غرفة مبارك في طرة تكلفت 7 ملايين جنيه واشتروا له ترابيزة أكل بثلاثين ألفاً ومجفف ملابس بستين «تمثيلية»..... هذا هو الوصف الدقيق لما يحدث الآن مع الرئيس المخلوع حسني مبارك لتمهيد الرأي العام لتقبل اخراجه من سجن طرة ونقله الي مستشفي المعادي العسكري بدعوي تدهور صحته وعدم جاهزية مستشفي السجن لحالته رغم ان لجنة الصحة بمجلس الشعب زارت السجن الذي تكلف تجهيزه سبعة ملايين جنيه واصدرت تقريرا أكدت فيه ان المكان صار مجهزا لنقل المخلوع اليه إلا ان المجلس العسكري قرر ألا يهين مبارك وبدأ في اتخاذ اجراءات نقله الي المستشفي العسكري بالمعادي. الغريب ان الاستعدادت تجري الآن علي قدم وساق داخل مستشفي المعادي العسكري ومهبط الطائرات المقابل لها علي كورنيش النيل حيث يتم تغيير التكييفات في الدور الثالث بالكامل مع عمل وسائل تأمينية للمخلوع خوفا من توجه المتظاهرين الي المستشفي القريب من ميدان التحرير، كما تم تغيير طاقم الممرضات بالكامل مع محاولة فصل هذا الدور عن بقية المستشفي أمنيا حتي إنه سيتم منع الاسانسير من الوقوف في هذا الدور للمترددين علي المستشفي وتخصيص مصعد آخر بالمستشفي لتستخدمه اسرة المخلوع كما يتم تجهيز مهبط آخر في ساحة تقع خلف المستشفي وهي التي ستستقبل الطائرة التي ستقل المخلوع حيث سيتم نقله للغرفة رقم 308 حسبما اكدت بعض المصادر والتي تم تجهيزها للمخلوع تحت رعاية طبية من اثنين من كبار الأطباء الذين كانوا يتابعون حالته.. علي الجانب الآخر فإن المشهد داخل سجن طرة مكمل لما يحدث داخل مستشفي المعادي حيث تم تخصيص طائرة هليكوبتر منذ اليوم الثاني لوصول المخلوع مع وجود سيارة اسعاف تقف بالقرب من الطائرة لنقل مبارك من غرفته بمستشفي السجن الي الطائرة.. ما يثير حالة الغثيان لدي المصريين من المجلس العسكري انه كلف لجنة طبية مكونة من عدد من مستشاري مكتب النائب العام والإدارة الطبية العسكرية وأعضاء من هيئة الشرطة باعداد خطة عاجلة لوضع الترتيبات الأمنية وتجهيز مستشفي سجن مزرعة طرة وإعداد وحدة طبية مصغرة تمهيدا لنقل المخلوع من المركز الطبي العالمي إلي السجن وانفق علي ذلك 7 ملايين جنيه.. وبدأت التسريبات عن سبب نقل المخلوع لمستشفي المعادي بسبب تعرضه لازمة صحية فور نقله الي سجن طرة عقب الحكم عليه بالمؤبد خاصة أنه لم يعلم بانه سيتم نقله للسجن وكان يعتقد انه في طريقه الي المركز الطبي العالمي وفورعلمه رفض النزول من الطائرة إلا بعد فترة ليدخل في سلسلة ازمات صحية وضيق شديد في التنفس.. ولعل ذلك ما دفع محاميه وزوجته سوزان الي التقدم بطلب للنائب العام لنقله الي مستشفي استثماري حيث قام النائب العام بتكليف عدد من الاطباء الاستشاريين من قطاع الخدمات الطبية بوزارة الداخلية بفحص حالة الرئيس المخلوع لكتابة تقرير عن حالته ويعد هذا التقرير بمثابة خطوة تالية للتقرير الأول الذي أعده الأطباء المسئولون عن متابعة حالة المخلوع وأكدت مصادر أمنية أن تقرير كبار الاستشاريين اوضح تدهور حالة مبارك الصحية عن الحالة التي دخل بها سجن طرة وأن حالة مبارك تتعرض للخطر بسبب سوء عمليات التهوية داخل غرفة العناية المركزة نظرا لوجودها بالطابق السفلي للمستشفي ولا يوجد بها إلا شباك واحد ولا يتم استخدام أجهزة التكييف الهوائي بسبب رفض مبارك لها وعدم اعتياده علي استخدامها وأنه نظرا لارتفاع درجة حرارة الغرفة المودع بها قام بخلع الترينج الذي كان يرتديه وقام فريق التمريض بإلباسه بيجامة من القماش الخفيف زرقاء اللون خاصة أن مبارك تحيط بالسرير الخاص به عوازل من حوائط من الزجاج حتي يتمكن الأطباء والممرضون من متابعة حالته الصحية. وتتطلب حالة مبارك كميات من الأدوية يتم توفيرها من خارج مستشفي السجن لعدم اعتياد الحالات المرضية علي تناولها ومنها عقاقير الحقن الخاصة بإذابة الجلطات الدموية وغيرها من الأدوية الحديثة كما تتطلب حالة مبارك بعض الاجهزة الطبية التي تستخدم في نقله من داخل غرفته نظرا لعدم قدرته علي الحركة وقد طالب جمال مبارك بانتداب أحد الأطباء المتخصصين السابق تعاملهم مع والده من خارج السجون إلا أن إدارة السجن رفضت لعدم قانونية هذا الإجراء.. من جانبه قال حسن البرنس نائب الحرية والعدالة وعضو لجنة الصحة بمجلس الشعب إن حكاية مرض مبارك وتدهور صحته مسرحية هزلية الغرض منها تهريب قاتل الثوار خارج أسوار السجن ليقيم في جناح مكيف داخل احد المستشفيات مشيرا الي انه زار سجن ومستشفي مزرعة طرة وتفقد أوضاع المساجين الموجودين هناك وتم الاتفاق علي اصلاح غرفة المستشفي وبالفعل تم تجهيز غرفة بمثابة عناية مركزة تكلفت 7 ملايين جنيه اي انها بمثابة شقة علي النيل حيث تكلفت الدولة الملايين السبعة علي غرفة رفض المخلوع الاقامة فيها رغم اننا اكتشفنا بعد ذلك انهم اشتروا له ترابيزة أكل تم وضعها في الغرفة تكلفت 30 الف جنيه علاوة علي مجفف ملابس تكلف 60 الف جنيه وغسالة اوتوماتيك تكلفت 35 الف جنيه ولك أن تقيس بقيمة محتويات الغرفة من تركيب زجاج . نشر بالعدد 600 بتاريخ 11/6/2012