وكان لكل منهم لديها مكانة وموقع.. الكبرى جعلت إخوتها يتعاملون معها على أنها الأم الثانية بعدها.. غضبها يعمل له حساب.. وكلمتها لها قيمة لديهم وكانت تسميها.. رجل البيت.. فنشأ الاخوة وقد جعلوا للشقيقة الكبرى موقعا لها فى حياتهم.. أمى.. ذاكرت مع الجميع.. نقلت المحاضرات.. اشترت الكتب الدراسية تقدم عنهم الشهادات المرضية واجازات العمل تقيس بدلا من ابنتها الاحذية.. فالمقاس واحد وذوقهما متشابه.. وابنتها أم وزوجة وعملها يأخذ كل وقتها.. إلى هذا الحد كانت تعيشنا ونعيشها.. أمى كانت مجرد تلميح منها برغبتها فى شىء.. معين.. هنا.. يتبارى الابناء فى تلبيته فى تسابق جميل بينهم.. لم يكسر خاطر هذا الجيل.. أمى.. إلا بعد سفر الابناء فجأة إما للدراسة واما للعمل.. هنا بقدر ما ملأت حياتها بهم.. بقدر ما خلت الدنيا من حولها بغيابهم وأصبحت لها دمعة حيرى لا تسقط من عيونها ولا تريد لأحد أن يراها تبكى.. وحينما تسمع نجاة تغنى حبايبنا عاملين إيه.. في الغربة وأخبارهم ايه؟.. يملأ الشوق نفسها.. ولكن تكتمه حتى عنهم.. تلى ذلك عدم توفيق إحدى ابنتيها فى الزواج.. هنا بدأ المرض يعرف طريقه لجسدها ولروحها الجميلة ولسنها الضاحك ويوم أن وفقت الابنة فى نصيب جديد.. وشعرت هى أنها فى سبيلها أن تبدأ فى تضميد جراح قلبها المحب لأولادها.. رحلت سريعا حتى لا يحزنها شىء عليهم.. فما عشقت أم أولادها بهذا الشكل.. لدرجة أن قال الجميع بعد وفاة ولديها إن من رحمة الله بها أن رحلت قبلهما والا ما كان أحد ليتصور ماذا سيكون حالها لو عاشت فراقهما ورحيلهما..رحم الله الجميع.. جميلة الجميلات أمى والاشقاء.. ترى حبايبنا عاملين إيه في الغربة.. وأخبارهم إيه؟ قال يا فرعون إيه اللى فرعنك؟ قال مالقيتش حد يردنى الحكاية وما فيها مسئول وحرمه وهو كلف من الدولة بمنصبه المرموق محافظ.. وهو منصب حافل بالمسئوليات الجسام والذى ينتظر منه الجميع بعد طول ما أصاب هذا المكان من انهيار واهمال وتدهور.. تلك حكاية المسئول الذى انتظر منه الجميع الكثير ولكنه جاء وفى صحبته زوجته ترافقه فى كل مكان وفى كل اجتماع خاص كان أو عام وثار لغط شديد وعلا الهمس والكلام والرغى هيه الحكاية إيه؟ والمسئول لا يرد ولا يعلق.. وان رد فباندهاش شديد من تساؤلات الناس.. والناس لم ينقصها الا هذا يعين المسئول ومعه حرمه هل هذا نوع من الونس أم العشرة أم الاعتياد بفعل السنوات الطوال من عمر الزوج أم ماذا؟ يخرج علينا وزير مسئول يعلق بلطف وهدوء أن الموضوع كان حالة دعوة خاصة ووحيدة ولكن لن تتكرر.. ماشى لكن بالتأكيد هناك نوعا من المساءلة للرد على الرأى العام وإذا تم الاستمرار فى نفس الفعل لابد من رد فعل ولكن لا حياة لمن تنادى فتطلع جريدة صباحية على القارئ بخبر عن السيدة المذكورة وعن اصرارها على الظهور فى الاجتماعات العامة حيث شاركت مؤخرا فى اجتماع شبابى استعرضت فيه تجربتها فى جمعية رواد البيئة كما أصدر مركز الدراسات البيئية بمكتبة الاسكندرية بيانا ذكر فيه أن مشاركة زوجة المحافظ جاءت بصفتها ممثلة لجمعية رواد البيئة وبناء على طلبها.. وقاله يافرعون ايه اللى فرعنك؟ قاله مالقيتش حد يردنى. لو الإعلان ده جه من وراه ملايين بلاش منه شركة اتصالات كل فترة تطلع على الناس بكبشة إعلانات غريبة الشكل والمضمون يأخذ المشاهد وقتا حتى يتفهم المقصود من الاعلان حتى يتحفونا بآخر أكثر منه غرابة.. المهم انها إعلانات غير مستساغة لا فى اللياقة ولا الذوق.. إعلان منها الصورة فيها عدد من الاشخاص متباينى الاعمار والازياء وفجأة تنتقل الى طفل يقضى حاجته بجوار الحائط واندفاع المياه يجعلك تتقزز على الشاشة؟ قضاء الحاجة على الشاشة؟ هل إلى هذا الحد وصلنا من قلة الذوق؟ ماذا نريد أن نقول لأطفالنا بصورة كهذه؟ وماذا بعد أن قصرنا الملابس ونزعنا أكمامها وأطلنا الشعور وصبغناها واستنسخنا من الممثلة الواحدة العشرات بذات الماكياج والعرى..؟ ماذا بقى بعد هذا كله.. قضاء الحاجة على الشاشة..؟ والله عيب ولو هذا الاعلان جاء من ورائه ملايين بلاش منه.. بعض الحياء يا سادة