربية، وبعده بقليل حصلت علي جميع المزايا والحصانات الدبلوماسية بما فيها الإعفاء من رسوم الجمارك علي الواردات، وسيارة تحمل لوحات دبلوماسية، علي غرار اتحاد المستثمرين العرب الذي يتمتع بهذه المزايا منذ 2 أبريل 2005، ويتولي فيه منصب الأمين العام السفير جمال البيومي ، وتربط عمرو موسي بالسفير جمال البيومي علاقات حميمة أثمرت دعم موسي خلال وجوده بوزارة الخارجية المصرية للسفير البيومي بتولي منصب الأمين العام لبرنامج الشراكة المصرية الأوروبية، ثم دعمه باتحاد المستثمرين العرب، واختياره ممثلا خاصا له يتحدث باسمه في بعض الملتقيات والفعاليات الدولية. وهناك من المواقف ما لا يقل إثارة عن هذه المشاهد الفوضوية والتكالب علي غنيمة الجامعة العربية والمتاجرة بالشعار في البيزنس والابتزاز، ومنها ملتقي المبدعين والرواد العرب لأحد الناصبين الآخرين وهو عبده بلان سوري الجنسية، الذي كان يحظي برعاية الأمين العام السابق عمرو موسي، حيث عقد الجلسة الافتتاحية للدورة الثانية للملتقي بالقاعة الكبري بمقر الأمانة العامة للجامعة العربية في عام 2003 ، مقابل إيجار ثلاثة آلاف جنيه مصري، وبعدها انتقل إلي فندق سفير الزمالك (هيلتون الزمالك الآن ) وهو يحمل أوراقا عليها شعار الجامعة العربية ورعاية الأمين العام عمرو موسي للملتقي ، وكذلك رعاية الشيخ مبارك الدعيج صباح الوكيل المساعد لشئون الإعلام الخارجي بالكويت (رئيس وكالة أنباء الكويت حاليا)، ولأن الفندق يتبع المجموعة الكويتية للاستثمار، وأيضا أوراق تحمل شعار الجامعة العربية ورعاية أمينها العام، فقد أحسنت إدارة الفندق استقبال وفد المؤتمر وتقديم الخصم الخاص بالجامعة العربية وبعد ثلاثة ايام بلغت تكلفة الاقامة نحو 50ألف جنيه مصري، وطلب المدير المالي للفندق المبلغ من عبده بلان أمين عام الملتقي فطلب مهلة حتي يذهب للبنك لإحضار المبلغ، وفي نفس الوقت بدأ أعضاء المؤتمر إخلاء الغرف والرحيل بحسب مواعيد طائراتهم، إلا ثلاثة كانت طائراتهم بعد الظهيرة، ومنهم شاعر سوداني (تولي منصب سفير من قبل)، وشاعرة من سلطنة عمان وأخري من دولة الامارات، وعندما طلبوا جوازات سفرهم من الاستقبال بالفندق ففوجئوا بأنه متحفظ عليهم وعلي جوازات سفرهم حتي يتم سداد تكاليف إقامة المؤتمر، وبعد تحرك السفارة السودانية بالقاهرة وممثلين عن سفارتي عمان والامارات، وطلبوا منه الحضور علي أن يتم تسوية الموضوع بهدوء ، ووافق وعندما وصل للفندق وجد شرطة السياحة فى إنتظارة و تم تحرير محضر لة و اصطحابة غلى نيابة قصر النيل . إلا أن أصدقاء لة إتصلوا بالدعيج الكويتى و توسلوا لة فطلب من المركز الإعلامى الكويتى بالقاهرة منحة 10 ألاف دولار. نشر فى العدد 596 بتاريخ 12 مايو 2012