في ظل هذه الغيوم التي تسمح لبعض الاطراف أن تمارس هوايتها ورغبتها في خلق الازمات وتحقيق رغباتها المكبوتة منذ سنوات بإقصاء بعض الاطراف وتهميش الخصوم تعطشا للسلطة واثباتا للذات دون التفكير في مصلحة الوطن وفي هذه المرحلة الحرجة التي تمر بها البلاد وعلي أبواب انتخابات الرئيس الواعد تطفو علي السطح ظواهر غير محمودة تعلو وتظهر بوضوح. فمسلسل الاخطاء مازال قائما ومستمرا والحاصل ودون تكرار الحديث عن ما هو الخطأ وما هو الصواب وعن سوء الفهم وسوء التصرف أذكركم فقط بما عانينا منه في الماضي القريب من شهوة السلطة والاستحواذ لدي النظام السابق وكيف كان يسيطر سيطرة مطلقة علي مفاصل الدولة من السلطة التنفيذية والتشريعية ومؤسسة الرئاسة.. وما أخشاه ايها القارئ العزيز هو تكرار الصورة بملامحها القاتمة السوداء.. وإذا كانت الديمقراطية سلعة نادرة أو غير متوفرة فإن تلك اختلطت حساباتها واختل توازنها حين يحقق حزب الأغلبية التوافق عليه دون مراعاة للظروف أو المناخ الذي يفرض نفسه فيه وعليه.. فإذا كان القانون الجنائي يعتبر التزوير المفضوح هو الذي يعاقب عليه الناس فإن سطوة المال واللعب علي الوتر الحساس لوجدان البشر في مناخ الفقر والجهل لا يقل جريمة عن التزوير المفضوح وتصبح الديمقراطية غير عادلة. ولتثبت التجربة ما نخشاه وما نريده لصالح الوطن .. وأتصور يا سادة يا كرام أن قصة الشد والجذب بين الاخوان والمجلس العسكري غير مقنعة دراميا واذا كان مجري الحوادث في ظاهره لا يكفي لرؤية ما تحت السطح ووسط تزاحم الاحداث واختلاط الحابل بالنابل فلم تزل الوقائع حية في اذهاننا من تشويه حركة الثورة والثوار ونأمل أن يعطينا الله الثقة في انفسنا لنري أننا مازلنا في بداية طريق مفروش بالاشواك والمخاطر والدسائس وعلينا أن نمضي قدما بالهروب إلي الأمام فهناك مسار لابد من استكماله لأن اختلال الموازين يزيد من درجة الانزلاق إلي المجهول فلابد أن نتحلي بالصبر والقوة ونعلم علم اليقين أن هذا البلد في حماية رب العالمين.. لذلك نحن جميعا معنيون بالتعاون والمشاركة في انقاذ البلاد والعباد من خلق الازمات واتساع الخلافات والتصدي لمن يملك المهارة في تفتيت النسيج الاجتماعي وإثارة كوامن التعصب وعلي الذين يتسلمون مواقع المسئولية أن يستشعروا أن خطواتهم واجراءاتهم وقراراتهم تسهم في حل الازمات القديمة والمستعصية ولا سبيل إلي ذلك إلا بالاحتكام إلي المعايير العلمية الصحيحة وعدم الاستسلام للمنطق المعوج الذي يفرضه الواقع المريض.. فلن نرضي أن نعود إلي الخلف.. نريد دولة مزدهرة ومتقدمة بابناء مبدعين في الفكر والادب والفن الراقي وبعيدة عن النظرات الضيقة والمعايير الفئوية القاصرة إلي حد الجهل فالشعب المصري تعدي سن الرشد واصبح ناضجا فكريا وسياسيا وعنده قدرة خارقة في التمييز بين ما هو حقيقي وما هو مزيف فإن درجة الوعي والإدراك اصبحت عالية جدا والدليل أنه في لحظة تاريخية استطاع اسقاط ثلاثة عقود متواصلة عجزت علي اقناعه بأن ما هو قائم هو الصحيح.. وأختتم قولي بكلمات أحمد مطر: وطني مازال ملقي مهملا فوق الرصيف.. غارقا في سكرات الموت والحكام سكاكير والشعب نزيف. نشر بالعدد رقم 595 بتاريخ5/5/2012