على مدار 20 عاما مضت، حُصرت أعمال النظافة بمحافظة القاهرة على الشركات الأجنبية، التى تعاقدت معها المحافظة، لتطبيق منظومة نظافة جديدة، على الطراز الأوروبى، تعتمد كلياً على سيارات جمع القمامة والمكابس، لجمع أكبر عدد مُمكن من القمامة داخل السيارة الواحدة لنقلها إلى نقطة "المناولة"، وخلال هذه الفترة الطويلة من الزمن، تضائل عمل متعهدى القمامة والقطاع الأكبر الذى يعمل فى هذا المجال منذ أكثر من 100 عام تقريباً. قطاع كبير قوامه أكثر من 3 مليون شخص، شريحة كبيرة كانت تعمل فى الخفاء لتُدبر عيشها، فهى لا تعرف مهنة أخرى تمتهنها، فى ظل وجود هذه الشركات التى تُغطى القطاع الأكبر من مناطق العاصمة الأربعة، ففى كل منطقة، كان يأتى أحد المتعهدين، ضمن هؤلاء الذين يتعاملون فى الخفاء، دون أن يراهم أحد، حتى لا يتعرضون إلى المُسائلة القانونية، فيما عدا بعضهم، كانوا يتعاملون مع هيئة نظافة وتجميل القاهرة دون عقد. وبعد مرور كل هذه السنوات، أيقن حينها مسئولو المحافظة، أن النظام القديم فى جمع القمامة بواسطة المتعهدين، هو الأصلح والأفضل للمجتمع المصرى، بعدما فشلت المنظومة الجديدة فشل غير مسبوق، وبعدما انتهت عقود هذه الشركات، أطلقت محافظة القاهرة منظومة جديدة للنظافة، اعتمدت بشكل أساسى على الجمع المنزلى، من خلال التعاقد مع متعهدين قمامة، يحصلون على راتب أو نسبة، ويعملون تحت إشراف هيئة النظافة بالعاصمة. بهذه القرار، وبالتزامن مع انشاء شركة قابضة للنظافة فى مصر تعمل على جمع وتدوير القمامة، عادت الحياة مرة أخرى للملايين الذين يعلمون فى هذا القطاع، بعدما جعلت المحافظة لهم دوراً جوهرياً فى منظومتها للنظافة، وتعاقدت معهم وجعلت بينهم منافسة، ووضعت قواعد فى حالة عدم الالتزام بها، فسيتم فسخ التعاقد معهم مباشرة. وأكد المهندس حافظ السعيد، رئيس هيئة نظافة وتجميل القاهرة، أن المنظومة الجديدة تعتمد بشكل رئيسى على الجمع المنزلى وجمع القمامة من المنازل، مؤكدا أنه سيتم القضاء على ظاهرة "الفريزة"، وهم عبارة عن متعهدين قمامة يفرزون القمامة فى الشارع لاستخراج المخلفات الصلبة وترك العضوية منها، وسيتم نقل القمامة مباشرةً من محطات المناولة الثابتة فى البساتين أو المكابس المتحركة لتجميع القمامة ونقلها اولاَ بأول الى المقالب العمومية. وأضاف رئيس هيئة نظافة وتجميل القاهرة، فى تصريحات ل"صوت الأمة"، أن المنظومة الجديدة لن تقتصر على عناصر النظافة فقط، بل سيصاحبها حملة مكبرة لرفع كفاءة المسطحات الخضراء والجزر الوسطى وتحسين أحوال رصف الشوارع والأرصفة ومراجعة أعمدة الإنارة الخارجية والداخلية بشوارع وميادين المعادى، موضحاً أنه تم تطبيقها فى حيى المعادى، وسيتم تعميمها تباعا على جميع الأحياء.
