- وزارة الصحة كانت تعلم بالأزمة قبل حدوثها ب3 شهور - خطاب من "أكاديما انترناشيونال" لإدارة الصيدلة للتحذير من الأزمة - مليون ونصف وحدة بنسلين كانت بالأسواق في أبريل الماضي بعد أن ترك شعراوي "أكاديما انترناشيونال" - الدكتورة ألفت غراب رئيس الشركة العربية للأدوية صنعت الأزمة.. و"تصفية الحسابات" كلمة السر
في 29 نوفمبر الماضي، انفردت صوت الأمة بتحريات مباحث الأموال العامة بشأن قيام رجل الأعمال "مدحت ص.ش" رئيس مجلس إدارة شركة "اكديما" الحكومية للأدوية السابق، بالتسبب في نقص دواء "بنسيتارد" الخاص بالحمى الروماتيزمية على قلب الأطفال منذ 5 أشهر، والاستيلاء عليه، بضم 48 صنف دواء تستوردهم الدولة ونقلهم إلى شركة أخرى خاصة ملك رجل الأعمال المتهم وزوجته وأولاده. اقرأ تفاصيل القضية كاملة من هنا: "صوت الأمة" تنفرد بنشر تحريات قضية المتاجرة بأدوية قلب الأطفال (مستندات)
بتاريخ 4 ديسمبر الماضي، تسلمت نيابة العجوزة شهادة موثقة من الشهر العقارى تتضمن تنازل رجل الأعمال المتهم "مدحت ص.ش" رئيس مجلس إدارة شركة "اكديما" الحكومية للأدوية السابق، عن 48 صنف دواء تستوردهم الدولة، كان قد أستولى عليهم ونقلهم إلى شركة أخرى خاصة ملك رجل الأعمال المتهم وزوجته وأولاده بعد أن انفراد "صوت الأمة" بنشر تفاصيل القضية برمتها الاسبوع الماضى .
هل تورطت وزارة الصحة في صناعة أزمة البنسلين؟
وبماشرة التحقيقات في القضية المذكورة، وإيمانا بحق القارئ بالمعرفة، كشفت "صوت الأمة" تطورات جديدة في القضية، فبحسب ما كشفته المستندات علمت وزارة الصحة عن أزمة نقص البنسلين "دواء قلب الأطفال" بها قبل حدوثها بأكثر من 3 شهور.
في التحقيقات ادعت وزارة الصحة أن رئيس أكاديما انترناشيونال السابق المتسبب في توقف استيراد البنسلين، لكن وفقا للمستندات فإن شركة أكاديما وردت في شهر أبريل الماضي مليون وحدة بنسلين إلى الشركة المتحدة للصيادلة لتوزيعها على الأسواق، إضافة إلى باقي الشركات الموزعة، وأن هذه الكميات تكفي حاجة الأسواق ما لا يقل عن 3 شهور.
بحسب الإحصاءات فإن حجم احتياج السوق الدوائي في مصر من جرعات البنسلين يبلغ نحو 6 ملايين جرعة، الغريب في الأمر أن الدكتور مدحت شعراوي رئيس مجلس إدارة شركة أكاديما انترناشيونال السابق، قد ترك العمل في الشركة في نفس الشهر أي أن المخزون كان يكفي البلاد أكثر من 3 شهور، وإذا كانت شركة اكاديما القابضة برئاسة ألفت غراب والتي تولت الإدارة في هذا التوقيت كانت على علم بكل هذه التفاصيل، فلماذا لم يتم تدارك الأمر قبل انتهاء البنسلين من الأسواق والسؤال هنا من صنع أزمة عقارالبنسلين؟
في الحقيقة إن العقار الحيوي يتم توفيره من قبل 7 شركات أدوية، ما بين الإنتاج والتصنيع المحلي، من بينهم 6 شركات تابعة لوزارة قطاع الأعمال تحت مظلة الشركة القابضة للأدوية، وهي عاملة في تصنيعه محليًا بعد استيراد المادة الخام؛ وهي؛ شركة النيل وشركة مصر والنصر وسيد التابعين للشركة القابضة للأدوية، إضافة إلى شركة تصنيع أخرى وهي شركة المهن الطبية التي تتبع شركة أكديما القابضة، فضلًا عن وجود شركتين أخيريين تتبع نفس الشركة قائمتين على الاستيراد من الخارج وهما؛ أكديما إنترناشونال وأكتوبر فارما التابعتين للشركة العربية للصناعات الدوائية والمستلزمات الدوائية "أكاديما القابضة" التي ترأسها الدكتورة "ألفت غراب"، وأكدت المستندات التي بحوذتنا أن أزمة "البنسلين" الحالية تعود إلى مُنتصف أبريل 2017، وهو تاريخ قيام ألفت غراب، رئيس الشركة العربية للصناعات والمستلزمات الدوائية، بتغيير رئيس مجلس إدارة شركة أكديما إنترناشيونال، مدحت شعراوي، ووقف نشاط استيراد الأخيرة لحين الكشف عن العلاقة بين الشركات وتأخر سداد المديونيات، وذلك من خلال تشكيل لجنة لفحص تلك الأمور.
تصفية الحسابات
وكشفت المستندات أن هناك بعض المديونيات كانت على شركة أكديما إنترناشيونال قبل أن يترك رئيس مجلس الإدارة السابق منصبه، أبريل 2017، بسبب أزمة تدبير العملة، وأيضًا بسبب أن جزءا كبيرا من أموال الشركة، كان يتم توجيهها لبناء مصنع "الهرمون" الذي أُفتتح قريبًا، كون أول إنتاج له يُغطى معظم مديونيات الشركة، في حين أن المورد الأجنبي للبنسلين يُحول إليه جزء من قيمة الرسائل الاستيرادية المطلوبة وجزء آخر من المستحقات القديمة عن طريق شركة تكنوفارما، كونها الوكيل التجارى للشركة".
الكارثة الكُبرى كانت في إرسال الدكتورة ألفت غُراب وفدًا من شركة أكديما إنترناشيونال إلى المورد الأجنبى في الصين وإبلاغه بأن رئيس مجلس إدارة الشركة السابق تتم ملاحقته قضائيًا، وأن مُستحقاته السابقة لدى شركة تكنوفارما، التى يرأسها أيضًا مدحت شعراوى، رئيس مجلس إدارة أكديما إنترناشيونال السابق"، وهو ما أدى في النهاية إلى إيقاف التعامل مع المورد الصيني وعدم توريد العقار بسبب سوء إدارة اكاديما القابضة للأزمة وتصفية حسابات شخصية على حساب المريض، والذي يؤكد ذلك نصوص العقد المبرم بين اكاديما انترناشيونال وشركة تكنو فارما، يشير إلا أنه ليس من حق الأخيرة الاستيراد إلا بموافقة شركة اكاديما، ما يؤكد عدم مسؤلية "تكنو فارما" عن الأزمة، بحسب تصريحات وزارة الصحة.
لم تنته تفاصيل الأزمة عند هذا الحد ، فقد كشف مستند صادر إلى إدارة الصيدلة بوزارة الصحة، عن التحذير من وجود أزمة بنسلين بالأسواق، هذا ما يؤكده الخطاب الذي حصلت عليه "صوت الأمة"، والذي يحذر من قدوم أزمة بنسلين بسبب توقف المفاوضات مع المورد الصيني، وأن رئيس مجلس إدارة شركة "تكنوفارما" خاطب رئيس الإدارة المركزية لشئون الصيادلة في 19 نوفمبر 2017، يحذر من حدوث أزمة في عقار البنسلين، وكذلك موافقته على استيراد شركة "أكديما إنترناشيونال" ل900 ألف "فيال" بنسلين من المورد الأجنبي مباشرة دون أدنى مسئولية من الإدارة المركزية للشئون الصيدلية، كون "تكنوفارما" الوكيل الحصري لهذا المُستحضر ولا يحق لغيرها الاستيراد.