"استقبال أسطوري من بلد أصيل".. هذا ما وصفه المتابعون لزيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي لسلطنة عمان، بدعوة من السلطان قابوس بن سعيد، سلطان عمان، كأول زيارة له عقب توليه مهام الحكم، استمرت الزيارة ثلاثة أيام متواصلة جنت خلالها البلدين المزيد من التعاون المتبادل والاستثمارات، كخير دليل على قوة علاقة الترابط بين مصر والسلطنة، ليختتمها الرئيس السيسي صباح اليوم، ويطير إلى أبو ظبي في زيارة رسمية يلتقي خلالها الشيخ محمد بن زايد ولي عهد أبو ظبي. في البداية اصطف كوكبة كبيرة من فرسان الحرس السلطاني لاستقبال الرئيس عبدالفتاح السيسي، لدى وصوله بوابة مسقط، حيث كان في استقباله السلطان قابوس بن سعيد، وتم عقد جلسة مباحثات بين الرئيس والسلطان قابوس ضمت وفدي البلدين، رحب خلالها السلطان بزيارة الرئيس، مؤكدًا ما تتسم به العلاقات المصرية العمانية من تميز، وما يجمع الشعبين والبلدين الشقيقين من تاريخ طويل من المودة والتعاون المشترك. وأشار السلطان قابوس إلى المكانة التي تحظى بها مصر وشعبها لدى الشعب والحكومة العمانيين، مثمنًا دور مصر باعتبارها دعامة رئيسية لأمن واستقرار دول الخليج والوطن العربي، ومؤكدًا دعم بلاده الكامل لمصر ومساندتها في حربها على الإرهاب. وأكد السلطان حرص بلاده على تعزيز العلاقات الثنائية مع مصر على جميع المستويات، معربًا عن تطلعه لأن تساهم زيارة الرئيس في تعزيز أطر التعاون القائمة ودفعها إلى آفاق أرحب. وقال المتحدث الرسمي للرئاسة، إن الرئيس أعرب من جانبه عن تقدير مصر قيادة وشعبًا، للمواقف المُقدّرة التي أتخذتها سلطنة عمان الشقيقة بقيادة السلطان قابوس بن سعيد أتجاه مصر وشعبها، مشيرًا إلى ما يحظى به جلالة السلطان والشعب العماني من تقدير كبير لدى الشعب المصري.
وأكد الرئيس تطلع مصر لتعزيز علاقات التعاون الثنائي مع سلطنة عمان في مختلف المجالات، بما يُحقق المصالح المشتركة للبلدين والشعبين الشقيقين. وأضاف المتحدث الرسمي، أن المباحثات تطرقت إلى سبل تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين، حيث أتفق الجانبان على أهمية العمل على تطوير التعاون بين البلدين، خاصة على الصعيد الاقتصادي وتعزيز التبادل التجاري بما يرقى إلى مستوى العلاقات المتميزة بين البلدين، وذلك من خلال اللجنة المشتركة بين الجانبين والمقرر عقد جولتها القادمة في مسقط. وتطرقت المباحثات أيضًا إلى عدد من القضايا الإقليمية والدولية ذات الأهتمام المشترك، إذ توافقت رؤى الجانبين بشأن أهمية تضافر جهود المجتمع الدولي من أجل التوصل إلى تسوية سياسية للأزمات التي تشهدها بعض دول المنطقة وخاصة اليمن، حيث استمع الرئيس من السلطان قابوس إلى رؤيته بشأن الأزمة في اليمن وسبل العمل على حلها بشكل يخفف المعاناة اليومية للشعب اليمني الشقيق. وتطرقت المباحثات إلى عدد من القضايا الأخرى، مثل سوريا ولبنان والعراق، حيث أكد الجانبان أهمية الحفاظ على كيانات ومؤسسات تلك الدول ويحمي وحدتها الإقليمية ويصون مقدرات شعوبها. وعرض الرئيس للسلطان قابوس تطورات الأحداث في مصر منذ اندلاع ثورة 25 يناير وحتى الآن، مستعرضًا التحديات التى واجهتها الدولة من ذلك التاريخ وما شهدته مصر من اضطرابات عنيفة على الساحة الداخلية مرورًا بثورة 30 يونيو التي حافظت على هوية الدولة المصرية، ووصولًا إلى الإصلاح الاقتصادي وانطلاق عملية التنمية الشاملة في كل ربوع مصر وعلى كافة المستويات، مؤكدًا أن ذلك ما كان ليحدث إلا بوعي وصبر الشعب المصري العظيم، الذي وصفه بالبطل الحقيقي لتلك المرحلة. فيما أقام السلطان قابوس بن سعيد بضيافة قصر العلم العامر مساء اليوم، حفل عشاء رسميا تكريما للرئيس عبد الفتاح السيسي والوفد المرافق له، بمناسبة زيارة السيسي للسلطنة. وضم وفد مصر السفير سامح شكري وزير الخارجية، والمهندس طارق قابيل وزير التجارة والصناعة، والدكتورة هالة السعيد وزيرة التخطيط، واللواء مصطفى الشريف رئيس ديوان رئاسة الجمهورية، واللواء عباس كامل القائم بعمل رئيس المخابرات العامة ومدير مكتب الرئيس، والسفير بسام راضى المتحدث باسم رئاسة الجمهورية، ومحمد غنيم السفير المصري بسلطنة عمان. كما حضر حفل العشاء رئيسا مجلسي الدولة والشوري العماني وعدد من الوزراء والمستشارون وقادة قوات السلطان المسلحة وشرطة عمان السلطانية وعدد من المكرمين أعضاء مجلس الدولة وعدد من أعضاء مجلس الشورى وأعضاء السلك الدبلوماسي لدى السلطنة وعدد من أصحاب السفراء بوزارة الخارجية وعدد من شيوخ وأعيان محافظة مسقط، وعدد من كبار الضباط العسكريين. وقبيل حفل العشاء، تبادل السلطان قابوس والرئيس السيسي رئيس الهدايا التذكارية بمناسبة زيارة الرئيس للسلطنة. وفي اليوم الثاني للزيارة التاريخية التي يقوم بها الرئيس عبدالفتاح السيسي، إلى سلطنة عمان، زار الرئيس عبدالفتاح السيسي جامع السلطان الأكبر، حيث استمع إلى إيجاز عن تاريخ بناء الجامع وتعرف على التصاميم التي بنى بها والتي تضم نماذج لمختلف التصاميم المعمارية العمانية والإسلامية. كما تعرف الرئيس على المرافق التي يضمها الجامع كمعهد العلوم الإسلامية والمكتبة وقاعة المحاضرات، وقام الرئيس في ختام زيارته بتسجيل كلمة في سجل كبار الزوار، عبر فيها عن إعجابه لما يضمه الجامع من تصميمات رائعة وفنون رائعة ودوره في دعم وتعزيز الدراسات الإسلامية. كما زار الرئيس السيسي دار الأوبرا العمانية، واستمع إلى موجز عن الدار والمرافق التابعة لها، وطبيعة العروض التي تقدمها وبرامجها على مدار العام، والتجهيزات التي تضمنتها والتي تعد من أحدث التجهيزات المستخدمة في عروض الموسيقى العالمية. وتعرف الرئيس السيسي خلال جولته بدار الأوبرا العمانية على الثراء المعماري التي يتميز بها الدار، وأطلع على الدور الذي تقوم به وفنون موسيقية عالية المستوى. وسجل الرئيس عبدالفتاح السيسي، كلمة في سجل كبار الزوار بدار الأوبرا العمانية، حيث أشاد بالمركز الذي يعد مركزا للفنون الراقية. وقال الرئيس في كلمته، خلال الزيارة، إن دار الأوبرا العمانية تسهم بقوة في تعزيز التواصل الحضاري مع مختلف دول العالم، وتثري الحياة الثقافية في عمان، مشيدًا بالفن المعماري المتميز لدار الأوبرا العمانية. وأوضح السيسي أن تناغم التراث المعماري العماني والعربي والإسلامي قدموا صورة حضارية وفنية ملهمة تعكس ما يتميز به الشعب العماني من رفعة ورقي ثقافي. وأعرب الرئيس السيسي عن سعادته بزيارة دار الأوبرا السلطانية، متمنيا لإدارتها وجميع القائمين عليها مزيدا من التوفيق والنجاح. كما تداول رواد عمانيون بموقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، مقطع فيديو قالوا إنه لموكب الرئيس عبدالفتاح السيسي، والسلطان قابوس بن سعيد، أثناء مرورهما بكورنيش شاطئ السيب بمسقط.
كما زار الرئيس السيسي متحف قوات السلطان المسلحة، بقلعة بيت الفلج في عمان، وأطلع خلال جولته، على أروقة المتحف المتعددة والمخطوطات التاريخية ذات العراقة العمانية التي تجسد حضارة عمان عبر التاريخ، وما تبرزه من شواهد ومحطات تاريخية للعسكرية العمانية. واختتم الرئيس زيارته العمانية باجتماع ضم كبار رجال الأعمال في سلطنة عمان، حيث يضم الوفد مستثمرين ورؤساء مجالس إدارة بنوك ورجال أعمال على مستوى عالي.
