تشهد أروقة جامعة الدول العربية، حالة من الاستنفار على جميع الأصعدة؛ من أجل اتخاذ الخطوات اللازمة، لإفشال المخطط الرامي إلى ابتلاع القدس، والاعتراف بها عاصمة لإسرائيل، عبر نقل سفارة الولاياتالمتحدةالأمريكية إليها. وكشف الرئيس الأمريكي، في اتصالات مع عدد من الزعماء العرب، عن نيته الإعلان، اليوم الأربعاء، إصدار قرار بوضع قانون الاعتراف بالقدس عاصمة موحدة لإسرائيل، الذي أصدره الكونجرس عام 1995 موضع التنفيذ؛ زاعما أنه يلجأ إلى ذلك تحت ضغوط لم يفصح عن طبيعتها. وفي الوقت الذي أكد فيه الزعماء العرب، الذين هاتفهم الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، بهذا الشأن، أنه لا مجال للمساس بالوضع القانوني للقدس، وشددت الجامعة العربية على أن أي تغيير في شأن القدس لاغ وباطل، ولا يعترف به، كما أنه من شأنه أن يفجر موجة من التوتر على الأصعدة كافة. وإزاء ما يبدو واضحا من إصرار أمريكي، على منح إسرائيل فرصة ابتلاع القدس، وتدمير أي فرصة محتملة ولو نظريا للسلام، أعلنت جامعة الدول العربية، عقد اجتماع طارئ السبت المقبل، على مستوى وزراء الخارجية، بناء على طلب من فلسطين والأردن؛ للنظر في التطورات الخاصة بالإعلان المرتقب لرئيس الولاياتالمتحدةالأمريكية اعتراف بلاده بالقدس عاصمة لدولة الاحتلال الإسرائيلية.
وكشفت مصادر بالجامعة العربية، عن أن مندوبية دولة فلسطين، لدى الجامعة، قدمت مذكرة في هذا الشأن، تطالب بعقد اجتماع لمناقشة التحركات العربية الواجبة؛ إزاء هذا التغير في الموقف الأمريكي، الذي يمس مكانة القدس ووضعها القانوني والتاريخي، بعيدا عن الحل الشامل، والعادل للقضية الفلسطينية كاملة.
من جانبه دعا الرئيس الفلسطيني محمود عباس، زعماء العالم، ورجال الدين المسيحي، والإسلامي، إلى التصدي لمحاولات ابتلاع القدس، مطالبا الولاياتالمتحدة وجميع الدول بالالتزام بقرارات الأممالمتحدة ومجلس الأمن الدولي المتعلقة بهذا الشأن.
من جانبهم دعا نشطاء مقدسيون، إلى إطلاق سلسلة من التظاهرات، اعتبارا من اليوم، في جميع أنحاء فلسطين، ودول العالم الحر؛ تكون تمهيدا لانتفاضة شعبية عارمة، تسمع الجميع صوت أبناء القدس، ورفضهم تغيير الوضع القانوني للقدس العربية.
وحذر المقدسيون، من أن اعتزام الرئيس الامريكي نقل سفارة بلاده إلى القدس، والاعتراف بها عاصمة للكيان الصهيوني، كفيل بتفجير بركان شعبي لا يهدأ؛ لمواجهة ما يمثله ذلك من اعتداء واضح وصريح على حقوق الأمة.
كان مجلس جامعة الدول العربية، طالب في اجتماعه الطارئ، الذي عقد خلال الساعات الماضية، الولاياتالمتحدةالأمريكية، وجميع الدول، بالالتزام بكافة قرارات الأممالمتحدة ذات الصلة بمدينة القدس، بما فيها قرارات مجلس الأمن، ومبادئ القانون الدولي، معتبرا كل الإجراءات والقوانين الإسرائيلية المستهدفة تغيير الوضع القانوني والتاريخي لمدينة القدسالشرقية ومقدساتها وهويتها وتركيبتها الديمغرافية، لاغية وباطلة.
واعتبر المجلس أي اعتراف بمدينة القدس عاصمة لدولة الاحتلال، أو إنشاء أي بعثة دبلوماسية في القدس أو نقلها إلى المدينة، اعتداء صريح على الأمة العربية، وحقوق الشعب الفلسطيني وجميع المسلمين والمسيحيين، وانتهاك خطير للقانون الدولي ولاتفاقية جنيف الرابعة، وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، والفتوى القانونية لمحكمة العدل الدولية الصادرة في عام 2004.
وجدد المجلس تأكيده التمسك بقرارات مجلس جامعة الدول العربية على مستوى القمة، بخصوص مدينة القدسالشرقيةالمحتلة، بما في ذلك ما يخص اعتراف أي دولة بالقدس عاصمة لإسرائيل، أو نقل سفارتها إليها.
وكلف المجلس المجموعة العربية في نيويورك بدراسة الطرق الفعالة للتصدي لأي خطوة من هذا النوع، من خلال أجهزة الأممالمتحدة، بما في ذلك مجلس الأمن.
وقرر مجلس الجامعة البقاء في حالة انعقاد دائم لمتابعة التطورات في هذا الشأن، مع النظر في الدعوة لانعقاد المجلس على المستوى الوزاري في أسرع وقت ممكن إذا اقتضت الحاجة.